إبحث عن موضوع

نصر الشيطان

طول عُمري عارف إن الشر موجود ، وعنده أذرع خفية في كل مكان ، لكن عُمري ما تعاملت معاه بشكل مباشر في حياتي ، عارف إن فيه حرب على الأديان السماوية من منظمات إحنا منعرفش عنها حاجه ، عارف إن هدفهم إبادة كل مؤمن على وجه الأرض ، علشان يحضروا للحرب الكبرى !

إسمي إياد ، شاب عشريني ، يعيش في إحدى واحات مصر الغير معروفة ، الحياة في الواحات روتينية لحد كبير ، لكنها نضيفه كذلك ، عيشت نص حياتي في مُدن مصر علشان تعليمي ، لكن أنا مكاني هنا ، في الواحة !

_” إيه حكاية الحيوانات اللي عماله تموت دي يا شيخ بهاء ؟
- انا زيي زيك ، بتفرج وانا ساكت ، كل شويه نلاقي خروف ، معزة ، جَدي ، ميتين بطريقة بشعة ، واهل الواحة ابتدوا يحسوا بحاجة غريبه ، لازم نعرف في إيه "

سمعت الكلام ده وانا معدي بالصدفة من جنب غرفة والدي ، لكني طنشته في الأغلب ، ومهتمتش بيه .
جدير بالذكر إن والدي زي ما تقولوا "شيخ الواحة" أي حد عنده استفسار عن حاجه ، سؤال ، مشكلة ، بييجي لوالدي يحلهاله .

" الساعة ١١ بليل "

- مين بيخبط دلوقتي ؟
- إفتح يا إياد انا مُحسن
- في ايه يمحسن ، خير ؟
- مفيش ، لكن انا لقيت الجو حلو دلوقتي ، قولت اجيلك نتمشى سوا
- دلوقتي ؟
- اه ، البس واخرج انا هستناك هنا

مكنتش فاهم في ايه ، غريبة شوية إن واحد بقالك إسبوع مشوفتوش يجيلك الساعة  ١١ بليل تتمشوا سوا ؟
مش غريبة ؟

خرجت لمُحسن بعد ١٠ دقايق من التفكير وأنا بلبس هدومي ، ومعرفش انا خارج ليه .

- هنروح فين ؟
- لا هنتمشى شويه ، تعالى معايا

كُنت طول الطريق ماشي وراه ، هو مش بيتكلم ، ولا انا بتكلم ، حاسس إنه مش بيتمشى وخلاص لمجرد المشى ، هو موديني لمكان هو عارفه كويس ، ممكن ده يكون أحساس مش اكتر ، لكن أنا ماشي وراه .

- إيه رأيك في دينك يا إياد ؟
- إيه السؤال ده ؟
- عادي يعني ، دردشه بدل ما احنا ماشيين كده
- أنا مؤمن بديني من جميع النواحي ، لية السؤال ؟
- مش ممكن إحنا مُنتميين للدين الغلط ؟
مش ممكن يكون في إتجاة تاني صح ؟
مش ممكن الإتجاة ده يكون جيه وقته علشان يطلع للنور ؟

كلامه مسمرني في مكاني ، لوهلة تفكير حسيت فعلًا إن فيه حاجة مش مظبوطة ، وللوهلة التانية إتأكدت إن فيه حاجه مش مظبوطه لما لقيت المغارة دي قدامي ، محستش إن محسن كان ممشيني كل ده علشان يجيبني هنا ، وقفت في مكاني فورًا ، وحسيت بالدم بيجري في عروقي ، الإدرينالين كان مُسيطر على أعصابي وتصرفاتي كلها لدرجة إن إيدي بدأت تترعش ، محسن حس ب ده ، بدأ كلام تاني .

- انا هوريك سر ، ده لثقتي فيك ، أتمنى تكون قد ثقتي وثقتهم فيك ، اوعى تخذلهم ، خذلهم وحش صدقني .

لساني إتعقد ، مش عارف أنطق بكلمة واحدة ، أنا ساكت وحاسس إني متخدر وماشي حسب أوامره !

دخل المغارة أو الكهف ده ، وأنا مخدر او روبوت بمعنى أدق ماشي ورا خُطاه ، مبنطقش ، ساكت ، حاجه بتقولي إرجع وحاجه تانيه عايزه تعرف انا فين ؟

المنظر كان كألأتي ، المغارة من جوا مشتعله بالنار ، مش مشتعلة حرفيًا لكن درجة الحرارة فيها تكاد تتجاوز ال٥٠ ْ ، ده بسبب إنهم مولعين نار في كل حته .
الناس كلها مغلفة باللبس الإسود ، رقصات عشوائيه بتصدُر من الجميع ، هناك كان هو قاعد ، شخص انا مش قادر اشوف وشه ، ماسك عصا في إيده اليمين ، ضرب ضربتين ورا بعض على الأرض بيها ، وبدأ الهدوء يعُم على المكان ، الهدوء المرعب .

“ النار ، الشيطان ، العهد القديم
النار ، الشيطان ، العهد القديم
الخراب آتٍ لا محالة
الموت آتٍ لا محالة
الدجال قادم لا محاله
النار ستحكم لا محاله
الشيطان سيفوز لا محاله "

بدأ ينطق الكلمات دي وكل كلمة بتفرز في جسمي سم ، رعب ، بدأت أكون مش قادر إتنفس .

“ ستُطهر الأرض الشريفه ، بدمائهم ، ودمائهنّ ، كل من يؤمن بالله سيموت ، كل من يؤمن بغير النار والشيطان سيموت ، الجميع ميت ، سوف نُطهر أرضنا من نچاستهم ، سوف ننفذ عهدنا مع الشيطان الأكبر ، سيرضى عنّا جميعًا ، النار متعطشة لدمائهم ، سوف نُعطي لها ما تُريد "

بدأت احاول اخرج من غير ما حد يحس بيا ، حاولت ، اعتقد إن محسن حس ، لكن حس بعد  ما كنت على باب المغارة  وجريت ، جريت من الخوف ، كل الإدرينالين اللي في جسمي إتصب في الجري ، مش شايف حاجه ورايا ، بجري بس ، بجري ومش عايز أبص ورايا ، كلماته بتتردد في وداني ، بحاول مسمعش ، لكني سامعها كويس في دماغي .

وصلت البيت بعد كل الجري ده أبويا شافني وانا في حالة لا يُرثى لها ، حكيتله كل حاجه ، بدأ يقول كلمات مش فاهمها
“ القرابين للشيطان ، الحيوانات اللي بتموت ، ماجوسيين ، عبدة شيطان ، نار ! "

سابني ومشي وحتى مهدانيش .

الواحة هتخرب الأيام اللي جاية ، حرب دموية ، لكن مش الواحة بس ، كل العالم داخل على حرب كبيرة ملهاش أخر ، كلنا هنشوف لون الدم خلفية للعالم الفترة الجاية ، بكتبلكم الكلام ده علشان تستعدوا للحرب ، الشر موجود ، والموت موجود ، والخراب جاي ، خليكم مؤمنين ، الإيمان هو الطوق الوحيد للنجاة .

احمد_هاني

ليست هناك تعليقات