إبحث عن موضوع

ملاكي الحارس

حالة هلع حصلت في قريتنا

نتيجة حريق كبير في المدرسة
الكل كان بيجري علشان ينقذ أولاده

انا كنت بجري زي المجنون ..بنتي الوحيدة
اللي طلعت بيها من الدنيا هناك
سلمى عندها  9 سنين ..مامتها ماتت وهي عندها 3 سنين
ورفضت اتجوز واجيب لها مرات أب تقسى عليها
بقيت انا ابوها وأمها ، وهي بقت كل دنيتي

وصلت للمدرسة ..لقيت النار محاوطه فصل
واحد دا فصل المعمل ..وسلمى عندها حصة علوم النهارده

كنت هتجنن وجريت بسرعه لكن الناس مسكتني
ومنعوني من الدخول

بتوع المطافي وصلوا متأخرين ومع محاولات الاهالي والمدرسين البائسة ..النار كانت مسكت في المعمل كله

للاسف اتصاب عدد من الاطفال ومات منهم 3
وسلمى كانت واحده من اللي ماتوا

دخلت في حالة أكتئاب حادة ..خصوصا وان عقلي كان رافض تقبل حقيقة موت سلمى

سيبت الشغل واهملت في نفسي وصحتي
بقى كل اللي يشوفني يقول اني كبرت 20 سنه

في ليلة كنت سهران وسمعت صوت سلمى
وهي بتنده عليا ..الصوت كان جي من اوضتها

جريت عليها زي المجنون ولما فتحت الباب ملقتش حد
مفيش غير العروسة بتاعتها اللي كانت دايما بتحب تلعب بيها وتنام وتاخدها في حضنها..مسكت العروسه وقربتها مني
وفضلت اشم فيها..ماهي فيها من ريحة بنتي كتير

بقيت بشوف كوابيس كتير ..سلمى بتيجي
تعيط وتقولي انت السبب في موتي ..لأنك ملحقتنيش

انا اسف يا بنتي ياريتني كنت بدالك وانتي ولا يصيبك
اذى أبدا

حاجات غريبة كتير بقت بتحصل معايا
زي مثلا وانا قاعد بلاقي كورة سلمى ..جات تحت
رجلي ..مين حركها من مكانها ..إستحالة يكون الهوا

اهو صوتها مرة تانية ..بيرن في ودني ..لأ انا كدا هتجنن

قررت ابعد واسيب البيت اللي فيه ذكرياتي مع سلمى
واسيب البلد كلها

سافرت لقرية  بعيدة وهناك قابلني راجل كبير في السن  وقالي شكلك
غريب مش من هنا ..حكيت له قصتي ..صعبت عليه

قالي عندي ليك شغلانه كويسه

حارس لفيلا صحابها مهاجرين من 15 سنة

وافقت جدا ..خصوصا وان المبلغ كان مغري

وصلنا للفيلا كانت متحاوطه بمنطقة زراعية

المكان هادي اوي ..هدوء مخيف لكن هخاف من ايه
وعلى ايه ..خلاص مبقاش يهمني اي حاجة

كان في أوضة في جنينة الفيلا ..دي خاصة بيا
فيها سرير وترابيزة وكرسي ..وراديو صغير

انت بقى دي اوضتك ..تقدر تنام بالنهار عادي
الدنيا امان ..لان الفلاحين هنا جنبك شغالين طول اليوم

بس اوعى عينك تغفل لحظة من المغرب لحد الصبح

تمام أطمن ..انا بطبعي بحب السهر متقلقش

عم شندويلي دا راجل طيب .. عمل معايا معروف.
لا يمكن أنساه

القصر كان مقفول من بره ومفتاحه بس مع عم شندويلي

شكل القصر من برة فخم ويخلي اي حد نفسه يشوفه من جوه ..بس انا عادي مش فارق معايا كتير
مش فارق معايا خالص

اول ليلة كنت سهران قدام بوابة القصر
الدنيا ضلمه الا من نور كشاف على اول الطريق

وكشاف على بوابة القصر .. لكن على مسافة 5 متر
ضلمه كحل ..لو وقفت هناك مش هشوف كف ايدي

بعد الساعة 11 ونص عدا عليا راجل لابس أسود
كان راكب حمار ..رمى عليا السلام ..بس ملامحه مكانتش واضحه اوي ..كان مغطي نص وشه
لما رديت عليه السلام ..قرب مني وقالي
انت الغفير الجديد ..مش كدا ؟

قولتله ايوه انا ..
شكللك غريب ..انت مش من هنا صح
ايوه فعلا انا غريب عن البلد

هو كمان كان غريب الله يرحمه
هو !!..هو مين ؟

الغفير اللي قبل منك ..حسان
كان راجل طيب

انا معرفش انه في حد كان هنا قبل مني
عم شندويلي مجبليش سيرة ..

انفد بجلدك يابني ..واشتري عمرك

ليه ..هو في ايه يا حج

فجأة الراجل لمح كشاف عربية وقالي
خلي بالك من نفسك ..سلام

أستنى بس..أستنى .

وصل عم شندويلي بعربيته ..كانت عربية نص عمر
موديل قديم ..نزل منها وقالي
ها أيه الاخبار طمني
كله تمام يا عم الحج ..
انا جيت اشوفك احسن تكون محتاج حاجة

لا انا اتمام ..تسلم يا حج
بس كنت عايز اسأل عن حاجة
قول يا بني
حسان ..هو مات أزاي
ملامح الراجل أتبدلت وارتبك وهو بيقول
حسان..انت مين قالك عليه
دا في راجل عدى عليا من شوية وهو اللي قالي
انه كان في غفير قبل مني اسمه حسان ومات

وقالك ايه كمان
قالي .. اااا..لا مقالش حاجة تانية

حسيت أن موت حسان وراها لغز ..وعشان كدا
مرضتش احكي لشندويلي أن الراجل حذرني من المكان
والشغل هنا ..

الطبيعي أن اي حد كان مكاني انه كان لازم ينفد بجلده
لكن عشان انا معنديش حاجة ابكي عليها
وكمان من النوع اللي بيحب يعرف امور اكتر من اللازم
حتى لو هتضرني ..عشان كدا قررت اكمل هنا

عدى يوم والتاني والأمور كانت عادية

لكن في اليوم التالي كنت نايم في قبل المغرب
وفجأة حسيت بأن سقف الاضة بينقط
كنت فاكر انه مطر ..لان سقف الأوضة كان خشب
لكن لما حطيت ايدي على وشي عشان امسح
النقط دي اكتشفت انها دم مش مياه
قومت مفزوع من مكاني وقبل ما اتحرك
حسيت أني لزقت في الفرشة
وبقيت باصص برعب لسقف الأوضة اللي بينشع
دم وانا مش عارف ايه مصدره

فضلت أصرخ واصرخ أن حد يلحقني
بعدها حسيت بأن في حد بيحرك باب الأوضة
في جسم ضعيف بيذق الباب

وبعدها الباب اتفتح ..كان كلب ..معرفش جه منين
بس ممكن يكون جه من اي غيط من الغيطان اللي حولينا
لما سمع صوت صراخي ..

فجأة سقف الأوضة اتفتح ..وفي شئ
أسود نزل منه ولف حولين الكلب زي الدوامه
والكلب فضل يهوهو بصوت عالي ومخيف
وسمعت صوت عضمه وهو بيتكسر
وبعدها الشي الأسود دا ارتفع لفوق ..واختفى واتقفل
سطح الأوضة من تاني

والكلب كان جثة هامدة متلقح قدامي

فضلت واقف مذهول من البيت حصل ..اخدت جثة الكلب
وحفرتله حفره ودفنته فيها ..الكلب انقذ حياتي
لولا وصوله في اللحظة دي كان زماني ميت
وحصلت حسان..فعلا الراجل كان عنده حق

المكان هنا ميطمنش ..ولازم امشي ..بس قبل ما امشي
لازم ادخل القصر دا الليلة واعرف ايه اللي بيحصل جواه

بسرعه جريت على القصر وفضلت الف وادور حوليه
كان مقفول من الابواب والشبابيك

قعدت على الأرض بعد ما حسيت باليأس
وبعدها سمعت صوت الباب بيتفتح لوحده

قومت ودخلت بدون تردد ولما دخلت الباب أتقفل ورايا
بسرعه حسست بإيدي على زر الكهربا وشغلته

لا أراديا لقيت نفسي بطلع للدور التاني
الحقيقة مكنتش قادر اسيطر على نفسي
انا اتورطت ومش عارف اعمل ايه

وصلت لفوق ولقيت أوضتين مقفولين
فتحت وحده منهم وشغلت النور ..مفيش حد

طفيت النور ودخلت الأوضة التانية

ولسه بشغل الكهربا في ايد مسكتني
وسحبتني لجوه ..وبعدها لقيت نفسي متسلسل

بسلسلة حديد طويلة لفت جسمي كله
واتكتفت تماما

وسمعت صوت مخيف بيقول
لقد تجاوزت ما هو مسموح لك
الفضول دفعك لتلقى نهايتك أيها البشري

وظهرلي شبح شكله مخيف جدا
عيونه حمرا ومشقوقه بالطول وليه قرن في منتصف جبهته
فضل يلف ويدور حوليه وهو بيشم في جسمي

وانا كنت هموت من الهلع ..بعدها سمعت صوت
حركة بره الأوضة ..وفجأة بابها اتفتح

ولقيت كورة بنتي اتدحرجت وجات تحت رجلي
معرفش ليه حسيت بفرحة كبيرة

وبعدها الباب أتقفل لوحده

سلمى ..انتي هنا !!
ردي على بابا ..انا حاسس بيكي ومتأكد انك هنا
فجأة سمعت صوت بيهمس في ودني

بابا ..أرجوك تغمض عنيك ..واوعى تفتحها الا لما اقولك
ليه يا بنتي انا نفسي اشوفك
بابا ..مفيش وقت
حاضر حاضر ..غمضت عيني

وبعدها سمعت صوت خبط وكركبة في الأوضة

عقبه صرخات مفزعة ...كنت عايز افتح عيني
واشوف اللي بيحصل ..لكن انا وعدت سلمى
واضح انها مشفقة عليا من اني اشوف اللي بيحصل
حسيت أن كل شئ في الأوضة بيتحرك من مكانه
وبيلف ويدور من حوليا ..بالظبط كأنها عاصفه

وبعدين الدنيا أبتدت تهدأ بالتدريج ...
والسلسلة انفكت من عليا الصمت اصبح سيد الموقف

سلمى..يا سلمى ..انتي فين

أهرب من هنا يا بابا واوعى  ترجع مرة تانية

فتحت عيوني ببطء ولقيت الأوضة أصبحت دمار
كأنها اتعرضت لأعصار دمرها تماما

خرجت جري من القصر ..وفضلت اجري بين الزرع
والجناين لحد ما وصلت لأول البلد

ساعتها قابلني نفس الراجل اللي حذرني من يومين
وعرفني بأن صاحب البيت دا كان عنده هوس بالعالم الاخر
والجن والمخلوقات الغربية...وانه كان من زمان بيحاول يستدعي الشيطان ..وجرب طرق كتير لغاية ما حضر بالفعل
ومن ساعتها الفيلا بقت مسكونة

حصلت حاجات كتير مرعبة لكل اصحاب البيت
وفي النهاية قرر صاحبه ياخد أسرته ويهجر الفيلا

بس لأنها فيلا قيمة وفيها عفش غالي وتحف
ولوحات فنيه نادرة كان لازم من وجود حارس ليها

وعرفت أن كل حارس بيشتغل فيها يا اما بيموت
ولو حظة احسن شوية  بيتجنن من اللي شافه فيها
وعشان كدا مفيش حد من اهل البلد كان راضي يشتغل فيها رغم الراتب المحزي اللي بيعرضه عم شندويلي
اللي هو أساسا مسؤل عن الأرض والفيلا بتوع الباشا
الكبير ابو صاحب البيت الحالي
ولأني غريب عن القرية عم شندويلي استغل جهلي
بموضوع القصر واللعنه اللي حلت عليه
وعرض عليا الشغلانه دي

سألني أزاي قدرت تهرب من القصر بدون ما يمسك مكروه
أبتسمت ليه ومشيت لما افتكرت ملاكي الحارس..بنتي سلمى

ملاكي الحارس

ليست هناك تعليقات