إبحث عن موضوع

قصة نصف حاله (الجزء الثالث و الاخير )

الحلقة الثالثة والأخيرة
نصف حالة
وأنا ببص لنفسي في المرايه,, ساعتها حسيت أني شايف حد تاني غيري,, فركت عينيا لقيته فعلا الجني العجوز في المراية وبيقوللي..احنا لسه بنبدأ..لسه في قايمة طويلة,, أطول مما كنت بترسم في خيالك,, أنت بقالك سنين عايش مشوّه بتداري وشك عن العيون,,ودافن نفسك بالحيا وسطهم,,لا حد أحتضنك ولا حد حاول يحسسك أنك بني آدم عادي زيهم, الرحيم فيهم كان بيبصلك بشفقة,, والعادي من الناس بيبصللك بتقزز وازدراء كأنك داء في المجتمع كأن تشوهك مُعدي أو مؤذي, مش مجرد خطأ ممكن أي واحد منهم يقع فيه,, مبصوش لروحك الطيبة بصوا لشكلك اللي هم عايزين يشوفوه مؤذي,, وفي الآخر يوم ما تحاول تطل براسك من شباك الحياة ييجي فصيل منهم يقطعوا رقبة كرامتك عشان متفكرش تعملها تاني,, عشان تفضل ميت عايش في توب حي,, الناس دي متستاهلش تعيش,, الناس دي هي الوباء اللي لازم يختفي من الدنيا,, ومش الخمسه بس,, لا واهاليهم وكل فصلك اللي محدش فيهم شهد معاك,, وأي حد غيرهم يزدريك,, ومتقلقش أنا معاك دايما وهحميك
خلّص كلامه ورجعت صورتي تاني في المراية طبيعية,, كان كل كلمة من كلامه بتوافق هوى نفسي,, بس للأسف مقاليش الدور على مين فيهم,,
بعد الحادثة كان فاضل أربعه منهم,, كلهم كانوا داخلين في حالة اكتئاب حادة,, لسببين موت صاحبهم على ايديهم والسبب التاني هو أنهم مبطلين الحشيش اجباري,, كان كل ما عليا فعله هو الانتظار,, انتظار التعليمات الجديدة أو انتظار أي كونتاكت من الاربعه اللي فاضلين,, بس الغريب أني اشتاقت للحشيش أو بمعنى آخر كنت بدخل في نفس ال باد مود من غيره فبقيت أطلع كل يوم ألف لي سيجارة وأشربها في عمارة جنبنبا في طرف المدينة,, كانوا ملاكها خلصوا بناء الهيكل بتاعها وقفلوها عالطوب الاحمر,, لكن وقفوا بعدها ومعدش عليها غفير,, تقريبا مستنيين يبيعوها عالطوب الاحمر أو يخدوا مقدمات يشطبوا بيها,, المنطقة هناك لسه فاضية,, فكنت بطلع في الخفا أشرب في أي شقة, وبعد تجربتي وحكاوي أحمد السابقة أدركت أن الحشيش غير باقي المخدرات,, مهواش بيسه ولا هيروين ولا حتى حتة أفيون بتدوبها تحت لسانك,, اللي بيبطل الحشيش مبيقطعش هدومو ولا بيتشنج,, اللي بيبطل الحشيش بيدخل في حالة باد مود قريبة من الاكتئاب ممكن تستمر معاه لغاية تلت شهور في الحد الاقصى,, لو عديتهم على خير بترجع لمودك العادي ,, شرب الحشيش في البداية بتبقى بتشرب عشان يبقى مزاجك حلو أوي وتضحك ضحك هيستيري على حاجات في الطبيعي متضحككش مع شوية تغييب خفيف للعقل وسرحان بالخيال,,المرحلة اللي في الأول دي هي أمتع مراحل الحشيش,,  بعد كده وواحده واحده بتتحول لكونك بتشرب عشان تبقى طبيعي,, عشان يبقى مزاجك معدول,, لأنك مع الوقت والمداومه عليه بتتحول لانك بتكون من غيره مزاجك سيء للغاية أو مكتئب ومش شايف حاجة تفرح في الحياة,, الأعراض الجانبية لشربه شوية حمران وخفران في العينين,, لو في قطرة بروزولين أو أي بديل ليها عينك بتروق,,
كارثته الكبرى أن اللي بيشربه بيبقى مقتنع أنه مش مخدرات أو بمعنى آخر أنه مش مؤذي أذية غيره,, لدرجة ان في ناس من اللي بتشرب الحشيش زي أحمد تيجي تعرض عليه كانزاية بيرة يقولك لا ياعم الخمرة حرام,, ومقتنع أن الحشيش هو اللي حلال,, لكن في الحقيقة هو البوابة التانيه لأي مخدر بعد البوابة الأولى اللي بيعدي منها كل الضرّيبه وهي بوابة التدخين
ومعظم اللي شربوه شربوا حاجات تانية سواء كيميائية أو روحية أو مخدرات أعلى,, وعلى الرغم من انكارهم لكونو مخدر تقولوا طيب مبتبطلوش ليه يقولك هو اللي بيعدل مزاجي,, دا معناه أنه لعب في دماغك,, يعني غير من التركيبة الكيميائيه والتفاعلات العصبيه جوا الراس اللي تستاهل الحش دي,,
المهم أن خلال الشهر التالي للحادثة عرفت أن الاربعه فعلا بيعانوا من حالة اكتئاب,,مكنوش بييجوا المدرسة بس الاخبار بتيجي,, فيهم واحد حاول ينتحر اللي هو أول واحد كنت كلمته فيهم,, وواحد والده أخده وأخد الاسرة كلها ونقلوا حياتهم الاسكندريه,, مراحش بعيد عن ايدي بردو,, والاتنين التانيين بيقولوا بدأوا يتحسنوا,, وفي ليلة وانا قاعد بشرب في العمارة المهجورة لوحدي في الضلمه,, سمعت صوت الخطوات البطيئة صوت دعس الاوراق الجافة,, بيقرب عليا,, نورت الموبايل لقيته في وشي,, بس كان غضبان وعينيه كأنها بترمي شرر من الغيظ ونفسه اللافح بيحرق وشي,, لقيته بيصرخ فيا,, أنت وقفت ليه؟؟ مش دول اللي ذلوك وصمموا يدفنوك بالحيا زي ما انت لسه مدفون,, ولا الحشيش نسّاك نفسك,, قلتله..أنا كنت مستني تعليماتك أو مستني حد منهم يكلمني,, قاللي...كلمه أنت,,, قلتله مين فيهم,, ساعتها نور الموبايل فصل,, ضغطت عليه عشان ينور تاني لقيته أختفى
روحت بيتنا ومكنش عليا أني أفكر كتير,, هو أكيد اللي فكر فيهم ينتحر,, مكنتش عارف هقوله أيه بس لقيته فاتح المسينجر بتاع الفيس ماهو انا ضايفه مسينجر بس,, من ايام ماكنا بنتقابل,, بعتله
...ازيك يا فريد,,, شاف الرسالة لكن مردش,,
وعدى يومين كنت عايز أسأل العجوز ليه مردش عليا بس مجانيش وفي آخر اليوم التاني في الليل فريد رد عليا  برسالة
...أنت لسه بتشرب؟؟
ساعتها ظهرت ابتسامة الشيطان على وشي
فقلتله...بتسأل ليه يا فريد؟؟
قاللي...لسه بتشرب ولا لا؟؟
قلتله...أه لسه بشرب,, بس لوحدي,, مليش دعوة بحد,,
قاللي...طب بطّل أحسنلك,, الحشيش ده هيموتنا كلنا
قلتله...ياعم أنا بشرب على خفيف,, مش زي سامح الله يرحمه,, دا كان مفتري في الشرب
قاللي...فعلا الله يرحمه كان بيشرب بجنون وسكت ثواني وراح كاتب...ودماغ الحشيش لسه حلوه زي زمان
قلتله...أنا لولاه كنت أنتحرت,, أنا مريت بفترة صعبة أنا كمان
قاللي...أنت عرفت أني حاولت أنتحر,,
قلتله...لا يا راجل؟؟ بجد؟؟ لا معرفتش والله,, ياعم استهدى بالله
قاللي...أنا الدنيا سودة في عيني من يومها,, ومبكلمش حد نهائي
قلتله...ياعم الموت علينا حق ودي كلها أسباب,, وهو عمره أنقضى,, انت عارف لو مكنش مات وهو بيشرب كان ممكن يموت على سريره عادي جدا
قاللي...طب أنا عاوز سيجارة
قلتله...لا ياعم أنا مش عايز أرجعك تاني للشرب
قاللي...أنا لو مشربتش ممكن أنتحر
قلتله...طيب متشيلنيش ذنبك,,
ساعتها لقيت العجوز جنبي وشفايفه على ودني وقاللي...قوله عالمبنى المهجورة
فقلتله...خلاص هتقول لأبوك أنك نازل تصلي العشا بكرة في الجامع زي ما انا بعمل احيانا وتقابلني عالمبنى المهجورة هتلاقيني في الدور السابع الشقة اللي على ايدك اليمين أنا موكنتي هناك,, أه ومتنساش تعدي من قدام الجامع وتعرف الشيخ يحيي هو اللي بيصلي ولا لا عشان ممكن لما تروّح البيت أبوك يسألك كان مين اللي بيصلي بيكم,, أبويا عملها فيا في مرة
قاللي...أمين نتقابل العشا
قلتله...متنساش تمسح الرسالة عشان عليها كلام بلاوي والتليفونات بتاعتنا بتتراقب
بعد اختفاء فريد لمدة يومين وظهور ريحة كريهة من العمارة المهجورة,, الناس دخلت العمارة لقيت جثته في المسقط [المنور],, بيقولوا أنه نط من الدور الأخير,, بس هم غلطانين هو ناطط من السابع بس,, من مطبخ الشقة اللي على اليمين تحديدا,, الشباك بتاع مطبخ الشقة دي كان مفتوح لغاية الارضيه,, في حاجات كتير كده ناقصها شوية تظبيط في الشقق,, فراغات عايزه تتسدد,, شبابيك عايزة تتظبط,,, ولقوه كمان كاتب على جدار السلم بحتة جبس ابيض بخط كبير الحياة سوده,, الموت أهون منها
كل اللي عملته أني دفعته,, زقيته بايدي اللي كانت متغطية بجوانتي صوف,, من الفتحة الكبيرة اللي زي باب في المطبخ على المسقط,, بعد ما قلت له أني مخبي الحشيش هناك وخدته عالمطبخ,, وفي وسط الشرب قلت له....ايه ده دا في نار في المسقط,, راح عشان يبص فزقيته,, وطلعت بعدها جري على قهوة في المنطقة اللي ورانا كان في ماتش ل ليفربول شغال,, كنا في آخر الشوط الاول,, والقهوة زحمة كنت وصلت قبل لم الحساب بدقايق,, اللي شغال في القهوة,, قاللي شربت ايه يا كابتن...قلتله شاي وحاسبته عليه كأني موجود من أول الماتش ما هي القهوة عليها فوق ال100 فرد ومهوش عارف مين شرب ومين لسه
مع الميول الانتحاريه السابقه لفريد,, اتقفلت القضيه على أنها انتحار,, بس المختلف المرة دي أني بقيت بقتل بدم بارد,, وكأني آلة قتل بستمتع بيه وبحس أني أنا فعلا عايش مش ميت وأنا بأديه,, والجميل كمان أن بدأ ينتشر اشاعة في المدرسة أن دي لعنة,, أصابتهم من بعد الموقف اللي عملوه فيا,, الاشعة أتطورت لاني ملبوس والجن هو اللي بينتقم ليا,, وانتشرت كمان بره المدرسة والموقف الحقيقي اللي كان حصل لما سحلوني اللي مكنش حد شهد بيه انتشر بالتبعيه لانتشار قصة اللعنة وبقيت أشوف الرهبة والخوف في عيون الناس والطلبه ,, بس اللي مش حلو في الحكاية أن ظابط المباحث استدعاني في السر كان عايز يحقق معايا في موضوع فريد وفي نفس الوقت مش عايز يثير بلبلة أو أن يتقال أن المباحث صدقت الاشعة فيصدقها أهل القتلى ويحصل انتقام مثلا فرحتله وانتظرت بره أوضته شوية وبعد كده دخلّوني وقعدت قدامه
قاللي...أنت في تواصل بينك وبين فريد؟؟
قلتله...آخر موقف حصل بيننا اللي كان في الفصل,, وأنا طول عمري في حالي ومليش حتى أي سابقة شغب,, ولا ليا علاقة بيهم
قاللي...يعني مفكرتش تقتلهم بعد اللي عملوه فيك
قلتله...الحقيقة أنا دعيت عليهم واتمنيت لهم الموت,, لكن لما كنت بسمع أن حد فيهم حصل له حاجة كنت بزعل جدا والله
كان بيبص لي بصات قوية وكأنه شاكك في حاجة...بس أنا كان كلي ثقة أني محمي من قوة أكبر منه,, ودا كان عاطيني أحساس بالطمأنينة
فقال لي...كنت فين ساعة وفاة فريد
قلت له...أنا شفت الخبر على صفحة المدرسة وأنا في البيت,,
قال لي...أنا أقصد ساعة الوفاة
قلت له...أنا معرفش ساعة الوفاة أصلا يا فندم,, اللي سمعته أنه لقوه ميت بعد يومين من اختفائه
قال لي...لا صايع ياله
فرديت...مش فاهم يا فندم تقصد ايه
قال لي...كنت فين يوم الاتنين الساعة 8 بالليل
فكرت شوية كده ورحت قايل له...كنت بتفرج على ماتش ليفربول في الوقت ده
المهم أنه قعد يسألني كتير,, بس أنا كنت واثق جدا من ردودي,, وفي النهاية سابني,,  
بعدها العجوز قرر تقريبا يهدى فترة عن الانتقام,, لغاية ما الموجة تهدى, بس أنا اللي كنت حزين,, لأن كل ما كان الوقت بيعدي كل ما كانت اشاعة اللعنة بتقل,, كان نفسي أكمل مهمتي وان الناس تتأكد أن في لعنة فعلا,, وافضل أشوف الرعب في عيونهم,, خاصة أن الانتقام الجاي أنا اللي اخترت أسلوبه وجهزت عدته,, لكن مكنتش حددت لسه الميعاد والمكان,, ومنتظر التعليمات,, لغاية ما بقت الامتحانات على الابواب وعرفت أن الاتنين اللي فاضلين في البلد وليد وابراهيم رجعوا يمشوا مع بعض في المراجعات النهائية والدروس,, وجريت الايام بسرعة وجات الامتحانات وكانت أول مرة أشوفهم من يوم الكوخ,, أول ما شافوني الاتنين اترعبوا,, شفتهم وهم طالعين من المدرسة ركبوا في عربية والد ابراهيم,,ابراهيم سايق ووليد قاعد جمبه,, ليلتها جالي العجوز وقاللي...اجهز عشان تكمل طريقك,, هتحطلهم الفخ في العربية,, بعد مراقبتهم يومين,, عرفت أنهم بييجوا سوى ويرجعوا سوى في العربية ومعدش ليهم دعوة لا بحشيش ولا بحد والرقابة عليهم صارمة,, بيتحسب وقتهم بالدقيقة من قبل اهاليهم
وفي اليوم التالت من مراقبتي,, وهم رايحين الامتحان الصبح,, تم المراد وعملوا حادثة شنيعة,, ماتوا الاتنين على أثرها,, العربية أتقلبت بيهم تلت مرات وفي الآخر ولعت,, أول تفكير لمحمد بيه ظابط المباحث كان بيدور حوالين حاجة أتعملت في العربية,, والمعمل الجنائي فعلا فحص العربية حته حته وكانت سليمة مية في المية,,في الوقت ده كانت الجثث في المستشفى,, لكن المرة دي مش فاهم ليه ظابط المباحث صمم على تشريح الجثث على الرغم من كونها حادثة سيارة,, حس أمني أو تكرر الحوادث أو شكه فيا,, مع أني كنت متأكد أنه لو شك في تدبير فهيرمي كل تفكيرة على السيارة وواثق أنه مش هيلاقي فيها حاجة,, وفعلا الجثث اتشرحت,, وكانت المفاجأه أنهم لقوا آثار سم في الدم,, السم ده بتبدأ أعراضه تظهر بعد 10 دقايق بتشنجات وتقلصات في العضلات مع وخز في الجلد ممكن المصاب ميلقيش ليها أي بال, خاصة أن بعدها الاعراض دي بتختفي لثواني,, وبعدها ترجع الاعراض أعنف من الأول بكتير فبتبدأ العضلات تتقلص بعنف مع صعوبة في البلع والتنفس بعدها يبدأ الجسم يتقوس والاطراف تتصلب والفكين ينطبقوا على بعض والوش يزرق والمقل تتحجر وتحصل الوفاة,, اكتشفوا أن الوفاة كانت نتيجة الحادثة,, نتيجة الاصطدام بالحاجز وانقلاب السيارة كام مرة,, لكن السم نفسه هو اللي كان سبب في الحادثة,, لأنه تقريبا دخل في مرحلة التشنج وهو سايق,, السم ده تقريبا 1 على 20 من الجرام 05. من الجرام,, كفيلة بتسميم الشخص البالغ,, ملامسة اليد ليه مع ملامسة الأنف أو الفم,, أو وجوده في مكان مغلق زي العربية بتركيز معقول كفيل باحداث التسمم خاصه مع حركة العربية اللي هتؤدي لانتشار غبار ذراته,, أو فتح الابواب وقفلها,, أو تشغيل التكييف,,
واللي حصل اني كنت عرفت أن وليد بيروح لابراهيم عند بيته خاصة أن بيته مش بعيد عنه ويركبوا عربية والد ابراهيم من هناك,, رحت قبل الفجر تقريبا وكنت متلثم بكاب وكوفيه على وشي ودخلت الشارع الجانبي اللي راكنه فيه العربية,, عملت فتحة صغيرة جدا,, متتشافش أصلا,, في الجلدة الكاوتشوك اللي بيقفل عليها الازاز بتاع باب السواق خاصة مع كونها عربية قديمة والازاز بتاعها مش محكم القفل من فوق,, ودسيت السم من خلال حقنه من غير السن المعدني بتاعها,, عشان ينزل على أرضية العربية وعلى الباب من جوه وعلى فتحة التكييف وعملت كده بالظبط في الباب اللي قصاده كمان,, ولزيادة التأكيد حطيت شوية من السم على أوكر البابين اللي قدام بنظام مس كده على الاوكر,,
الشارع اللي بتركن فيه عربية والد ابراهيم مفيهوش كاميرات,, شارع جانبي مفيهوش محلات أصلا,, لكن محمد بيه,, جاب خط السير اللي ممكن أنا أمشي فيه من أول ما أطلع من بيتي لغاية ما اوصل عندهم,, وبالفعل بعض كاميرات المراقبه جابتني,, قبل الفجر وأنا برمي قفازين وكمامة في مقلب زبالة,, مع وجود الدافع وأداة الجريمة تم القبض عليا
واتوجهتلي تهمة القتل العمد,, اللي قبلنا قالوا التالته ثابته,, بس الكلام ده مينطبقش عليا,, أنا محمي والجني قاللي هحميك لكن مر عليا أول تلت أيام اللي عطاهم وكيل النيابة على ذمة التحقيقات والعجوز مجانيش,, وعدى ال15 يوم اللي عطاهم رئيس النيابة ومجانيش وبقيت أخد استمرار 45 يوم في 45 يوم ومجانيش أتحكم عليا ب20 سنة سجن في قتل ابراهيم ووليد أما الاتنين اللي في الاول معترفتش بيهم,, وخلاص هقضي منهم فترة في سجن الأحداث لغاية ما أتم ال 21 سنة واتنقل لسجن عمومي,, وفي أول يوم في الحبس رجع العجوز يجيني فقلتله...انت كنت فين وسبتني ليه؟؟
قاللي...أنا معاك,,,,, قلتله...طب خرّجني من هنا
قاللي...مقدرش,,,,,قلتله...بعد ما وقعتني في المصيبة جاي تقوللي متقدرش؟؟؟  قاللي...أنا موقعتكش,, أنا كنت بوجهك بس,,, انما انت كل الافكار كانت من الشر الساكن جواك
قلتله...بس أنت وعدتني بالحماية,,, فرد وقاللي...وعدتك ودلوقتي بخلف وعدي لأني مقدرش,, لا عاصم لك اليوم من محبسك,,أنا أقدر أشور عليك زي ما كنت بشور عليك زمان
انفعلت عليه وفضلت أزعق معاه...مش عايز منك شور من هنا ورايح,, وبقا كل ما يجيني أنهار وأزعق له وأقول له أنا معدتش عايز أشوف وشك تاني
لغاية ما نقلوني العباسية,,
وفي النهاية دا كان شرح حالتي بين الدكتور ووالدي
الدكتور...ابنك مصاب بنوع من انواع الاضطراب الذهاني
والدي...يعني انفصام يا دكتور
الدكتور...لا مش انفصام,, هي الحالة بتاعته مش من الحالات النادرة أوي ولا الشايعة أوي,, هي حالة بيظن فيها الشخص أن في قوة عليا أو ارادة عليا هي اللي بتجبره على تصرفه,, ممكن يبقى الشيطان ممكن جني ممكن ملاك,, وغالبا بتبقى مبرر لسلوك منحرف,, عقله بيتمنى أنه يقوم بيه,, ما دون ذلك بيبقى شخص طبيعي جدا,, انا قرأت الملف بتاع ابنك بالكامل,, الى جانب استماعي لبعض الهلاوس اللي بيرددها,, زي أنه اتفق مع الجني يوم ما كان رايح عشان يقتل اصحابه بمية النار والسكينة,, اصحابه اللي داسوا على نفسيته وعقله وكرامته بعنف وكان بيتمنى انه ينتقم منهم بكل ذره في نفسه وعقله,, والحقيقة أن مفيش جني,, كل ما في الامر انه لما راح حس بالخطر او بالخوف او بعدم قدرة على مواجهة الخمسة وكانت دي آخر خيط أمل متعلق بيه,, أنه ينتقم منهم,, فبدل ما ينهار نفسيا كلية اخترع عقله فكرة الجني اللي هيساعده في الانتقام,, وقعد يفكر بتركيز وذكاء مع وجود الاوهام بتاعت الجني او الشيطان,, والدليل أن الجني ده معملش أي شيء مادي ملموس,, هو عطى نفسه وقت للتفكير في الانتقام بهدوء وذكاء وثقة,, من خلال أوهام الجني,, الكبت والغضب ورغبة الانتقام اللي جواه اللي أثارها زمايله المتنمرين هي الجني اللي خلقه جوه عقله
تمت
ملحوظه..تم ازالة اسم السم وطريقة الحصول عليه عشان محدش دماغه توزه يستخدمه😂😂 لكن كل تفاصيله حقيقية
بقلم/ عبدالفتاح عبدالعزيز

ليست هناك تعليقات