إبحث عن موضوع

ابن من الجان

مش هقولك قلل الإضاءة وانت بتقرأ ، او تشغل مزيكا هادية ، اللي هحكيه مش محتاج ده ، انت محتاج تشغل قرٱن او ترانيم ، ايًا كانت عقيدتك اللي بتؤمن بيها .
مش مهم إسمي او عمري ، وظيفتي ، كل ده مش مهم في اللي جاي ، كل اللي يهمك حالتي الاجتماعية ، انا متجوز ، متجوز من شيطانة 
برضايا ، بمزاجي ، بكامل قوايا العقلية
اكيد بتقول إني مختل ، كلامك غلط ، انا بس فكرت بطريقة مختلفة ، غضبي من والدتي بعد خيانتها لابويا سببلي عقدة تجاه كل بنات جنسي ، لقيت منها الاحتواء اللي اتحرمت منه سنين عمري ، مشكلة الشكل؟ 
دي كانت ميزة ، كل مرة كنت بشوفها بشكل مختلف ، كل مرة كانت بتبقى احلى وأكثر جاذبية 
كنت مبسوط وراضي جدًا ولشخص مش متدين زيي كان الموضوع مكنش عندي اي مشاكل
المشاكل بدأت من بعد اختفائها ، كنت بشوفها طول الوقت ، فجأة اختفت ، وحشتني ، متستغربش ، دي مراتي برضو 
روحت لدجال معروف ومشهور قولتله بنفس الطريقة "انا عايز احضر جِنّية"
بطريقة كلامه اللي بنشوفها في الافلام وافق 
"بس أنا عايز جِنّية معينة"
بصلي بأستغراب فكررت جملتي "أنا عايز جِنّية معينة" 
قولتله إسمها وإسم قبيلتها ونوعها زي ما هي حكتلي
بدأ يتمتم بكلام غريب من نوعية ، "عفركوش إبن بردكوش" أسامي غريبة وكنت واخد الموضوع بتريقة ، انا يهمني اشوفها بس ، لحد ما قال " العجل العجل ، الساعة الساعة " قلبي اتقبض والهمس والصفير ملوا المكان ، الموضوع مش هزار وتريقة ، في كائنات معانا فعلًا 
سكت وكأن حد بيكلمه ، وشه بيترسم عليه الرعب ، بلع ريقه وقال "أطلع برا" 
وقعد يزعق ، اترجيته يكمل لكنه صرخ فيا وقال"مراتك محبوسة في قصر عفريت من عفاريت الجان ، هي مش مراتك برضو؟" 
استغربت انه عرف واتأكدت إن كلامه صح 
كمل كلامه "لحد العفاريت ومقدرش أكمل ، طلبك مش عندي"
زعقت فيه وقولتله ، عفاريت إيه وجن ايه ، انت واخد فلوس علشان تخدمني "
الدجال : العفاريت يا استاذ اقوى أنواع الجن ، وجميع أطياف الجن بتخاف منهم ، إحنا البشر هنتحداهم ، العفاريت هما اللي كانوا بيخدموا سيدنا سُليمان
سكتت ، اتصدمت ، حرب جوايا بين اسيبها ومسيبهاش ، قولتله "وديني ليها وملكش دعوة" 
الدجال : يابني انت مجنون ، ده إنتحار ! 
عايز تروح العالم السفلي وتقتحم قصور عفاريت الجن ، مستحيل 
- طب خليني اشوفها ولو لدقيقة واحدة
تقريبًا صعبت عليه فقرر يساعدني ، قالي إن الخادم بتاعه هيوديني لمدة دقيقة واحدة ، وافقت 
قعدت قدامه وفتح كتاب قديم ، فاكر إسمه كويس "شمس المعارف الكبرى" 
قرأ منه كلام مش مفهوم لحد ما الكهرباء اتقطعت ! 
ندهت عليه وانا مرعوب 
الدجال : اسكت ، لسه مخلصناش 
- طب الكهربا قطعت ليه؟ 
الدجال : كهربا إيه اللي قطعت يابني ، الكهربا شغالة ، اي حاجة هتحصلك طبيعي ، متخافش 
- ولما تحط إيدك على دماغي مش هخاف يعني ؟ 
الدجال : لا دي مش ايدي !
خليني اكمل اللي بعمله لو عايز تشوف مراتك
شكله افخم ، بس مرعب وشعوري بكم الرعب اللي في قلبي ملوش وصف وحد
لقيت كائن قصير وشبه القرود بيشاورلي أمشي وراه ، مشيت بحذر لحد ما وصلنا لسجن ، كانت نايمة جواه ، شكلها بشع بس عرفتها ، والغريب إني لسه حاسس بنفس الحب ، شكلها مفرقش كتير
ندهتلها قامت جري وقربت من الحديد ، عيطت ، وقالت إنها هنا في سجن ، علشان اتجوزت من بشر واللي كشفها إنها حامل ! 
الجني شاورلي إننا لازم نرجع ، أكدت على كلامه وقالتلي إن وجودي هنا خطر عليا وهيزودلها العقوبة ، مشيت وأنا ببكي ، معرفش وصلت لدرجة الحب دي إزاي
الجني حط ايده على دماغي الرؤية بدأت تنعدم وزي المرة اللي فاتت بدأت ترجع بالتدريج ، لكن رجعت لقيت شقة الدجال بتولع وهو متفحم! 
جريت بسرعة ورجعت بيتي ، حياتي وقفت ، وحشتني 
مع الوقت بيتي بقى اشبه من الجحيم ، كائنات غريبة بشوفها كل ليلة ، درجة الحرارة مش طبيعية وكل اللي زارني اشتكى من ده
 بعد شهور ، كنت برا البيت ، رجعت لاقيت البيت كتلة من اللهب ، بمجرد دخولي النار بدأت تهدى وتفتحلي ممر امشي فيه ، مشيت لحد أوضة مُعينة ، لقيتها ، جريت عليها لكن لقيت حاجة منعاني ، اتكلمت وهي بتبكي "دي آخر مرة هتشوفني فيها ، أنا خلفت وجبتلك إبننا ، خلي بالك منه ، عقوبتك انت والدجال كانت الموت ، لكني اترجتهم يعفوا عنك حتى لو كلفني الآمر الموت بدل الحبس ، سلام يا حبيبي الأول والٱخير "
واختفت ، سمعت صوت بكاء طفل من الاوضة التانية جريت عليه وحضنته ، عيطت على فراقها كل ليلة ، وربيت إبني ولكن الأمر مكنش سهل تمامًا ، والعواقب مخلصتش !
تُتبع. 


علي 
سميته علي ، بدايته كانت تبشر بميلاد طفل عبقري ، اتعلم الكلام والحركة أسرع من جيله ، لما كانت لعبه تقع تحت أثاث البيت مكنش بيواجه صعوبه في رفعه ، انا كنت متوقع ده ، كنت خايف أحبه لاني عارف إن حياته مش هتكون سهلة ، بس غصب عني ، ابني ، ممكن كل خصائصه دي نعتبرها مميزات لكن في حاجات كانت بتظهر بتأكدلي إني عايش مع شيطان 
علي مع بداية نطقه كان بيتكلم بلغة غريبة ، قريبة من لغة الدجال وهو بينقلني للعالم السفلي ، علي مكنش فاهم اللي بيقوله ، زي ما يكون بيسمع الكلام ويردده وخلاص ، لكن بيسمعه من مين؟
كان بيتفاعل مع حاجات مش موجودة ، بيضحك ، بيتخض ، بيجري ويلعب مع حاجة هو لوحده اللي شايفها 
كان بيقولي حاجات غريبة زي "بابا حاسب في حد جنبك ، متدخلش الحمام دلوقتي" 
لحد ما جه يوم وقالي "في حد عايز يكلمك وبيقولي لازم موافقتك !"
خوفت شوية بس واقفت
كان هو نفس الجني اللي اتنقل معايا للعالم السفلي 
"جئت لأحذرك ، إبنك غير مرغوب به في عالمنا ، هو معك لإنه يشبه نسلكم فقط وقد عاهدتنا زوجتك ألا نؤذيك انتما الاثنين وفي مقابل ذلك دفعت روحها ، فلا تحاولا التواصل مع عالمنا ، لا تغفل عنه فهو يمكن أن يصبح أكبر مساعد للناس ، ويمكن أن يكون الشر ذاته ، فقوة الجان وذكاء البشر إذا اجتمعوا في جسدًا واحد أمر لا نستطيع التنبؤ بعواقبه"
بدأت احذر علي من التواصل معاهم كل يوم لكني غلطت غلطة كل الاباء ومقولتلوش سبب المنع . 
ومر على الموقف ده عشر سنين كل حاجة فضلت تمام لحد ما في مرة من المرات ، كنت معدي قدام اوضة علي ، سمعت أصوات غريبة ، جسمي اتنفض وفتحت الباب بسرعة ، لقيت علي طاير في الهوا ، عينه صافية وبيضة ، الاوضة درجة حرارتها عالية بغرابة ، بدأت اقرأ قرٱن لحد ما وقع علي ورجعت كل حاجة لطبيعتها ، رجع علي لوعيه بالتدريج وأول ما شافني فضل يزعق ويبكي وهو بيقول "ازاي متقوليش" 
زقني وساب البيت ومشي
عرفت انه عرف كل حاجة ، كنت غلطان من البداية ، كان لازم اعمل حساب اليوم ده 
علي اختفى ، ياريتني كنت حكيتله كل حاجة من الاول ، زي ما كنت سبب في قتل أمه هكون سبب في ضياعه 
دورت عليه في كل حتة لحد ، صليت ودعيت ، لحد ما صاحبي دلني على شيخ بركة ، بيعمل اي حاجة وسره باتع ، وكراماته ملهاش آخر ، خدت العنوان وروحتله ، زحمة وطوابير ، فين وفين لحد ما دوري جه ودخلت ، كان جوايا حاجة بتقول أن شخصية بالقوة دي لازم تكون هو وفعلًا كان هو ، الشيخ علي!
متخفاجئش كأنه كان عارف اني جاي ، بصلي وقال " ايه طلبك ؟ "
- طلبي أنت عارفه يا علي ، ترجع معايا
علي : طلبك ده الوحيد اللي مقدرش انفذه  ، انا حياتي مش معاك ، انا هنا صاحب نفوذ وقوة ، تحت خدمتي البشر والجان ، كلهم بيخضعوا لأوامري ، انا اللي بقرب البعيد ، انا اللي بنصر المظلوم لو دفع ، ولو مدفعش بخسف بيه الأرض! .
صوته تخن ومبقاش صوت بشر ، طار في الجو وعينه ابيضت 
وبصوته اللي مليان جبروت قال " انا إبن الجان "
- لا يا علي ، انت مجرد سبب ، انت مش بتقرب ولا بتبعد ، ولا بتنفع ولا تضر ، مجرد سبب ونهايتك جاية ، ارجع لعقلك يابني ، هتروح من ربنا فين 
مسمعنيش ، مشيت وانا بستعوض ربنا فيه .
بعد يومين سمعت أن الشيخ علي بجلالة قدره ، اختفى ! 
مرة واحدة محدش عرفله طريق !
ملحقتش اسأل نفسي كتير لإن الإجابة جت بسرعة ، جالي نفس الجني وبلغني أن ملوك الجان حبسوا عليه وطالبني ! 
في غمض العين كنت اتنقلت لعالم الجان 

لقتني في نفس الكهف ، مشيت ورا الجني وروحنا ناحية السجون
 روحت ناحية سجن مُعين ، انا فاكره ، شوفتها ، كانت عايشة ! 
هي مراتي 
 شكلها متغيرش كتير كانت مفاجأة ليها إنها تشوفني تاني ، جه ، لحد ما جه
ملك الجان ، اول ما دخل كل المسجونين انحنوا له ، دخل وراه اتنين ماسكين علي ، اول ما شافني بكى وقالي سامحني
بصلي الملك وقالي 
"لقد حذرتكم جميعًا ، عفوت عنكِ أيتها الملعونة وعن زوجك وابنك ، كفاكم عبثًا بقوانين عالمنا" 
بالتدريج الرؤية اتعدمت
صحيت من النوم ! 
كان حلم ؟ 
ندهت على " علي " مردش ، دورت عليه ، كان في اوضته ، لكنه مرمي على الأرض ! 
علي مات ! 
حضنته وصرخت وبكيت ، أول حضن كنت خايف منه ، وكان لعنة ، دلوقتي بتمنى يرجع ولو ثانية ، إبني راح
ظهر من العدم الجني خادم الدجال " تلك المرة الأخيرة التي ستراني ، حُكم علي بالسجن مدى الحياة مثلهم ، جميع من عبثوا بالقوانين حُكم عليهم بهذا  الحكم ، انا وزوجتك ، وصديق إبنك ، وابنك !
إبنك ما زال حيًا ، أصبح من الخطر أن يبقى بشريًا بخصائص الجان في عالمكم ، نخشى عليه من قدرته إن يستغله شياطين الإنس والجن ، كُلفت بنقل رسالة لك ، لا تحاول التواصل مع عالمنا مرة أخرى ، زوجتك وابنك في أمان لدينا والتواصل معهم سيلحق الضرر بكم جميعًا "
كتبت حكايتي علشان أفضل دايمًا فاكرها ، وفاكر كل التفاصيل ، وحشوني جدًا ودايمًا بفكر في رحلة جديدة للعالم السفلي


تمت

ليست هناك تعليقات