رواية الكابو الحلقة35 و الاخيرة
الحلقة الخامسة والثلاثون (الأخيرة)
(الجزء الأول)
ظل (يونس) يفرك عيناه قليلاً وهو لا يصدق ما يراه مما جعل (آسيا) تزم شفتاها فقالت بضيق
-ايه مش عاجبك ؟!
-هى مش دى الصباحية بتاعتنا صح ؟!
هزت رأسها بالإيجاب فتابع هو
-هو انتى يا حبيبتى جاية تتحجبى فى شهر العسل بتاعى هو يوم واحد عسل يعنى !! وبتتحجبى فى شقتنا كمان مش فاهم هو انا اصلاً مكنتش متفائل بالجوازة دى من الأول وكنت حاسس إنك بتدبرى ليا حاجة بس متخيلتش إنها توصل لكده
شعرت (آسيا) بالضيق ثم من حديثه ذلك ثم قالت
-اتفضل ادخل الحمام انا مجهزة ليك الهدوم عقبال ما اعمل الفطار
وكانت ستقف لترحل من جانبه فأمسك هو يدها ثم قبل يدها ونظر فى عينيها
-انا بهزر معاكى ٠٠ واكيد طبعاً مش هعترض ولو كان شكلك وحش بيه أنا اصلاً مش عاوز حد تانى يشوفك غيرى أنا بس
ابتسمت وشعرت بالخجل ثم قالت
-أ٠٠ أنا هقوم اعمل الفطار
فمنعها مرة آخرى من الرحيل وهو يمسك يدها فنظرت فى عينيه وسئلته بعينيها ماذا يريد فسئلها هو
-أنتى وافقتى بيا ليه يا (آسيا) ؟!
نظرت له بذهول من سؤاله ذلك وقالت بعفوية
-عشان بحبك طبعاً
-بس الحب مش كل حاجة ٠٠ يعنى مثلاً أنتى إنسانة محترمة أانا بتاع بنات وبعدين أنتى مستواكى احسن منى بكتير و٠٠
وضعت يدها على فمه لتمنعه من التكملة ثم قالت
-الفلوس مش كل حاجة وأنا عمرى ما اعتمدت ع بابا وبابا كان مدينا الحرية احنا ال 3 فى ده إما بقى إنك بتاع بنات أنت لسه بتاع بنات برده ؟!
هز رأسه نافياً فتابعت هى
-أنا طول عمرى نفسى فى راجل يعرفنى ويحبنى زى مانا منكرش إنى كنت غلط وقالب الرجولة مكنش بيحمينى طول الوقت بس وجودك فى حياتى خلانى اعرف زى مانا من حقى حد يحبنى زى مانا لازم برده فى نظره افضل احلى واحدة يشوفها أنت من حقك كده يا (يونس) وبعدين دايماً معاك بحس إنى ضعيفة بنت بجد حتى لما بسترجل عليك بشوف برده ضعفى دى حاجة محستهاش مع أى راجل تانى
ابتسم (يونس) ثم غمز لها بمشاكسة وذهب نحو الحمام كى يآخذ حماما بارداً بينما نظرت هى له وهى هائمة ثم ذهبت لكى تعد له طعام الأفطار بعد وقت ليس بكثير كان (يونس) قد انتهى من حمامه وارتدى ملابسه وخرج للخارج وجدها قد أعدت مائدة الأفطار فأقتربت هى منه وبيدها شيطرة واطعمته بيده فنظر لها هائماً وهو يقضم منها
-كمان ؟! ايه الدلع ده
لم تتحدث وقال بنبرة مغتاظة
-ماهو يوم واحد بس عسل والباقى كله بصل
ضحك عليها كثيراً ثم قال
-أنتى الثانية فى قربك هى اللى بتدى طعم لحياتى
غمزت هى له بعينها اليسرى
-عارفة أنى مش هعرف ارد ع كلامك فى الآخر
ضحك عليها ولعب فى خصلات شعرها وجعلها على وجهها بطريقة مرحة فأضيقت عينيها ثم هزت رأسها كى يبعد شعرها من أعلى و جهها فقبلها هو على وجنتها ثم ابتعد سريعاً قبل أن تصفع فرفعت هى أحدى حاجبيها وقالت
-انا بقيت مراتك مانت متعود تخطف وتجرى
حك (يونس) مؤخرة رأسه بيده ثم قال
-اه صح نسيت ٠٠
فهزت رأسها بآسى على جنونه ذاك فهو لم ولن يتغير ابداً ٠٠
****************
استيقظت (هايا) من النوم ووجدت (منصف) بجوارها ابتسمت عليه ثم ملست على شعره وهو نائم بجوارها ثم امسكت هاتفها الذى بجوارها لترى كم الساعة فبالخطأ أمسكت هاتف (منصف) ووجدت أن الساعة أصبحت الثانية عشر ظهراً ثم وجدت رسالة آتية له قرئت جزء منها من الخارج وغلت الدماء فى عروقها ففتحتها وجدت رسالة على تطبيق (الواتس آب) من رقم غير مسجل
(أنا عارفة يا (منصف) إنه مش من حقى ابعت ليك خصوصا دلوقتى بس انا لما عرفت إنك خدت اجازة جواز فى الشغل من ساعتها مش عارفة انام أنا بحبك اوووى ولو مهتم تعرف أنا مين مستعدة اقولك أنا مش عارفة إنت اتجوزت ولا لأ بس عموماً هى محظوظة اوووووى اللى قلبك اختارها دى)
احمرت عينان (هايا) غضباً ثم أرسلت لتلك المتطفلة رسالة
(مش مهتم اعرف أنتى مين )
ثم ايقظت (منصف) وهى غاضبة
-أنت يا بيه ٠٠ أنت يا حضرة اصحى
فتح (منصف) عيونه ببطئ ثم قال
-فى ايه يا (هايا) ؟! حد يصحى حد كده
-شوووف يا بيه اللى بعتالك دى اللى بتحبك فى السر مين دى اكييد تعرف طبعاً
أخذ منها الهاتف وهو يقرأ الرسالة ثم زفر بضيق وقال
-مانتى رديتى عليها يا (هايا) وقمتى بالواجب عاوزنى اقوم اعمل ايه بقى ؟!
-أنت باااارد ٠٠ بااارد قوى ٠٠ يعنى بدل ما اصحى ع حاجة حلوة فى يوم زى ده اصحى ع رسالة تعفرتنى كده
-طب وأنا برده ذنبى ايه فى ده كله واحدة بتحبنى أنا ذنبى ايه
-ذنبك انك حلو وشيك
-تمام يا حبيبتى هبهدل فى نفسى ٠٠ مبسوطة كده ؟!
-وتنعكش شعرك
-أى اوامر تانية
-وتفقع عينك
اتسعت أعين (منصف) ثم قال
-مضربش نفسى رصاصة بالمرة عشان تضمنى أن محدش هيبصلى تانى
اصطنعت (هايا) إنها تفكر وتضع اصبعها تحت ذقنها وهى تقول
-اممممم
فنظر لها (منصف) ثم قال
-لا يا شيخة
فنظرت له محذرة ثم قالت
-لما تروح الشغل أى حد يقابلك تقوله بحب مراتى طول مانت ماشى تقول بحب مراتى
-انتى مجنونة ٠٠ وأنا اللى جبته لنفسى
-تقصد ايه ؟!
-اقصد انى حبيت مجنونة واللى كان كان ٠٠
*****************
مر أسبوع كانت (آسيا) قد ملت الجلوس فى المنزل وكان (يونس) فى ذلك الوقت يشاهد التلفاز وهو جالس على الأريكة فأقتربت منه ثم جلست بجواره وقالت
-ممكن اطلب طلب
فابتسم حين سمع صوتها وقال
-وحشتينى
هزت رأسها بآسى ثم قالت
-مانا جنبك ليل ونهار
-عاوزة تطلبى ايه ؟!
-عاوزة اخرج زهقت اوووى من القعدة مش متعودة على قعدة البيت بابا وماما و (برنسيس) كمان وحشونى وأنا عارفة أن ليك شقة فى السويس ومع ذلك أنت مش حابب تستقر غير هنا ومش عارضتك حتى نقلت شغلى معاك هنا لكن أنا من ساعة ما اتجوزت مشوفتهمش غير مرة واحدة بس
-بكرة إن شاء الله نروح ليهم ٠٠
ابتسمت وشعرت بسعادة فتابع هو
-بس تقضى معاهم اليوم ونروح شقتنا اللى فى السويس مش هتباتى هناك
زمت (آسيا) شفتاها ولكنها لم ترد أن تناقشه ثم قالت
-طب عاوزة اخرج النهاردة زهقانة
-عيونى ٠٠ روحى البسى
هزت رأسها بالإيجاب ثم ركضت نحو الغرفة لترتدى ملابسها بينما ظل هو غير مصدقاً أن تلك هى (آسيا) فقد تغيرت كثيراً من أجله بعد عدة دقائق خرجت للخارج وهى ترتدى فستان ابيض مزركش بألوان عدة وطويل وعليه حجاب لونه ازرق أحدى الالوان المزركشة على الفستان نظر لها (يونس) وقد ابتسم كثيراً على هيئتها تلك ثم قال
-أنا كمان هلبس ٠٠ 5 دقايق بس
ثم دلف للداخل وارتدى قميص لونه أبيض وبنطال أسود وعندما اقترب منها تأبطت ذراعه وخرجوا للخارج سوياً إلى أحدى المطاعم وطلب (يونس) طعام الغداء لكلايهما فنظرت له ثم قالت وهى تتناول الطعام
-انت ليه مش بتصلى يا (يونس) ؟
صمت (يونس) ولم يعرف بماذا يجيب فتابعت هى
-يمكن انا كمان مش فظيعة يعنى ومش متدينة كمان بس حابة نبتدى حياتنا صح ونتغير سوا للأحسن ايه رأيك ؟!
-بس انتى احسن منى وبشوفك بتصلى
-ع فكرة مكنتش منتظمة غير من كام شهر فاتوا كده
-أنا دايما بشوفك كتير عليا يا (آسيا)
-متقولش كده ٠٠ أنا سعيدة وأنت جنبى بس محتاج شوية تعديلات
امسك يدها الأثنتين ثم نظر فى عينيها قائلاً
-وأنا من إيديك دى لإيديك دى
فى تلك اللحظة اقتربت فتاة من الطاولة التى يجلسوا عليها وقالت بصوت مرتفع وهى تضع يدها على أكتاف (يونس)
-كابوو وحشتينى
وهمت كى تقبل وجنته لكنه ابتعد ونظر إلى (آسيا) وجد عينيها قد احمرتا من الغضب فأبتلع (يونس) ريقه
-مينفعش كده ٠٠ أنا اتجوزت ودى مراتى
قالها وهو يشر على (آسيا) الغاضبة الجالسة أمامه فزمت الفتاة شفتاها ثم قالت بنبرة آسفة
-أنت اتجوزت ؟!
لم تتحمل (آسيا) تلك المهرجة أكثر من ذلك فأمسكت معصم يدها بقوة ثم قالت
-غورى من هنا ٠٠ ولو شوفتك قريبة تانى منه هقتلك
قالتها بنبرة جعلت الفتاة خائفة غير ألم يدها فتملصت من يدها بأعجوبة ثم ركضت نحو خارج المطعم بينما ظل (يونس) مذهولاً فتلك المرة الأولى التى يرى فيها (آسيا) تشعر بتلك الغيرة واستعملت القوة مثلما يشعر هو بالغيرة عليها ويستعمل قوته ضد أى ذكر يفكر من الأقتراب منها فلاحت على وجهه أبتسامة فنظرت له بغضب
-بتضحك ع ايه ؟!
لاحظ صوتها العالى فنظر لها بعينه ثم قال
-(آسيا) ارجوكى متخليش غيرتك تطلع كشر اللى جواكى ٠٠ متحسسنيش إنى متجوز واحد صاحبى
نظرت له بغضب شديد ثم قالت
-أنت ليك عين تتكلم ؟!
-لأخر مرة اقولك يا (آسيا) أنا فعلاً كنت زفت بتاع بنات وأنتى عارفة كده وده وارد يحصل خصوصاً فى أول جوازنا هتلاقى كتير من ده
ضمت هى قبضة يدها فقد كانت تعلم إنه محق وبيدها الآخرى ظلت تطرق بأظافر يدها على المنضدة بتردد دون أن تتحدث لم يحدثها (يونس) أو يطلب منها شئ فتركها تهدئ ولكن فجاءة وقفت هى وأخذت حقيبتها وركضت نحو الخارج اندهش (يونس) من تصرفها ذاك ووضع النقود على الطاولة ثم اسرع خلفها وجدها تقف أمام السيارة تنتظر فتنهد براحة إنها مازالت تنتظره واقترب منها وفتح لها باب السيارة فدلفت للداخل واستقل هو السيارة أيضاً وجدها قد اطلقت العنان لدموعها فأمسك يدها وقال
-حصل ايه ؟!
-مش بعرف اسيطر ع نفسى بتحول فجاءة وده مش بيعجبك
-مش صح أنتى كلك عجبانى
مسحت دموعها وقالت بدلال
-بجد يا كابو
اضيقت عيناه ثم قال وهو يحرك سبابته بالنفى
-تؤ تؤ ٠٠ المايعين اللى بيقولوا كابو انتى مش مايعة
زمت شفتاها بضيق ونظرت للإتجاه الآخر فابتسم هو عليها ثم قال
-قوليها تانى كده
نظرت له مرة آخرى ثم قالت
-يا كابو
-لا تستاهل دراسة حقيقى
هزت رأسها بآسى فأبتسم هو عليها ثم قاد سيارته عائداً بها إلى منزله ٠٠
*****************
مرت سنة كاملة عاش (يونس) بها فى سعادة مع (آسيا) والآن هى تحمل له مولود وفى الشهر الآخير من الحمل ٠٠
إما (محمد) فقد تزوج من (رحمة) و (فاروق) اتفق مع والد (برنسيس) على الزواج منها فى نهاية ذلك الشهر ٠٠
بينما كانت (أصالة) تعمل كثيراً حتى اصبحت ذو شأن فى الشركة التى تعمل بها تقدم لخطبتها العديد لكنها رفضت بشدة فهى لا تريد أن تعطى لقلبها فرصة آخرى يكفى انها لم تنس (أنس) حتى الآن كما أن الرجل الوحيد الذى فكرت به بعد (أنس) مخلص لذكرى زوجته قابلت (مراد) العديد من المرات فى تلك السنة ولكن دون أن يتحدثا كانت تراه من شرفة غرفتها عندما يأتى لزيارة صديقه كانت بينهما دائماً نظرات صامتة نظرات تحمل مدى إعجاب (أصالة) به أما نظراته هو لم تكن تستطيع تفسيرها تارة يضحك عليها وهى تغنى فى شرفتها وتارة آخرى ينظر لها بغضب وتارة آخرى يتلاشى ويتجنب نظراتها عمداً حتى أصبحت فى حيرة ولكنها لم تعد تهتم ٠٠
حاولت والدة (مراد) وشقيقاتاه إن يقنعوه بأن يتزوج فأن الحياة لن تنتهى وقد ماتت (شروق) منذ ما يقرب السنتان ولكن دوماً لم يجدا منه إلا الرفض التام ٠٠
إما عن (منصف) و (هايا) فقد عاشا سوياً فى سعادة ولكنها لم تكتمل كثيراً فقد كان (منصف) يطلب منها أن تاخذ ما يمنع الحمل وهى لم تسئله أى مرة لما لا يريدها أن تحمل فكرت إنه ربما يريد أن يعيشوا سوياً لبعض الوقت دون إزعاج من الأطفال ولكن قد مرت سنة كاملة لم يفتاحها حتى فى الإنجاب فشعرت إنها يجب أن تتحدث معه حتى لا تفكر بأى فكرة سيئة عنه ف (منصف) ليس بالشخص الذى يسوء به احد الظن حتى وجدته فى يوم جالس على الفراش وهو متكأ على وسادة ويمسك هاتفه فجلست بجواره ثم قالت
-ممكن نتكلم شوية ؟
نظر لها هائماً
-عيونى ليكى يا (هايا) ٠٠ خير يا حبيبتى ؟!
فركت يديها الأثنتين بعضهما ببعض وشجعت نفسها على الحديث ثم قالت
-أنا نفسى ابقى حامل يا (منصف) نفسى ابقى أم
ترك (منصف) الهاتف من يده ونظر لها لم تكن تعرف أن تحدد هلى هو رافض أم غاضب أم يفكر أيضاً فى الإنجاب ولكن جاءت إجابته صادمة لها
-(هايا) أنتى مستعجلة ليه ع الخلفة ٠٠ّلسه بدرى
-هو ايه اللى بدرى يا (منصف) انا خلصت دراسة ومش ورايا شئ يمنعنى و إصرارك إنى أخد حبوب منع الحمل بقى مضايقنى بجد ٠٠ بجد بقيت افكر فيك إنك ممكن ترمينى فى أى وقت أو إنك عاوز تتسلى وإنى مجرد وقت فى حياتك مش فاهمة أى واحد بيبقى نفسه يخلف من اللى بيحبها مشوفتش حد بارد زيك كده
اتسعت أعين (منصف) غير مصدقاً لما يسمعه منها ثم قال
-أنتى بتفكرى انى حقير كده ؟!
ترقرقت الدموع من اعين ثم قالت
-أسلوبك اللى بيخلينى افكر كده ٠٠ طبيعى أن يبقى نفسك تخلف منى زى مانا نفسى اخلف منك لكن أنت رافض الخلفة من اصله وايه السبب أنا مش عارفة ٠٠ افتكر يا (منصف) إنى اديتك فرص كتيير عشان تبعد عنى لو لسه موضوع عيلتى أنت بتفكر فيه وإنى مينفعش ابقى أم لأولادك ارجوك قولى ومتجرحنيش بالطريقة دى أنا مش جارية عندك
مسحت دموعها ثم وقفت واقتربت نحو الخزانة لتأخذ ملابسها فأسرع (منصف) نحوها وامسكها وقال بعد أن احتضنها
-(هايا) أنا آسف لو أنتى فهمتى كده أنا آسف بجد أنا نفسى طبعاً اخلف منك ومعرفش ليه دماغك وصلت لكده
ثم ابعدها عنه ومسح دموعها بيده وتابع
-كل ما فى الموضوع إنى بسيبك ايام كتييير لوحدك بسبب ظروف شغلى والحمل ماهوش شئ سهل ومش هتقدرى عليه لوحدك وأنا مش بثق فى أى حد يدخل البيت عشان اجبلك خدامة أو أى حد فكرة إنك تبقى قعدة مع حد غريب وأنا بارة دى بتقلقنى وأنا من النوع اللى مش بثق فى أى حد بسهولة
نظرت فى عينه وقالت
-عشان مليش أم يعنى تساعدنى ؟!
-(هايا) ارجوكى متاخديش الموضوع بحساسية بس أنتى يا (هايا) مبتعرفيش تتصرفى تقدرى تقوليلى لما اقعد 10 ايام ولا إسبوعين بعيد عنك هتتصرفى ازاى أنتى واللى فى بطنك ده ؟
-ب٠٠ بس يا (منصف) ده مش مبرر عشان منخلفش شغلك عمره ما هيتغير وأنا لازم اعتمد ع نفسى ومش معقول هنأجل الخلفة عشان سبب زى ده
-السبب ده أنا بفكر فيه ليل ونهار يا (هايا)
-ارجوك وافق يا (منصف) وسيب الأمور ع ربنا
-ونعمة بالله ٠٠ بس هبقى قلقان عليكى
-متخافش هكلمك طول اليوم واطمنك عليا وأنت علمتنى فى السنة دى اعمل اكلات كتير وبسيطة متخافش بقى
نظر لها ثم ابتسم قليلاً وقال
-ماشى يا (هايا)
فأرتمت (هايا) فى احضانه وهى سعيدة فربت هو على ظهرها بحنان وابتسم فهو احب تلك الطائشة كما هى هكذا ٠٠
**********************
استيقظت (آسيا) من جانب (يونس) وهى تعض شفتاها وهى تتألم ونظرت إلى (يونس) وجدته نائم فحاولت إيفاقته برفق وهى تقول
-(ي٠٠ يونس) (ي٠٠يونس)
فتح عينيه وهو ينظر وقال بصوت يغلبه النعاس
-أيوة
-أ٠٠ أنا شكلى بولد يا (يونس) م٠٠ مش قادرة اتحرك
انتفض (يونس) من على الفراش ثم نظر لها بقلق وقال
-ايه ؟! بتولدى ؟! انتى هتولدى ؟!
-أ٠٠ أيوة ٠٠ الألم فظيع يا (يونس) مش قادرة
شعر (يونس) بالقلق عليها فهو يعرف أن (آسيا) لا تتألم أمام أى شخص مهما كان لذا اسرع وابدل ملابسه ثم اقترب منها فأعطته.هى يدها لكى تستند عليها لكنه حملها واسرع للخارج ابتسمت هى عليه ناسية الوجع الذى بها فهى تعلم إنه احن شخص عليها هبط (يونس) بالأسفل ووضعها فى السيارة ثم انطلق نحو اقرب مشفى ٠٠
وصلوا إلى المشفى وانهى هو الأجراءت الخاصة لكى تدخل هى إلى غرفة العمليات واتصل بوالدايها كى يخبرهم بأنها على وشك الولادة ٠٠
بعد ساعتين كان والدا (آسيا) و (برنسيس) قد وصلوا إلى المشفى ووجدوا (يونس) واقف أمام الغرفة وهو يشاهدها وهو يشعر بالقلق فقالت والدة (آسيا)
-لسه مولدتش ؟!
-اه
-متقلقش هى الولادة ساعات بتاخد وقت
نظر لها ثم ظل يدعو الله بأن تلد (آسيا) بسلام ولا يرى بها أى مكروه هى وابنته وبعد وقت قليل خرجت الممرضة للخارج وهى تقول
-مبروووووك ٠٠ بنوتة زى القمر
ابتسم (يونس) ثم قال
-ط٠٠ طب و (آسيا) عاملة ايه ؟
-الحمد لله بخير متقلقش
وبعد وقت ليس بالكثير طلب الجميع أن يروا (آسيا) وحالتها وجدها هزيلة وضعيفة ويبدو عليها الأرهاق فأقترب منها وقبل رأسها ثم قال
-عاملة ايه يا حبيبتى ؟!
ابتسمت ابتسامة ضعيفة ثم قالت
-ا٠٠ الحمد لله
احتضنتها والداتها وأمسكت يدها (برنسيس) يدها بحنان وقالت لها
-حمدالله ع السلامة
-الله يسلمك حبيبتى
وبعد قليل اقتربت الممرضة بالفتاة الصغيرة فأخذها (يونس) منها ونظر إلى صغيرته ثم نظر مرة آخرى إلى (آسيا) وقال
-زى القمر زيك
ابتسمت هى بوهن فأقتربت (برنسيس) من (يونس) لتأخذ الطفلة منها وقالت
-ورهانى
ابتسم (يونس) عليها ثم اعطاها لها فنظر لها والداى (آسيا) وقبلوها فقالت (آسيا)
-انا عاوزة اشوفها
اقتربت (برنسيس) من (آسيا) وهى تقرب الصغيرة منها فتأملتها (آسيا) بأبتسامة ثم قبلتها من وجنتها بعد أن ساعدتها والداتها فى الجلوس ٠٠
فى صباح اليوم التالى غادرت (آسيا) المشفى وغادر معها الجميع لترتاح بمنزلها كانت تشعر بسعادة كبيرة وهى بجانب طفلتها وزوجها ٠٠
وفى المساء كان قد أتى (منصف) مع (هايا) و (منصف) الصغير معهم لأن (فاطمة) وزوجها ذهبوا لاداء عمرة وتركوا ابنهم مع شقيقها حتى يعودوا بسبب الدراسة لكى يروا ابنة (يونس) باركت (هايا) لكل من (يونس) و (آسيا) ثم جلست بجوار الفتاة زوجها وهى ممسكة بالفتاة الصغيرة ونظرت إلى (يونس) لتسئلها
-سمتوها أيه ؟
-(رقية)
ابتسمت (هايا) ثم قالت
-وااااو جميلة اوووووى
ثم نظرت إلى (منصف) لتقول
-تجنن البنوتة مش كده يا مو أنا افضل اتوحم عليها عشان اجيب شبهها
ابتسم (يونس) وسئلها
-ايه ده انتى حامل ؟!
هزت رأسها نافية ثم قالت
-لا ٠٠ بس عشان لما احمل اجيب شبهها
زم (يونس) شفتاه ثم وضع يده على كتف (منصف) وقال
-ربنا يصبرك يا بنى
ابتسم (منصف) دون أن يتحدث فزمت (هايا) شفتاها وقالت بطفولة
-أنت مضايق منى ولا ايه ما تطلع اللى فى قلبك كده
امسك (منصف) يدها ثم قبلها وقال
-حبيبتى وأنا اقدر اعيش يوم من غيرك
هندمت (هايا) ملابسها ثم قالت بفخر
-ايوة كده
فهز (يونس) رأسه بآسى عليهما بينما اقترب (منصف) الصغير من المولودة الصغيرة عندما امسكها خاله فأخذها من خاله وظل ينظر لها تارة ثم نظر إلى (آسيا) تارة آخرى وقال
-جميلة شبهك جداً
ابتسمت له (آسيا) بينما اشتعلت عينان (يونس) من الغيرة وقال
-هى مين دى اللى جميلة !
-مراتك
اشتدت نظرات (يونس) له بينما نظر (منصف) له وقال
-عيب كده يا (منصف) ؟!
-هو ايه اللى عيب يا مو أنا بقول الحقيقة وبنته شبه مراته جداً
فنغزه (منصف) بقدمه وآشار له بعينه كى يصمت بينما هز (منصف) كتفاه بلا مبالاة فقالت (آسيا)
-معلش (يونس) بيحب يهزر
اقترب (يونس) واخذ ابنته من يد (منصف) الصغير وذهب بها تجاه زوجته فهز الصغير رأسه بآسى عليه ثم قال لخاله
-ده راجل مجنون
-هشششششش اسكت خالص
فقال (منصف) بصوت خافت
-بس البت لو طلعت لامها حقيقى هتجوزها وش
قرأ (يونس) شفتاى الصغير واتسعت عيناه بينما وضع (منصف) يده على وجهه خجلاً ثم قال
-دى غلطتى أنا إنى خدتك فى مكان
عض (يونس) شفتاه غضباً ثم قام بضم قبضة يده وعضها غيظاً،ثم قال ل (منصف) و (هايا)
-منوريييين اوووى ٠٠
***********************
فى ظهيرة اليوم التالى أتى (مراد) إلى القاهرة كى يطمئن على شقيقته وابنتها عندما رأى الطفلة ظل يلاعبها وكان سعيد وهى تبتسم له بين الحين والآخر نظرت له (آسيا) وهو مبتسم هكذا ثم قالت
-مش ناوى تفكر تتجوز بقى يا (مراد)
زفر (مراد) بضيق ثم قال
-انتوا ليه مصممين تضايقونى
-عمر ما ده سبب يضايق ٠٠ وبعدين (شروق) ماتت يجى من سنتين من حقك تعيش حياتك بقى وتبص لنفسك مش هتفضل حياتك واقفة ع الماضى كده
نظر (مراد) للأتجاه الآخر فتابعت (آسيا)
-ماما وبابا نفسهم يفرحوا بيك ٠٠ إنت منفسكش يبقى ليك بيت وآسرة وتعيش بسعادة
اخذ (مراد) نفس عميق فى تلك اللحظة دلفت والداتهم للداخل وقالت
-نفسى اطمن عليك يا (مراد) الماضى لا يمكن يرجع ٠٠ ولو عاوزنى اشوفلك واحدة واختارهالك فى بنات كتييير
صمت (مراد) قليلاً وتذكر تلك الجنية التى يراها دوماً لا يعرف لما خطرت بباله فى تلك اللحظة ولكنه وجد نفسه يفكر بها لما ليست هى ؟! إن كان عليه أن يتزوج بالفعل فلما ليست تلك الفتاة فنظر لوالداته ثم قال
-حاضر يا ماما سبينى افكر شوية ٠٠ وأنا هفاتحك قريب
ابتسمت والداته غير مصدقة لما تسمعه أحقاً،هو قال إنه سيفكر فى أمر الزواج بينما ارتمت (آسيا) فى احضانه وقالت
-أنا مبسوطة اوووووى ٠٠
الحلقة الخامسة والثلاثون
(الجزء الثانى والآخير)
بعد يومان كان (مراد) قد وصل إلى الأسكندرية ظل فى الفندق الذى يقيم فيه وهو يفكر جيداً فى حديث والداته وشقيقته ولا يعلم لما تلك الجنية تحديداً الذى فكر بها ولكنه قرر الخلود للنوم فالسفر كان قد ارهقه ٠٠
فى المساء استيقظ وارتدى ملابسه وذهب على شاطئ البحر كى يفكر جيداً فى أمر الزواج بالفعل جلس على رمال الشاطئ وظل ينظر للبحر والسماء لقد مر ما يقرب السنتين على موت (شروق) ولكن مع ذلك هو لا يريد الزواج لا يريد التعلق بأمرآة آخرى هو يعترف بينه وبين نفسه إنه لم يكن يحب (شروق) قبل الزواج ولكن هذا لا يمنع تماماً إنه قد عشقها بعد الزواج وتمنى لو بقت بقربه ولكن لن يستطيع أن يغير شئ فقد رحلت وتركته وحيداً فكر بإنه عندما يكبر بالسن أكثر وأكثر لن يستطع أن يكون بمفرده فهو بحاجة لمن يكون بجواره بحاجة أن ينجب طفل ويربيه ابتسم وهو يتذكر فهو كان مستعد أن لا ينجب مادامت (شروق) بجانبه تخلى عن ذلك الحلم ولكن تلك فرصة جديدة له ربما يرزقه الله بمولود ٠٠ شعر بأن أحد ما ينظر له فنظر بعيداً وجد (أصالة) تجلس على بعد منه ليس بكبير فوجد نفسه يبتسم لها فهو دائماً يجدها أمامه وقتما يريد رؤيتها رمشت (أصالة) بعينيها عدة مرات وهى لا تصدق هل حقاً ابتسم لها ؟! ثم وجدته نهض عن مكانه واقترب منها ابتلعت (أصالة) ريقها بعدم تصديق حتى جلس بجوارها ثم قال بصوت هادئ
-ازيك يا (أصالة) ؟!
كانت (أصالة) فى حالة ذهول تامة لا تصدق أن (مراد) فعلاً يحدثها والأكثر إنه يتذكر اسمها فنظرت له بعدم تصديق
-أنت فاكر اسمى ؟!
-ايوة
شعرت (أصالة) بإنها تحلم فوضعت يدها على كتفه كى ترى أن كان ذلك حقيقيا أم مجرد طيف ولكنها وجدته حقيقة فوضعت يدها على فمها بعدم تصديق بينما ابتسم هو على تهورها ثم قال
-ممكن اتكلم معاكى شوية ؟!
-ا٠٠ اه طبعاً
نظر (مراد) أمامه واخذ نفس عميق ثم قال
-مراتى ماتت يجى من سنتين كده ٠٠ هى كانت مريضة ومرضها كان مانعها من الخلفة وبعد سنين من الصراع مع المرض ماتت مكنش ده السبب الوحيد لا إهمال أبوها وأمها فيها كان سبب قوى فى تدهور صحتها ٠٠ بس ربنا كريم ورحمها من عذاب المرض ومن إهمال أبوها وأمها ليها ومر السنتين دول كنت مش حابب اتجوز أو ارتبط بأى انسانة بعدها لأن السنتين دول اسوء سنتين مروا عليا
ثم نظر فى عينيها الزرقوتان وتابع
-بس طول السنتين طول أمى وأخواتى البنات نفسهم يفرحوا بيا ويشوفونى اتجوزت وأنا فعلاً دلوقتى بفكر فعلياً إنى اتجوز و ٠٠
اتسعت أعين (آصالة) بعدم تصديق ثم قالت بغضب
-طب وإنا مالى المفروض اعملك ايه ادورلك ع عروسة يعنى ؟!
هز رأسه بآسى ثم قال
-لا ٠٠ بس لو أنتى مش ممانعة إنك تبقى العروسة إنا معنديش مانع
ظلت (أصالة) تفتح عينيها وتغمضهم أكثر من مرة غير مصدقة لما سمعته للتو ثم قالت
-أ٠٠ أنت عاوز تجوزنى ؟!
-يعنى مادام فكرت فى الجواز ليه ميكونش أنتى ؟! إلا لو أنتى ٠٠
قاطعته مسرعة قائلة
-معنديش مانع طبعاً
هز (مراد) رأسه بتفهم فسئلته هى
-بس اشمعنا أنا ؟!
نظر فى عينيها ثم قال
-يمكن عشان كل لما ببقى مضايق بلاقيكى قدامى فبنسى اللى أنا فيه ٠٠ يمكن عشان أنا وأنتى بقالنا سنتين مراقبين بعض فى صمت
وضعت (أصالة) شعرها خلف أذنها بخجل ثم قالت
-ع فكرة أنا كمان كنت هتخطب لواحد بحبه ومات يجى من سنة ونص كده بس يوم ما مات اكتشفت إنه كان وبيخونى وبيتاجر فى السلاح واكتشفت بلاوى كتيييير عنه يمكن اتصدمت شوية بس كرهته ومقدرتش اكرهه اووى يعنى ٠٠ كرهته عشان كل الصفات الوحشة اللى كانت فيه ومجربش ولا مرة إنه يصارحنى بده ٠٠ وفى نفس الوقت صعبان عليا صعبان عليا انه مات وهو بالشكل ده ملحقش يكفر عن اللى عمله فى ناس فعلاً الحياة واخدها ومش بتفكر فى الآخرة هو كان منهم كده كده هو كان ميت هو قاتل وقتل ناس كتير واللى بيقتل بيتقتل ولو فات اد ايه ٠٠ ده غير انه لو كفر عن ذنبه مستحيل كان الكل هيسامحه فى ناس مبتعرفش تسامح بس صدقنى أنا سامحته وبدعي ربنا دايماً انه يخفف عنه
ابتسم (مراد) ثم قال
-رحمة ربنا ملهاش حدود ٠٠ ومحدش عارف مين هيدخل الجنة ومين هيدخل النار
ابتسمت (أصالة) له ثم قالت
-أنا مبسوطة إنى طلعت كل اللى فى قلبى وأنا معاك
-أنا كمان ٠٠ عموماً عاوز رقم أى حد من عيلتك عشان اكلمه
أحمرت وجنتى (أصالة) ثم اعطته رقم الهاتف الخاص بشقيقها ثم قالت له
-أنا لازم اقوم دلوقتى عشان ورايا شغل الصبح
هز رآسه بتفهم ثم ظل يراقبها حتى انصرفت ودخلت داخل منزلها بعيداً وابتسم عليها ونظر لرقم هاتف شقيقها ومازالت على وجهه نفس تلك البسمة ٠٠
*********************
مرت الأيام سريعاً وقد خطب (مراد) (أصالة) بالفعل بعد أن وجد (نادر) إن (أصالة) سعيدة بخطبة ذلك الشاب رغم إنه كان معترض بالبداية فهو ارمل وهى مازالت فتاة لم تتزوج من قبل ولكن تلك السعادة التى رائها فى أعين شقيقته جعلته يوافق وقد دعاهم (مراد) لعقد قران شقيقته الصغرى فشعرت (أصالة) بسعادة لإنها سترى شقيقات (مراد) فهى لم تتعرف عليهم بشكل جيد بسبب أن كل شخص منهم يعيش فى محافظة ٠٠
كانت (برنسيس) تشعر بتوتر كبير فى يوم عرسها جلست (آسيا) و (رحمة) معها فى صالون التجميل يحاولون التهدئة من روعها فقالت (آسيا)
-أنتى لسه مش عاوزة تنسى الخوف من أى حاجة يا (برنسيس)
فأكدت على حديثها (رحمة) ثم قالت
-مش عارفة بجد اومال لو مكنتيش بتحبى (فاروق) وواثقة فيه حالتك كانت هتبقى عاملة ازاى ؟!
أخذت (برنسيس) نفس عميق ثم تحدثت من صمتها
-الحياة الجديدة بتخوف وإنى ابعد عن مامى وبابى ده شئ مكنتش عاملة حسابى عليه
ابتسمت (آسيا) قليلاً ثم قالت
-مانتى مكنتيش عاملة حسابك إنك تبعدى عنى بس أنا بعدت وبقى ليا حياتى
هزت (برنسيس) رأسها بتفهم وقالت
-صح
مر بعض الوقت كانت (برنسيس) قد انتهت من ارتداء الفستان ووضع مساحيق التجميل وظلت منتظرة حتى يأتى (فاروق) وهى متوترة للغاية حتى جاء (فاروق) وأخذها إلى حيث القاعة التى سيتم بها حفل الزفاف كان (فاروق) أيضاً يشعر بتوتر كبير فهو لا يحب أن يكون محط أنظار للجميع ولكنه كان ينظر فى عيناى (برنسيس) فينسى من حوله نظرت له (برنسيس) ثم قالت
-أنت ليه من ساعة ما خرجنا من الكوافير مش قبل ليا إنى حلوة ولا وحشة ولا حتى الفستان والميكاب عجبينك ولا لا
ثم زمت شفتاها بطفولة فأبتسم هو عليها ثم قال
-يمكن عشان أى كلمة مش هتقدر توصف جمالك وأنتى عارفة كده كويس
شعرت هى بالخجل ثم ابتسمت قليلاً وقالت
-عرفت تهرب من الخناقة دى كويس
هز (فاروق) رأسه بآسى ثم قال
-أنتى عارفة أن دى الحقيقة وإنك اجمل بنت شفتاها عينيا وللآسف مش عينيا أنا لوحدى
نغزته فى ذراعه بكوعها بلطف ثم قالت
-خلاص بقى بكسف
ابتسم عليها ثم امسك يدها ليقبلها وهو ينظر فى عينيها فسحبت هى يدها مسرعة بخجل ٠٠
بينما كانت (أصالة) تجلس على طاولة مع (مراد) بمفردها والطاولة التى بجانبهم تخص شقيقها وزوجته فنظرت ل (مراد) وهى تقول
-اخواتك البنات قمامير اووى زيك كده يعنى
ثم تنبهت لما قالت فعضت شفتاها ووضعت يدها على فمها فنظر لها (مراد) ثم قال بثقة
-بس أنا احلى منهم ع فكرة
مطت (أصالة) شفتاها بعدم رضا ثم قالت
-ومغرور اوووى ع فكرة
-وحنين جداً برده ع فكرة ٠٠ بس أنتى لسه متعرفنيش
اضيقت عينيها ثم قالت بنبرة صادقة
-بس لسه محبتنيش ٠٠ للآسف حاسة إنك قلت اخطب دى زيها زى غيرها
هز (مراد) رأسه نافياً ثم أجابها بهدوء
-لا طبعاً ٠٠ مفيش حاجة اسمها كده أنا حاسس إن فى مشاعر جوايا مشاعر ناحيتك ولو مكنتيش انتى موجودة فى حياتى مكنتش هختار حد تانى ع فكرة ٠٠ وع فكرة الموضوع ملوش علاقة بإنى كنت متجوز قبل كده ٠٠ أنا بس محتاج اعرفك أكتر وأكتر عشان المشاعر دى تزيد
ابتسمت (أصالة) كثيراً وشعرت برضا نفسى على الأقل هو لا يعقد مقارنة بينها وبين (شروق) زوجته الأولى ولكنها ودت أن تعلم إن كانت هى تشبه زوجته الأولى فشئ أم لا حتى تطمئن أكثر وأكثر ولكنها صمتت فبالتأكيد مع الأيام سترى صورة لها ليس عليها أن تخرب تلك اللحظة الجميلة الآن ٠٠
بينما كان (محمد) يقف بجوار (رحمة) وهو هائم بها ثم سحبها نحو ساحة الرقص ورقص معها فأبتسمت (رحمة) على جنونه ذاك ونظرت له لتقول
-انت ع طول مجنون كده
-وهو انا كده مجنون ؟!
اصطنعت (رحمة) انها تفكر ثم قالت
-اممممم ٠٠ يعنى مش اوى
-بس بحبك يا قمر انتى
-وأنا كمان اوى اوى يا (محمد)
جلست (آسيا) على الطاولة الخاصة بها هى وزوجها وكانت تنظر ل (برنسيس) من بعيد وهى تبتسم فقد شعرت بالسعادة لشقيقتها لإنها مع شخص يقدرها ويحبها ثم نظرت إلى طفلتها التى تحملها بين يديها وظلت تداعبها وتبتسم لها وتقبلها فى تلك اللحظة نظر لها (يونس) بغيظ شديد ثم قال
-وأنا فين من ده كله
نظرت له (آسيا) بعدم فهم فتابع هو
-شوية تبصى لأختك وشوية لبنتك وأنا فييين بقيت مركون ع الرف يعنى
فتحدثت هى بدلال
-ده انت حبيبى يا كابو معقول انساك
-يا ٠٠ مين ؟!
ابتسمت هى وهزت رأسها بآسى فغمز لها بمشاكسة
-لا انتى كده هتخلينى محضرش الفرح واقولك يلا نقوم نروح
ضربته بخفه ع كف يده ثم قالت
-بس هص لحد يسمعك
-ما يسمعونى
-ادى نتيجة إنى حبيت واحد مجنون
-ودى نتيجة إنى اتجوزت واحدة زى القمر
شعرت (آسيا) بالخجل ثم قالت بتغير مجرى الحديث
-ايييه ده بص هيقوموا يرقصوا
-يا شيخة ؟!
لم تستطع النظر فى عينه وقالت
-اه
فأبتسم هو عليها ثم امسك يدها حاولت هى التملص من يده حتى لا يراهم أحد فنظر له بعينه حتى تكف عن ذلك الخجل وظل ممسك يدها طوال الحفل وهى تنظر له بعشق وهيام ٠٠
**********************
مرت سنة حدث بها الكثير والكثير فقد اقترب (مراد) من (أصالة) أكثر وأكثر وقد فهمها جيداً وهى أيضاً لم تكن تصدق إنه اصبح يحبها بكل هذا الحد فقد كانت ترى فى عيناه عشقاً وهياماً لم تراه فى بداية علاقتهم وقد قررا أن يكون عرسهم فى القاهرة مع عائلة (مراد) ولكنهم سيسافروا فى نفس اليوم بعد العرس إلى الأسكندرية فقد اتفقا أن يستقرا سوياً فى المحافظة التى نشأ فيها حبهم ٠٠
حضر الجميع فرحهم وشعرت (آسيا) بالسعادة وهى تشاهد (مراد) يرقص مع (أصالة) ويبدو عليه السعادة فلم ترى (مراد) سعيد بتلك الدرجة منذ موت (شروق) فى تلك اللحظة اقترب (يونس) منها وجعلها تلتف له لكى تنظر فى عينه فابتسمت هى ثم قالت
-ايه يا حبيبى ؟!
-ايه أنتى ؟! متبصيش ع راجل تانى غيرى
-بس ده اخويا
-ولو ابوكى ٠٠ عينك عليا أنا بس
-أنت حالتك بقت صعبة اووووى
-اوووى اوووى يعنى
ابتسمت وقرصته من وجنته ثم قالت
-طب تعالى ارقص معايا
-و (رقية) ؟!
-هسيبها مع ماما
تركت (آسيا) طفلتها مع والداتها ثم ذهبت مع (يونس) لساحة الرقص بينما كانت (هايا) تنظر لصديقتها وهى تشعر بسعادة ثم قالت
-شايف يا مو هى مبسوطة ازاى ؟ كانت بتحبه اووى
نظر (منصف) إلى عينيها ثم قال
-بس إنا مش شايف غيرك ومش عاوز اشوف غيرك
ابتسمت ثم نظرت إلى بطنها فقد كانت تحمل مولودها الذى فى الشهر السادس ثم قالت
-مكسوفة اتحرك وبطنى كبيرة كده
ضحك (منصف) عليها ثم قال
-هتفضلى قمر برده وتجننى
كان (منصف) ابن (فاطمة) جالس معهم على نفس المنضدة ووضع يده اسفل وجنته وهو ينظر لهما ثم تحدث
-علمناهم الشحاتة صحيح
ضحكت (هايا) كثيراً فقد اخبرها زوجها كيف أن ابن شقيقته ساعده كثيراً للحصول على قلبها بينما نظر له (منصف) شذراً وقال
-ايه اللى جاب الواد ده معانا انا مش طايقه
لم تستطع (هايا) منع نفسها من الضحك أكثر بينما تحدث ابن شقيقته قائلاً
-أنا هنا عشان اشوف بنت المزة كبرت ولا لا
وضع (منصف) يده على وجهه غير مصدقاً بينما انفجرت (هايا) ضاحكة ظلت عينان (منصف) الذى اصبح يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً معلقة على (رقية) التى اصبح لديها سنة الآن وهى تجلس مع جدتها ابتسم على مظهرها فحقاً اصبحت ملامحها مثل والداتها تماماً لاحظ (يونس) نظرت ذلك الفتى على ابنته فزفر بضيق وهو يرقص مع (آسيا) ثم
-طب اطرد (هايا) و جوزها والارجواز اللى جايبينه ده ولا اعمل ايه
ضحكت (آسيا) على زوجها المجنون ثم قالت
-ده طفل صغير
-ده طفل ده !! ماهو زى البغل اهو
-يعنى كبر شوية يا (يونس) بس متحبكهاش
-مستحيييل اجوزه بنتى
هزت (آسيا) رأسها غير مصدقة لما تسمعه ثم قالت
-أنت مجنون يا (يونس) ده كلام اطفال بكرة لما يدخل ثانوى ولا الجامعة هيرتبط وهينسى (رقية) اصلاً
زفر (يونس) بضيق ثم قال
-يكون احسن
فى تلك اللحظة كان (مراد) ينظر فى عيناى (أصالة) التى شعرت بخجل كبير وسئلتها
-ايه اول مرة تشوفنى ؟!
-لا بس اول مرة تبقى بين ايدى واحنا بنرقص وانتى مراتى وجميلة جداً مبصش ليه
ثم رفع أحدى حاجبيه ممازحا إياهاً
-مش حقى ولا ايه ؟!
اجابته بخجل
-حقك طبعاً
نظر لشعرها البنى ذو الحمرة الطفيفة ثم قال
-حتى شعرك ده بحبه
-وبعدين يا (مراد) بقى
-خلاص هسكت لحد ما نوصل الأسكندرية
-يكون احسن ٠٠
فى تلك اللحظة كانت (برنسيس) تنظر ل (فاروق) بهيام فنظر لها ثم قال
-ما تيجى نرقص
آشارت بسببابتها نافية
-تؤ تؤ
-بقى كده ٠٠ اقوم يعنى اطلب من أى واحدة تانية ترقص معايا
نظرت له نظرة جعلته يحترق مكانه ولكنها قالت بهدوء
-وماله ٠٠ انت هتقوم من جنبى هتلاقى نص رجالة القاعة جايين يعرضوا خدامتهم
اضيقت عينان (فاروق) غضباً فقالت هى مشيرة بسببتها
-أنت اللى بدئت
نظر (فاروق) أمامه ولم يتحدث فأبتسمت هى عليه ثم امسكت ذراعه وقالت
-طب يلا نرقص
-مش عاوز
-انت اللى بدئت يا (فاروق)
-وانتى بتنرفزينى بحلاوتك دى
امسكت هى يده ثم قالت بحنان
-مضايقنيش وأنا مضايقكش اتفقنا ؟!
نظر لها ولم يستطع مقاومة سحر عينيها ونظر ليدها الممسكة بيده ثم نهض وجعلها تقف وسحبها نحو ساحة الرقص وهى لم تستطع منع نفسها من الضحك ٠٠
انتهى حفل الزفاف وذهب (مراد) مع (أصالة) إلى سيارته لكى يذهبا للإسكندرية فوجد الجميع خلفه فقال (مراد) بتلقائية
-انتوا رايحين فين كده ؟!
اجابه (يونس) بهدوء
-هنسافر معاك
نظر لهم (مراد) بعدم فهم فتابع (يونس)
-هنقضى شهر عسل تانى عندك مانع
اضيقت عينان (مراد) ثم قال بنبرة خافتة
-حتى شهر العسل بتاعى مش هيسبونى
ضحك الجميع عليه وذهبوا جميعاً بسيارتهم نحو طريق السفر المخصص للأسكندرية اعاد (منصف) ابن شقيقته إلى المنزل وتبعهم هو و (هايا) إلى طريق الإسكندرية ٠٠
وصلوا فى ساعات الصباح الأولى عندها ذهب (مراد) إلى الشقة الخاصة بهم هناك وودعه الجميع صعد هو و (أصالة) نحو شقتهم ودلفت هى للداخل نظرت لشقتهم فتماماً كما طلبت من (مراد) ما ارادته نظرت فى عينيه وعينها تلمع بفرحة
-زوقك يجنن
نظر فى عينيها ثم نظر لها نظرة متفحصة قائلاً بخبث
-من ناحية ان زوقى يجنن فهو يجنن فعلاً
شعرت (أصالة) بالخجل ولم تستطع أن تكمل النظر فى عينه فتابع (مراد)
-بس الحقيقة أنا فرشتها ع زوقك إنتى ٠٠ فزوقك إنتى اللى جميل
ابتسمت بخجل ثم قالت
-إنا هدخل اغير هدومى
غمز لها بمشاكسة
-البيت بيتك
فركضت هى نحو الغرفة وهى تشعر بالخجل بينما ظل يبتسم هو عليها بعد وقت قليل انتهت (آصالة) من ارتداء ملابس للصلاة ثم خرجت له وقالت
-مش أنت قلت هنصلى الاول ؟!
ابتسم وهو يرى هيئتها تلك ثم قال
-اه ٠٠ كنت مستنيكى تخلصى ٠٠ هغير هدومى أنا كمان واجى اصلى
-اوكيه
بعد وقت قليل اقترب منها (مراد) وصلى سوياً معاً وبعد أن انتهى إلتف لها (مراد) وهو مازال يجلس على الأرضية وظل ينظر فى عينيها فنظرت هى لأسفل ابتسم عليها وعلى خجلها ذاك ثم قال
-عارفة يا (أصالة) مكنتش متخيل إنى هبقى سعيد من تانى لحد ما بقيتى فى حياتى
ثم امسك يدها وقبلها
-أنا آسف ع كل لحظة تعبت قلبك وخليتك تتعذبى بسببى بس صدقينى أنا بحبك ٠٠ بحبك بجد
وضعت (أصالة) يدها على قلبها فقد قال بها كثيراً إنه يحبها ولكن تلك المرة لمست قلبها بالفعل ربما لإنه إصبح زوجها وربما لأن قبل يدها فهى مشوشة لا تعلم ولكنها وجدت نفسها تقول
-وانا بموت فيك يا (مراد) ٠٠
*******************
بينما ذهب الجميع نحو شاطئ البحر فقد كان الجو هادئاً ولا يوجد أحد على الشط غيرهم جلست (هايا) على الشاطئ وكان بجوارها (منصف) امسكت يده ثم قالت
-أنا مبسوطة ومش مصدقة إنه عدى ع جوازنا سنتين وإنى حامل فى ابنك
ابتسم (منصف) وهو ينظر فى عينيها العسلية تلك
-اومال أنا اقول ايه بس ؟!
-عارف أنا عرفت الحب ع ايدك محبتش قبلك صدقنى ده كان وهم فى دماغى
ابتسم (منصف) على حديثها ثم قال
-أنتى يا (هايا) كل حياتى ربنا ميحرمنيش منك ابداً
ابتسمت وهى تنظر له قم ظلت ممسكة بيده ٠٠
بينما اشتمت (برنسيس) رائحة الهواء وهى امام البنت فله رائحة مميزة فحنى (فاروق) جسده وقبل وجنتها ثم جلس بجانبها فنظرت له بعينيها وقالت
-(فاروق) انا لسه عارفة حاجة امبارح وقلت هقولك عليها واحنا هنا
-خير يا حبيبتى
شعرت بخجل ثم زفرت قليلاً وهى تحرك يدها أمام وجهها كالمروحة وقالت
-أنا حامل فى شهريين
اتسعت أعين (فاروق) غير مصدقاً ثم قال
-قلتى ايه ؟!
-اللى سمعته بقى
ابتسم هو على خجلها الزائد ذاك ولكنه اقترب منها واحتضنها وهم جالسين على الشاطئ فأغمضت هى عينيها ونامت على كتفه فدوماً تشعر بالآمان معه وحده ٠٠
بينما وقفت (آسيا) وهى تنظر لمنظر الشروق فى بدايته فأتى (يونس) من خلفها واسند رأسه على كتفها وقال
-سرحانة فى حد تانى وأنا معاكى
ابتسمت هى ثم إلتفت لكى تنظر له وهى تبتسم
-وحشتنى الشوية دول
-وحد قالك متبصليش مكنتش هوحشك
ابتسمت عليه ثم قالت
-حتى لما ببصلك بتوحشنى
-أنا امى شكلها كانت داعيلى
ضحكت هى عليه فتابع هو
-عارفة احسن حاجة فى السفرية دى أن روكا مع مامتك يعنى مفيش شئ هيشغلك عنى
-حتى بنتك بتغير منها ؟!
-وحتى البحر اللى كنتى بصاله
ابتسمت هى عليها ثم ارتمت فى احضانه وهى تبتسم وتقول
-بحبك يا كابو
-يا ٠٠ ايه ؟!
فضربته على صدره ضربة خفيفة بخجل فأبتسم عليها واقترب منها ليقبلها فحذرته بسبابتها ونظرت لجميع من معهم فحملها هو ثم قال
-طب ع بيتنا بقى ٠٠
#تمت
(الجزء الأول)
ظل (يونس) يفرك عيناه قليلاً وهو لا يصدق ما يراه مما جعل (آسيا) تزم شفتاها فقالت بضيق
-ايه مش عاجبك ؟!
-هى مش دى الصباحية بتاعتنا صح ؟!
هزت رأسها بالإيجاب فتابع هو
-هو انتى يا حبيبتى جاية تتحجبى فى شهر العسل بتاعى هو يوم واحد عسل يعنى !! وبتتحجبى فى شقتنا كمان مش فاهم هو انا اصلاً مكنتش متفائل بالجوازة دى من الأول وكنت حاسس إنك بتدبرى ليا حاجة بس متخيلتش إنها توصل لكده
شعرت (آسيا) بالضيق ثم من حديثه ذلك ثم قالت
-اتفضل ادخل الحمام انا مجهزة ليك الهدوم عقبال ما اعمل الفطار
وكانت ستقف لترحل من جانبه فأمسك هو يدها ثم قبل يدها ونظر فى عينيها
-انا بهزر معاكى ٠٠ واكيد طبعاً مش هعترض ولو كان شكلك وحش بيه أنا اصلاً مش عاوز حد تانى يشوفك غيرى أنا بس
ابتسمت وشعرت بالخجل ثم قالت
-أ٠٠ أنا هقوم اعمل الفطار
فمنعها مرة آخرى من الرحيل وهو يمسك يدها فنظرت فى عينيه وسئلته بعينيها ماذا يريد فسئلها هو
-أنتى وافقتى بيا ليه يا (آسيا) ؟!
نظرت له بذهول من سؤاله ذلك وقالت بعفوية
-عشان بحبك طبعاً
-بس الحب مش كل حاجة ٠٠ يعنى مثلاً أنتى إنسانة محترمة أانا بتاع بنات وبعدين أنتى مستواكى احسن منى بكتير و٠٠
وضعت يدها على فمه لتمنعه من التكملة ثم قالت
-الفلوس مش كل حاجة وأنا عمرى ما اعتمدت ع بابا وبابا كان مدينا الحرية احنا ال 3 فى ده إما بقى إنك بتاع بنات أنت لسه بتاع بنات برده ؟!
هز رأسه نافياً فتابعت هى
-أنا طول عمرى نفسى فى راجل يعرفنى ويحبنى زى مانا منكرش إنى كنت غلط وقالب الرجولة مكنش بيحمينى طول الوقت بس وجودك فى حياتى خلانى اعرف زى مانا من حقى حد يحبنى زى مانا لازم برده فى نظره افضل احلى واحدة يشوفها أنت من حقك كده يا (يونس) وبعدين دايماً معاك بحس إنى ضعيفة بنت بجد حتى لما بسترجل عليك بشوف برده ضعفى دى حاجة محستهاش مع أى راجل تانى
ابتسم (يونس) ثم غمز لها بمشاكسة وذهب نحو الحمام كى يآخذ حماما بارداً بينما نظرت هى له وهى هائمة ثم ذهبت لكى تعد له طعام الأفطار بعد وقت ليس بكثير كان (يونس) قد انتهى من حمامه وارتدى ملابسه وخرج للخارج وجدها قد أعدت مائدة الأفطار فأقتربت هى منه وبيدها شيطرة واطعمته بيده فنظر لها هائماً وهو يقضم منها
-كمان ؟! ايه الدلع ده
لم تتحدث وقال بنبرة مغتاظة
-ماهو يوم واحد بس عسل والباقى كله بصل
ضحك عليها كثيراً ثم قال
-أنتى الثانية فى قربك هى اللى بتدى طعم لحياتى
غمزت هى له بعينها اليسرى
-عارفة أنى مش هعرف ارد ع كلامك فى الآخر
ضحك عليها ولعب فى خصلات شعرها وجعلها على وجهها بطريقة مرحة فأضيقت عينيها ثم هزت رأسها كى يبعد شعرها من أعلى و جهها فقبلها هو على وجنتها ثم ابتعد سريعاً قبل أن تصفع فرفعت هى أحدى حاجبيها وقالت
-انا بقيت مراتك مانت متعود تخطف وتجرى
حك (يونس) مؤخرة رأسه بيده ثم قال
-اه صح نسيت ٠٠
فهزت رأسها بآسى على جنونه ذاك فهو لم ولن يتغير ابداً ٠٠
****************
استيقظت (هايا) من النوم ووجدت (منصف) بجوارها ابتسمت عليه ثم ملست على شعره وهو نائم بجوارها ثم امسكت هاتفها الذى بجوارها لترى كم الساعة فبالخطأ أمسكت هاتف (منصف) ووجدت أن الساعة أصبحت الثانية عشر ظهراً ثم وجدت رسالة آتية له قرئت جزء منها من الخارج وغلت الدماء فى عروقها ففتحتها وجدت رسالة على تطبيق (الواتس آب) من رقم غير مسجل
(أنا عارفة يا (منصف) إنه مش من حقى ابعت ليك خصوصا دلوقتى بس انا لما عرفت إنك خدت اجازة جواز فى الشغل من ساعتها مش عارفة انام أنا بحبك اوووى ولو مهتم تعرف أنا مين مستعدة اقولك أنا مش عارفة إنت اتجوزت ولا لأ بس عموماً هى محظوظة اوووووى اللى قلبك اختارها دى)
احمرت عينان (هايا) غضباً ثم أرسلت لتلك المتطفلة رسالة
(مش مهتم اعرف أنتى مين )
ثم ايقظت (منصف) وهى غاضبة
-أنت يا بيه ٠٠ أنت يا حضرة اصحى
فتح (منصف) عيونه ببطئ ثم قال
-فى ايه يا (هايا) ؟! حد يصحى حد كده
-شوووف يا بيه اللى بعتالك دى اللى بتحبك فى السر مين دى اكييد تعرف طبعاً
أخذ منها الهاتف وهو يقرأ الرسالة ثم زفر بضيق وقال
-مانتى رديتى عليها يا (هايا) وقمتى بالواجب عاوزنى اقوم اعمل ايه بقى ؟!
-أنت باااارد ٠٠ بااارد قوى ٠٠ يعنى بدل ما اصحى ع حاجة حلوة فى يوم زى ده اصحى ع رسالة تعفرتنى كده
-طب وأنا برده ذنبى ايه فى ده كله واحدة بتحبنى أنا ذنبى ايه
-ذنبك انك حلو وشيك
-تمام يا حبيبتى هبهدل فى نفسى ٠٠ مبسوطة كده ؟!
-وتنعكش شعرك
-أى اوامر تانية
-وتفقع عينك
اتسعت أعين (منصف) ثم قال
-مضربش نفسى رصاصة بالمرة عشان تضمنى أن محدش هيبصلى تانى
اصطنعت (هايا) إنها تفكر وتضع اصبعها تحت ذقنها وهى تقول
-اممممم
فنظر لها (منصف) ثم قال
-لا يا شيخة
فنظرت له محذرة ثم قالت
-لما تروح الشغل أى حد يقابلك تقوله بحب مراتى طول مانت ماشى تقول بحب مراتى
-انتى مجنونة ٠٠ وأنا اللى جبته لنفسى
-تقصد ايه ؟!
-اقصد انى حبيت مجنونة واللى كان كان ٠٠
*****************
مر أسبوع كانت (آسيا) قد ملت الجلوس فى المنزل وكان (يونس) فى ذلك الوقت يشاهد التلفاز وهو جالس على الأريكة فأقتربت منه ثم جلست بجواره وقالت
-ممكن اطلب طلب
فابتسم حين سمع صوتها وقال
-وحشتينى
هزت رأسها بآسى ثم قالت
-مانا جنبك ليل ونهار
-عاوزة تطلبى ايه ؟!
-عاوزة اخرج زهقت اوووى من القعدة مش متعودة على قعدة البيت بابا وماما و (برنسيس) كمان وحشونى وأنا عارفة أن ليك شقة فى السويس ومع ذلك أنت مش حابب تستقر غير هنا ومش عارضتك حتى نقلت شغلى معاك هنا لكن أنا من ساعة ما اتجوزت مشوفتهمش غير مرة واحدة بس
-بكرة إن شاء الله نروح ليهم ٠٠
ابتسمت وشعرت بسعادة فتابع هو
-بس تقضى معاهم اليوم ونروح شقتنا اللى فى السويس مش هتباتى هناك
زمت (آسيا) شفتاها ولكنها لم ترد أن تناقشه ثم قالت
-طب عاوزة اخرج النهاردة زهقانة
-عيونى ٠٠ روحى البسى
هزت رأسها بالإيجاب ثم ركضت نحو الغرفة لترتدى ملابسها بينما ظل هو غير مصدقاً أن تلك هى (آسيا) فقد تغيرت كثيراً من أجله بعد عدة دقائق خرجت للخارج وهى ترتدى فستان ابيض مزركش بألوان عدة وطويل وعليه حجاب لونه ازرق أحدى الالوان المزركشة على الفستان نظر لها (يونس) وقد ابتسم كثيراً على هيئتها تلك ثم قال
-أنا كمان هلبس ٠٠ 5 دقايق بس
ثم دلف للداخل وارتدى قميص لونه أبيض وبنطال أسود وعندما اقترب منها تأبطت ذراعه وخرجوا للخارج سوياً إلى أحدى المطاعم وطلب (يونس) طعام الغداء لكلايهما فنظرت له ثم قالت وهى تتناول الطعام
-انت ليه مش بتصلى يا (يونس) ؟
صمت (يونس) ولم يعرف بماذا يجيب فتابعت هى
-يمكن انا كمان مش فظيعة يعنى ومش متدينة كمان بس حابة نبتدى حياتنا صح ونتغير سوا للأحسن ايه رأيك ؟!
-بس انتى احسن منى وبشوفك بتصلى
-ع فكرة مكنتش منتظمة غير من كام شهر فاتوا كده
-أنا دايما بشوفك كتير عليا يا (آسيا)
-متقولش كده ٠٠ أنا سعيدة وأنت جنبى بس محتاج شوية تعديلات
امسك يدها الأثنتين ثم نظر فى عينيها قائلاً
-وأنا من إيديك دى لإيديك دى
فى تلك اللحظة اقتربت فتاة من الطاولة التى يجلسوا عليها وقالت بصوت مرتفع وهى تضع يدها على أكتاف (يونس)
-كابوو وحشتينى
وهمت كى تقبل وجنته لكنه ابتعد ونظر إلى (آسيا) وجد عينيها قد احمرتا من الغضب فأبتلع (يونس) ريقه
-مينفعش كده ٠٠ أنا اتجوزت ودى مراتى
قالها وهو يشر على (آسيا) الغاضبة الجالسة أمامه فزمت الفتاة شفتاها ثم قالت بنبرة آسفة
-أنت اتجوزت ؟!
لم تتحمل (آسيا) تلك المهرجة أكثر من ذلك فأمسكت معصم يدها بقوة ثم قالت
-غورى من هنا ٠٠ ولو شوفتك قريبة تانى منه هقتلك
قالتها بنبرة جعلت الفتاة خائفة غير ألم يدها فتملصت من يدها بأعجوبة ثم ركضت نحو خارج المطعم بينما ظل (يونس) مذهولاً فتلك المرة الأولى التى يرى فيها (آسيا) تشعر بتلك الغيرة واستعملت القوة مثلما يشعر هو بالغيرة عليها ويستعمل قوته ضد أى ذكر يفكر من الأقتراب منها فلاحت على وجهه أبتسامة فنظرت له بغضب
-بتضحك ع ايه ؟!
لاحظ صوتها العالى فنظر لها بعينه ثم قال
-(آسيا) ارجوكى متخليش غيرتك تطلع كشر اللى جواكى ٠٠ متحسسنيش إنى متجوز واحد صاحبى
نظرت له بغضب شديد ثم قالت
-أنت ليك عين تتكلم ؟!
-لأخر مرة اقولك يا (آسيا) أنا فعلاً كنت زفت بتاع بنات وأنتى عارفة كده وده وارد يحصل خصوصاً فى أول جوازنا هتلاقى كتير من ده
ضمت هى قبضة يدها فقد كانت تعلم إنه محق وبيدها الآخرى ظلت تطرق بأظافر يدها على المنضدة بتردد دون أن تتحدث لم يحدثها (يونس) أو يطلب منها شئ فتركها تهدئ ولكن فجاءة وقفت هى وأخذت حقيبتها وركضت نحو الخارج اندهش (يونس) من تصرفها ذاك ووضع النقود على الطاولة ثم اسرع خلفها وجدها تقف أمام السيارة تنتظر فتنهد براحة إنها مازالت تنتظره واقترب منها وفتح لها باب السيارة فدلفت للداخل واستقل هو السيارة أيضاً وجدها قد اطلقت العنان لدموعها فأمسك يدها وقال
-حصل ايه ؟!
-مش بعرف اسيطر ع نفسى بتحول فجاءة وده مش بيعجبك
-مش صح أنتى كلك عجبانى
مسحت دموعها وقالت بدلال
-بجد يا كابو
اضيقت عيناه ثم قال وهو يحرك سبابته بالنفى
-تؤ تؤ ٠٠ المايعين اللى بيقولوا كابو انتى مش مايعة
زمت شفتاها بضيق ونظرت للإتجاه الآخر فابتسم هو عليها ثم قال
-قوليها تانى كده
نظرت له مرة آخرى ثم قالت
-يا كابو
-لا تستاهل دراسة حقيقى
هزت رأسها بآسى فأبتسم هو عليها ثم قاد سيارته عائداً بها إلى منزله ٠٠
*****************
مرت سنة كاملة عاش (يونس) بها فى سعادة مع (آسيا) والآن هى تحمل له مولود وفى الشهر الآخير من الحمل ٠٠
إما (محمد) فقد تزوج من (رحمة) و (فاروق) اتفق مع والد (برنسيس) على الزواج منها فى نهاية ذلك الشهر ٠٠
بينما كانت (أصالة) تعمل كثيراً حتى اصبحت ذو شأن فى الشركة التى تعمل بها تقدم لخطبتها العديد لكنها رفضت بشدة فهى لا تريد أن تعطى لقلبها فرصة آخرى يكفى انها لم تنس (أنس) حتى الآن كما أن الرجل الوحيد الذى فكرت به بعد (أنس) مخلص لذكرى زوجته قابلت (مراد) العديد من المرات فى تلك السنة ولكن دون أن يتحدثا كانت تراه من شرفة غرفتها عندما يأتى لزيارة صديقه كانت بينهما دائماً نظرات صامتة نظرات تحمل مدى إعجاب (أصالة) به أما نظراته هو لم تكن تستطيع تفسيرها تارة يضحك عليها وهى تغنى فى شرفتها وتارة آخرى ينظر لها بغضب وتارة آخرى يتلاشى ويتجنب نظراتها عمداً حتى أصبحت فى حيرة ولكنها لم تعد تهتم ٠٠
حاولت والدة (مراد) وشقيقاتاه إن يقنعوه بأن يتزوج فأن الحياة لن تنتهى وقد ماتت (شروق) منذ ما يقرب السنتان ولكن دوماً لم يجدا منه إلا الرفض التام ٠٠
إما عن (منصف) و (هايا) فقد عاشا سوياً فى سعادة ولكنها لم تكتمل كثيراً فقد كان (منصف) يطلب منها أن تاخذ ما يمنع الحمل وهى لم تسئله أى مرة لما لا يريدها أن تحمل فكرت إنه ربما يريد أن يعيشوا سوياً لبعض الوقت دون إزعاج من الأطفال ولكن قد مرت سنة كاملة لم يفتاحها حتى فى الإنجاب فشعرت إنها يجب أن تتحدث معه حتى لا تفكر بأى فكرة سيئة عنه ف (منصف) ليس بالشخص الذى يسوء به احد الظن حتى وجدته فى يوم جالس على الفراش وهو متكأ على وسادة ويمسك هاتفه فجلست بجواره ثم قالت
-ممكن نتكلم شوية ؟
نظر لها هائماً
-عيونى ليكى يا (هايا) ٠٠ خير يا حبيبتى ؟!
فركت يديها الأثنتين بعضهما ببعض وشجعت نفسها على الحديث ثم قالت
-أنا نفسى ابقى حامل يا (منصف) نفسى ابقى أم
ترك (منصف) الهاتف من يده ونظر لها لم تكن تعرف أن تحدد هلى هو رافض أم غاضب أم يفكر أيضاً فى الإنجاب ولكن جاءت إجابته صادمة لها
-(هايا) أنتى مستعجلة ليه ع الخلفة ٠٠ّلسه بدرى
-هو ايه اللى بدرى يا (منصف) انا خلصت دراسة ومش ورايا شئ يمنعنى و إصرارك إنى أخد حبوب منع الحمل بقى مضايقنى بجد ٠٠ بجد بقيت افكر فيك إنك ممكن ترمينى فى أى وقت أو إنك عاوز تتسلى وإنى مجرد وقت فى حياتك مش فاهمة أى واحد بيبقى نفسه يخلف من اللى بيحبها مشوفتش حد بارد زيك كده
اتسعت أعين (منصف) غير مصدقاً لما يسمعه منها ثم قال
-أنتى بتفكرى انى حقير كده ؟!
ترقرقت الدموع من اعين ثم قالت
-أسلوبك اللى بيخلينى افكر كده ٠٠ طبيعى أن يبقى نفسك تخلف منى زى مانا نفسى اخلف منك لكن أنت رافض الخلفة من اصله وايه السبب أنا مش عارفة ٠٠ افتكر يا (منصف) إنى اديتك فرص كتيير عشان تبعد عنى لو لسه موضوع عيلتى أنت بتفكر فيه وإنى مينفعش ابقى أم لأولادك ارجوك قولى ومتجرحنيش بالطريقة دى أنا مش جارية عندك
مسحت دموعها ثم وقفت واقتربت نحو الخزانة لتأخذ ملابسها فأسرع (منصف) نحوها وامسكها وقال بعد أن احتضنها
-(هايا) أنا آسف لو أنتى فهمتى كده أنا آسف بجد أنا نفسى طبعاً اخلف منك ومعرفش ليه دماغك وصلت لكده
ثم ابعدها عنه ومسح دموعها بيده وتابع
-كل ما فى الموضوع إنى بسيبك ايام كتييير لوحدك بسبب ظروف شغلى والحمل ماهوش شئ سهل ومش هتقدرى عليه لوحدك وأنا مش بثق فى أى حد يدخل البيت عشان اجبلك خدامة أو أى حد فكرة إنك تبقى قعدة مع حد غريب وأنا بارة دى بتقلقنى وأنا من النوع اللى مش بثق فى أى حد بسهولة
نظرت فى عينه وقالت
-عشان مليش أم يعنى تساعدنى ؟!
-(هايا) ارجوكى متاخديش الموضوع بحساسية بس أنتى يا (هايا) مبتعرفيش تتصرفى تقدرى تقوليلى لما اقعد 10 ايام ولا إسبوعين بعيد عنك هتتصرفى ازاى أنتى واللى فى بطنك ده ؟
-ب٠٠ بس يا (منصف) ده مش مبرر عشان منخلفش شغلك عمره ما هيتغير وأنا لازم اعتمد ع نفسى ومش معقول هنأجل الخلفة عشان سبب زى ده
-السبب ده أنا بفكر فيه ليل ونهار يا (هايا)
-ارجوك وافق يا (منصف) وسيب الأمور ع ربنا
-ونعمة بالله ٠٠ بس هبقى قلقان عليكى
-متخافش هكلمك طول اليوم واطمنك عليا وأنت علمتنى فى السنة دى اعمل اكلات كتير وبسيطة متخافش بقى
نظر لها ثم ابتسم قليلاً وقال
-ماشى يا (هايا)
فأرتمت (هايا) فى احضانه وهى سعيدة فربت هو على ظهرها بحنان وابتسم فهو احب تلك الطائشة كما هى هكذا ٠٠
**********************
استيقظت (آسيا) من جانب (يونس) وهى تعض شفتاها وهى تتألم ونظرت إلى (يونس) وجدته نائم فحاولت إيفاقته برفق وهى تقول
-(ي٠٠ يونس) (ي٠٠يونس)
فتح عينيه وهو ينظر وقال بصوت يغلبه النعاس
-أيوة
-أ٠٠ أنا شكلى بولد يا (يونس) م٠٠ مش قادرة اتحرك
انتفض (يونس) من على الفراش ثم نظر لها بقلق وقال
-ايه ؟! بتولدى ؟! انتى هتولدى ؟!
-أ٠٠ أيوة ٠٠ الألم فظيع يا (يونس) مش قادرة
شعر (يونس) بالقلق عليها فهو يعرف أن (آسيا) لا تتألم أمام أى شخص مهما كان لذا اسرع وابدل ملابسه ثم اقترب منها فأعطته.هى يدها لكى تستند عليها لكنه حملها واسرع للخارج ابتسمت هى عليه ناسية الوجع الذى بها فهى تعلم إنه احن شخص عليها هبط (يونس) بالأسفل ووضعها فى السيارة ثم انطلق نحو اقرب مشفى ٠٠
وصلوا إلى المشفى وانهى هو الأجراءت الخاصة لكى تدخل هى إلى غرفة العمليات واتصل بوالدايها كى يخبرهم بأنها على وشك الولادة ٠٠
بعد ساعتين كان والدا (آسيا) و (برنسيس) قد وصلوا إلى المشفى ووجدوا (يونس) واقف أمام الغرفة وهو يشاهدها وهو يشعر بالقلق فقالت والدة (آسيا)
-لسه مولدتش ؟!
-اه
-متقلقش هى الولادة ساعات بتاخد وقت
نظر لها ثم ظل يدعو الله بأن تلد (آسيا) بسلام ولا يرى بها أى مكروه هى وابنته وبعد وقت قليل خرجت الممرضة للخارج وهى تقول
-مبروووووك ٠٠ بنوتة زى القمر
ابتسم (يونس) ثم قال
-ط٠٠ طب و (آسيا) عاملة ايه ؟
-الحمد لله بخير متقلقش
وبعد وقت ليس بالكثير طلب الجميع أن يروا (آسيا) وحالتها وجدها هزيلة وضعيفة ويبدو عليها الأرهاق فأقترب منها وقبل رأسها ثم قال
-عاملة ايه يا حبيبتى ؟!
ابتسمت ابتسامة ضعيفة ثم قالت
-ا٠٠ الحمد لله
احتضنتها والداتها وأمسكت يدها (برنسيس) يدها بحنان وقالت لها
-حمدالله ع السلامة
-الله يسلمك حبيبتى
وبعد قليل اقتربت الممرضة بالفتاة الصغيرة فأخذها (يونس) منها ونظر إلى صغيرته ثم نظر مرة آخرى إلى (آسيا) وقال
-زى القمر زيك
ابتسمت هى بوهن فأقتربت (برنسيس) من (يونس) لتأخذ الطفلة منها وقالت
-ورهانى
ابتسم (يونس) عليها ثم اعطاها لها فنظر لها والداى (آسيا) وقبلوها فقالت (آسيا)
-انا عاوزة اشوفها
اقتربت (برنسيس) من (آسيا) وهى تقرب الصغيرة منها فتأملتها (آسيا) بأبتسامة ثم قبلتها من وجنتها بعد أن ساعدتها والداتها فى الجلوس ٠٠
فى صباح اليوم التالى غادرت (آسيا) المشفى وغادر معها الجميع لترتاح بمنزلها كانت تشعر بسعادة كبيرة وهى بجانب طفلتها وزوجها ٠٠
وفى المساء كان قد أتى (منصف) مع (هايا) و (منصف) الصغير معهم لأن (فاطمة) وزوجها ذهبوا لاداء عمرة وتركوا ابنهم مع شقيقها حتى يعودوا بسبب الدراسة لكى يروا ابنة (يونس) باركت (هايا) لكل من (يونس) و (آسيا) ثم جلست بجوار الفتاة زوجها وهى ممسكة بالفتاة الصغيرة ونظرت إلى (يونس) لتسئلها
-سمتوها أيه ؟
-(رقية)
ابتسمت (هايا) ثم قالت
-وااااو جميلة اوووووى
ثم نظرت إلى (منصف) لتقول
-تجنن البنوتة مش كده يا مو أنا افضل اتوحم عليها عشان اجيب شبهها
ابتسم (يونس) وسئلها
-ايه ده انتى حامل ؟!
هزت رأسها نافية ثم قالت
-لا ٠٠ بس عشان لما احمل اجيب شبهها
زم (يونس) شفتاه ثم وضع يده على كتف (منصف) وقال
-ربنا يصبرك يا بنى
ابتسم (منصف) دون أن يتحدث فزمت (هايا) شفتاها وقالت بطفولة
-أنت مضايق منى ولا ايه ما تطلع اللى فى قلبك كده
امسك (منصف) يدها ثم قبلها وقال
-حبيبتى وأنا اقدر اعيش يوم من غيرك
هندمت (هايا) ملابسها ثم قالت بفخر
-ايوة كده
فهز (يونس) رأسه بآسى عليهما بينما اقترب (منصف) الصغير من المولودة الصغيرة عندما امسكها خاله فأخذها من خاله وظل ينظر لها تارة ثم نظر إلى (آسيا) تارة آخرى وقال
-جميلة شبهك جداً
ابتسمت له (آسيا) بينما اشتعلت عينان (يونس) من الغيرة وقال
-هى مين دى اللى جميلة !
-مراتك
اشتدت نظرات (يونس) له بينما نظر (منصف) له وقال
-عيب كده يا (منصف) ؟!
-هو ايه اللى عيب يا مو أنا بقول الحقيقة وبنته شبه مراته جداً
فنغزه (منصف) بقدمه وآشار له بعينه كى يصمت بينما هز (منصف) كتفاه بلا مبالاة فقالت (آسيا)
-معلش (يونس) بيحب يهزر
اقترب (يونس) واخذ ابنته من يد (منصف) الصغير وذهب بها تجاه زوجته فهز الصغير رأسه بآسى عليه ثم قال لخاله
-ده راجل مجنون
-هشششششش اسكت خالص
فقال (منصف) بصوت خافت
-بس البت لو طلعت لامها حقيقى هتجوزها وش
قرأ (يونس) شفتاى الصغير واتسعت عيناه بينما وضع (منصف) يده على وجهه خجلاً ثم قال
-دى غلطتى أنا إنى خدتك فى مكان
عض (يونس) شفتاه غضباً ثم قام بضم قبضة يده وعضها غيظاً،ثم قال ل (منصف) و (هايا)
-منوريييين اوووى ٠٠
***********************
فى ظهيرة اليوم التالى أتى (مراد) إلى القاهرة كى يطمئن على شقيقته وابنتها عندما رأى الطفلة ظل يلاعبها وكان سعيد وهى تبتسم له بين الحين والآخر نظرت له (آسيا) وهو مبتسم هكذا ثم قالت
-مش ناوى تفكر تتجوز بقى يا (مراد)
زفر (مراد) بضيق ثم قال
-انتوا ليه مصممين تضايقونى
-عمر ما ده سبب يضايق ٠٠ وبعدين (شروق) ماتت يجى من سنتين من حقك تعيش حياتك بقى وتبص لنفسك مش هتفضل حياتك واقفة ع الماضى كده
نظر (مراد) للأتجاه الآخر فتابعت (آسيا)
-ماما وبابا نفسهم يفرحوا بيك ٠٠ إنت منفسكش يبقى ليك بيت وآسرة وتعيش بسعادة
اخذ (مراد) نفس عميق فى تلك اللحظة دلفت والداتهم للداخل وقالت
-نفسى اطمن عليك يا (مراد) الماضى لا يمكن يرجع ٠٠ ولو عاوزنى اشوفلك واحدة واختارهالك فى بنات كتييير
صمت (مراد) قليلاً وتذكر تلك الجنية التى يراها دوماً لا يعرف لما خطرت بباله فى تلك اللحظة ولكنه وجد نفسه يفكر بها لما ليست هى ؟! إن كان عليه أن يتزوج بالفعل فلما ليست تلك الفتاة فنظر لوالداته ثم قال
-حاضر يا ماما سبينى افكر شوية ٠٠ وأنا هفاتحك قريب
ابتسمت والداته غير مصدقة لما تسمعه أحقاً،هو قال إنه سيفكر فى أمر الزواج بينما ارتمت (آسيا) فى احضانه وقالت
-أنا مبسوطة اوووووى ٠٠
الحلقة الخامسة والثلاثون
(الجزء الثانى والآخير)
بعد يومان كان (مراد) قد وصل إلى الأسكندرية ظل فى الفندق الذى يقيم فيه وهو يفكر جيداً فى حديث والداته وشقيقته ولا يعلم لما تلك الجنية تحديداً الذى فكر بها ولكنه قرر الخلود للنوم فالسفر كان قد ارهقه ٠٠
فى المساء استيقظ وارتدى ملابسه وذهب على شاطئ البحر كى يفكر جيداً فى أمر الزواج بالفعل جلس على رمال الشاطئ وظل ينظر للبحر والسماء لقد مر ما يقرب السنتين على موت (شروق) ولكن مع ذلك هو لا يريد الزواج لا يريد التعلق بأمرآة آخرى هو يعترف بينه وبين نفسه إنه لم يكن يحب (شروق) قبل الزواج ولكن هذا لا يمنع تماماً إنه قد عشقها بعد الزواج وتمنى لو بقت بقربه ولكن لن يستطيع أن يغير شئ فقد رحلت وتركته وحيداً فكر بإنه عندما يكبر بالسن أكثر وأكثر لن يستطع أن يكون بمفرده فهو بحاجة لمن يكون بجواره بحاجة أن ينجب طفل ويربيه ابتسم وهو يتذكر فهو كان مستعد أن لا ينجب مادامت (شروق) بجانبه تخلى عن ذلك الحلم ولكن تلك فرصة جديدة له ربما يرزقه الله بمولود ٠٠ شعر بأن أحد ما ينظر له فنظر بعيداً وجد (أصالة) تجلس على بعد منه ليس بكبير فوجد نفسه يبتسم لها فهو دائماً يجدها أمامه وقتما يريد رؤيتها رمشت (أصالة) بعينيها عدة مرات وهى لا تصدق هل حقاً ابتسم لها ؟! ثم وجدته نهض عن مكانه واقترب منها ابتلعت (أصالة) ريقها بعدم تصديق حتى جلس بجوارها ثم قال بصوت هادئ
-ازيك يا (أصالة) ؟!
كانت (أصالة) فى حالة ذهول تامة لا تصدق أن (مراد) فعلاً يحدثها والأكثر إنه يتذكر اسمها فنظرت له بعدم تصديق
-أنت فاكر اسمى ؟!
-ايوة
شعرت (أصالة) بإنها تحلم فوضعت يدها على كتفه كى ترى أن كان ذلك حقيقيا أم مجرد طيف ولكنها وجدته حقيقة فوضعت يدها على فمها بعدم تصديق بينما ابتسم هو على تهورها ثم قال
-ممكن اتكلم معاكى شوية ؟!
-ا٠٠ اه طبعاً
نظر (مراد) أمامه واخذ نفس عميق ثم قال
-مراتى ماتت يجى من سنتين كده ٠٠ هى كانت مريضة ومرضها كان مانعها من الخلفة وبعد سنين من الصراع مع المرض ماتت مكنش ده السبب الوحيد لا إهمال أبوها وأمها فيها كان سبب قوى فى تدهور صحتها ٠٠ بس ربنا كريم ورحمها من عذاب المرض ومن إهمال أبوها وأمها ليها ومر السنتين دول كنت مش حابب اتجوز أو ارتبط بأى انسانة بعدها لأن السنتين دول اسوء سنتين مروا عليا
ثم نظر فى عينيها الزرقوتان وتابع
-بس طول السنتين طول أمى وأخواتى البنات نفسهم يفرحوا بيا ويشوفونى اتجوزت وأنا فعلاً دلوقتى بفكر فعلياً إنى اتجوز و ٠٠
اتسعت أعين (آصالة) بعدم تصديق ثم قالت بغضب
-طب وإنا مالى المفروض اعملك ايه ادورلك ع عروسة يعنى ؟!
هز رأسه بآسى ثم قال
-لا ٠٠ بس لو أنتى مش ممانعة إنك تبقى العروسة إنا معنديش مانع
ظلت (أصالة) تفتح عينيها وتغمضهم أكثر من مرة غير مصدقة لما سمعته للتو ثم قالت
-أ٠٠ أنت عاوز تجوزنى ؟!
-يعنى مادام فكرت فى الجواز ليه ميكونش أنتى ؟! إلا لو أنتى ٠٠
قاطعته مسرعة قائلة
-معنديش مانع طبعاً
هز (مراد) رأسه بتفهم فسئلته هى
-بس اشمعنا أنا ؟!
نظر فى عينيها ثم قال
-يمكن عشان كل لما ببقى مضايق بلاقيكى قدامى فبنسى اللى أنا فيه ٠٠ يمكن عشان أنا وأنتى بقالنا سنتين مراقبين بعض فى صمت
وضعت (أصالة) شعرها خلف أذنها بخجل ثم قالت
-ع فكرة أنا كمان كنت هتخطب لواحد بحبه ومات يجى من سنة ونص كده بس يوم ما مات اكتشفت إنه كان وبيخونى وبيتاجر فى السلاح واكتشفت بلاوى كتيييير عنه يمكن اتصدمت شوية بس كرهته ومقدرتش اكرهه اووى يعنى ٠٠ كرهته عشان كل الصفات الوحشة اللى كانت فيه ومجربش ولا مرة إنه يصارحنى بده ٠٠ وفى نفس الوقت صعبان عليا صعبان عليا انه مات وهو بالشكل ده ملحقش يكفر عن اللى عمله فى ناس فعلاً الحياة واخدها ومش بتفكر فى الآخرة هو كان منهم كده كده هو كان ميت هو قاتل وقتل ناس كتير واللى بيقتل بيتقتل ولو فات اد ايه ٠٠ ده غير انه لو كفر عن ذنبه مستحيل كان الكل هيسامحه فى ناس مبتعرفش تسامح بس صدقنى أنا سامحته وبدعي ربنا دايماً انه يخفف عنه
ابتسم (مراد) ثم قال
-رحمة ربنا ملهاش حدود ٠٠ ومحدش عارف مين هيدخل الجنة ومين هيدخل النار
ابتسمت (أصالة) له ثم قالت
-أنا مبسوطة إنى طلعت كل اللى فى قلبى وأنا معاك
-أنا كمان ٠٠ عموماً عاوز رقم أى حد من عيلتك عشان اكلمه
أحمرت وجنتى (أصالة) ثم اعطته رقم الهاتف الخاص بشقيقها ثم قالت له
-أنا لازم اقوم دلوقتى عشان ورايا شغل الصبح
هز رآسه بتفهم ثم ظل يراقبها حتى انصرفت ودخلت داخل منزلها بعيداً وابتسم عليها ونظر لرقم هاتف شقيقها ومازالت على وجهه نفس تلك البسمة ٠٠
*********************
مرت الأيام سريعاً وقد خطب (مراد) (أصالة) بالفعل بعد أن وجد (نادر) إن (أصالة) سعيدة بخطبة ذلك الشاب رغم إنه كان معترض بالبداية فهو ارمل وهى مازالت فتاة لم تتزوج من قبل ولكن تلك السعادة التى رائها فى أعين شقيقته جعلته يوافق وقد دعاهم (مراد) لعقد قران شقيقته الصغرى فشعرت (أصالة) بسعادة لإنها سترى شقيقات (مراد) فهى لم تتعرف عليهم بشكل جيد بسبب أن كل شخص منهم يعيش فى محافظة ٠٠
كانت (برنسيس) تشعر بتوتر كبير فى يوم عرسها جلست (آسيا) و (رحمة) معها فى صالون التجميل يحاولون التهدئة من روعها فقالت (آسيا)
-أنتى لسه مش عاوزة تنسى الخوف من أى حاجة يا (برنسيس)
فأكدت على حديثها (رحمة) ثم قالت
-مش عارفة بجد اومال لو مكنتيش بتحبى (فاروق) وواثقة فيه حالتك كانت هتبقى عاملة ازاى ؟!
أخذت (برنسيس) نفس عميق ثم تحدثت من صمتها
-الحياة الجديدة بتخوف وإنى ابعد عن مامى وبابى ده شئ مكنتش عاملة حسابى عليه
ابتسمت (آسيا) قليلاً ثم قالت
-مانتى مكنتيش عاملة حسابك إنك تبعدى عنى بس أنا بعدت وبقى ليا حياتى
هزت (برنسيس) رأسها بتفهم وقالت
-صح
مر بعض الوقت كانت (برنسيس) قد انتهت من ارتداء الفستان ووضع مساحيق التجميل وظلت منتظرة حتى يأتى (فاروق) وهى متوترة للغاية حتى جاء (فاروق) وأخذها إلى حيث القاعة التى سيتم بها حفل الزفاف كان (فاروق) أيضاً يشعر بتوتر كبير فهو لا يحب أن يكون محط أنظار للجميع ولكنه كان ينظر فى عيناى (برنسيس) فينسى من حوله نظرت له (برنسيس) ثم قالت
-أنت ليه من ساعة ما خرجنا من الكوافير مش قبل ليا إنى حلوة ولا وحشة ولا حتى الفستان والميكاب عجبينك ولا لا
ثم زمت شفتاها بطفولة فأبتسم هو عليها ثم قال
-يمكن عشان أى كلمة مش هتقدر توصف جمالك وأنتى عارفة كده كويس
شعرت هى بالخجل ثم ابتسمت قليلاً وقالت
-عرفت تهرب من الخناقة دى كويس
هز (فاروق) رأسه بآسى ثم قال
-أنتى عارفة أن دى الحقيقة وإنك اجمل بنت شفتاها عينيا وللآسف مش عينيا أنا لوحدى
نغزته فى ذراعه بكوعها بلطف ثم قالت
-خلاص بقى بكسف
ابتسم عليها ثم امسك يدها ليقبلها وهو ينظر فى عينيها فسحبت هى يدها مسرعة بخجل ٠٠
بينما كانت (أصالة) تجلس على طاولة مع (مراد) بمفردها والطاولة التى بجانبهم تخص شقيقها وزوجته فنظرت ل (مراد) وهى تقول
-اخواتك البنات قمامير اووى زيك كده يعنى
ثم تنبهت لما قالت فعضت شفتاها ووضعت يدها على فمها فنظر لها (مراد) ثم قال بثقة
-بس أنا احلى منهم ع فكرة
مطت (أصالة) شفتاها بعدم رضا ثم قالت
-ومغرور اوووى ع فكرة
-وحنين جداً برده ع فكرة ٠٠ بس أنتى لسه متعرفنيش
اضيقت عينيها ثم قالت بنبرة صادقة
-بس لسه محبتنيش ٠٠ للآسف حاسة إنك قلت اخطب دى زيها زى غيرها
هز (مراد) رأسه نافياً ثم أجابها بهدوء
-لا طبعاً ٠٠ مفيش حاجة اسمها كده أنا حاسس إن فى مشاعر جوايا مشاعر ناحيتك ولو مكنتيش انتى موجودة فى حياتى مكنتش هختار حد تانى ع فكرة ٠٠ وع فكرة الموضوع ملوش علاقة بإنى كنت متجوز قبل كده ٠٠ أنا بس محتاج اعرفك أكتر وأكتر عشان المشاعر دى تزيد
ابتسمت (أصالة) كثيراً وشعرت برضا نفسى على الأقل هو لا يعقد مقارنة بينها وبين (شروق) زوجته الأولى ولكنها ودت أن تعلم إن كانت هى تشبه زوجته الأولى فشئ أم لا حتى تطمئن أكثر وأكثر ولكنها صمتت فبالتأكيد مع الأيام سترى صورة لها ليس عليها أن تخرب تلك اللحظة الجميلة الآن ٠٠
بينما كان (محمد) يقف بجوار (رحمة) وهو هائم بها ثم سحبها نحو ساحة الرقص ورقص معها فأبتسمت (رحمة) على جنونه ذاك ونظرت له لتقول
-انت ع طول مجنون كده
-وهو انا كده مجنون ؟!
اصطنعت (رحمة) انها تفكر ثم قالت
-اممممم ٠٠ يعنى مش اوى
-بس بحبك يا قمر انتى
-وأنا كمان اوى اوى يا (محمد)
جلست (آسيا) على الطاولة الخاصة بها هى وزوجها وكانت تنظر ل (برنسيس) من بعيد وهى تبتسم فقد شعرت بالسعادة لشقيقتها لإنها مع شخص يقدرها ويحبها ثم نظرت إلى طفلتها التى تحملها بين يديها وظلت تداعبها وتبتسم لها وتقبلها فى تلك اللحظة نظر لها (يونس) بغيظ شديد ثم قال
-وأنا فين من ده كله
نظرت له (آسيا) بعدم فهم فتابع هو
-شوية تبصى لأختك وشوية لبنتك وأنا فييين بقيت مركون ع الرف يعنى
فتحدثت هى بدلال
-ده انت حبيبى يا كابو معقول انساك
-يا ٠٠ مين ؟!
ابتسمت هى وهزت رأسها بآسى فغمز لها بمشاكسة
-لا انتى كده هتخلينى محضرش الفرح واقولك يلا نقوم نروح
ضربته بخفه ع كف يده ثم قالت
-بس هص لحد يسمعك
-ما يسمعونى
-ادى نتيجة إنى حبيت واحد مجنون
-ودى نتيجة إنى اتجوزت واحدة زى القمر
شعرت (آسيا) بالخجل ثم قالت بتغير مجرى الحديث
-ايييه ده بص هيقوموا يرقصوا
-يا شيخة ؟!
لم تستطع النظر فى عينه وقالت
-اه
فأبتسم هو عليها ثم امسك يدها حاولت هى التملص من يده حتى لا يراهم أحد فنظر له بعينه حتى تكف عن ذلك الخجل وظل ممسك يدها طوال الحفل وهى تنظر له بعشق وهيام ٠٠
**********************
مرت سنة حدث بها الكثير والكثير فقد اقترب (مراد) من (أصالة) أكثر وأكثر وقد فهمها جيداً وهى أيضاً لم تكن تصدق إنه اصبح يحبها بكل هذا الحد فقد كانت ترى فى عيناه عشقاً وهياماً لم تراه فى بداية علاقتهم وقد قررا أن يكون عرسهم فى القاهرة مع عائلة (مراد) ولكنهم سيسافروا فى نفس اليوم بعد العرس إلى الأسكندرية فقد اتفقا أن يستقرا سوياً فى المحافظة التى نشأ فيها حبهم ٠٠
حضر الجميع فرحهم وشعرت (آسيا) بالسعادة وهى تشاهد (مراد) يرقص مع (أصالة) ويبدو عليه السعادة فلم ترى (مراد) سعيد بتلك الدرجة منذ موت (شروق) فى تلك اللحظة اقترب (يونس) منها وجعلها تلتف له لكى تنظر فى عينه فابتسمت هى ثم قالت
-ايه يا حبيبى ؟!
-ايه أنتى ؟! متبصيش ع راجل تانى غيرى
-بس ده اخويا
-ولو ابوكى ٠٠ عينك عليا أنا بس
-أنت حالتك بقت صعبة اووووى
-اوووى اوووى يعنى
ابتسمت وقرصته من وجنته ثم قالت
-طب تعالى ارقص معايا
-و (رقية) ؟!
-هسيبها مع ماما
تركت (آسيا) طفلتها مع والداتها ثم ذهبت مع (يونس) لساحة الرقص بينما كانت (هايا) تنظر لصديقتها وهى تشعر بسعادة ثم قالت
-شايف يا مو هى مبسوطة ازاى ؟ كانت بتحبه اووى
نظر (منصف) إلى عينيها ثم قال
-بس إنا مش شايف غيرك ومش عاوز اشوف غيرك
ابتسمت ثم نظرت إلى بطنها فقد كانت تحمل مولودها الذى فى الشهر السادس ثم قالت
-مكسوفة اتحرك وبطنى كبيرة كده
ضحك (منصف) عليها ثم قال
-هتفضلى قمر برده وتجننى
كان (منصف) ابن (فاطمة) جالس معهم على نفس المنضدة ووضع يده اسفل وجنته وهو ينظر لهما ثم تحدث
-علمناهم الشحاتة صحيح
ضحكت (هايا) كثيراً فقد اخبرها زوجها كيف أن ابن شقيقته ساعده كثيراً للحصول على قلبها بينما نظر له (منصف) شذراً وقال
-ايه اللى جاب الواد ده معانا انا مش طايقه
لم تستطع (هايا) منع نفسها من الضحك أكثر بينما تحدث ابن شقيقته قائلاً
-أنا هنا عشان اشوف بنت المزة كبرت ولا لا
وضع (منصف) يده على وجهه غير مصدقاً بينما انفجرت (هايا) ضاحكة ظلت عينان (منصف) الذى اصبح يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً معلقة على (رقية) التى اصبح لديها سنة الآن وهى تجلس مع جدتها ابتسم على مظهرها فحقاً اصبحت ملامحها مثل والداتها تماماً لاحظ (يونس) نظرت ذلك الفتى على ابنته فزفر بضيق وهو يرقص مع (آسيا) ثم
-طب اطرد (هايا) و جوزها والارجواز اللى جايبينه ده ولا اعمل ايه
ضحكت (آسيا) على زوجها المجنون ثم قالت
-ده طفل صغير
-ده طفل ده !! ماهو زى البغل اهو
-يعنى كبر شوية يا (يونس) بس متحبكهاش
-مستحيييل اجوزه بنتى
هزت (آسيا) رأسها غير مصدقة لما تسمعه ثم قالت
-أنت مجنون يا (يونس) ده كلام اطفال بكرة لما يدخل ثانوى ولا الجامعة هيرتبط وهينسى (رقية) اصلاً
زفر (يونس) بضيق ثم قال
-يكون احسن
فى تلك اللحظة كان (مراد) ينظر فى عيناى (أصالة) التى شعرت بخجل كبير وسئلتها
-ايه اول مرة تشوفنى ؟!
-لا بس اول مرة تبقى بين ايدى واحنا بنرقص وانتى مراتى وجميلة جداً مبصش ليه
ثم رفع أحدى حاجبيه ممازحا إياهاً
-مش حقى ولا ايه ؟!
اجابته بخجل
-حقك طبعاً
نظر لشعرها البنى ذو الحمرة الطفيفة ثم قال
-حتى شعرك ده بحبه
-وبعدين يا (مراد) بقى
-خلاص هسكت لحد ما نوصل الأسكندرية
-يكون احسن ٠٠
فى تلك اللحظة كانت (برنسيس) تنظر ل (فاروق) بهيام فنظر لها ثم قال
-ما تيجى نرقص
آشارت بسببابتها نافية
-تؤ تؤ
-بقى كده ٠٠ اقوم يعنى اطلب من أى واحدة تانية ترقص معايا
نظرت له نظرة جعلته يحترق مكانه ولكنها قالت بهدوء
-وماله ٠٠ انت هتقوم من جنبى هتلاقى نص رجالة القاعة جايين يعرضوا خدامتهم
اضيقت عينان (فاروق) غضباً فقالت هى مشيرة بسببتها
-أنت اللى بدئت
نظر (فاروق) أمامه ولم يتحدث فأبتسمت هى عليه ثم امسكت ذراعه وقالت
-طب يلا نرقص
-مش عاوز
-انت اللى بدئت يا (فاروق)
-وانتى بتنرفزينى بحلاوتك دى
امسكت هى يده ثم قالت بحنان
-مضايقنيش وأنا مضايقكش اتفقنا ؟!
نظر لها ولم يستطع مقاومة سحر عينيها ونظر ليدها الممسكة بيده ثم نهض وجعلها تقف وسحبها نحو ساحة الرقص وهى لم تستطع منع نفسها من الضحك ٠٠
انتهى حفل الزفاف وذهب (مراد) مع (أصالة) إلى سيارته لكى يذهبا للإسكندرية فوجد الجميع خلفه فقال (مراد) بتلقائية
-انتوا رايحين فين كده ؟!
اجابه (يونس) بهدوء
-هنسافر معاك
نظر لهم (مراد) بعدم فهم فتابع (يونس)
-هنقضى شهر عسل تانى عندك مانع
اضيقت عينان (مراد) ثم قال بنبرة خافتة
-حتى شهر العسل بتاعى مش هيسبونى
ضحك الجميع عليه وذهبوا جميعاً بسيارتهم نحو طريق السفر المخصص للأسكندرية اعاد (منصف) ابن شقيقته إلى المنزل وتبعهم هو و (هايا) إلى طريق الإسكندرية ٠٠
وصلوا فى ساعات الصباح الأولى عندها ذهب (مراد) إلى الشقة الخاصة بهم هناك وودعه الجميع صعد هو و (أصالة) نحو شقتهم ودلفت هى للداخل نظرت لشقتهم فتماماً كما طلبت من (مراد) ما ارادته نظرت فى عينيه وعينها تلمع بفرحة
-زوقك يجنن
نظر فى عينيها ثم نظر لها نظرة متفحصة قائلاً بخبث
-من ناحية ان زوقى يجنن فهو يجنن فعلاً
شعرت (أصالة) بالخجل ولم تستطع أن تكمل النظر فى عينه فتابع (مراد)
-بس الحقيقة أنا فرشتها ع زوقك إنتى ٠٠ فزوقك إنتى اللى جميل
ابتسمت بخجل ثم قالت
-إنا هدخل اغير هدومى
غمز لها بمشاكسة
-البيت بيتك
فركضت هى نحو الغرفة وهى تشعر بالخجل بينما ظل يبتسم هو عليها بعد وقت قليل انتهت (آصالة) من ارتداء ملابس للصلاة ثم خرجت له وقالت
-مش أنت قلت هنصلى الاول ؟!
ابتسم وهو يرى هيئتها تلك ثم قال
-اه ٠٠ كنت مستنيكى تخلصى ٠٠ هغير هدومى أنا كمان واجى اصلى
-اوكيه
بعد وقت قليل اقترب منها (مراد) وصلى سوياً معاً وبعد أن انتهى إلتف لها (مراد) وهو مازال يجلس على الأرضية وظل ينظر فى عينيها فنظرت هى لأسفل ابتسم عليها وعلى خجلها ذاك ثم قال
-عارفة يا (أصالة) مكنتش متخيل إنى هبقى سعيد من تانى لحد ما بقيتى فى حياتى
ثم امسك يدها وقبلها
-أنا آسف ع كل لحظة تعبت قلبك وخليتك تتعذبى بسببى بس صدقينى أنا بحبك ٠٠ بحبك بجد
وضعت (أصالة) يدها على قلبها فقد قال بها كثيراً إنه يحبها ولكن تلك المرة لمست قلبها بالفعل ربما لإنه إصبح زوجها وربما لأن قبل يدها فهى مشوشة لا تعلم ولكنها وجدت نفسها تقول
-وانا بموت فيك يا (مراد) ٠٠
*******************
بينما ذهب الجميع نحو شاطئ البحر فقد كان الجو هادئاً ولا يوجد أحد على الشط غيرهم جلست (هايا) على الشاطئ وكان بجوارها (منصف) امسكت يده ثم قالت
-أنا مبسوطة ومش مصدقة إنه عدى ع جوازنا سنتين وإنى حامل فى ابنك
ابتسم (منصف) وهو ينظر فى عينيها العسلية تلك
-اومال أنا اقول ايه بس ؟!
-عارف أنا عرفت الحب ع ايدك محبتش قبلك صدقنى ده كان وهم فى دماغى
ابتسم (منصف) على حديثها ثم قال
-أنتى يا (هايا) كل حياتى ربنا ميحرمنيش منك ابداً
ابتسمت وهى تنظر له قم ظلت ممسكة بيده ٠٠
بينما اشتمت (برنسيس) رائحة الهواء وهى امام البنت فله رائحة مميزة فحنى (فاروق) جسده وقبل وجنتها ثم جلس بجانبها فنظرت له بعينيها وقالت
-(فاروق) انا لسه عارفة حاجة امبارح وقلت هقولك عليها واحنا هنا
-خير يا حبيبتى
شعرت بخجل ثم زفرت قليلاً وهى تحرك يدها أمام وجهها كالمروحة وقالت
-أنا حامل فى شهريين
اتسعت أعين (فاروق) غير مصدقاً ثم قال
-قلتى ايه ؟!
-اللى سمعته بقى
ابتسم هو على خجلها الزائد ذاك ولكنه اقترب منها واحتضنها وهم جالسين على الشاطئ فأغمضت هى عينيها ونامت على كتفه فدوماً تشعر بالآمان معه وحده ٠٠
بينما وقفت (آسيا) وهى تنظر لمنظر الشروق فى بدايته فأتى (يونس) من خلفها واسند رأسه على كتفها وقال
-سرحانة فى حد تانى وأنا معاكى
ابتسمت هى ثم إلتفت لكى تنظر له وهى تبتسم
-وحشتنى الشوية دول
-وحد قالك متبصليش مكنتش هوحشك
ابتسمت عليه ثم قالت
-حتى لما ببصلك بتوحشنى
-أنا امى شكلها كانت داعيلى
ضحكت هى عليه فتابع هو
-عارفة احسن حاجة فى السفرية دى أن روكا مع مامتك يعنى مفيش شئ هيشغلك عنى
-حتى بنتك بتغير منها ؟!
-وحتى البحر اللى كنتى بصاله
ابتسمت هى عليها ثم ارتمت فى احضانه وهى تبتسم وتقول
-بحبك يا كابو
-يا ٠٠ ايه ؟!
فضربته على صدره ضربة خفيفة بخجل فأبتسم عليها واقترب منها ليقبلها فحذرته بسبابتها ونظرت لجميع من معهم فحملها هو ثم قال
-طب ع بيتنا بقى ٠٠
#تمت
التعليقات على الموضوع