إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقة الخامسه من الجزء الثاني

#طغيان_قلب
#وبقى_العشق
#الجزء_الثانى
#بقلمى_فاطمة_محمد
الفصل الخامس:

دلف "عدى" الغرفة مرة آخرى بعدما تخطى الوقت منتصف الليل حتى يأخذ ثيابًا له و يبدل ملابسه التى يرتديها منذ الصباح ظنًا منه بأنها قد ذهبت بسبات عميق

وما ان دلف حتى وجدها لا تزال مستيقظة شاردة جالسة على الفراش تضم ركبيتها الى صدرها وقد انتفخت جفونها اثر بكائها و انهيارها الشديد بعد خروجه

فأخذ نفسًا طويلًا و تجاهلها و كانها سراب موليًا ظهره لها متجهًا ناحية الخزانه مخرجًا له ملابس

وما لبث ان يخرج خارج الغرفة حتى نادت عليه بنبرة غير مألوفة بالنسبه له

فاستدار بهدوء شديد مضيقًا عينيه بتسأول عما تريده بعد ذلك الحديث الذى حدث بينهم 

فنهضت من مكانها و عينيها معلقة عليه لا تفارقة و لايرمش لها جفن و وقفت امامه و قالت بهدوء مزيف مبتلعه تلك الغصة المريرة المعلقة بحلقها 

-قولى انه كل اللى قولته كدب و مش حقيقة يا عدى، وانك قولت كدة عشان بس تضايقنى عشان اهملت نفسى و اهملتك

جز على اسنانه و تشنجت عضلات وجهه و دفع الملابس التى كانت بين يديه بغضب و عينيه تطلق شرار صارخًا عليها

-لا يا حورية مش كدب انا فعلًا مبقتش بحبك، انا اتجوزت يا حورية عليكى و البنى آدمة اللى اتجوزتها متوصوريش مريحانى ازاى و مهتمة بيا ازاى 

صمت قليلًا يتطلع عليها بغضب غير مدركًا بأن كلماته كانت كالسكين الحاد الذى ينغرز بقلبها ممزقًا إياه دون اى رحمة او شفقة

-مش معنى انك خلفتى انك تهملينى و تهملى نفسك بالشكل ده يا حورية و ما الستات كلها بتتجوز و بتخلف و محدش بيعمل اللى بتعمليه، انتِ بأهمالك ده خلتينى احب غيرك خلتينى محسش باى حاجة ناحيتك كل مشاعرى بقت معاها، معاها هى و بس يا حورية 

كانت عينيها تدمى بشدة امامه تطلع عليه بعدم تصديق و رغمًا عنها وجدت نفسها تصرخ به بهستيريا و هى تضربة على صدرة بعنف و غضب تشعر باشمئزاز شديد يسيطر عليها تجاه

-لو كل الرجالة فكروا نفس تفكيرك ده كانوا كلهم اتجوزوا على مراتتهم، مكنش ينفع تجوز عليا من غير ما تعرفنى كان لازم تقولى و تسبلى القرار، وانا اللى اقرر مش انت، مش انت اللى تقرر يا عدى انا اقرر مش تحطنى قدام الامر الواقع، انا بكرهك، بكرهكككككك

دفعها "عدى" تجاه الحائط بعنف مكممًا فمها قائلًا بفحيح الافاعى

-صوتك هيصحى كل اللى فى البيت

دفعته بغضب و بقوة لم تعلم من اين اتتها

-هو ده اللى همك مش كدة مش عايزهم يعرفوا بعمليلك و بوس***

صفعة قوية نزلت على وجهها جعلتها تبتلع حديثها فوضعت يديها على وجهها و نظرت اليه بخذلان و خزى و رفع سبابته محذرًا اياها 

-اوعى تنسى نفسك، حذرتك قبل كدة من صوتك العالى و مفيش. فايدة فيكى و لو اتكرر تانى يا حورية هتوفى تصرف اسوء من ده انتى سامعة يا بنت الحوارى

قال كلماته الأخيرة و خرج من الغرفة دافعًا الباب خلفه و ما ان خرج حتى وجد "حسام" يقف امامه عاقدًا يديه امام صدره و تطلع عليه بنظرات ساخرة 

فقطب "عدى" جبينه و قال 

-انت بتعمل ايه عندك يا حسام

اقترب "حسام" منه و هو يصفق له بسخرية مغمغم

-برافو يا عدى حقيقى برافو اتجوزت على حورية يا عدى اتجوزت على البنت اللى كنت من اربع سنين بس بتحفى وراها، ونفسك تبصلك، لو كمت ناسى افكرك

اجابه "عدى" وهو يقطع تلك المسافة بيهم قائلًا بغضب مشيرًا بيديه تجاه الباب

-اللى جوه دىمش البنى ادمة اللى حبيتها دى واحدة تانيه انا مبقتش عارفها

-م لازم متعرفهاش ما انت لقيت اللى مريحاك بس يا ترى ايه اللى مخلى الهانم التانية توافق انها تتجوزك و هى عارفة انك متجوز و لا هى متعرفش

قالها "حسام" بتفكير مصطنع فاجابة "عدى" 

-خليك فى حالك يا حسام و متدخلش فى اللى ميخصكش يا بن عمى

______________________________

كانت صوت ضحكاتها تصدح بالمنزل باكملة لم تستطع ايقتف تلك الضحكات الا عندما قامت "وسام" بضربها بتلك الوسادة و بوادر الغضب على وجهها

-ممكن اعرف بتضحكى علي ايه، انا مش شايفة حاجة تضحك يو ست وجد

كادت ان تجيبها "وجد" ولكنها لم تستطع بسبب ضحكاتها التى لم تستطع التحكم فقالت من بين ضحكاتها

-يالهوى بطنى مش قادرة، لا و اول ما وصلنا هنصحى و هننزل و هنخرج و هناكل و فى الاخر قضينها نوم يا سلام على الاجازة يا وسام

نهضت "وسام" و وقفت امامها واضعة يديها بمنتصف خصرها قائلة بغيظ و طريقة طفولية

-بطلى ضحك بقى انا مش عارفة راحت عليا نومة ازاى كدة منك لله يا وجد

-الله و انا مالى يا امى هو انا اللى قولتلك نامى و لا حاجة، انتى اللى عبيطة نمتى سى القتيلة ماشاء الله

تأففت "وسام" وجلست بجوارها و هى تتنهد و قالت بلامبالاة

-مش مهم انهاردة خلينا نفكر ببكرة، بصى يا ستى بقى بكرة اليوم كله هيبقى دمار شامل يا معلم هنروح ناكل كشرى و ندخل سينما و بعدين ناكل تانى و بعدين هنطلع على مرسم افتتاحة بكرة

تنهدت "وجد" و نهضت من مكانها

-اعملى ما اللى انتى عايزاه يا وسام

-انتى رايحة فين!؟ 

استدارت لها محركة كتفيها و قالت

-هكمل نوم طبعا اليوم ضرب يا حلوة 

نهضت "وسام" محاولة اللحاق بها قائلة بنبرة طفولية و هى تزم شفتيها

-نوم ايه يا وجد انتى مبتشبعيش

وقفت "وجد"داخل الغرفة و اجابتها و هى تغلق الباب بوجهها

-لا تصبحى على خير

وما ان اغلقت باب الغرفة حتى جلست" وسام"على الاريكة قائلة بتنهيدة

-انا اسفة يا وجد بس انا لازم اشوف حسام و انتى لازم تتواجهى مع عيلتك

______________________________

فى صباح اليوم التالى... 

أستيقظت "مى" من نومها و تململت فى فراشها فانتبهت لذلك الذى يتشطح بجوارها فشهقت بصدمة واضعة يديها على صدرها فاستيقظ على صوتها قائلًا بغلاظة

-صباح الخير

اغمضت"مى"عينيها و قالت

-حرام عليك يا عدى خضتنى انت جيت امتى

اعتدل "عدى" و اسند ظهره بظهر الفراش و قال بصوت مبحوح 

-جيت بليل و انتى كنتى نايمة محبتش اقلقك

اتسعت ابتسامتها و اقتربت منه و قامت باحتضانه و قالت بقلق

-حصل حاجة و لا ايه

نهض "عدى" دون ان يبادلها عناقها شاعرًا ببعض الضيق 

-ايوة و قومى جهزى نفسك عشان هتتنقلى انهاردة على الفيلا 

اتسعت عيناها و نهضت عن الفراش بصدمة واقتربت منه قائلة

-ازاى يعنى و مراتك و عيلتك هتقولهم ايه

رفع "عدى" يديه محاوطًا وجهها وقال 

-حورية عرفت انى متجوزك اما عيلتى بقى فدول امرهم سهل، وبعدين احنا معملناش حاجة حرام انتى مراتى يا مى و من انهاردة كل الناس هتعرف انك مراتى و حبيبتى

______________________________

"ولج" عدى برفقة "مى" الى غرفة الصالون و "مى" تتشبث بذراعيه لا تعلم كيف ستكون رد فعلهم على ذلك الخبر

شعر "عدى" بخوفها ذلك فرفع يديه مربتًا على يديها يبثها الطمأنينة و الأمان

وما ان ولج حتى وجدهم يتناولون طعام الأفطار

-صباح الخير

رفع الجميع رأسهم وما كادوا ان يجيبوه حتى انتبهوا لتلك الفتاة التى تقف بجواره متعلقة بذراعيه فقام "حسام" بالجز على اسنانه بغضب ناهضًا من مكانه دون ان يهتف بحرف واحد و قبل ان يغادر رمق "مى" نظرة غاضبة

فنهض الجميع عن الطاولة بعدما ثارت الشكوك بانفسهم فقال "سلامة" 

-مين دى يا عدى

تنهد "عدى" وقال بدون تردد

-مى مراتى يا بابا

قطب "داغر" حاحبية و اقترب منهم و الدهشة تعترية

-مراتك ازاى يعمى انت اتجوزت على حورية يا عدى

زفر بضيق و اجابهم بأقتضاب

-ايوة 

اقترب منه "داغر" وقام. بامساكة من ملابسه

-ايوة ازاى يعنى يا عدى متنرفزنيش عليك انا صاحى خلقى ضيق

اقترب "سلامة"وفرق بينهم صارخًا بهم

-ايه اللى بتعملوه ده هو انا ايه خلاص مبقاش ليا لازمة 

ظل" داغر"يرمق شقيقة بغضب من افعال الطائشة و انجرافة ذلك

فغمغمت "سعاد" بعدم تصديق

-اتجوزت على حورية يا عدى و كمان جايبها هنا للدرجة دى مبقاش عندك مشاعر

وما كاد ان يجيبها حتى جاء صوت "حورية" من خلفهم مرددة اسم "عدى" و كان صوت خالى من الحياة

-عدى

التفتت "عدى" يرمقها بنظراته و كذلك. "مى" و التى تجاهلتها "حورية" وكأنها لا تراها امامها

وما كاد ان ينطق "عدى" حتى سقط عليه ذلك الدلو من الماء البارد فما نطقت به لم يكن يتخيل بانها ستطلبه او ستعزم عليه

-طلقنى يا عدى

ازدرق ريقة كان يظن بانه سيستطيع السيطرة عليها بالضغط عليها عن طريقه اولادها و لكنها صدمته و بشدة فقال بعدما ابتلع ريقه

-انتى عارفة معنى كلامك ده ايه، معناه انك مش هتشوفى ولادك تانى و

قاطعته قائلة بحدة و صراخ 

-بقولك طلقنى 

اقتربت منها "سعاد"محاولة تهدئتها و ارجعها عما تريدة

-يا بنتى استهدى بالله ده شيطان و دخل بينكم والله

قالت الاخيرة و هى ترمق" مى" بنظراتها

اما "عدى" فكانت عينيه معلقة عليها لا يصدق طلبها ذلك فصرخت مرة اخرى و لكن تلك المرة و هى تكسر و تحطم كل ما تطوله يديها

-بقولك طلقنى طلقنى انا بكرهك بكرهك يا عدى بكرهك و مش عايزة اعيش معاك بقولك طلقنى

-انتى طالق

توقفت عن الحركة و هدأت انفاسها فاقترب منها و قد اسودت عينيه

-من انهاردة متفكريش انك تشوفى ولادك انتى سامعه

ثم التفت ل "مى" وجذبها من ذراعيها صاعدًا بها تجاه غرفتة القديمة
ان اما حورية فحلست علر الارص تبكى بهستيريا فاقتربت منها "سعاد" و هى تشعر بالشفقة تجاها 

اما الباقى فكانوا لا يصدقون فعلته الحمقاء تلك و استغنائة عنها بتلك السهولة

وبذات الوقت كانت تلاحقها عيون شامته سعيدة بما حدث و التى لم تكن سوى "ياسمين" التى كادت ان تطير من السعادة فلطالما كرهت "حورية" 

بغرفة "عدى" قديمًا

-مى دى اوضتى هتقعدى فيها لحد ما قول لحد من الخادمين يضبطلنا اوضة جديدة و على بليل ننتقل فيها و شنطتك هخلى الخدامة تطلعهالك و تغيرى هدومك و تريحى شوية و انا رايح الشؤكة و هحاول متاخرش 

قالها ببرود شديد فاماءت له "مى" بهدوء 

وما ان خرج من الغرفة حتى تبدلت ملامحها و ابتسمت ابتسامة خبيثة ماكرة مخرجة هاتفها من جيب بنطالها و اتصلت باحدهم و سريعًا ما جائها الرد فقالت بغموض

-كل اللى انت عايزة حصل و تقدر تنفذ العصفورة خرجت من قفصها و بقت حرة خلاص

______________________________

وقف"رائف"بالسيارة امام البناية التي تقطن بها "حورية" وما ان توقف حتى التفت بجانبه ينظر إليها متمتمًا بأعتذار

-حورية انا مش

قاطعته "حورية" وصالت بنبرة خالية من الحياة

-متقولش حاجة يا رائف لانى مش عايزة اسمع اى حاجة، ابن عمك كان فاكر انه ممكن يجرح و يوجع فيا و انا اسكت و اشيل فى نفسى عشان ولادى، بس مش انا يا رائف مش انا اللى هتسكت على ان جوزها يجبلها ضرة و يحطها قدام الامر الواقع

زفر "رائف" و هو يشعر بالخجل من تصرفات "عدى" المتهورة 

وقبل أن تترجل من السيارة لم تقل سوى تلك الكلمات

-ولادى امانة عندكم يا رائف لحد ما ابنك عمك يبعتلى ورقتى، عشان انا مش هسيب ولادى ليه و لمراته

لزم"رائف"الصمت و ترجل من السيارة حاملًا لها حقيبتها

وصعدت الى البناية و فتحت لها شقيقتها "ندى" التى صرخت بسعادة لرؤيتها امامها

-حورية وحشتيني اومال فين الولاد مجوش معاكى ولا ايه

سريعا ما انتبهت لرائف الذي ظهر من خلفها حاملًا حقيبتها

فقطبت "ندى" جبينها وقالت بتساؤل

-ايه الشنطة دى يا حورية

صمتت حورية و ظلت ملامحها جامدة باردة امامها وتحركت من امامهم و الآلام تكتسحها فالتفتت "ندى" تجاه رائف الذي أدخل حقيبتها داخل المنزل

-هو ايه اللى حصل بضبط

ازدرق ريقه و لم يعلم بماذا يجيبها و لكنها فى جميع الحالات ستعلم بما حدث فقال بأسف شديد

-مع الاسف عدى و حورية أطلقوا 

اتسعت عيناها و رفعت يديها تضرب على صدرها

-أطلقوا ليه ايه اللى حصل

-هيبقى افضل لو حورية حكيتلك عن إذنك ولو عوزتو اى حاجة كلمونى تمام

قال كلماته الاخيرة و هو يغادر من المنزل سريعًا يريد الهروب من أمامها حتى لا يضطر بقص تلك التفاصيل المؤسفة

وما ان غادر مغلقًا الباب من خلفة بهدوء حتى تحركت "ندى" بصدمة تجاه غرفة شقيقتها

ففتحت الباب دون ان تطرقة وما ان فتحته و كادت أن تتحدث حتى وجدتها مغشى عليها ساقطة على تلك الارضية الصلبة

فاقتربت منها و الذعر والقلق يتمكنان منها و لم تحد نفسها الا و هى تتحرك من مكانها تجاه الشرفة منادية على "رائف" قبل أن يصعد سيارته مرة أخرى

وبعد مرور بعض و بإحدى المشافي

كانت تتسطح على الفراش باحدى الغرف و بالخارج يقف الطبيب مع "ندى" و "رائف" يطمئنهم على حالتها مخبرًا اياهم بان ما حدث لها سببه هبوط حاد بسبب عدم تناولها لاى شئ بجانب الى نفسيتها المدمرة و نصحهم بالاهتمام بها وعرضها على احدى الاطباء النفسيين مخبرًا اياهم بانهم قد اعطوها مخدر و انها الان بسبات عميق

-متشكرين يا دكتور

كانت تلك كلمات "ندى" فاماء لها الطبيب و غادر من أمامهم 

فتنهدت "ندى" ببعض من الراحة و نظرت تجاه "رائف" معنفة اياه

-حضرتك ممكن تتفضل دلوقتى و ياريت تبلغ ابن عمك باللى اختى وصلتله خليه يفرح شوية بنفسه

زم "رائف" شفتيه و رفع احدى حاجبيه و قال بهدوء

-انا حقيقى مش عارف اقولك ايه بس دى اكيد وزة شيطان و كل حاجة هتتصلح

جزت على أسنانها و قالت لغضب طفيف

-تتصلح!!! بعد ايه ابن عمك لو كان بيحبها بصحيح مكنش فكر يستغنى عنها و بعدين انا عايزة اعرف ايه اللى حصل وصلهم بكدة ها عدى الزفت ده عمل ايه عشان يوصلها لحالتها دى

-هاا

قالها داغر بسذاجة مصطنعه لا يريد اجابتها فصاحت 

-هو ايه اللى ها بقولك عمل ايه

نظر رائف بساعة يديه و قال بتذكر مصطنع

-طيب يا ندى انا مضطر امشى دلوقتى لانى سايب داغر لوحده فى المصنع عن إذنك

وغادر سريعًا من أمامها فتأففت و دلفت غرفة شقيقتها فوجدتها نائمة على الفراش فاقتربت منها تربت على وجهها بحنان

-يا ترى عملك ايه عشان يوصلك لحالتك دى 

ثم جلست بجوارها و سريعًا ما تذكرت والدتها النائمة بالمنزل فنهضت من مكانها سريعًا مغادرة الغرفة

و ما ان غادرت المستشفى حتى دلف هو بهيبته و وسامته الى غرفتها مغلقًا الباب من خلفه مقتربًا منها متطلعًا عليها بنظرات عاشق وولهان فأقترب بيديه ممسدًا على وجنتيها و بشرتها الناعمة كبشرة الاطفال و ابتسامة جانبية ترتسم على وجهه متمتم بحب

-وأخيرًا يا حورية و أخيرًا هتبقى ملكى

___________________________

فى المساء

ترجلت "وسام" و"وجد" من تلك السيارة الأجرة أمام ذلك المرسم فصاحت "وجد" بتأفف

-ولا ليها اى لزمة حكاية المرسم دى انا بتخنق بزمتك بتتفرجى على ايه، على شوية شخابيط 

-شخابيط يا جاهلة ده اسمه فن بس هنقول ايه ما انتى معندكيش ذوق

قالتها وسام بمرحها المعتاد فاغتاظت وجد منها و أجابتها قائلة

-ما هو مدام مختاركى صاحبة ليا يبقى لازم ميكنش عندى ذوق يا وسام هانم

زمت "وسام" شفتيها بحركة طفولية

-كدة يا وجد

اتسعت ابتسامة "وجد" واجابتها

-كدة يا قلب وجد

دلفت كل منهما الى المرسم و عين وجد معلقة على تلك الرسومات امامها و التى اثارت اعجابها كثيرًا شاعرة ببعض من العمق و الحزن الذى يليح بتلك اللوحات

اما "وسام" فكانت عينيها تجول بالمرسم بحثًا عنه تشتاق لرؤيته، بل لا تريد ان ترى غيره

و رغم عنهما انفصلا فابتعدت "وجد" ووقفت أمام إحدى اللوحات التي اعجبتها كثيرًا وكانت ابتسامة بسيطة تليح على وجهها و لكن سريعًا ما اختفت عندما وقعت عينيها على ذلك التوقيع و الذى يكن سوى بأسم"حسام الهلالى" فتسمرت مكانها من تلك الصدمة و تلك المعضلة التى وقعت بها

أما"وسام"فأزدادت خفقاتها بعدما رأته يقف بجوار كل من "رائف" و"إسلام" و "داغر"فأستجمعت قواها و اقتربت منهم و عيناها لا ترى غيره وعيناها تلمع ببريق مشاعرها

-مساء الخير

اجابها"حسام"بابتسامة بسيطة لم تصل لعيناه

-مساء النور

وكذلك اجابها اسلام و رائف و تجاهلها داغر تماما و لكنها لم تستمع سوى لصوته هو.... صوت معشوقها الذي يجعل خفقاتها تزداد

فمددت يدها باتجاه وقالت بإعجاب وانبهار شديد

-انا وسام و عايزة ابدى اعجابى بلوحاتك حقيقى لوحاتك ت

وما كادت ان تكمل حتى وصل الى مسامعها صوت داغر الذى خرج أخيرًا و هو يردد اسم صديقتا بعدم تصديق و اشتياق سيطر على صوته 

-وجد

قطب حسام جبينه و اسودت عيناه بغضب اما اسلام فنظر تجاه ما ينظر إليه داغر فلمحها هو الآخر و اتسعت ابتسامته و سريعًا ما كانت "وسام" تقف بمفردها بعدما هرول كل من إسلام و داغر باتجاهها وحسام متوعدًا لها بعدما رآها هو الآخر

اما رائف فشعر بهاتفه الذي يرن فأخرجه من بنطاله فوجدها"ندى" ففتح المكالمة وما كاد يتحدث حتى وصل إليه صوتها الباكي و هي تستنجد به

-رائف الحقنى انا مش لاقية حورية، حورية اختفت من المستشفى ومحدش شافها و هي بتخرج انا خايفة اوى تعمل حاجة فى نفسها انا مش عارفة اعمل ايه

اغمض "رائف" عينيه و هو يتابع ما يحدث مع ابناء اعمامه 

-انا هكلم عدى يا ندى اقفلى اقفلى

اما ناحية وجد و بعدما انتبهت بان تلك الرسومات تعود ل "حسام" حتى التفتت حولها تبحث عن "وسام" و هى تلعنها بداخلها لوضعها بذلك الموقف و سريعًا ما اولت ظهرها للجميع و كانها تطلع على اللوحة و لم تنتبه لذلك الذى لمحها و علم هويتها فكم كانت تشتاق عينيه لرؤياها و لم يصدق نفسه عندما رآها شاعرًا بان قلبه يكاد يقفز فرحًا و سعادة

فاخرجت هاتفه تريد الاتصال عليها و ما كادت أن تأتي برقمها حتى سمعت لذلك الصوت الغاضب من خلفها

-انتى بتعملى ايه هنا

التفت تنظر اليه بعدما اخذت نفسًا طويلًا و اخرجته على مهلٍ و رمقت بعينيها ذلك الذى لا تزال عاشقة له و هو يطلع عليها بنظرات عاشقة 

وما كادت ان تفتح فمها حتى وجدت "رائف" يقترب منهم

-شباب حورية اختفت و مش موجودة و اختها قالبة عليها الدنيا انا كلمت عدى بس هو مبيردش فخلونا نروح نشوف هنعمل ايه 

___ يتبع ___

ليست هناك تعليقات