إبحث عن موضوع

الفصل الاول من " لفة ورد "🌸🌸

الفصل الأول من "لفة ورد"..💐💜

صرااااخ صرااخ ولا يوجد غير دوي هذا الصراخ في الظلام الحالك في الغابة السوداء
ظلت تجري فتاة في هذه الغابة السوداء ولا تعرف شئ سوي الصراخ والظلام
وفجأة تجد صوت يقول:جميلة قومي يا جميلة
في إيه مالك؟!
نفس الحلم ولا إيه؟!
جميلة بفزع:هااااه أنا فين؟!
أنا فين؟!
مين اللي بيتكلم؟؟!
مني بقلق:يا حبيبتي أنا مني أختك في إيه بس؟
جميلة بغضب:نفس الكابوس اللعين يا مني نفسه بكل تفاصيله
أنا مش عارفه إيه السبب ورا الكابوس ده!؟
مني بحزن:طب مش هتحكيلي بردو هو فيه إيه؟
جميلة:لا بلاش أصل بيقولوا أن لو الحلم وحش بلاش نحكيه أحسن يتحقق وأنا مش ناقصة بلاوي في حياتي
يلا الحمدلله
صمتت لوهلة ثم تابعت قائلة:يلا نحضر الفطار بقا بسرعة قبل ما ننزل
مني:مش هتيجي تشتغلي معايا بقا يا جميلة
جميلة:لا مش هاجي أنا مرتاحة في شغلي كده
مني:شغل إيه اللي مرتاحة فيه والبت الحرباية دي بتوقعك كل شوية في مصيبة!
جميلة بحزن تحاول اخفاؤه:ربنا يهديها
يلا يا بت قومي علشان نلحق نخلص
مني باستسلام:أمري لله
قومي يااختي قومي ده أنتِ دماغك ناشفة وعاوزة تتكسر
جميلة بمرح:أحبيبتي أمني هع ههع هععع
جميلة اسمها علي مسمي لأنها كانت جميلة الشكل والروح أيضًا
كانت ذات بشرة خمرية وعيون بلون العسل وكل من يراها يحبها وبشدة لعفويتها وطيبة قلبها وجمال روحها...
فهي فعلًا جميلة
*********************
بعد ساعة تقريبًا خرجت مني ومعها جميلة للذهاب إلي عملهما
وفي الطريق رأتا شابًا ملتحيًا وملابسه ملطخة بالدماء وبيده شئ كالسيف و يظهر علي وجهه الغضب والقسوة
فخافت جميلة جدًا وقالت لمني و هي ترتجف:يلا نمشي من هنا بسرعه والنبي يا مني والنبي يلا
مني بعدم فهم:حاضر يا حبيبتي يلا بس اهدي كده
فابتعدتا مني وجميلة وقالت مني:انتِ كان مالك كده وخوفتي ليه؟!
وبعدين مش أنا قولتلك بلاش والنبي لأنها حرام فمن حلف بغير الله فهو كافر
جميلة:لا اله الا الله والله من لبختي بس
مني:طب أنتِ ليه خوفتي كده يا جميلة؟
جميلة:ماانتِ عارفه أني مش بحب الناس اللي بدقن دول بيبقوا عصبيين ومتطرفين وعاملين فيها بتوع ربنا وهما أساسًا مايعرفوش يعني إيه ربنا
مني:لا يا جميلة مش كلهم وأصلًا الدقن اللي اسمها الصح اللحية سُنة عن الرسول صلي الله عليه وسلم وفي حديث بكده كمان اللي هو....
«قصوا الشوارب واعفوا اللحي وخالفوا المشركين»..
جميلة بعدم اهتمام:عليه الصلاة والسلام...
يلا أنا وصلت أهو أشوف وشك بخير بقا يا عمري اموووااااااه
ضحكت مني و قالت:عمرك ما هتكبري يا جميلة
********************
دلفت جميلة إلي عملها وهو عبارة عن مركز لبيع الزهور والهدايا ولكنه كبير جدًا و في نفس الوقت راقي أيضًا
قالت جميلة بعفوية:السلام عليكم
نورا:وعليكم السلام يا عمري أنتِ...
نورتي يا جميلة
جميلة:ده نورك يا نورا
وحشتيني اوي
دنيا بعجرفة:نورتي يا حلوة
جميلة:تسلمي...
أومال فين مدام هالة يا نورا؟
نورا:لسه ماوصلتش يا حبي
جميلة:ماشي
انتهي وقت العمل ولكن للأسف لم تسلم جميلة من أيدي دنيا كالعادة
دنيا:جميلة هانم هنتعبك شوية ممكن تنضفي المكان قبل ما تمشي
جميلة:وأنضف أنا ليه؟!
أومال العمال لازمتهم ايه؟!
دنيا:لا ماأنا مشيتهم
جميلة:وتمشيهم ليه يا دنيا؟!
أنتِ ليه بتتعاملي كده؟!
أنتِ عاوزة ايه بالظبط!
دنيا:و هعوز منك إيه يا جربانة 
وصل صوتهم لأسماع هالة في مكتبها وأتت علي صوت الصراخ
هالة:في إيه يا بنات؟!
هو مفيش احترام لوجودي أبدًا؟!
جميلة:اسألي دنيا يا مدام هالة اسأليها
هالة:في إيه يا دنيا؟
ظلت دنيا صامتة لا تتكلم
هالة:انتِ هتتكلمي ولا لا...انطقي
دنيا بارتباك:حـ حاضر هتكلم
أنا بس مشيت العمال بتوع النضافة وقولت ننضف احنا المرة دي لأن مش بينضفوا بضمير وكده يعني
نطقتا نورا و جميلة في نفس اللحظة:دي كدابة
هالة:أولًا ليه كدابة؟...
ثانيًا أنا مش عاوزة غير العمال اللي ينضفوا أنتوا مش ملزومين بكده يا دنيا
نورا بثقة:كدابة يا مدام لأن جميلة كانت ماشية قامت موقفاها وقالتلها أنها تنضف قبل ما تمشي وأنها قالت للعمال يمشوا ودنيا أصلًا كانت مجهزة نفسها أنها تمشي حتي لسه الشنطة في ايدها
حاولت دنيا أن تواري حقيبتها ولكن لم تعرف فغضبت منها هالة بشدة
ثم قالت لها بغضب:أنا مش عارفه أنتِ عاوزة إيه بالظبط؟!
كل شوية تزهقي البنت في عيشتها وأنا بعديلك لأنها اللي بتقولي اعديلك
لكن كده خلاص مالكيش شغل هنا تاني يا بنت الحلال
دنيا:أنـ أنا آسفه والله يا مدام والله آسفه مش هكررها تاني
جميلة:خلاص يا مدام بالله عليكي ده أكل عيشها الوحيد علشان خاطري
هالة:أنتِ إزاي قلبك طيب كده يا بنتي؟!
أنتِ مش شايفة عمايلها فيكي!
جميلة بأسي:أنا مش عاوزة أكون سبب في رفد حد يا مدام هالة والله
هالة بابتسامة صافية:خلاص يا حبيبتي مش هرفدها بس علشان خاطرك أنتِ ربنا يكتر من أمثالك ويبارك فيكي
ثم وجهت حديثها لدنيا قائلة:اتفضلي يا دنيا روحي أنتِ دلوقتي
ابتسمت دنيا ابتسامة خبيثة وقالت في نفسها:والله لأوريكي يا حقيرة ياللي اسمك جميلة
********************
خرجت جميلة من المركز وفي طريقها اصطدمت بشخص فابتعدت سريعًا وقالت:أسفة جدًا والله ماشوفتش حضرتـ...
انقطعت كلماتها عندما رأته فهو هذا الشاب الملتحي الذي رأته في الصباح فخافت كثيرًا وتركته و مضت سريعًا
وهو ظل مكانه لم يتفوه بكلمة واحده حتي
فقد انبهر بجمالها البرئ والهادئ
ولكنه سرعان ما توقف عن التفكير بها وقال:عيب كده يا حمزة مايصحش تفكر في بنت والله عيب عيب والله ده حرام قبل العيب
هو أنا بكلم نفسي ليه؟!
أنا اتهبلت يانااس
صمت ثم تابع قائلًا بثقة: بس لازم أغض البصر أنا آسف يا ربي مش هتتكرر تاني وظل يستغفر حتي وصل إلي مركز زهور هالة
دلف حمزة إلي مركز الزهور و لم يجد فيه أحد ولكن بعد فترة وجيزة خرجت هالة من مكتبها لكي تغلق المركز ولكنها رأت حمزة فارتبك حمزة كثيرًا رغم كبر سنها وأنها تعدت الـ 50 عام ولكنه ارتبك جدًا فقالت له:أيوة يا أستاذ اتفضل
حمزة:الله يكرمك يا مدام أنا بس كنت عاوز طلبية ورد كبيرة بس الظاهر أن حضرتك هتقفلي أجيلك وقت تاني
هالة:لا ياابني تعالي قول أنت عاوز ايه
حمزة بابتسامة:جزاكي الله خيرًا
طلب حمزة من هالة كل ما يريده فقالت له:إن شاء الله بكرة علي الساعه 11 طلبك هيكون جاهز
حمزة:متشكر جدًا يا مدام أنا همشي أنا...السلام عليكم
هالة:وعليكم السلام ياابني
بس الطلب باسم مين؟
حمزة:باسم حمزة مصطفي
*******************
مضي الشاب في طريقه وعاد إلي منزله ودلف إليه فوجد والدته فقال لها:كل عام وأنتِ بخير يا أمي ربنا يحفظك ليا يا أغلي ما ليا
فريدة:يا حبيب قلبي من جوه أنت ربنا ما يحرمني منك ولا من أختك يا حبيبي ولا من احم احمممم
حمزة بمزاح:ههههاااااي من الوالد العزيز مش كده قولي قولي ماتتكسفيش ده أنا حتي زي ابنك
فريدة و قد غطَّي وجهها الخجل:غور يا واد من هنا ده أنت مش سهل أبدًا ربنا يكون في عونها اللي هتتجوزها هتبقي أمها داعية عليها مع أنك يا أستاذ مش ناوي ع الجواز ومش ناوي تفرحني
سرح حمزة بحديث والدته وتذكر الفتاة التي رآها ولكنه أخرج كل هذه الأفكار من رأسه وتحدث في نفسه قائلًا:أنا والله نفسي أعرف هي مين علشان لو طلعت كويسة أتقدملها ولا أشوف اللي هيحصل ايه
بس ده أنا حتي معرفش اسمها ولا عيلتها ولا اي حاجه خالص مالص
ظن حمزة أنه يتحدث في نفسه ولكن ما لم يدركه هو أن صوته كان مرتفع و والدته استمعت لكل كلمة
فحملقت فريدة في ولدها وهزته من ذراعه وقالت:ايه ده اللي بتقوله ده بجد ولا إيه؟!
أنت نويت يعني يا ألف نهار أبيض يا حبيب قلبي لولولولولولولولي مبروك يا حبيب قلبي
حمزة:اهدي يا ماما بلاش فضايح إيه اللي أنتِ بتقوليه ده أنا كنت سرحان بس
وأصلًا معرفش عنها حاجة أنا بس خبطتها وأنا ماشي ده حتي هي حسيتها خايفة مني معرفش ليه ومعرفش اسمها ولا أي حاجه
فريدة:اللي فيه الخير ربنا يقدمه يا حبيبي ولو ليك نصيب فيها هتلاقيها...يلا علشان نتغدي سوا
حمزة:حاضر يا فيري بس فين البت هدي؟
فريدة:هدي نايمة في أوضتها روح صحيها
ذهب حمزة إلي غرفة شقيقته فوجد أن الأنوار مشتعلة فقال في نفسه:ما النور مفتوح أهو البنت صاحية وهما بيشتغلوني ولا ايه!
فتح حمزة الباب و دلف إلي الغرفة فوجد هدي نائمة بالفعل وهي مرتدية ملابس الصلاة وممسكة بالمصحف فدَل هذا علي أنها كانت تقرأ القرآن وغفيت
فابتسم حمزة وذهب إليها وقبّل جبينها ففتحت عينيها وابتسمت وقالت:حمزة حبيبي أنت جيت امتي؟
حمزة:من شويه..قومي يلا علشان نتغدي سوا
هدي:حاضر
تركها حمزة وذهب إلي غرفته
دلف حمزة إلي غرفته و هو يفكر في الفتاة التي رآها اليوم فهز رأسه كأنه ينفضها من أفكاره وقال في نفسه:حرام أفكر فيها ما يمكن ماتبقاش نصيبي فيبقي كده حرام عليا والله
ذهب ليتوضأ وصلي ركعتين لله طالبًا داعيًا أن لو له خيرًا فيها فليرزقه بها
ثم خرج لعائلته فوجد والده جالسًا أيضًا فقال مداعبًا:يادي النور يادي النور منور يا سي مصطفي عاش مين شافك والله
فانفجر الجميع في الضحك وقال مصطفي:عمرك ما هتعقل ولا هتكبر اللي يشوفك كده مايصدقش أنك شيخ في المسجد وبتعطي محاضرات ده غير الندوات وأنك مهندس قد الدنيا احمممم وأنك شوفت بنت وعجبتك ولا....
قاطعه حمزة:حيلك حيلك ايه يا فيري أنتِ لحقتي كده؟!!!
ابتسمت هدي قائلة:لو ليك خير ونصيب فيها يا حبيبي ربنا هيرزقك بيها
حمزة:إن شاء الله...محدش عارف بكرة فيه إيه...

ليست هناك تعليقات