إبحث عن موضوع

الفصل الثامن عشر من "ويشاء القدر"💜

الفصل الثامن عشر من "و يشاء القدر"..🌍💙

يا سمييييية
يا إيمااااان
يا محمد
يا حسن
بلال!!
يا بلااااال
كان هذا ياسين الذي أتى بنتيجة تحليل الـ DNA في مساء اليوم التالي
أتوا جميعًا إلا بلال الذي كان يصلي ركعتين لربه و عندما سمع صوت ياسين يصرخ أجهش في البكاء و طال سجوده و ظل يردد:يااااارب ياااارب أنا نفسي فرحتي تكمل
يااارب ماتعلقنيش بحاجة و في الآخر ماتكملش
يااارب لو ليا خير في حاجة قربها مني و لو ماليش خير في حاجة بحقك يارب ماتقربهاش من حياتي..
كانوا خائفين و المشاعر مختلطة فيما بينهم..
ذهبت له سمية ببطء و قالت بهدوء:قول يا ياسين!
ابتسم ياسين و اغرورقت عيناه بالدموع ثم احتضن سمية بقوة و هو يقول بفرحة جعلته يتكلم بصعوبة:ابننا بلال يا سمية نورنا من تاني
انهارت سمية بين ضحكات و دموع
أيعقل أن ولدها عاد بعد كل هذه السنوات؟!
أيعقل أنه عاد بعد كل هذا الغياب!!؟
كانت تردد دائمًا سيستجيب و ها قد أتت لحظة قولها استجاب
سمعوا جميعًا صوت بلال يقول بهدوء:أنا ابنكوا صح؟!
ذلك الصوت الذي أبهج قلب أمه،و تلك الكلمات التي جعلت والده يهرول تجاهه و احتضنه بقلبه و ضلوعه و كأنه يقول له لا تتركني مرة أخرى يا صغيري
احتضنه بلال بقوة و هو يبكي بصوت مسموع ثم خارت قواه و هو يهذي بكلمات كثيرة:أنا إزاي مشيت؟!
أنا ليه مشيت؟!!!!
أنا تعبت في غيابكم
أنـ.. أنا احتجتكوا كتير يا بابا
أنا ماكنتش متخيل إن اللحظة دي ممكن تيجي
كنت فقدت الأمل خلاص يا بابا
بس بردو كنت بقف قدام المراية أمثل لو شُفتك هعمل ايه..
كنت بحاول أتخيل لحظة ما ألاقيكوا هعمل إيه..!
بس ماكنتش بعرف أتخيل حتى لإني كنت فقدت الأمل خالص
و في نفس الوقت كان في حاجة في قلبي بتطلب مني ماوقفش أدعي ربنا
أشار لسمية التي كانت تبكي بشدة و هي جالسة على الأرض مثلما تركها زوجها ثم قال بلهفة و تلعثم:أنـ.. أنا من يوم ما شُفتك يا أمـ.. يا أمي و أنا حاسس إن فيكِ حاجة بتشدني
كنت حاسس إني بيني و بينك حاجة كبيرة
كنت فاكرها مجرد إحترام مش أكتر
و ماكنتش أتخيل إنهم يقولوا إنك أمي..!!!
اندفعت سمية نحوه بسرعة و احتضنته بقوة كبيرة و قالت له بفرحة كبيرة و دموع كثيرة و هي تقبل رأسه و يديه بلهفة:إنت ماتعرفش أنا في غيابك كنت عاملة إزاي يا بلال
أنا كنت ميتة و إنت جيت حييتني من تاني
عشت من غيرك ٢١ سنة كانوا بيقطعوا فيا بالبطيء يا بلال
كنت بحس إن اليوم بيعدي في سنة
ضِعت و إيمان هي اللي كبرتك و يشاء القدر إنها تقابلنا من تاني علشان تجيبك لينا
زي ما يكون كنت أمانة و جت تردهالنا
في هذه اللحظة نظر بلال لإيمان و ابتسم لها بكل الحب المكنون لها بقلبه ثم ذهب إليها و مسح عبراتها التي تشق صدره و قبّل جبينها ثم أمسك يديها و قال بحب:ماتعيطيش إنتِ عملتِ حاجة كبيرة أوي يا أمي و المفروض ترفعي راسك لفوق بسببها
قال هذا ثم احتضنها بحجم كل السنوات التي مضت و لم يستطع احتضانها خوفًا من أن يغضب ربه مثلما علمته هي كل هذا
كان يقول لها و هو يحتضنها:أنا لو كنت أعرف إنك عمتي ماكنتش هروح لبابا كل شوية و أقوله احضن ماما مكاني
أنا لو كنت أعرف حاجات كتير أوي كان هيحصل حاجات أكتر
بس خير كل شيء في ميعاده حلو
ربنا ما يحرمني منك و لا من حبك ليا يا أغلى ما ليا
عمري ما هنسى اللي عملتيه علشاني يا ماما
عمري ما هنسى جميلك اللي فوق راسي من فوق
....
نشعر أحيانًا بأن الله لا يحقق ما ندعوه به دائمًا و قد يصل الأمر إلى عقولنا بأن الله لا يسمعنا و لا يشعر بنا،و لكن في الحقيقة الله هو من يسمعك بدون صوت،و يفهمك بدون بوح،و يحبك يا عبده كثيرًا...!
أحيانًا يتأخر بالرد و لكنه يقوم بتجهيزه بطريقة ملائمة لصبرك..!
الله جارك،الله جوارك،الله بقلبك..
************************
على الجانب الآخر من جوانب هذه الحياة..!
كان هذا الشاب يسجد و يطيل سجوده ،و يعلو نحيبه..
يا الله ارزقني بيها يااا رب
ياااا رب بلاش تتخطب دلوقتي غير لما نخلص السنة خالص ياااا رب
ياااا رب أنا مش عاوز أروحلها دلوقتي مش عاوز أعرفها حاجة خالص لإني عارف إنك هتباركلي كده أكتر
يا رب أنا ماليش غيرك و الله يا رب
كان إسلام يبكي بشدة و بتضرع إلى الله
كان يتمنى من ربه أمنية واحدة فقط بشدة و ولع
كان لا يحب أن يغضبه..!
كلما فقد الأمل لأنهم بنفس العمر يتذكر بأنه لا يوجد ما يصعب على ربه
كان يتمنى من الله أن يزرع نبتة لحبه في قلبها على الأقل و يرويها هو بالدعاء و تجمل أيضًا هي أوراقها بالدعاء و لم يكن يعلم بأن هذه النبتة قد وضعت بالفعل و لكن بكل ما يرض ربه..!
أنهى صلاته و بعدها تناول مصحفه و شرع في القراءة حتى الفجر فقد انتهى لتوه من القيام..
***********************
في صباح اليوم التالي كانت أبرار تتحدث مع ندى على الهاتف كي يذهبوا للجامعة و لكن ندى لم توافق البتة على الذهاب..!
قالت لها أبرار بحب:يا ندى أنا عاوزة أتكلم معاكِ ممكن؟!
أنا نفسي بجد أفرحك يا ندى
عندما قالت أبرار هذه الكلمات ابتسمت ندى و قالت لها بعدما هزت رأسها:حاضر خلاص هنزل بس سما قالت مش هتنزل النهاردة
ابتسمت أبرار و قالت:خلاص مش مشكلة يلا نجهز نفسنا بقا علشان مانتأخرش
....
تأتي المصائب بتوالي و الأفراح تأتي فرادى..
هذا ما نشعر به دائمًا و لكن لو علمنا ما يجهزه الله لنا من فرحة لن يكفيك سجود هذه الدنيا..!
لو كانت الحياة كلها فرحة و سعادة دون مشقة و تعب لن نشعر بهما أبدًا، و لن نقدر قيمتهما..!
فما أجمل السعادة بعد الحزن ، الأمل بعد فقدانه، و الراحة بعد التعب..!
....
ليه كل ده؟!
ليه تعبتي نفسك كده يا أبرار..!
كانت هذه ندى التي أتت لها أبرار بالزهور البنفسجية التي تحبها و الشيكولاتة..!
ابتسمت لها أبرار بحب و تصنعت الحزن و قالت كالأطفال:أنا يعني ليا غيرك يا وحشة؟!
و بعدين يعني أنا مانسيتش اللي عملتيه علشاني و إنك وقفتِ جنبي بجد وقفة أخت
ربنا ما يحرمني منك يا ندى و لا من سما و لا من الصغنونة أختك
تغيرت ملامح أبرار كأنها تذكرت شيئًا ثم ابتسمت و قالت:على فكرة يوسف أخويا معجب بسما أوي
و احمم احممم بيفكر يتقدم ليها كمان
حملقت ندى بأبرار لثوان ثم ضحكت و قالت بعدم فهم و لا تصديق:ده بجد ده؟!
و هو شافها فين؟!!!
ضحكت أبرار هي الأخرى و قالت لها:شافها في المطبخ مع عمتو و هي بتطبخ معاها
أول ما يأكده الموضوع قوليلها بلاش تقوليلها دلوقتي
ابتسمت لها ندى و كأنها تطمئنها ثم قالت:أكيد يا حبيبتي
أمسكت أبرار بيدها و قالت بابتسامة:بصي أنا مش عاوزاكِ تفهميني غلط بس أنا نفسي تحكيلي مالك و نفسي أعرف ايه اللي زعلك يوم خطوبتي كده أنا نفسي أساعدك والله
ابتسمت ندى نصف ابتسامة ثم قالت لها بعدما سقطت دموعها:أنا حكايتي طوييييلة و ممكن كمان ماتصدقيهاش
حكاية شبه الأفلام والله
ثم قصّت عليها كل شيء حدث معها حتى يوم الخطبة..
انتهت من حديثها و أبرار غارقة في دموعها ثم قالت لها:كل ده حصل معاكِ يا ندى؟!
طب و علي كان عارفه و جه قالك!
طب ليه ماقولتيش إنك إنتِ ندى؟!
ابتسمت ندى هذه المرة بوجع ثم قالت:كان هيفيد بايه الكلام لو قُلت إني ندى فعلًا؟!!!!
و بعدين سما هي اللي قالت لما شافت حالتي بقت صعبة
ابتسمت أبرار في محاولة منها أن تضحكها ثم قالت:بس الحمد لله إنك لاقيتي أستاذة أسماء
قالت لها ندى:أيوة والله دي الحاجة اللي حسستني إن في أمل لسه في الدنيا
ربتت أبرار على يديها و قالت بحب:ماتقلقيش أنا جنبك على طول يا غاليتي
ابتسمت لها ندى و قالت:تسلميلي ماتحرمش منك أبدًا يااا رب
***********************
كانت سمية تجلس برفقة بلال في حديقة المنزل فلمحت دخول سهير فقالت لها بفرحة:بلال رجع يا سهير
ابتسمت لها سهير بخبث و قالت و هي تحاول كظم غيظها:نورت يا بلال بعد غيبة
ثم تركتهما و ذهبت فارتطمت بياسين الذي قال لها بمكر:مش حاسس إنك فرحانة يعني!
و بعدين ببساطة كده تقبلتي فكرة رجوعه؟
ماسألتيش يعني رجع إزاي و لا كان فين؟!
توترت و ظهرت حبات العرق على جبينها ثم قالت و هي تفرك يديها ببعضهما البعض:لا أصل أيمن حكالي كل حاجة بعد ما إنت حكيتله على طول
قالت هذا ثم ودعتهم و دلفت للمنزل
نظرت له سمية بعتاب و قالت له:ليه كلمتها كده يا ياسين؟!
نظر لها نظرة ذات معنى فصمتت و حاولت تغيير الحديث حتى لا يلمح بلال..
قالت لبلال بحب:روح اقعد مع إيمان شوية يا حبيبي علشان غصب عنها هتزعل
احتضنها بلال و قال بحزن:يا ماما أنا لسه ماتكلمتش معاكِ
أنا كنت عاوز أحكيلك حاجات كتير أوي
ابتسمت له و قالت:معلش يا حبيبي حرام بردو روح معاها شوية و صدقني بالليل هنعمل أنا و إنت قاعدة لوحدنا كده
ثم غمزت له و قالت مداعبة:حتى من غير أبوك
قهقه ياسين بشدة ثم قال لهما:ماشي ماشي أنا موافق
ضحكت سمية ثم قالت لبلال: تصدق بالله؟!
أنا لحد دلوقتي مش مصدقة اللي حصل
كرم ربنا كبير كبييير أوي
والله يا بلال إنت واحشني لدرجة مش متخيلها
كان نفسي أشوفك و إنت بتكبر قدامي بس الله أعلم لو إنت كنت هنا كان هيحصل ايه!!
يلا روح بقا لإيمان شوية و أنا على وعدي
قبّل جبينها و يديها و جبين والده و ذهب
جلس ياسين بجوار سمية فتنهد ثم قال بحزن:سهير هي اللي خطفت ندى و بلال يا سمية
شهقت سمية و وضعت كلتا يديها على فهما ثم صرخت و قالت بدهشة:إنت بتقول إيه يا ياسين؟!!!!!!!!!!!!
حاول تهدئتها و أجلسها بجواره و هي تبكي بحرقة غير مصدقة لهذا كله!!!!
بدأ في قصّ كل ما حدث معه:أنا يوم ما رُحت أجيب التحليل لقيت سليم صاحبي بيقول إن فيه واحدة راحت للولد اللي بيساعده في المعمل إنه يزور التحليل فالولد عمل فيديو ليها من غير ما تاخد بالها خالص
لما خرجت الولد كلمه بسرعة و قاله يروح المعمل علشان يحكيله
و طبعًا سليم عارفنا كلنا و عرف سهير
كلمني و قال إنه عاوزني ضروري بعد ما طمني بنتيجة التحليل
بما رُحتله حكالي كل اللي حصل طبعًا فضلت في توهة كبيرة و مش فاهم حاجة!!
ليه سهير تعمل كده؟
افتكرت سامي و إن هي كانت بتتفق معاه على حاجات كتير و طبعًا ربطت كل حاجة ببعضها و في نفس الوقت فكرت إنها بتعمل كده علشان تأذينا و خلاص
المهم كلمته و هو وافق يقابلني
قُلتله لو ماعترفتش بالحقيقة كلها هوديك في داهية
طبعًا هو بان عليه الخوف فقالي اللي حضرتك تطلبه مني هعمله
طلعت الموبايل و فتحت على صورة سهير و سألته تعرفها!
لقيته بص بقرف للصورة و قال دي ست حسبي الله و نعم الوكيل فيها يا أستاذ
دي خليتني قبل ما أتوب بعد موت بنتي من حوالي عشرين سنة أو أكتر أخد عيلين و وديتهم دار أيتام في القاهرة
و قابلتني من يومين كانت عاوزاني أقتل واحد بس أنا اديتها الصح
أنا طبعًا ماقدرتش أمسك نفسي فضربته و شتمته و عرفته إني أبو واحد و عم التانية
هو عيط و لقيته قعد في الأرض و صرخ بكل ما فيه و بصراحة كان باين عليه الوجع جامد و قال إن بنته ماتت و هو رجع لربنا و تاب عن كل ذنب عمله و قالي لو عاوز تقتلني اقتلني بس أنا و الله حرمت بالذات لما ماوافقتش تساعدني لما بنتي كانت عاملة حادثة
عرفته إن إحنا اللي كنا هتقابله و نساعده و طبعًا اتعجب من كل ده
بس أنا قُلتله هسيبك في حالة واحدة لو اعترفت بكل ده و أنا هطلعك منها في السليم بس مش دلوقتي
و قدرت أمسك عليه كام حاجة علشان لو شيطانه خلاه يلعب كده و لا كده
أنا ماكنتش مصدق زيك بالظبط بس صدقيني أنا مش بحبها و لا برتاح ليها كمان
بس مش عارف بردو قسوة قلبها دي ليه!
و ليه أصلًا تخطف العيال؟؟؟
أنا عاوز أدور على ندى أنا مش مرتاح و هي بعيد عننا و ابننا معانا
حالة ولاء بتتدهور بجد بس لسه فيها شيء لله و حست برجوع بلال و كمان قالت إن ندى هترجع بعده
الله أعلم بس حاسس إن إحنا قربنا على كل حاجة حلوة
مش عاوزك تعرفيها حاجة خالص دلوقتي حاجة لحد ما نرجع ندى
كانت سمية في حالة لا تحسد عليها أبدا،كانت مذهولة من كل هذا..
أليست هذه التي كنت أخاف على مشاعرها عندما أنجبت و هي لا..!
ربت ياسين على كتفها و قال بثقة و حب:الله قدر كل هذا و الله كفيل به

ريهام يحيى

ليست هناك تعليقات