إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقه 24


#طغيان_قلب 
#بقلمي_فاطمة_محمد 
الفصل الرابع و العشرون :

تسمر الجميع مكانهم بصدمة مما استمعوا اليه و نظروا تجاه سيد الذى كان الأكثر صدمة ظل يتطلع على باسم بعدم تصديق ....

أما داغر فأحتدت ملامحه و سيطر الغضب عليه فتحرك من مكانه يريد ان يصل لباسم و يلقنه درسًا مرة آخرى 

فقام ذلك الرجلين بإمساكه و منعه من الوصول لباسم فظلت ضحكات باسم تصدح بسعادة و هو يرى غضبه ذاك

-سيبونى اوعو بقولكم اوعوا وربنا يا باسم لو مسكت ما هخلي فيك حتة سليمة

ثم جز على اسنانه رامقًا شقيقة بنظرة سريعة فهمها عدى فاقترب مهرولًا لاكمًا احدى الرجال ليحرر داغر أثر تلك اللكمة التي تلقاها فالتفت داغر للاخر و ظل يلكمه تحت صراخ سعاد خوفًا على اولادها

اتسعت عين باسم ونهش الخوف قلبه وهو يراهم يسقطون ارضًا فابتلع ريقه و أخرج سلاحه من ملابسه حتى يتحامى به

وما كاد ان يقترب منه داغر الذى انتهى هو و عدى من ذلك الرجلين حتى وجدوه يشهر بذلك السلاح بوجههم قائلًا

-مكانك يا حلو انت و هو الا وربى اصفيلكم العيلة 

فتبادل كل من عدى و داغر النظرات و صدرهم يعلو و يهبط بغضب ،وكان سيد لايزال على صدمته يتطلع عليه بصمت و لا يتحدث فالتفت باسم اليه قائلًا 

-مالك يا جدى الصدمة شديدة عليك مش كده 

صاح به سلامة قائلًا
-انت عايز ايه مننا يا باسم !!!

تجاهله باسم و ظل يرمق سيد بنظرات متحدية شامته و قال
-ايه رايك فيا بقى عجبتك مش كدة 

ظل سيد لازما الصمت فرفع باسم يديه واضعها على فمه بطريقة مسرحية قائلًا بصدمة مصطنعة

-لا متقولش انك زعلان ده انا تربيتك يا ....جدى

واخيرًا خرج صوت سيد من حلقة و يشوبه بعض من الغضب

-طلعت واطى يا باسم و حقيقى صدمتني فيك،انا كنت بعتبرك واحد من احفادى عمرى ما فرقت بينكم عاملتك زى ما بعاملهم بضبط عمرى ما حسستك انك مش من العيلة صرفنا عليك و علمناك و فى الاخر ده جزاتنا

ارتسمت السخرية على وجهه و قال
-معلش بقى اصل خيرًا تعمل شرًا تلقى يا سيد يا هلالى و بعدين ما انت عارف انى بعشق الفلوس،المهم خلوني ادخل في الموضوع علطول
انا مستعد اديكم مبلغ حلو يسندكم شوية بدل ما انتوا على الحديدة كدة بس ده طبعا هيبقى ليه مقابل و هو انكم تقنعوا وجد تتنازل عن القضية

صاح داغر به بغضب
-مستحيل انت سامع مستحيل و الفلوس اللى بتكلم عنها دى متلزمناش فى حاجة خليهالك ...

استدار باسم ينظر اليه بغضب من رفضة و قال
-وانا مبكلمكش انا كلامى مع جدك و

وما لبث أن يكمل 
-وجدك مش موافق !!!!

لم يتوقع باسم ذلك الرد من سيد فهو يعلم جيدًا عشقة و حبه للأموال فابتلع ريقه و ابتسم بتصنع مغمغمًا

-طيب انا هعتبر نفسى مسمعتش حاجة و هسيبك تفكر تانى يا جدي العزيز

ثم نهض من مكانه يرمق رجاله الذى بدأوا ينهضون من على الارضية قائلًا بسخرية
-قوم يا خويا انت و هو قوموا ما انا مش مشغل رجالة بدفع لكم على الفاضي يلا قدامى.....

وغادر المنزل و لم يخفض سلاحة الا بعد خروجه خوفًا من قدوم اى غدر من ناحية داغر او عدى 

فرن هاتفه فأخرجه مجيبًا إياه لتتسع ابتسامته مهرولًا للخارج 

___________________________

كانت جالسة على تلك الأريكة تشاهد التلفاز و الحزن بادى على وجهها و من الحين و الآخر تنظر بهاتفها منتظرة ان يحدثها فهى قد أصبحت متعلقة به فلا يمر يومها دون ان تستمع الى صوته المحب الحنون و اثناء تفكيرها ذلك سمعت رنين منزلها فنهضت من مكانها و اتجهت تجاه الباب و قام بفتحه و سريعًا ما تملكها الذعر و الخوف و أرادت أغلاق الباب مرة اخرى و لكنه لم يسمح لها دافعًا الباب بقوة جعلتها تترنح بوقفتها دالفًا الى المنزل مغلقًا الباب من خلفه و ابتسامة تعتلى وجهه قائلًا

-ايه يا انجى كنتى فاكرة انى مش هعرف اوصلك لما تغيرى عنوانك و لا ايه ده انا باسم السيوفى يا بت 

ابتلعت ريقها و ظلت تعود للخلف بظهرها وهي تقول بغضب

-انت عايز منى ايه 

أجابها و هو سعيدًا بخوفها ذلك يتلذذ به مغمغم و هو يقترب منها 
-مالك خايفه كده ليه ها

ما كادت تخطى خطوة اخرى حتى وجدته يجذبها من ذراعها جاعلًا اياه خلف ظهرها مما جعلها تتأوه بالم فقال من بين اسنانه

-ومكنتيش خايفة ليه يوم ما فكرتي تفضحيني قدام اهل مراتى ها كنتى عملالى فيها البت الشجاعة و اللى هتقف بظهر صاحبتها بعد ما باعتها و لا انتى نسيتى يا انجى انك انتى اللى ساعدتينى ها

صرخت به انجى متمتمة بوجع
-لا منستش و مستحيل انسى ومستعدة اعمل اى حاجة عشان وجد تسامحنى 

اتسعت ابتسامته تدريجيًا و قال
-حلو اوى الجو ده وخلينا نشوف صاحبتك بقى ممكن تعمل ايه عشان تنقذك من بين ايديا 

فدفعها بعيدًا عنه و انتشل ذلك الهاتف الموضوع على الطاولة وقام بالاتصال عليها فقالت إنجى
-مش هتسمع منك وجد مستحيل تعمل حاجة عشانى

ابتسم باسم بتهكم و أردف
-مش عشانك بس عشان حسام العاشق الولهان

_______________________________

كانت بغرفتها واضعة قلم بفمها تحاول تذكير دروسها و ما فاتها ف امتحاناتها على الأبواب و عليها أن تعوض كل ما فاتها طاردة الجميع من افكارها و لكنه لا يريد الخروج من راسها فكلما نظرت بالكتاب ترى صورته فزفرت بضيق ممسكة بالقلم الذي بين فمها بغضب تلقيها أمامها بنفاذ صبر،شاغرة بالغضب من نفسها فرغم ما فعله لايزال يقتحم عقلها ….فكيف لا يقتحمه و هو لا يزال بقلبها 

أغمضت عينيها بألم لتجد صورته تقتحم مخيلتها مرة أخرى ففتحت عينيها ناهضة بعنف من خلف طاولتها متجهه ناحية الشرفة 

فوقفت بها و اخذت شهيقًا طويلًا زفرته على مهلٍ فحتى النفس بات يرفض الخروج بسهولة 

رن هاتفها الموضوع على الطاولة فاستدارت متجهه ناحية الهاتف فوجدت رقم غير مسجل لديها

فانتشلته من على الطاولة ووضعته على اذنيها

-أيوة مين

-حزرى فزرى انا مين

عضت على شفتيها و ابتسمت بغيظ
-هتكون مين يعنى واحد حيوان و قريب اوى هخلص منه و حقى هيرجعلى

اغتاظ و اشتعل صدره من كلماتها الساخرة و التى تقلل من شأنه
-بتحلمى ياوجد...مش هتخلصى منى بالسهولة دى قولتهالك و هقولهالك تانى مش باسم السيوفى اللى تخلصى منه بسهولة

رمق إنجى الواقفة أمامه بنظرة جانبية و ابتسامة كبيرة على وجهه مغمغم
-وبعدين ده انا عاملك مفاجاة هتعجبك اوى 

تشنجت عضلات وجهها و ارتعش صدغها بقوة عندما جزت على اسنانها بغضب فحتى صوته اصبحت لا تتحمله ، فهى تكرهه كما لم تكره من قبل 

-ومفأجاتك متلزمنيش و حذارى تتصل برقمى تانى والا والله اقتلك و اخلص الناس من شرك

صدحت صوت ضحكاته بالمنزل و وصلت لمسامع وجد التى اشتعلت اكثر و اكثر وكأنه يتعمد استفزازها فأوقف ضحكاته و هو يقترب من إنجى التى تراقب ما يحدث بعيون خائفة على صديقتها 

انحنى امام وجهها مباشرة فسارت رجفة خوف بجسدها لا تعلم ماذا يريد و ما الذي سيفعله … فقال بفحيح الأفاعي امام وجهها

-انا دلوقتى فى شقة صاحبتك إنجى اللى كانت فاكرة نفسها ناصحة و انها لو غيرت عنوانها مش هعرف اوصلها بس على مين ادينى وصلتها و دلوقتى زى الشاطره تيجى البيت و معاكى الفيديو و الصور اللى تخصنى و اللى سرقتيها من شقتى 

رفعت وجد حاجبيها بسخرية قائلة
-ده ايه الثقة اللى انت فيها دى و بعدين ميهمنيش اذا كنت فى شقتها و لا لا انا معرفش واحدة اسمها انجى

صدم باسم من ردها و لكنه سريعًا ما سيطر على صدمته و ابتعد عن وجهه أنجى و قال بتهديد
-هقتلها يا وجد لو مجتيش و معاكى الفيديو هقتلها و هخلى حسام يتحسر عليها…

عقدت حاجبيها بعدم فهم و قالت بدهشة
-وحسام دخله ايه بالموضوع مش فاهمة

حرك باسم رأسه و قال بخبث
-صحيح انا مقولتلكيش انا صاحبتك و ابن عمك بيحبوا بعض 

تيبست ساقاها من هول ما سمعت و احتلتها صدمة شديدة فحسام لم يسبق له ان اخبرها عن علاقته ب انجر رغم حديثها عنها عدة مرات ومدى تألمها منها و كيف قامت بإيذائها

فاكمل باسم حديثه قاىلًا بانتصار
-يلا يا وجد يلا يا حبيبتى زى الشاطرة كده هاتى حاجتى و تعاليلى هقولك العنوان و 

وما كاد يكمل حتى وجدها تصرخ به بغضب شديد و صوت عالى  
-اسمع يا حيوان انت لو فاكر انك هتقدر تهددنى تبقى بتحلم و انجى اللى بتهددنى بيها دى متلزمنيش و لا حسام كمان ،مفيش حاجة ممكن تخليني اتنازل عن حقى وبصراحة انت طلعت غبي بطريقة مش طبيعية 

ثم اغلقت الهاتف بوجهه ليشتعل من غضبه فلم يجد أمامه سوى تلك الواقفة أمامه فاقترب منها يجذبها من خصلاتها وهو يغمغم بغل

-مش مشكلة يا بنت الهلالى انا هوريكى ، اما انتى بقى فهتتعاقبى دلوقتى على خيانتك ليا 

ثم دفعها أمامه منتشلًا ذلك الحزام من حول خصره فاتسعت عيناها وهي تقول بنبرة مرتجفة و حروف متقطعة من ذعرها

-اا انت هتع هتعمل ايه 

تبدلت ملامحه وكأنه شيطان بهيئة انسان و هو يجيبها قاىلًا 

-حالًا هتعرفى …

فرفع يديه التى تحمل تلك الحزام لينزل به على جسدها 
مرات متتالية سريعة متغاطيًا عن صراخها الذى دوى بجميع اركان المنزل و الامها متلذذًا بتعذيبها لا يرى أمامه من شدة غضبه فها قد وجد الطريقة التى ينفث بها عن ذلك الغضب و ليته لم يفعل ...
_______________________________

تحركت وجد تجاه فراشها وانفاسها عالية من شدة غضبها من حسام و خداعه لها فهو على الرغم من معرفته بأنجى وحبه لها لم يخبرها و لكن مهلًا لما عليها تصديق ذلك الذئب فلتسمع اولًا من ابن عمها فماذا لو كان باسم كاذبًا و قاطعت حسام دون سبب
….

جذبت هاتفها وقامت بالاتصال عليه فأجابها سريعًا و لم تلاحظ ذلك الحزن الذى يشوب صوته و الذي كان سببه ما حدث مع ابنه عمه الكبرى و فقدانها جنينها 

-حسام هسألك سؤال وعايزة اجابة صريحة اتفقنا

عقد ما بين حاجبيه بدهشة و قال بهدوء 
-وانا من امتى مش صريح معاكى يا وجد،ما انتى عارفانى م

قاطعته وجد قائلة بهدوء ما يسبق العاصفة
-انت تعرف إنجي يا حسام ؟

أغمض عينيه لا يعلم كيف يخبرها بذلك على الهاتف كان ينتظر فرصته لاخبارها لم يكن سيخفى عليها ذلك الأمر

-تعرفها يا حسام و بتحبها و لا لا انا عايزة اسمع جوابك

قالتها وجد بنفس النبرة و الهدوء التى تحدتث به فأجابها حسام و هو يؤما برأسه

-ايوة يا وجد عارفها و بحبها انا كنت مستنى اى فرصة و كنت هحك

-وكنت تحكيلى مش كدة عبيطة أنا المفروض لما تقولى انك تعرف و يتحب البنت اللى كانت سبب رئيسى فى دمارى انى المفروض اقولك اه و ماله يا حبيبى عيش حياتك و حبها مش كده يا حسام

خرج حسام من منزله يريد أن يصل اليها يقص عليها ما حدث وكيف حدث لا يتحمل سوء ظنها به 

-وجد ممكن تدينى فرصة متحكميش قبل ما تسمعيني

-اسمعك!! بجد عايزينى اسمعك لا يا حسام مش هسمعك انت كمان خيبت ظنى فيك و طلعت زيك زى كل اللى أذونى ملقتش غير البنى ادمه دى عشان تحبها ليه يا حسام ليه بتعملوا فيا كده انتوا متفقين عايزين تجننونى 

قالتها بصراخ جعل والداتها تدلف غرفتها و الدهشة تعتريها من صراخها غير المبرر ذلك فظلت تتطلع عليها بتفحص تحاول ان تعلم سبب ذاك الغضب

هبط حسام درجات الدرجات هاتفُا بلهفة
-وجد اسمعينى انا جيلك و هفهمك كل حاجة

استمع داغر الى اسمها الذى تردد و خرج من فوه ابن عمه عندما كان يخرج من المنزل يريد فتح الورشة الخاصة به حتى ينغمس بالعمل يشغل عقله قليلًا عنها فقال بلهفة و هو يقترب من حسام

-مالها وجد يا حسام

اشار له حسام بيديه و خرج من البناية فلحقة داغر الذي تأكله الخوف و القلق عليها 

-و تفتكر هيتغير حاجة ، اسمع يا حسام انت من النهاردة ملكش بنت عم اعتبر نفسك معرفتنيش و شكرًا يا سيدي على خدماتك اللى قدمتالى و مقابل ده و عشان مبقاش مديونه ليك باسم فى شقتها و اتصل بيا بيهددنى بيها ياريت تلحقها

تسمر حسام مكانه و كذلك داغر الذى وقف بجواره يريد ان يعلم ما الذى يحدث معهم فتحدث حسام بتلعثم خوفًا عليها

-يعنى ايه باسم عندها فى البيت وجد كلمى البوليس و روحليلها البيت ارجوكى ده ممكن يأذيها….

-مستحيل اروحلها انت سامع و بعدين متخافش اوى كدة باسم ده واطى و جبان مستحيل يعملها حاجة اخره معاها قلمين 

حرك حسام رأسه و هو يهرول قائلًا بترجى 
-وجد اسمعى الكلام ارجوكى هى قاعدة فى بيتها القديم دلوقتى ارجوكى روحيلها

-مستحيل ….
قالتها وجد و اغلقت الهاتف بوجهه 

صعد حسام باحدى سيارة الأجرة متجاهلًا حديث داغر المتسائل كل ما يهمه الآن ان يصل الى محبوبته التى قد تتأذى على يد ذلك الوغد فأخرج هاتفه فانتشله داغر الذى صعد بجواره 

-انت بتعمل ايه يا حسام

-إنجى يا داغر إنجى باسم عندها فى البيت هيأذيها يا داغر هيأذيها
قالها و دموعه تهبط من عينيه جاذبًا الهاتف من بين يد داغر ليتصل بالبوليس معطيًا إياهم عنوانها 

_____________________________

-فى ايه وجد بتزعقى كدة فى مين !؟

قالتها سحر بفضول فأولتها وجد ظهرها تفكر بحديث حسام و بدأ القلق يتسلل قلبها ف على الرغم من اللامبالاة التي أظهرتها و لكن قلبها يتآكلها على تلك الصديقة الغادرة لا تريد تحمل ذنبها اذا حدث لها فهى….

هرولت ناحية هاتفها مبلغة عن تواجد باسم بمنزل إنجى و عن أحتمال حدوث شئ لها 

و بعدها اتجهت تجاه الخزانة تخرج بنطلونا قماشًا و احدى الكنزات و ارتدت على عجلة من امرهم امام والدتها التى رفعت حاجبيها قائلة

-انتى رايحة فين يا وجد ،ايه اللى بيحصل بالضبط !!!

تجاهلتها وجد و جذبت ذلك الحجاب الصغير ووضعته على خصلاتها و جذبت حقيبتها و هاتفها وهى تقول 

-مفاتيح عربيتك فين !؟

-عندك برة على السفرة

خرجت من الغرفة و انتشلت مفاتيح السيارة و تحركت مغادرة المنزل بسرعة فائقة 

____________________________

وصلت أمام تلك البناية فترجلت من سيارتها مهرولة صاعدة لذلك الدور القاطنه به إنجى و أنفاسها ثائرة من شدة قلقها

وصلت أمام باب المنزل وما كادت ان تطرقه بعنف حتى ازدادت خفقاتها بذعر عندما وجدت بابا منزلها مفتوحًا فابتلعت ريقها و دلفت الى الداخل بخطوات سريعة و ما كادت أن تخطى خطوات أخرى حتى شهقت بصوت عالى واضعة يديها على فمها عندما وجدتها متسطحة على الأرضية و الدماء يغطى جسدها و ملابسها ممزقة 

فاقتربت منها بهدوء و عينيها تلتمع بالدموع من هول ذلك المنظر فجلست بجوارها على ركبتيها فمن الواضح بانه كان يعذبها فأرتجف شفتاها و رددت اسمها بهمس وصوت خافت

-إنجي … إنجى 

لم تجد رد و كأنها جثة هامدة امامها فأخرجت حقيبتها و اتصلت بسيارة الإسعاف 

فظلت تبكى بجوارها ممسكة بيديها تحاول ان تجعلها تستيقظ وتفتح جفونها

-انجى انتى سمعانى إنجى ردى عليا 

و بعد مرور بعض الوقت جاءت عناصر الشرطة و الإسعاف و نقلوها إلى أحد المشافي و وجد قد قدمت أفادتها و لحقت بها الى المستشفى

_____________________________

وصل داغر و حسام امام بنايتها ليجدوا عناصر الشرطة لا تزال موجودة فاقترب حسام مهرولًا باتجاههم متسائلًا عنها

-لو سمحت لو سمحت ايه اللى حصل انا اللى مقدم بلاغ ممكن اعرف ايه اللى حصل و إنجى فين

قالها حسام بخوف شديد و داغر بجواره يحاول تهدئته فأجابه الشرطى

-مع الأسف الانسة إنجى نقلوها المستشفى و دلوقتى بنرفع البصمات من البيت و الانسة اللى كانت معاها قدمت إفادتها و راحت معاها المستشفى

-فين المستشفى 

استمع حسام الى عنوان المستشفى و داغر لا يزال بجواره  و لاول مرة يرى حسام بتلك الحالة فهو مشتت يتملكة الخوف عينيه تلمع بالدموع ، و على وشك أن تتحرر من مقلتيه

____________________________

وصلا الى المستشفى فوصل أمام تلك الغرفة التى اخبروة بتواجدها به فوجد وجد جالسة أمام الغرفة واضعة راسها بين يديها فنادى عليها 

-وجد …..

نظرت وجد.باتجاه الصوت بلهفة فاقترب حسام و داغر منها فقال حسام بخوف مميت

-طمنينى يا وجد إنجى فين ايه اللى حصلها

تحررت دموعها من مقلتيها متمتمة و هى لا تنظر بعينيه

-الدكاترة لسه بيفحصوها يا حسام 

رفع حسام و وضع يديه على يدها متمتم بقسوة
-ايه اللى حصل يا وجد

نظر داغر تجاه يده التى تحاوط ذراع وجد بقسوة فرفع يده و حرر يدها من بين يديه قاىلًا 

-حسام اهدأ مينفعش اللى بتعمله ده

ابتلع حسام ريقه و ما كاد يتحدث مرة اخرى حتى خرج الطبيب من تلك الغرفة فهرولت وجد نحوه متسائلة عن حالة صديقتها

-طمنى يا دكتور هى كويسه صح

-مع الأسف احنا عملنا اللى علينا بس هى جت خلصانة لان جسمها ضعيف مستحملش اللى حصلها غير أنها نزفت كتير و خسرت دم كتير ، الضرب اللى على جسمها غير طبيعى بالمرة ده اكيد واحد مريض جسمها متشوه من كتر الضرب

صدم كل من وجد و داغر و حسام فابتسم حسام ابتسامة عدم تصديق و هو ينظر تجاه وجد بمرارة

-انت بتقول ايه يا دكتور ، لا إنجى مستحيل تسبنى انت اكيد بتهزر 

أما وجد فجلست مكانها بعدما شعرت بأن قدميها لا تحملانها بعدما استمعت إلى خبر وفاة صديقتها ، لا تصدق بأنها قد فارقت الحياة فهى لا تزال صغيرة كيف له أن يفعل بها ذلك و يقتلها بدون رحمة كيف طاوعه قلبه ليفعل بها تلك الفعلة رفعت عينيها تنظر لحسام الذي كان يهديه داغر 

-اهدى يا حسام ده قضاء ربنا ادعيلها بالرحمة 
جلس حسام على الارضية و دموعة تنهمر من مقلتيه يشعر باحتراق داخل صدره و قلبه،كان يريد ان يخبرها بمشاعره تجاهها يريد اخبارها بأنه يتقبلها مثلما هي سيتغاطى عن أفعالها السابقة يكفى ان تحبه فقط مثلما أحبها وتعلق بها

رفع عينيه شديدة الاحمرار و هو ينظر تجاه وجد بنظرات قاتلة فهى السبب فى موتها لولا عندها و اصرارها ما كاد حدث ما حدث فنهض من على الارض و………

___ يتبع ___
#بقلمي_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات