إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقه 21

#طغيان_قلب 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل الواحد و العشرون : 
رفع عيناه التى انهمرت منها الدموع عن هاتفه و الصدمة بادية على وجهه كلما تذكر ما رآه بذلك الفيديو بدءَا من دلوفهم إلى المنزل حتى تلك الغرفة التى عانت بها حبيبته و وجده فعقله حتى الآن لا يصدق ما رآه فهو الآن بحالة صدمة شديدة يشعر بأن ذلك الذئب الذي سلبها ما تملكه و عاملها بكل عنف و إكراه ليس ذلك الشخص الذي يعرفه والذي لا يجرؤ على رفع عينيه بأحدهم فهو شخص ذو وجهين،فهى كانت تخبرهم بالحقيقة لم تكذب بحرف مما هتفت به 
ضم الهاتف بين قبضته و رفع يديه يضعها على عينيه لا يريد أن يبى و ينهار الآن فعليه أن يعلم ما الذى يفعله فالفيديو ليس مفبرك فهو صديقه بشحمه و لحمه و ذلك صوته الذى يعلمه فخرج صوته بعد عدة محاولات منه 
-أهدى يا داغر اهدى عشان تعرف هتعمل ايه !!!!
دلف رائف الورشة وعينيه تجول بها يبحث عن داغر فوجده واقفًا مغمضًا عينيه يردف ببعض الكلمات التى لا تصل الى مسمعه فاقترب منه و هو يعقد حاجبيه
-مالك يا داغر انت تعبان !!!!
فتح داغر عينيه فلاحظ رائف بأن عينيه دامية بلون الدماء و وجهه لا يفسر لا يعلم اهو غاضب ام حزين فعينيه تدمج بين الشعورين و تعبر عنهم .....
تمتم داغر و هو يجز على اسنانه قائلًا بلهجة حادة وغليظة
-مفيش يا رائف هى الساعه كام معاك
نظر رائف بساعة يده مجيبًا إياه
-الساعة ١١ ... فى ايه يا بنى وشك عامل كدة ليه و عينيك حمرا كدة ليه 
جلس داغر بعدما سيطر الغضب عليه من ذلك المخادع الذى يخدعهم و يعيش بينهم و كانه لم يفعل شئ يندم على تلك اللحظات التي قضاها معه يندم على تصديقه له و الوقوف بجواره ....بدلًا من الوقوف بجوارها هى حبيبته
هنا و نهض من مكانه مهرولًا يريد رؤيتها و عين رائف تتابعه
-داغر رايح فين .....
التفت داغر و هو يتمتم بإصرار
-لازم اشوف وجد يا رائف
قطب رائف جبينه و ارتسمت الدهشة على محياه و هو يهتف باسمها بدهشة بعدما علم بما حدث معهم امس فلحق به الى الخارج مناديًا عليه
-داغر داغر استنى 
وقف داغر و التفت إليه فصاح به 
-مينفعش تروحلها يا داغر وجد خلاص اتجوزت،فاهم يعنى ايه اتجوزت
أغمض عينيه بألم فكم مزقت تلك الكلمة قلبه 
-متقولهاش يا رائف 
رفع رائف يديه يربت على ذراعيه 
-داغر انت لازم تنساها وجد خلاص مبقاش ليها مكان وسطينا و 
أخرج داغر هاتفه مخرجًا ذلك الفيديو ووضعه بين يديه و قام بجذبة داخل الورشة
-اتفرج يا رائف اتفرج على الفيديو يمكن تحس بيا و بالنار اللى جوايا انا حاسس بنار بصدرى عايز اصرخ بعلو صوتى انت متتخيلش كمية الوجع و الالم اللى هى عانتها بسببنا و محدش فينا كان حاسس بيها كبلنا وقفنا معاه و سبناها لوحدها
أنهى كلامه و هو يجذب الهاتف من بين يديه لا يريده أن يرى أكثر من ذلك....
فاتسعت عين رائف و هو يقول
-انا مش مصدق عينيا بقى معقول ده باسم اللى فى الفيديو....
اماء له داغر متحدثًا بوعيد و الشرار تطلق من عينيه 
-هو يا رائف هو......
جاء صوت من خلفهم جعل خفقاته فى تزايد ملحوظ
-طب كويس انك عرفت و صدقت انه هو يا ..... بن عمي
ودلوقتى جه دور باقى العيلة 
و تحركت من مكانها متجهه ناحية البناية فلحق بها داغر و رائف خلفهم وما ان دلفت الى البناية حتى نادى داغر باسمها فالتفتت اليه تنظر اليه بحدة قائلة بلهجتها الحادة
-مدام وجد .....و كلامى دلوقتى مش هيبقى موجهة ليك
ثم وجهت انظارها تجاه رائف متمتمة
-ممكن تنادى لكل العيلة و تخليهم ينزلوا عشان عايزاهم 
أنهت كلماتها بابتسامة باردة مستفزة 
فى نفس الوقت هبط حسام من على الدرج فرآها تقف بقبالة كل من داغر و رائف فاتسعت ابتسامته و هو يهرول باتجاها فهو لم يعلم مكانها بعد بسبب مقاطعته لجميع أفراد العائلة قاطعًا تلك المسافة بينهم
-وجد انتى كنتى فين ...انتى كويسة
ابتسمت له بدفء مغمغمة 
-كويسة متقلقش 
___________________________

بسيارة باسم 
كان يتحدث بالهاتف بعصبية شديدة بعد ضياع تلك الأقراص و الصور و التى تدينه...
-الغى كل حاجة يا احمد الغى كله انا مش فايق انا فى مصيبة وقعت فى دماغى
صاح احمد شريكه
-مصيبة ايه يا باسم ايه اللى حصل
اغمض باسم عينيه لوهلة وضرب محرك السيارة بغضب قائلًا من بين أسنانه
-بعدين بعدين يا احمد المهم الغى الميعاد بتاع النهاردة 
أجابه أحمد بموافقة
-خلاص اللى تشوفه يا باسم سلام
-سلام
اغلق معه وهو يتجه ناحية منزله يريد أخذ حمامًا دافئًا و يجلس بمفرده حتى يستطع التفكير بحل لتلك المعضلة التى من الصعب إيجاد حل لها فتمتم بصوت خافت
-صعب بس مش مستحيل يا باسم انت مفيش حاجة بتصعب عليك...
___________________________

دلف باسم الى المنزل فوجد آلاء تخرج من غرفة النوم متمتمة بدهشة
-باسم رجعت بدرى يعنى
زفر بضيق و مر بجانبها دالفًا الغرفة قائلًا 
-مرهق يا آلاء و عايز اريح 
اقتربت منه آلاء متحدثة بقلق
-مالك يا باسم حاسس بأيه
بلل شفتيه مجيبًا اياها
-انا كويس يا آلاء بس التفكير وجعلى دماغى شوية
اقتربت منه وهي تقول
-طب كويس انك جيت انا كنت لسه هتصل عليك بابا قايلى من امبارح نروحلهم و نقضى اليوم مع بعض فانا هجيبلك مسكن تاخده و بعدين نروحلهم و
قاطعها باسم بحدة صارخًا بوجهها
-بالزمة انتى عندك دم بقولك تعبان يا بنى ادمة تقوليلى بابا و زفت.....
جحظت عيناها و هى تردد تلك الكلمة بعدم تصديق
-زفت يا باسم بابا زفت
اغمض عينيه و ضم قبضته و رسم الأسف على وجهه
-انا اسف يا آلاء بس انا تعبان و خرجت عن مشاعرى انا اسف يا حبيبتى وبعدين ما انتى عارفة انا بحب باباكى ازاى ده هو اللى مربينى ...
انا هدخل اخد دش سريع و أخرج البس بسرعة تكونى انتى كمان خلصتى لبس و ننزلهم تمام يا حبيبتى
___________________________

دلفت وجد منزل محمود بعدما فتح لها إسلام و خلقها كل من داغر و حسام فخرجت فاتن من المطبخ وهي تتساءل عن هوية الطارق
-مين يا إسلام اللى جه
نظرت لوجد بكره و غل مغمغمة بسخرية
-خير يا عروسة ايه اللى مسيبك عريسك و جايبك هنا
عقد حسام حاجبيه بصدمة و جذب وجد من ذراعيها
-عريس ايه ياوجد و عروسة ايه انتى اتجوزتى
وما لبثت ان تتحدث ولكن قاطعتها فاتن فكانت أسرع منها وأجابت على سؤاله
-صحيح ما انت متعرفش اللى فيها الهانم المصونه امبارح ابوها راح عشان يجيبها و يعيد تربيتها ده لو كانت شافت تربية اصلًا بس الهانم طلعت مجوزه واحد قد ابوها
اتسعت عيناه و قال بعدم تصديق 
-ايه الكلام ده يا وجد الكلام ده حقيقى...
جذبت وجد ذراعيها من قبضته بهدوء 
-ايوة يا حسام حقيقى
ثم استدارت تنظر بعيون فاتن رامقة إسلام بنظرة سريعة مختطفة
-ياريت تنادوا لمحمود بيه 
دلف سيد من خلفها و هو يصرخ بها
-ايه اللى جابك تانى يا بنت سحر مش كنا خلصنا منك 
تجاهلته وجد قائلة
-ياريت تستعجلوا شوية معنديش وقت
و بعد مرور بعض الوقت
و بعدما اجتمع الجميع و بعضهم يسيطر عليه الفضول لمعرفة ما الذى تريدة و لما جمعتهم مرة ثانية متذكرين تلك المرة التي اتهمت بها باسم بانه من قام بالاعتداء عليها
فصاح سيد الذى يرمقها بكره
-اخلصى يا بنت سحر عشان تغورى من هنا انا مش طايق اشوفك قدامى
ارتسمت ابتسامة جانبية و تحركت من مكانة مخرجة تلك الفلاشة من حقيبتها و وضعتها بتلك الشاشة صغيرة الحجم المتواجدة بالصالون..
و تناولت جهاز التحكم و قبل ان تقوم بتشغيله نظرت تجاه اسلام و اقتربت منه و انحنت لمستواه متمتمه بصوت كالأفاعي
-جاهز يا قلب اخوك عشان تشوف اخوك على حقيقته
ثم رفعت وجهها و اندهش الجميع من حديثها ثم رمقت داغر متمتمه بسخرية
-بما إنك سابقهم و بعتهولك فممكن تمشى لو مش حابب تشوفه 
ضغط على شفتيه بغل و لزم الصمت يريد للجميع ان يرى حقيقة ذلك الخائن المخادع....
رمقت والداها بنظرة سريعة لاح الحزن بها و قالت بحدة
-سبق و جمعتكوا و قولتلكم اللى حصلى قبل ما اجيلكم و قولتلكم انه الحيوان اللى اسمه باسم اغتصبني و ساعتها انتوا مصدقتونيش و كدبتونى و وقفتوا جمبه الضحية عندكم بقت المجرمة الكدابة اللى بتفترى على ابنكم البرئ الملاك و المجرم الحقيقى بقى ضحية بنت سحر بتفترى عليها عايزة تخرب حياتنا 
قاطعها سيد بتهكم
-واخرة المحاضرة دى ا
و ما كاد يكمل حتى صرخت بوجهه كما لم تصرخ من قبل قائلة
-انا مخلصتش كلامى عشان تقاطعني و انت بذات مش مسموحلك تقاطعنى انت و العقربة دى
قالت كلمتها الاخيرة و هى تشير تجاه فاتن الذى تملكها الغضب
عادت وجد مكانها مرة اخرى و هى تهتف بهدوء مزيف
-و دلوقتى هنتفرج على فيديو هو اينعم طويل بس مش هنتفرج عليه كله لانى معنديش وقت اضيعه
ثم ضغطت على ذلك الزر بجهاز التحكم و قامت بتشغيل الفيديو فنهض الجميع من مكانه لا يصدقون ما تراه عيونهم فمن المؤكد بأن ذلك ليس بحقيقى فباسم ليس بذلك الشخص .......فكانت صدمتهم لاتوصف وكم شعرت وجد بالراحة تتغلغها و هى ترى ردود افعالهم فزفرت براحة شديدة ...
أما داغر فكان الوحيد الذي لا يشاهد ذلك الفيديو فعينيه كانت تتابعها وصدره يعلو و يهبط و كان هناك بركان بداخله يريد أن يرى باسم الان و سيلقنه درسًا عما فعله واثناء تفكيره ذلك تقابلت عيونهم فظلت تطالعه بنظرة عتاب جعلته يريد ان يضمها داخل صدره يبثها ذلك الحنان الذى لم تراه و تحصل عليه
أما محمود و بعد ان رأى ما حدث مع ابنته على يد ذلك الشاب الذى تكفل بتربيته و كبر تحت انظاره ف لسانه لم يسعفه للحديث يريد ان يقول الكثير و الكثير و لكن لا شئ يخرج من فوه
أما إسلام فنهض من محله و اقترب منها و الدموع تنهمر من عينيه يريد أن يعانقها يندم على تكذيبها فاخية الاكبر كان بالنسبة له مثل أعلى يحبه بل يعشقه يريد ان يصبح مثله ....و الان يكرهه و بشدة
تمتم بكلمات متقطعة ومقتربًا منها بهدوء يريد أن يعانقها يبكى باحضانها فما كاد ان يقترب حتى منعته بيديها التى وضعت على صدره متمتمة بهمس
-اياك، اياك تفكر تقرب منى و اياك تفكر انى هسامحك او انى ممكن اسامح اى فيكم و اوعوا تفكروا انى بوريكم الفيديو ده عشان تجيبولى حقي ، لا حقي انا هرجعه بنفسى انا مبقتش مستنية منكم حاجة ، انا بس حبيت اشوف وشوشكم و انتوا بتتفرجوا على ابنكم المؤدب المتربى اللى مستحيل يعمل كدة 
ابتلع الجميع ريقه و لزم سيد و فاتن الصمت فما الذي سيقولونه بعد ذلك الفيديو فهو ظاهر بوضوح غير صوته الذى يعلمونه جيدًا 
فأشارت وجد تجاه سيد
-ودلوقتى جه وقت سيد بيه
ثم أخرجت هاتفها وقامت بتشغيل ذلك المسجل الذى أخرجته من حقيبتها و هى تردف
-وده تسجيل صغيرة سجلته لجدى كبير العيلة وهو بيعترف انه عارف بلاوى البيه و أنه عرف باللى حصلى و سكت ثم نظرت تجاه سيد 
-التسجيل ده سجلته بموبايلى من غير ما تاخد بالك لما رجعت و فاتن هانم كانت مشعلالك و قالتلك انها شافت باسم خارج من اوضتى يلا بقى نسمعه مع العيلة كلها
"كنت فاكرة ان مرات ابويا بس اللى عارفه حقيقته و بدارى وراها مكنتش اعرف ان زى ما هى ورا باسم انت وراها و بتساعدها فى ده بجد بحييك على تربيتك الجميلة بهرتني بصراحة
و هنا صرخ بها سيد مغمغم
-اخرسي يا بت انتى قولتلك و باسم اللى بتكلمى عنه ميجيش حاجة فى امك اللى ماشية بمزاجها و الرجالة بتصرف عليها كانت فاكرة زمان انها هتعرف تضحك على ابنى بس انا وقفتها عند حدها و بعدتها عن محمود و زى ما بعدتها زمان هقدر ابعدك ....
استنى عليا و انا هفضحك قدام كل العيلة و هخليهم يعرفوا انك متفرقيش حاجة عن سحر 
و هنا و طرق الباب فزفرت فاتن بغيظ و رسمت الابتسامة على وجهها و اتجهت تجاه الباب و قامت بفتحه فوجدت امامها .... حسام الذى دلف مغلقًا الباب خلفه و هو يتمتم
-مش هتقدر يا جدى 
جحظت عين سيد و ابتلعت فاتن ريقها و الخوف يلتمع بعينيها فنظرت لسيد بخوف
فاكمل حسام
-كنت عارف انك بتحب باسم بس مكنتش متخيل انك بتغطى عليه ، بس السؤال هنا انت عارف حقيقة باسم من امتى يا ترى من زمان زى ولا الكلام ده جديد و محبتش تخرب على الاء يا ترى بتحب مين اكتر الاء حفيدتك الحقيقية لا باسم يا جدى اللى مش من دمك هاا
أغمض سيد عينيه و هتف بهدوء 
-حسام أنا
قاطعه حسام و تمتم بسخرية
-انت ايه يا جدى 
ثم التفت و نظر لوجد التى كانت يعتريها الغضب و صدرها يعلو و يهبط نتيجة لغضبها ذلك
-انا عارف كل حاجة و عارف اللى عمله باسم فى وجد و بصراحة مش ناوى اسكت المرة دى ، اصلى سبق و سكت زمان و ده كان غلطى و مش ناوى اكرر غلطى تانى و هقف وجد و هبقى فى ضهرها مش هسمحلك تأذيها و صدقنى باسم هيتفضح هيتفضح بس ساعتها انت هيبقى موقفك ايه قدام ولادك و احفادك لما يعرفوا انك عارف حقيقته و ساكت
صاح سيد بنيران سوداء
-سكت عشان الاء و عشان بتحبه مينفعش اخرب حياتها و بعدين باسم شاب و يغلط عادى مش هتعلقوله المشنقة "
أوقفت وجد التسجيل وهى تهتف
-كفاية كده عليكم الصدمات انهاردة كتيره عليكم مش كده ، يلا بقى معلش ده جزائكم عشان فضلتوا تربوا فى افعى وسطكم
و دلوقتى انا خلصت كلامى 
ثم تحركت جاذبة حقيبتها شاعرة بسعادة طاغية فنهض داغر و حسام من مكانهم يلاحقان بها كل منهم لسبب مختلف عن الآخر
فتحت الباب فوجدت امامها كل من آلاء و باسم 
فتطلعت على باسم وابتسامة ترتسم على وجهها
-جيت فى وقتك يا باسم 
و ما ان قالت اسمه حتى وجدت داغر يهرول متخطيًا إياها ممسكًا باسم يسدد له اللكمات و الضربات بعنف فلحق به حسام تحت صراخ آلاء و محاولتها لابعادهم عن زوجها فجاء الجميع على صوتها و ما ان بقية الشباب ما يفعله داغر و حسام حتى تشاركوا معهم ملقين إياه درسًا لن ينساه فى حياته فتحركت وجد مغادرة البناية و ابتسامتها على وجهها شامته به….
___ يتبع ___
#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات