إبحث عن موضوع

قصة بلا عوده (الجزء الثالث و الاخير)

بلا عودة
الحلقة التالتة والاخيرة
بعد ما استنفذوا كل الحيل من اجل علاج الصبي ومنفعتش,, خطر ببالهم أنهم يجربوا ابن الساحر أو أبن الشيخ المبروك اللي هو أنا,, خاصة مع اعتقادهم أن البركة تورث وأنهم مش هيخسروا شيء,, غريب أمر الناس,, قادرين بتغيير المسميات انهم يحِلوا ويحرموا,, لما كنت منبوذ كان أسمي ابن الساحر,, ولما قرر نفر من القرية يستعينوا بيا بقى أسمي أبن الشيخ المبروك,, زي ما الرشوة بقت اكرامية والامر بالمعروف بقا تطفل وحشرية,, ولو تغيير مسمى المضمون منفعش في تبريرك للسلوك المُجرّم ممكن تجرب أنك تحطله شوية مبررات وعلل دفعتك ليه,, ولو دي كمان مظبطتش فتش في المقاصد والنتايج المرجوه يمكن تعرف تحلل لنفسك السلوك ده,,
ايا كان,, المهم انهم دقوا بابي بعد ما كنت زي تايه في الصحراء مش عارف يمشي في أي اتجاه,, هل أهرب من البلد دي زي ابويا ما هرب من بلده الأصلية زمان وأروح اتنقل لمكان تاني معرفش فيه حد وابدأ حياة جديدة,, طيب ابويا كان باع ميراث وأتسند بقرشين وفي الآخر برده فضلوا وراه لغاية ما رجعوه ويمكن بردوا لما أرحل السيرة تطاردني يبقى استفدت ايه من الرحيل,, ولا أكمل وسط الناس دي على أمل انهم ينسوا,, وأحاول أدبر نفسي بأقل القليل,, لما لجأولي حطوني في الأختيار الاصعب,, شايف قدام عيني مصير أبويا اللي وصله في آخر خدمتهم,, وفي نفس الوقت حاسس بديق الحال بيحاوطني من كل اتجاه,, وبالعز اللي عشنا فيه زمان ييجي 10 سنين قبل كارثتنا كأنه بيطلعلي لسانه وبيغويني,, أما احساس الانتقام فده مدفون تحت رماد حياة ضايعه وبني آدم حاول يعيش كويس بس معرفش

المهم أني سبت الأمر متعلق,, قلتلهم تعالولي بعد تلت أيام,, ومقلتش هعالجه ولا مش هعالجه,, أولا عطيت نفسي فرصة أفكر,, وحطيت هالة من الغموض حواليا وصدرتلهم الترقب ودا خلاهم يتعلقوا بيا أكتر,,
أمي طبعا كانت هتتجنن لما قالت...لو اخوك الصغير هو اللي فكر يعمل اللي انت بتفكر تعمله كنت قلت ماشي أهو لا شاف ولا حس باللي جرالنا,, انما انت يا ادهم كنت واعي وشايف, عايز مصيرك يبقى زي مصير ابوك
رديت...احنا اتكتب علينا السيرة اللي مش هتفارقنا ياما,, وسواء اشتغلت ولا مشتغلتش ممكن في ساعة تلاقيني كبش فدا واني شغال ساحر بردو , الناس لما بتحب تنفث بتنفث عالضعيف
...طب ما ابوك كان قوي وليه هيبه وسطيهم
...ابويا كان غلطان, كان رامي نفسه في حضن الديابه الكبيرة ومقطوع عن الناس والديابه دي أول ما حست بالخطر باعوه,, ابويا كان مقرب منه أكتر ناس المفروض يبعدهم عنه,, ومخليهم واسطه بينه وبين الناس,, الناس كانت كده كده ثايره في يوم من الايام,, اهو كلمة بتوديهم وكلمة بتجيبهم بس لو كان قرب شوية من اللي تحت,, ساعة الفوره كان هيلاقي اللي يدافع عنه او يبلغه بدري,, كان على الاقل طلع من البلد بكرامته,, وغلطته التانية أنه كان فاكر أن البلد بقت بلده,, والساحر ملوش بلد الساحر بلده بؤجته وزاده,, عامل كده زي العمده ولا شيخ البلد لو غاب لازم تظهر عيوبه,, الناس بطبعها ناقمة وناقضة وكل ما يغيب حد في الواجهة كل يوم بيمسكوا عليه علّه وساعة الفورة بيجيبولوا القديم والجديد,, أنا هشتغل يا أما,, هشتغل وهنترحل بين البلاد مش هنقعد في بلد واحدة أكتر من سنتين والسيرة لما تصاحبنا والناس محتاجانا وهايبانا أحسن ما تصاحبنا والناس نابذانا وكارهانا,,
حسيت ساعتها أني بدأت أقنعها بكلامي,, وهي كمان معذورة,, دا حتى المثل بيقول أكرموا عزيز قوم ذل,,, وهي عاشت في عز كتير مع أبويا لغاية ما داقت الذل هنا وأول ما بدأنا نشم نفسنا حبّوا يدفنونا بالحيا وسطهم تاني,, فقالتلي...وهتشتغل ازاي يا ادهم؟؟
...هلبس الخاتم والسلسلة وهم اللي هيرشدوني
...يعني دا أخر قولك يابني
....هاتيهملي يا أما عشان ارد ع الناس

بعد شوية لقيتها داخله عليا باللعبه اللي كنت خبيتها في شنطتي يوم الحريقة,, شفتها ابتسمت,, زي ما تكون أمي عايزه تفكرني بالحاجة الوحيدة اللي باقية من وقتها يمكن ارتجع,, بس الغريب أني لقيتها بتشق بطن الفارس اللعبة, وبتطلع من بطنه كتاب قد نص كف الايد بس شكله عتيق وحجمه كبير ييجي 400 صفحه وقالت...أبوك كان دايما حاسس بالغدر والخوف من اللي جاي,, ولما جابلك اللعبة وقاللك حافظ عليها كان عاين جواها سره,, يوم الحريقه أنت من نفسك طلعت جري جبتها, ولو مكنتش جبتها كنت هقولك اجري هاتها,, يمكن ييجي يوم زي اللي احنا فيه,, ابوك خفا الخاتم والسلسلة عشان كان خايف نتفتش وأحنا طالعين, وبعدين لما تتعلم اللي في الكتاب ممكن متحتجش ولا خاتم ولا سلسلة أو تعمل لنفسك انت زيهم
كنت معلق عيني عالكتاب الغريب ده فلما أمي خلصت كلامها قمت بوست راسها وأخدت منها الكتاب وناولتني الخاتم والسلسلة,,
قعدت أتصفح في الكتاب اللي كان مكتوب بخط صغير جدا يكاد يحتاج عدسه مكبرة عشان يتقرأ,, كان مقسوم لفصلين, الأول كان بيحكي عن العلاقة بين الأنس والجن سواء خدمة او تسخير او مخاواة او صداقة او استماع قول او مس او غيرها من انواع علاقات كتير ذكرها ,, وآراء متشعبه حول الموضوع ده, كان جايب رأي المتصوفة وأهل السنة والجماعة من الاسلام وجايب رأي المسيحية واليهودية وآراء بعض الكتب القديمة ومنهي الفصل برأي الكاتب اللي كان بيأيد وجود مثل تلك العلاقات وشارح طرق ولوجها ونافي علاقات التزاوج والتوالد بين الجنسين أما الفصل التاني كان عبارة عن أبواب,, كل نوع من أنواع السحر ليه باب وطريقة عقدة والأعراض اللي بتصيب المسحور وطريقة الحل,, كان دايما بيذكر العقد وفقا لرأيه الشخصي أما الأعراض بتاعت اصابة المسحور والحل كان بيناقشهم وفقا للاراء المختلفه,, كان متهيألي بكده أني فهمت المفروض أعمل أيه,, أبويا ورثلي العلاقة اللي كانت بينه وبين الطرف الآخر واللي كانت معقوده على السلسلة والخاتم,, أما الكتاب فيعتبر دليل ارشاداتي,, بعد ما اتصفحت الكتاب ليومين كاملين,, رجعلى أهل الممسوس في الليلة التالته,, لبست الخاتم والسلسلة وحطيت أيدي على راسه كنت فاكر أني هتخدني غشاوه أو أشوف أي علامه,, مشفتش أي حاجة ولا حسيت بأي حاجه,, قعدت أتمتم بشفايفي وأنا في الحقيقة مش بقول أي حاجة مجرد تحريك شفايف وخلاص,, وفي الآخر قلتله... قوم روّح,, أنت هتحتاج أكتر من جلسه,,
...كان واضح أن يقينهم فيا بدأ يقل,, وأنا يقيني في نفسي أصلا معدوم,, أخدت الكتاب بعد ما خرجوا وفضلت أدور فيه عن باب المس واللمس,, خبرتي ضعيفه ومش قادر أوصل لمعلومة أمسك فيها ولا طريقة أحلّه بيها لغاية ما نمت وأنا بقرأ,, حلمت أن الكلب بيجري قدامي في الليل وأنا بجري وراه لغاية ما وصلنا عند بيت الصبي الممسوس ولقيتني بدبح ديك في وسط طيورهم وبعد كده جبت منقوع حلتيت وقطرته في كل فتحه من فتحات أنف الصبي نقطه,,
وبقرأ عليه ذكر مذكور في كتابي,, تاني يوم الصبح رحت جري على دارهم وطلبت منهم أدخل عشة الطيور وفعلا لقيت الديك أو كان قريب أوي من اللي شفته في الحلم ودبحته كتفت جناحاته ورجوله في ايدي الشمال وسحبت رقبته بابهام نفس الايد ودبحته باليمين زي ما شفت في الحلم وقطرت للصبي منقوع الحلتيت وقرأت عليه  ومن بعدها فاق الصبي ,,,,

وانتشر الخبر زي النار في الهشيم عن اللي حصل وبدأت الناس تحكي عن بركاتي اللي مكنتش أنا نفسي أعرفها واللي شافها كل من عاشرني من وقت ما كنت في المدرسة الاعدادي وفي ورشة الكاوتش وفي وكالة الخضار حتى الجيران طلعوا كانوا بيشوفوني طاير فوق سطح بيتنا,, وكل ده طبعا من وحي خيالهم بس الناس لما بتحب تسبك الحكاية على نفسها بتلاقي المتطوعين كتير,, وبدأت الدنيا تجيلي تاني وبقيت الشيخ المبروك.. وخبري أنتشر في البلد دي والبلاد اللي حواليها وكانت دايما طريقة التواصل بيني وبين البعد الآخر هي الاحلام,, تقريبا مكنش عندي قدرة زي أبويا أني أتواصل في الحال,, وده كان جديد عالناس أني بجيبلهم الحل تاني يوم,, فالجديد مصداقيته أعلى,, وكالعادة بعد ما كان الموضوع كله بيدور في اطار حل السحر والاعمال,, لازم يخد بعد كده منحنيات تانيه,, وساعتها بيبقى في مليون سبب بيظهروا ويخلوك تقبل تكمل,, بيجيلك وقت مبتبقاش قادر تفرق بين الصح والخطأ,, وسط العيون المليانه بالانبهار والاحترام والتبجيل والفلوس,, احساس القوة والمهابه بيغيرك,, بيخليك شخص غير اللي كنت عليه,, ومن ضمن التغيير اللي حصلي أن بدأت أحس بنار الانتقام بتزيد يوم ورا يوم جوا صدري من تاني, انتقام من الناس كلها,, انتقام من الشر المعجون بغباء اللي جواهم,, الشخص التايه الضعيف اللي كان بيقول يا حيطه داريني اتبدل بشخص تاني,, مشيت على المنهج اللي قررته لنفسي من قبل ما أشتغل,, الاسماء الكبيرة مخليتهمش يقربوا مني أوي أو يبقوا وسطاء بيني وبين الناس وفي نفس الوقت كنت بخدمهم,, بس كنت بخليهم دايما محتاجنلي وحاسين انهم في حاجه دايمه لوجودي وسطهم,, كان الواحد منهم يجيلي عشان اعمله حجاب ولا عمل ولا حتى سحر,, كنت أعمله المطلوب وبعدها بفتره أعقدله هو نفسه عمل أو سحر, ليه بقا ولا لمراته ولا لبنته ولا لشغله,, اللي ينساني فترة كنت بعرف أرجعه, كل اللي كان بيجيلي منهم ضعاف نفوس بيدوروا في الغيبيات عن سبب للقوة واللي يجيني مش هسيبه ينساني,, والبعيد خليه بعيد,, والعامة بكده مكنش بيني وبينهم واسطه ,, مع أني عارف أن ممكن يتغيروا في لحظة,, بس قلت يمكن في يوم حد منهم يلحقني,, عامة الساحر لو خدمك هتلاقي آذاه من ناحية تانيه بيلف ويصيبك وحتى لو مصابكش كفاية أنك هتفضل طول عمرك بعد خدمته متعلق بحبال الغيبيات كل ما يعن ليك في حياتك أزمه,, الاعتقاد في الغيبيات زيه زي الادمان من اول جرعه,,  وتكملة خريطة طريقي أني كنت دايم الترحال بين البلاد مكنتش بكسر السنه التالته في بلد وكانت دايما سمعتي سابقاني,, وبتقابل بالترحاب,, وبقا ليا مساعد واتنين وفلوس كتير,, كتير أوي.. المتعلقين بالغيبيات بيدفعوا ببذخ,,لغاية ما انكسرت....أمي ماتت,, لو كان لسه في ذرة حنان في قلبي فدا كان بسبب وجودها,, كانت آخر حاجه حلوه في حياتي,, خاصة وأن أخويا بعد ما أتخرج من كليته أعتزلنا,, وعاش في مدينه كبيرة محدش فيها بيسأل على أصل حد,, حسيت بعدها بالوحدة,, وحدة زودت القسوة مقرونه بشر ونقمة على غباء الناس وجشعهم اتراكموا جوايا على مدار ترحال سنين طويله وتجارب انكسار ونهوض وخذلان وعلو شأن وساعتها قررت أختم مسيرتي,, بس لما أصفي حسابي التقيل,,  
دبرت حادثه موت مزيفه كنت فيها لوحدي,, واتصال من مستشفى وهمية للاتنين المساعدين بتوعي مع نوع من أنواع الغموض في الحادث بما يوحي تحقيقات واتهامات واعترافات وهم أخشى ما يخشوه سيرة الحكومة,, وفي نفس الوقت كنت سايب معاهم فلوس تغويهم انهم ميسألوش عني ويفرحوا باللي اقتنصوه ويسيبوني أتدفن في مدافن الصدقة,,أما عن أخويا  فأنا وهو سبلنا أتفرقت من زمان,, واللي حسبته لقيته حملوا الراية من بعدي وكل واحد فيهم عمل نفسه شيخ مخاوي واشتغل نصاب ونشروا خبر وفاتي في البلاد اختفيت تلت سنين وغيرت هويتي ورجعت البلد اللي اتظلمنا فيها,, رجعت في هيئة رجل أعمال كبير اشتريت حتة أرض وبنيت عليها قصر فخم نفذته شركة مقاولات محترمة جدا,, واراضي هنا وهناك ومخازن
ما بالك بقا لما ييجي بلدك رجل أعمال وفي نفس الوقت مع ظهور أول حالة يروح يرقيها ويقرأ عليها وتخف,, كان انبهار بقدراتي غير مسبوق,, انا مش جايلهم لابس عشر سبح في رقبتي ولابس جلابيه قديمه,, انا جايلهم بسطوة وغنا,, وبدأ التاريخ يعيد نفسه بس وفقا لمنهجي أنا مش منهج أبويا,, في البداية خليتهم يحسوا ببركات وخير,, حتى لو هصرف من جيبي في الخفا وبقيت الشيخ المحترم صاحب الايادي البيضا بين الناس,, بس واحده واحده  بدأت أنفخ في نار الفتنه بين أكبر عيلتين في البلد اللي كان بينتميلهم الكبار اللي كانوا حوالين أبويا,, بسحر هم اللي بيجولي عشان اعقده,, بوشاية من هنا لهنا,, بعلاقات ومصالح لاطراف تالته حابين يشوفوا النار بتولع ,, والاسباب والعلل موجوده, أرض عليها نزاع ولا شارع بتطل عليه بيوتهم وواحد خرج فيه ببيته . .ولا طريق جمب ترعه ولا شباك ولا منور ,, أسباب خلاف البشر دايما موجودة لكن محتاجة الشيطان اللي يقدر يوسوس والنفوس اللي تستقبل,, كنت بدس السم في العسل في جلسات روحيه خاصه مينفعش يطلع سرها برا اللي حاضرها لان مش انا اللي بقول دا الكلام جاي من ورا الحجاب,, واللي بيجيلي مريض بداء القوى الغيبيه عمره ما يكشف ستر الحجاب وكنت أظهر أنا في دور الملاك البريء,, كانت كل ما تهدى النار ويهب نسيم الوفاق وتعدي الازمه أهدى معاها فترة أنا كمان بس أرجع أنفخ فيها تاني لغاية ما جاتلي لحد عندي الجمرة اللي هتولع في البلد كلها,, علاقة غير شرعية بين راجل متجوز من العيلة دي وبنت بنوت من العيلة التانية ,, وجاتلي ام البنت المسكينه,, ظهرتلها في دور الملاك وانا جوايا الشيطان لابد ونصبت شرك الشر ووقعوا فيه,, وقامت بعدها خناقة في البلد ولعوا فيها بيوت بعض وراح فيها قتلى وجرحى من الناحيتين,, وسابت شرخ عمره ما هيتلم,,كنت بتفرج عليهم وانا بشفي غليلي,, كنت زي الشيطان بل الشيطان نفسه في وسطهم,, وهم فاكريني ملاكهم الحارس,, بس عشان أعمل كده كنت خالفت منهجي ودامت اقامتي في البلد ست سنين,, مكنتش فارقة معايا لاني كنت مسيطر على مقاليد الامور,, بولع الفتنه بين العيلتين أنما كل ما هو خارج هذا الاطار حاسين ببركات وخير,,وكان بقالهم فترة بيحاولوا يعقدوا جلسة صلح عرفية بين العيلتين بعد الخناقة بشهور,, أتاجلت كتير واتفضت بخناقات قبل كده كتير وكان ليا ايد دايما انها متتمش ومستني في يوم أقدر أولع في البلد تاني تكون نار تحرق البلد كلها بس جه يوم وأتموا الجلسه,, وكانوا جايبينلها ناس تحكم من بلاد كتير قريبة وبعيدة وحاولوا يدعوني للجلسه لكن رفضت,, كان في وسط كلامهم تيجي سيرتي بالتبجيل والاحترام من الطرفين,, ما كل طرف كان بيبقى فاكر اني في صفه وبقدمله خدمات جليلة وبكشفله كيد الطرف التاني,, وكنت أنا واثق أن ده اللي هيحصل لغاية ما طلب راجل من الحكام أنه يقابلني فقالوله أني رفضت الحضور منعا للحرج من الطرفين بس صمم يعدي عليا يسلم عليا بعد الجلسه اللي هتستكمل تاني يوم,, كان راجل عجوز وحكيم استغرب من مدى الاتفاق على احترامي فجالي وشافني,, سلم عليا وقال...ماشاء الله شكلك من الصالحين

.....الله يكرم أصلك يا عم الحاج ربنا يجعلنا واياكم في خدمة الناس
ابتسم وقاللي...كان في هنا شيخ زمان في البلد دي,, كان في الأول كويس ومحترم بس متعرفش بعد كده الشيطان غواه ولا الناس اللي غوّته واتقلب ساحر بتاع أعمال وأذية بس نهايته كانت صعبه,, اتسحل في البلد كلها,, ومات بعديها,, الغريب بقا واللي ميعرفوش أهل البلد هنا أن طلعله أبن بعد كده,, ظهرت بركاته بعد وفاة ابوه بسنين كان في بلاد في جوف الصعيد عشان كده محدش سمع عنه ولا شافه هنا في قرى بحري,, ولا أنا شفته بس السيرة زي ما بيقولوا دوارة,, المهم أنه أشتغل شغلانة أبوه شوية,, وبعد كده مات من ييجي 9سنين,, حكايته دي بعد كده هتتغنى على الربابه وناس هتقول دي حكاوي واساطير وناس هتقول حقيقه
كنت قاعد بسمع للراجل ده وبحاول بكل ما اوتيت من قوة أني اسيطر على انفعالات وجهي اللي حسيت أن الراجل بيحاول يقرأها
....مسمعتش عن الحكاية دي يا ابني,, أنا اسمع أن المبروكين بيبقوا عارفين بعض
....سكت وانا سرحان شوية,, فاتكلم تاني وقال... شكلك مسمعتش عنه,, بعد كده غير الحوار وقعد يتكلم معايا وبعدها سابني ومشا,,
تاني يوم وقت انعقاد الجلسة كنت قاعد على اعصابي مش عارف هل الراجل ده قدر يوصل لحكايتي ولا موصلش كنت بفكر أهرب بس متردد,, لغاية ما اكتشفت اني غلطت نفس الغلطة اللي غلطها أبويا لما استنيت لغاية ما لقيت الناس جايه تدق بابي,,
وكسروا الباب,, بس الاختلاف أنهم ملقونيش,, اختفيت ولقوا رسالة على الحيطان مكتوب فيها...أنت اللي بتصنعوا نار الشر وتقعدوا تنفخوا فيها لغاية ما تعلى وتحرقكم,, وبعد كده تحاولوا تطفوها,, بس مش في كل مرة هتعرفوا تصرفوا العفريت اللي حضرتوه,,
انا لما بنيت القصر بواسطة شركة مقاولات من بره البلد كنت عامل سرداب تحته بيوصل لغرفة تحت الارض طالع منها باب نفق,, وعلى مدار سنيني السته في القرية كنت كل يوم بحفر في النفق شوية وبكسيه لغاية ما وصلت بيه لأرض مملوكه ليا على أطراف القرية مبني على راسها بيت صغير كنت عامل حساب آخر الاحتمالات,, ومن هناك كملت طريق هروبي
عرفت بعد كده أن الراجل اللي كان جه وقابلني اخد اطراف النزاع واحد ورا واحد على انفراد’’ محدش يعرف اتكلم معاهم في ايه,, بس كان واضح انه وصل للحقيقة الاهم من حقيقتي انا كشخص... وهي اني كنت انا اللي بذكي نار الخلاف بينهم
تمت
بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

ليست هناك تعليقات