إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقة 16

#طغيان_قلب 
#بقلمي_فاطمة_محمد 
الفصل السادس عشر :
تعجلت... و كثيرًا كان يجب عليها ألا تصارحهم بحقيقته وفى ذلك الوقت تحديدًا فهي بذلك قد خربت كل شئ خططت له و لكن ماذا كان عليها ان تفعل لم تتحمل كلماتهم الجارحة المهينة لها....فهى لا تستحق كل ما هتف به ذلك العجوز الذى لا يكف عن التقليل من شأنها و نعتها بابنه سحر!كان عليها ان تشفى غليلها و رغم شعورها بالتعجل الا ان هناك راحة شديدة تعتريها و هى ترى الصدمة على وجوههم و ذلك العرق الذي يتصبب من جبينهم و التوتر الذي بدا عليهم و خاصة سيد الذى رمق فاتن بنظرة لم تستطع تحديها و لكن مهلًا .....
ما الذى يحدث الآن فتلك النظرة و ذلك التوتر البادي عليهم فإذا كان يعنى شئ فهو الا يعنى الا انه ايضًا يعلم حقيقة باسم....
هنا واتسعت عينيها لم تستطع تمالك صدمتها و هى تقول بعدم تصديق و استيعاب لما يحدث الآن
-انت عارف مش كدة !!!!
رفعت يديها تمسح على وجهها و هى تكمل حديثها محركة راسها
-ايوة عارف انه قذر و ساكت و انا غبية و بسالك لا و عاملى فيها بتحب العيلة و انت عارف حقيقة ال** ده مش كدة
ابتلع سيد ريقه و رمق فاتن نظرة سريعة و هو يقول بقوة ذلك الخوف داخله
-انتى مجنونه مش كدة انتى فاكرة انى ممكن اصدق التخاريف اللى بتقوليها دى مش باسم اللى يعمل كدة روحى شوفى عملتيها مع مين و عايزة تلبسيهاله
رفعت وجد حاجبيها و ارتسمت السخرية عليه و تحركت من مكانها و اقتربت من فاتن وهي تقول بخبث 
-كنت فاكرة ان مرات ابويا بس اللى عارفه حقيقته و بدارى وراها مكنتش اعرف ان زى ما هى ورا باسم انت وراها و بتساعدها فى ده بجد بحييك على تربيتك الجميلة بهرتني بصراحة
و هنا صرخ بها سيد مغمغم
-اخرسي يا بت انتى قولتلك و باسم اللى بتكلمى عنه ميجيش حاجة فى امك اللى ماشية بمزاجها و الرجالة بتصرف عليها كانت فاكرة زمان انها هتعرف تضحك على ابنى بس انا وقفتها عند حدها و بعدتها عن محمود و زى ما بعدتها زمان هقدر ابعدك ....
استنى عليا و انا هفضحك قدام كل العيلة و هخليهم يعرفوا انك متفرقيش حاجة عن سحر 
و هنا و طرق الباب فزفرت فاتن بغيظ و رسمت الابتسامة على وجهها و اتجهت تجاه الباب و قامت بفتحه فوجدت امامها .... حسام الذى دلف مغلقًا الباب خلفه و هو يتمتم
-مش هتقدر يا جدى 
جحظت عين سيد و ابتلعت فاتن ريقها و الخوف يلتمع بعينيها فنظرت لسيد بخوف
فاكمل حسام
-كنت عارف انك بتحب باسم بس مكنتش متخيل انك بتغطى عليه ، بس السؤال هنا انت عارف حقيقة باسم من امتى يا ترى من زمان زى ولا الكلام ده جديد و محبتش تخرب على الاء يا ترى بتحب مين اكتر الاء حفيدتك الحقيقية لا باسم يا جدى اللى مش من دمك هاا
أغمض سيد عينيه و هتف بهدوء 
-حسام أنا
قاطعه حسام و تمتم بسخرية
-انت ايه يا جدى 
ثم التفت و نظر لوجد التى كانت يعتريها الغضب و صدرها يعلو و يهبط نتيجة لغضبها ذلك
-انا عارف كل حاجة و عارف اللى عمله باسم فى وجد و بصراحة مش ناوى اسكت المرة دى ، اصلى سبق و سكت زمان و ده كان غلطى و مش ناوى اكرر غلطى تانى و هقف وجد و هبقى فى ضهرها مش هسمحلك تأذيها و صدقنى باسم هيتفضح هيتفضح بس ساعتها انت هيبقى موقفك ايه قدام ولادك و احفادك لما يعرفوا انك عارف حقيقته و ساكت
صاح سيد بنيران سوداء
-سكت عشان الاء و عشان بتحبه مينفعش اخرب حياتها و بعدين باسم شاب و يغلط عادى مش هتعلقوله المشنقة 

رفع حسام يديه يداعب دقنه و قال وهو يضيق عينيه
-صح انت صح مش هنعلق له المشنقة بس اشمعنه انا بتعلقوهالى و بتعلقوها للغلبانه دى البنت بتقولك اغتصابها ...
فى اكتر من كدة عشان يعمله ده كأنه جاب سكينة تلمه و باردة و مشاها على رقبتها حد فيكم عارف هى حاسة بايه 
صاخ سيد و هو يتحرك من مكانه ناحية الاريكة
-مش مهم حاسة بايه المهم متبوظش جواز باسم و الاء 
ما كاد ان يتحدث حسام حتى منعته وجد و اقتربت من جدها وجلست مقابلة لموضع جلوسه واضعه قدم على قدم قائلة بتحدى وقوة رغم ما يعتريه من الآلام و حزن
-طب اسمع بقى يا جدى داغر عايز يتجوزنى و يعتبر كل يوم بيفاتحنى فى الموضوع ده و انا مكنتش هوافق بس دلوقتى هوافق و خلينا بقى نشوف رد فعله هتبقى ايه لما يعرف اللي فيها و يعرف أن صاحبه المحترم اللى عامل فيها شيخ و هو شيخ منصر هو اللى عمل فيا كده شوف الجرح اللى حفيدك هيبقى فيه و الفضيحة اللى هتحصل لو انتوا فاكرنى هسكت فانا مش هسكت
نهض سيد من مكانه و صاح بقوة
-انتى بتتحدينى يا بنت سحر
نهضت وجد هى الأخرى من مكانها دالفة غرفتها
-والله عايز تعتبرها تحدى براحتك اعتبرها زى ما انت عايز 
أنهت حديثها و اتجهت لغرفتها و اغلقت الباب بعنف فصاح سيد 
-مش سيد الهلالى اللى عيلة زيك تتحداه انتى سامعه مش انا اللى يتلعب معاه …..
فقال حسام من خلفه ببرود
-اعصابك يا… جدى 
نظر اليه سيد بغيظ و توعد و خرج من المنزل و سريعًا ما خرج حسام خلفه اما فاتن فدلفت المرحاض حتى تغسل وجهها و تحاول تهدئه نفسها لتجد حل لتلك المعضلة فمحمود و اسلام على وشك الوصول بعد ذهابهم لزيارة احدى اصدقائه و اصطحب معه اسلام
_______________________________

صعد حسام الى منزله و دلف غرفته متجاهلًا تساؤلات والدته عند صعوده و تركه الورشة فى ذلك الوقت وعقب دلوفه الغرفة اخرج هاتفه و فتح ذلك الشات و بعث لها رسالة بعدما وجدها اوف لاين
-انجى انا حاسس انى مخنوق محتاج اتكلم معاكى و افضفض ياريت لما تفتحى تكلمينى ضرورى محتاجك جدا
اغمض عينيه و دفع جسده على الفراش لا يستوعب ما حدث حتى الآن فرفع يديه يمسح وجهه بعنف و هو يتأفف وظل على ذلك الوضع عدة دقائق و بعدها تناول هاتفه و نظر به فوجد الرسالة لم تصل بعد فوضع الهاتف بملابسه و خرج من غرفته…
_______________________________
فى المساء
دلف محمود غرفة وجد فوجدها واقفة امام الشرفة و عينيها تتابع تلك الأمطار المتساقطة بشرود فاقترب منها و هو يربت على كتفيها و قال بحب
-سرحانة فى ايه ياوجد
-مش سرحانة بس بحب اتفرج على المطر و بحب ريحتها
قالتها دون ان تلتف اليه فابتسم بحب و قام بإمساك ذراعيها و قام بالفاتها إليه و الابتسامة ترتسم على وجهه
-وجد ابن عمك قاعد برة و طلبك تانى قصدى تالت و بصراحة بقى انا موافق عليه يعنى بصراحة مش هلاقيك احسن من داغر جدك كان عايزلك حسام بس انا بصراحة اتمنى لك داغر عشان عارفة و عارف انه هيشيلك فى عيونك و اتمنى ان انتى كمان ت
-موافقة يا بابا
قاطعته وجد بموافقتها تلك فرفع حاجبيه بسعادة 
-ده حقيقى ولا انا بحلم
نفت وجد برأسها و قالت
-لا مش بتحلم دى حقيقة بس انا مش عايزة خطوبة و مش عايزة حاجة انا عايزة نكتب الكتاب علطول مش عايزة فرح ينفع
-والله هقول لداغر بس مظنش انه يرفض هو اصلا مش بيحب جو الافراح
-حلو اوى
_______________________________

دلف داغر المنزل و هو يكاد يطير من سعادته و قلبه سيقفز من مكانه من شدة الفرحة و السعادة التى اعترته عندما أخبره محمود بموافقتها لم يستوعب ما قاله محمود فهى اليوم ايضًا لم تخبره بقرارها ، فهو كان يظن بانه سيعانى قليلًا حتى ينول موافقتها و لكن ها حلمه يتحقق و ستصبح حلاله و سيعترف لها بحبه و مشاعره و هيمانه و ولعه بها…
-ماما ، بابا ، جدى انتوا فين يا جدعااااان
خرجت والدته من المطبخ و تلك المعلقة الخشبية بيديها وهي عاقدة حاجبيها
-فى ايه يا داغر 
اقترب منها داغر و هو يحتضنها و يحملها بذراعيه
-وافقت يا ماما وافقت و اخيرًا انا مش مصدق نفسى
سعدت سعاد لسعادته و لمعت عينيها بفرحة و خرج سيد و سلامة على صوتهم فقال سلاكة بتساؤل و هو يرى سعادتهم
-ايه اللى حصل فرحونا معاكم
-بابا انا طلبت وجد من عمى و هو وافق
رفع سلامه حاجبيه ونظر لوالده و قال بحدة
-لا والله طلبتها و احنا اخر من يعلم مش المفروض تعرفنا يا داغر
فأجابته سعاد
-وماله يا سلامة و بعدين فى قراية الفاتحة انت اللى هتقعد فيها انت و عمى مش كدة يا عمى
كان سيد.يفكر.بشيء آخر فنادت سعاد عليه مرة اخرى 
-ايوة يا سعاد بتقولى ايه
-بقولك قراية الفاتحة البنت وافقت
-ما لازم توافق و هى شايفة ابنك مريل عليها بالطريقة دى
اختفت ابتسامة داغر و قال باستهجان
-مريل !!!؟
-ايه قولت حاجة غريبة انت مش كل شوية تكلم محمود عايز تجوزها مش فاهم عاجبك فيها بنت سحر ما البنات فى كل حته شاور على اى واحدة وانا هخطبهالك
قاطعة داغر و هو يتحرك تجاه غرفته
-بس انا مش عايز غير وجد يا جدى عن إذنكم
_______________________________

فى اليوم التالى فى تمام الساعة ٨ مساءًا
دلف محمود الى غرفة وجد التى كانت تقف أمام المرآة تتطلع بصورتها المنعكسة بالمرآه تشعر بانهيار فضميرها يؤنبها على ذلك الألم والوجع الذي ستعرض داغر له و لكن عقلها و تفكيرها مشتت لا تستطيع التفكير بطريقة صحيحة
-ها يا وجد جاهزة 
اماءت له وجد و خرجت برفقته و دلفت حجرة الصالون فابتسم لها داغر ابتسامة هادئة فكانت طلتها ملائكية بفستانها الزهري و حجابها البسيط 
فقالت سعاد بحب و كلمات مشجعة
-تعالى يا وجد تعالى يا حبيبتى
اقتربت وجد من سعاد و جلست جانبها فرمقها سيد بسخرية فمن هي حتى تهدده فإذا كانت تريد الزواج من داغر فلتتزوجة و سينقلب السحر على الساحر فليس لديها أي دليل على حديثها و اتهاماتها تجاه باسم و سينكر كل ما حدث بينهم اما حسام فالجميع يعلمه و يعلم نزواته ، أما داغر فشخصيته ليست بضعيفة و سيتركه يفعل ما يريده فهو يعلمه جيدًا ويعلم بأنه سيكرهها و بشدة خاصة بعدما يعلم بانه ليس بأول رجل فى حياتها و هناك غيره قد لمسها أما الآن فعليه أن يعلم ما فعلته و عاشته طوال تلك السنوات مع والدتها و بذلك يضمن ألا يكون داغر نسخة مكررة من محمود وحبه لسحر…….
و هنا وصاح محمود
-طب يلا يا جماعة نشرب القهوة بره و نسيبهم يكلموا شوية
اماء له الجميع و تحركوا من الغرفة تاركين الباب مفتوح على مصراعيه و عين سيد تتابعهم بخبث فهو يرى حب حفيدة له وضوح الشمس
رفع داغر عينيه و تتطلع اليها فتلك الرؤية الشرعية و يحل له النظر اليها فابتسم قائلًا
-ساكتة ليه
نظرت وجد بعينيه و قالت
-انا موافقة نتجوز بس عندي شروط
عقد داغر حاجبيه و قال بتساؤل
-و ايه شروطك يا بنت عمى!!!
-بصراحة مش بحب جو الافراح و الاغانى العالية و الكلام ده فمش عايزة لا فرح ولا خطوبه 
اتسعت ابتسامته حتى ظهرت أسنانه وقال
-و انا كمان مبحبش الأجواء دى
تنهدت فقال هو
-طب ايه رائيك نعجل جوازنا و تكملي دراسة فى بيتى
ازدادت ضربات قلبها و بدا صدرها يعلو و يهبط فنظرت اليه وقالت
-و انا موافقة هنقعد فين 
-فى الشقة اللى النص الفاضية هى بس محتاجة شوية ترتيبات 
اماءت له فقال 
-ها يا وجد قولتى ايه 
-تمام معنديش مانع
_______________________________

بعد مرور شهر
دلف داغر الى منزل محمود بعدما فتح له و هو عاقد حاجبيه بدهشة
-فى ايه يا عمى 
-مش عارف يا داغر بس هى عايزة تشوفك و مستنياك فى الصالون جوة و قالتلى عايزة تكلم معاك لوحدك 
قالها محمود بعدما حرك كتفيه بعدم معرفة بعد إصرار وجد على مقابلته اليوم فغدا كتب كتابهم و ستصبح زوجته و حلاله …..
اماء له داغر و تحرك من مكانه و دلف الى الغرفة
فوجدها جالسة على الاريكة و عينيها عليه فاقترب منها و هو يضع هاتفه و مفاتيحه على الطاولة أمامها و قال بقلق
-فى ايه يا وجد قلقتينى انتى كويسة
اماءت وجد له ببرود فشعر داغر بأن هناك شئ بها فتحدتث اخيرًا مردفة بهدوء و عينيها تلتمع بالدموع
-داغر انا عايزاك تسمعنى كويس اوى و تركز فى اللى هقوله 
اماء لها داغر و قال بتأكيد
-و انا سامعك يا وجد اتكلمى
ابتلعت ريقها و قالت
-انا من اول ما جيت البيت هنا و انا حاسه انى منبوذة من الكل زى ما كانت ماما على طول تقولى ، اول ما مرة دخلت فيها العمارة دى شوفتك انت ساعتها حسيت ان شعورى مشتت و متلخبط مش عارفة اذا كنت طايقاك و لا مش طايقاك بحبك و لا مش بحبك الكام يوم اللى قعدتهم انت غيرت فيا حاجات كتير يا داغر من غير ما تعرف اليوم اللى سمعت فيه باب شقتكم بيفتح و لقيتك خارج منها و قولتلى انك رايح تصلى و ياريت انا كمان اصلى ساعتها محستش بنفسى غير انى داخله و ببحث و بعرف عن دينى اللى انا معرفش عنه حاجة ماما مكنتش زى طنط سعاد
صمتت قليلًا و داغر يستمع اليها لا يعلم ما الذى تريد الوصول اليه فأكملت بعدما اخذت نفسًا طويلًا و دموعها على وشك الهبوط
-داغر انا عشت و شفت كتير بسبب البنى ادمة اللى المفروض انها امى انا بسببها سبت البيت و روحت قعدت عن واحدة المفروض انها صاحبتى و هناك اتعرفت على جارها و رسم عليا الحب يا داغر مكنتش اعرف انى فريسة ليه و طول الوقت بيحاول يصطادها و مع الاسف اللى كنت فكراها صاحبتى هى اللى ساعدته عملوا عليا تمثيلية حقيرة و وهمونى انى ماخدتش المفتاح و هو اقنعني ادخل معاه البيت استناها عنده لحد ما ترجع
و هنا هبطت دموعها الساخنة لتلفح بشرتها البيضاء أما كاماتها فكانت كالسكين الذى يغرز بقلبه لا يريد ان يستمع لباقى حديثها يحاول ان يوهم نفسه بان ما جاء في باله ما هو إلا خيال ليس أكثر فهي لم يحدث لها شئ لم يلمسها غيره و لكن كلماتها جعلته يتمزق عندما اكملت
-اغتصبنى يا داغر اغتصبنى مكنتش عنده رحمة ولا شفقة بيا 
هنا و صاح داغر و الدموع تهبط من عينيه 
-متكمليش اسكتى…
أكملت وجد قائلة بانهيار
-انا مكنتش هقول لحد بكرة لحد ما تعرف ده بنفسك بس مقدرتش اعمل فيك كدة يا داغر و بذات لما تعرف ان الحيوان اللى اتكلمت عنه يبقى باسم ……  
___ يتبع ___
#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات