إبحث عن موضوع

قصة نصف حالة (الجزء الثاني)

الحلقة الثانية
نصف حالة
قال لي...يبقى هنتشارك,,,  فقلت له...في أيه؟؟
قال لي...الانتقام لحرمة أرضي وحرمتك اللي أنتهكوها, قلت له...أنا مستعد أتحالف مع الشيطان نفسه في الانتقام,, بس أنا أقدر أفيد بايه؟؟...فقال لي...نار الانتقام جواك أقوى من أي شر وأقوى من أي شيطان,, قلت له...وهننتقم أزاي,, قال لي...هتعرف كل شيء بأوانه,,
وقتها سمعت صوت الخمسة اللي حولوا حياتي لجحيم طالعين من الكوخ,, بصيت ناحيتهم لثواني ورجعت بوشي تاني ناحية العجوز لقيته أختفى
رجعت بيتي وأنا مشدوه مش عارف أخاف ولا أفرح ولا أندهش,, لكن اللي كان مسيطر على تفكيري احساس القوة والانتقام,, لأول مرة حاجة تستحوذ على تفكيري غير شكلي المشوّه,, احساسي أني هيمسني جني ويساعدني في الانتقام احساس مفزع بس قوي,, بعد تفكير طويل طفيت نور غرفتي ومددت على سريري, بعد شوية بدأت أحس بصوت الخطوات في وسط ظلام غرفتي,, نفس الصوت اللي سمعته وسط حقل النخل,, خطوات بتدعس على أوراق جافة,, دا تقريبا الصوت الطبيعي لخطواته,, صوت خربشه وتحطيم,, نورت نور الموبايل لقيته في وشي,, متجسد في نفس الصورة,, صورة الراجل العجوز بس كانت عينيه كلها سوده مفيهاش بياض وريحة نَفَسُه كأنها القبور وملامستها لجلدي كأنها كير حامي بيحرق,, قال لي بصوت غائر...من بكرة هتبدأ تصاحبهم,, قلتله ازاي؟؟ فقال لي أسأل صاحبك هيدلك,, قلت له...طب دلني انت؟؟ فقال لي شيطان الإنس هيغوي عن شيطان الجن,,
مكنتش قادر أفرّق دا حلم ولا مش حلم لأني بعدها أتنفضت من سريري ملقيتوش قدامي
فضلت شويه مش عارف أنام وبتقلب في السرير,, هو أنا هنتقم وأشفي غليلي ولا هصاحبهم,, وياترى أحمد هيفيدني ولا لا؟؟ طب هو عايزيني أصاحبهم وأبقى واحد منهم ليه,, يكونش عايز ينتقم مننا كلنا مع بعض,, لأني أنا كمان أقتحمت أرضه,, دماغي سخنت من التفكير لغاية ما غمضت عيني ورحت في النوم,,
تاني يوم قابلت احمد في المدرسة اللي يعتبر الشخص الوحيد اللي بتكلم معاه,, فقلت له...أنا عايز أقربلهم وأبقى واحد منهم تعرف تدلني على طريقة؟؟
فرد...أنت يابني هتجنني معاك,, أنت مش كان نفسك تنتقم منهم,
فقلتله بالحاح... ما هو يا اما أرد اعتباري بالانتقام منهم يا اما ارده بأني أظهر وسط الناس أني بقيت واحد منهم,, فعشان خاطري ساعدني,,  فرد أحمد... خلاص ياعم متعيطش هقول لك,, أقصر طريقة تدخل بيها في وسطهم وهي الطريقة المضمونة مية في المية,, أنك ترمي للكلب عضمه,,
فقلتله...ازاي؟؟ فهمني أكتر,,قال لي...تروح تجيب حشيش,, تجيب صوباع ولا أوقية ولا نص فرش,,على حسب فلوسك,, بس تكون استف نضيف,, وتروح قاطع حته تقضي سيجارتين, وتقابل أي واحد فيهم ويكون لوحده وتروح واقف معاه وتقوله...أنا عايز أعمل معاهدة صلح يا برو,, ودا عربون المحبة,, ولو قبلتوا الهدية في منها كتير عندي...ولازم تبينلو أنك واد ضرّيب,, يعني تبقى عينك حمرة وخفرانة وانت بتتكلم ,, عشان تكون عارف الحشيش بقا غالي,, معدش زي زمان وشباب الثانوي الضريبة بيبقوا مقشفرين وقحطانيين وعلى طول مخلصين فلوسهم لو هو أبن وزير,, تلاقيه بيسمسمر من فلوس الدروس والملخصات والملزمات ولو ينفع يقلب فلوس من البيت هيقلب وفي الاخر لو البحر اتقلب فلوس مش هيقضيه
فقلت له...واجيب الحشيش منين؟؟
فسكت شوية وقال لي... يا ابني أنا مش عايز أفسدك
قلت له...عشان خاطري ساعدني أني أرد أعتباري
فقال لي...هتروح اسكندرية, هي نص ساعة من هنا وهتروح على قمة شارع ال45 وتتصل بالرقم ده,, وتقول له أنك من طرف أحمد الصباغ,, هيجيلك ويقضيلك اللي أنت عايزه,, بس خلى بالك ومتشربش كتير في اول مرة,, الحشيش بيعمل هبوط في الدورة الدموية وممكن تروح فيها,, ولو قضيت أبقى هاتلي حته,,, بصيتله باستغراب...انت لسه بتشرب؟؟...قاللي...على خفيف ولوحدي في السر لأن لو أبويا عرف المرة دي, حالف يتبرّى مني
روحت يومها كنت ببص في المراية وأنا حاسس لأول مرة أني معدتش هكره شكلي المحروق بعد ما انتقم,, كنت حاسس أن قبح مظهري هيروح بانتقامي,, واني هرفع راسي من بعدها وهبص للناس في عيونها بتحدي,,
وفي اليوم التاني قررت أروح اسكندرية,, كان بطبيعة الحال معايا فلوس كتير من يوم الحادثة لأن أبويا دايما كان بيحاول يعوضني عن اللي أنا فيه,, مكنش بيتأخر عليا في فلوس,, وكمان روحت بيعت تليفوني وكنت ناوي اقولهم في البيت لما ارجع أنه ضاع,, ورحت اشتريت فرش حشيش كامل,, حاجة كده ولا في أحلامهم,, ممكن يقضيهم شهرين يشربوا فيه,, على ما اكون انا خلصت
وفي الليلة اللي قبل التنفيذ قعدت عالنت كتير أدور في مخاطر الحشيش,, وحكايات المجربين في المنتديات,, كنت خايف لأني غالبا لازم هشرب معاهم,, وكلمت أحمد كمان في التليفون قعد ساعة يحكيلي كتير عن حكاويه,, وفي الآخر طفيت النور ومددت,, حلمت اني معاهم في الكوخ,, وعمّال أقطعلهم في الحشيش وأصب لهم خمرة,, وفجأة شبت نار في الكوخ فانتفضت من نومي,, لقيت العجوز حاطط ايده على راسي,, ومقرب وشه من وشي وقاللي.... بعد ما يتم المراد,, اسقيهم خمرة ست ليالي,, وفي السابعه أول ضحية هتتسحب روحها,,
تاني يوم بعد المدرسة رحت أستنيت واحد منهم,, كان ساكن في الشارع اللي ورانا,, استنيته في مدخل العمارة اللي ساكن فيها,, أول ما شافني كان رايح يجري,, كان فاكرني عايز استفرد بيه,,
بس مسكته وقلتله...أنا طالب السلام والهدنة ودا عربون السلام,, واديته الحته اللي كنت قاطعها له
فضحك ضحكة صفرة من وشه اللي كان هرب منه الدم,, وقال لي...مش تقول انك ليك في الدماغ الحلوة من زمان,, مكنش حصل اللي حصل
فقلت له...هو في واحد وشه بالشكل ده ومش هيبقى ليه في الدماغ الحلوة,, عامة ملحوقة يا غالي,, الخير موجود كتير,, وكتير أوي وانا رهن الخدمة,, بس المهم ترضوا عني كلكم,, ولو في أي سهرة أنا جاهز,,
قال لي... طب متقلقش هشوف الرجالة وأبقى أرد عليك
في الوقت ده كنت اتصرفت في كام كانزاية هينيكن من كشك سجاير بيبيعهم في الخفا,, أهو فيها كحول,, هو تحت ال 10 في المية,, بس تعتبر خمرة,, وكنت مستني ردهم وعندي ثقة كبيرة أنهم هيكلموني
وفعلا يومها عالمغرب لقيت كبيرهم اللي اتصل بيا وقال لي...بص يا برنس انت هتيجي تسهر معانا في المكان بتاعنا بس لو فاكر أنك ناوي تبلغ عننا او تصورنا أو أى حاجة من دي لعبت في دماغك فاعرف انك لعبت في عداد عمرك,, وانت أول واحد هتتأذى, بالبلدي كده هنلبسهالك,, ثانيا لو انت نيتك سالكه وبتخطب ودنا فده جميل..ميضرش,, بس متفتكرش انك هتصاحبنا في المدرسة وتمشي معانا وتبقى من ضمن تشكيلنا كده بالسهل,, احنا في البداية كده هنبقى أصحاب في العشه,, أما في المدرسة والدروس فمنعرفش بعض,, أه هنكفيك شرنا وهنبطل نتريق عليك,, وهنحميك واللي هيفكر يأذيك هنقف له بس هنبين أنه من باب الشفقه بيك وأننا خلاص رضينا عنك, لغاية ما تثبت ولائك وطاعتك ساعتها ممكن واحده واحده تدخل معانا
فرديت عليه وقلتله...أنت لو مكنتش قلت كده كنت هقوله أنا,, لازم الموضوع ييجي واحدة واحدة فعلا
قال لي ...ايوه كده جدع,, قابلنا بقى في العشة الساعة 7 الليلة دي
وفي الميعاد المظبوط رحتلهم..كنت واخد معايا صوباع حشيش واحد وكانزين هينيكن,, وشوية شوكلاتات,, كانوا طايرين من السعادة بيا وكان واضح فعلا أنهم مفلسين,, وفي الليلة دي زعيمهم شد حشيش كتير جدا عن كل يوم,, ومحسش بالهبوط اللي كان دايما بيحس بيه لما يتقل في الشرب ,, كان بيقول أن الاستف دا عالي أوي ومبيهبطش,, وانا شربت معاهم بعض نفس في الاول لغاية ما اتسطلوا ومعدش حد عارف مين بيشرب ومين مبيشربش,, ساعتها كانوا حواليا كلهم مساطيل وبيضحكوا وأنا بمثل أني مسطول زيهم,, أو بردو ممكن تقول دماغي لعبت من النفسين تلاته اللي خدتهم,, لكن كنت مركز وبفكر في لحظة انتقامي منهم,, ومرت الست ليالي بسرعة وفي الليلة السادسة بعد ما روحت وكنت دايخ على خفيف رحت غيرت هدومي ومددت لقيت العجوز قاعد على طرف سريري وقال لي...هتقطع عنهم الخمرة بكرة وهتاخد مكانها عصير ممزوج
قلت له... ممزوج ب ايه
قال لي...هتعرف لوحدك,, 
صحيت الصبح طلعت الصالة لقيت أمي محضرالي الفطار على ترابيزة السفرة قعدت عشان افطر كنت حاسس اني جعان جدا,, بس وانا بفطر لقيت علبة الدوا بتاعت أبويا على السفرة كانت مفتوحة وطالع منها شريطين,, شريط متاخد منه وشريط سليم كان أسمه تارج 160 حسيت أن دي الاشاره وان ده اللي المفروض أخلطه عالعصير وفعلا اخدت الشريط السليم وفهمت خطة الجني اللي كان بيدبرها,, دا انتقام شيطاني فعلا
استنيت الليل ورحتلهم وكنت واخد معايا عبوة عصير واحدة مخبيها في جيبي وحاقن فيها ال 10 حبايات اللي دوبتهم من دوا ابويا,,
وكنت واخد حشيش بزيادة عشان اعوضلهم ان مفيش هينيكن وطبعا كانوا اتعودوا على الشرب التقيل,, وزعيمهم طماع قعد يشرب لغاية ما داخ,, بقا جسمه سايب,, ومش قادر يقف حسينا فعلا أنه عنده هبوط حاد فقلتلهم أنا معايا عبوة عصير فبصولي بغيظ أزاي ساكت كل ده,, فاديتهالهم فشربها كلها,, وبعدها بتلت ساعة أغمى عليه ونبضه وقف,, جريوا بيه على المستشفى وانا روحت على البيت,, لاننا مبنظهرش سوى,, ملحقوهوش,, مات قبل ما يوصل المستشفى,, الزعيم اللي ضربني بالكف على خدي المحروق انا اللي قتلته, عرفت أن الدكتور النابطشي عرف في المستشفى أنهم كانوا شاربين حشيش,, العيال من الخوف قالوا على الحقيقة وأهلهم لموا على الموضوع,, وأهل الميت رفضوا تشريح الجثه,, الحشيش الكتير في الطبيعي ممكن يعمل كده ممكن يؤدي للوفاة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية فكان سبب الوفاة واضح واللي أدى لسبب الوفاة موجود,,,واحنا في مدينة صغيرة والنباطشي دكتور امتياز غلبان,, وقطع الأحجية كاملة,, عيل شرب حشيش لغاية ما حصل له هبوط ومات,, محدش شرّح الجثة عشان يكتشف أن حبوب التارج 160 موجوده في دمه,, الحبوب دي بتعالج ارتفاع الضغط,, بمعنى اخر بتوطي الضغط,, فلما أخدها بالكمية دي نزلت الضغط اكتر ما كان نازل بتأثير الحشيش,, نزلّته  بعنف,, عشان كده كان من المستحيل يتلحق,, أما الكحول فمن كلامي مع أحمد ومن تصفحي عالنت كنت عرفت أنه بيرفع الضغط فاللي بيشرب حشيش مع كحول عمره ما يحس بهبوط,, الفكرة الشيطانية كانت أنه يتعود على كمية حشيش كبيرة خلال ست ليالي وعمره ما هيحس بهبوط لأنها مصحوبه بالكحول وتيجي في الليله السابعه مفيش كحول وهو اتعود على الشرب الكتير فيحصل الهبوط القوي ويزيد عليه دوا التارج 160 فيفطس,,عمري ما كنت أتخيل قتل بالذكاء ده,, وانا اللي كنت رايحلهم بسكينة ومية نار
مصعبش عليا,, بالعكس حسيت براحه أكبر وأنا ببص لنفسي في المرايه,, ساعتها حسيت أني شايف حد تاني غيري,, فركت عينيا لقيته فعلا الجني العجوز في المراية وبيقوللي..احنا لسه بنبدأ..لسه في قايمة طويلة..اطول مما كنت بترسم في خيالك
يتبع
بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

ليست هناك تعليقات