إبحث عن موضوع

قصة اقتناص الجزء الثالث و الاخير

كان أسمها مدام ليلى وعرفتني بنفسها أنها أخت المالك الأول للعربية اللي كان أشتراها من الزيرو,, قالت لي لازم نتقابل بخصوص العربية,, حسيت أن النشاط دب في رحي من جديد,, وعايز أروحلها حالا لكن شكلي بقى صعب بعد ما صابني الهزال والشحوب وجحوظ العينين وتركيزي ضايع وممكن تتخض من منظري لو رحت لوحدي,, حتى ابراهيم وقتها كان اتلهى في شغله بعد ما فضل معايا أكتر من عشر أيام في البحث عن المالك وما بعدها,, بس مكنتش قادر أنتظر فاتصلت بأحمد أخو مراتي ونزلنا قابلناها في طنطا,,
اتقابلنا في كافية بره,, كانت لوحدها,, أول ما شافتني حسيت أنها قلقت من منظري والتفاتاتي شمال ويمين كأن حد بيراقبني,, وشربي للمياة بنهم لكن أحمد كان متزن,, عشان كده تقريبا كانت موجهه وشها ناحيته هو أثناء كلامها
فقالت لي وهي باصه لأحمد ...بص حضرتك أنا من يومين كنت معزومة عند أخويا ومراته,, وفي وسط قعدتي مع مراته جابت سيرة أن في حد اتواصل مع ايهاب أخويا بخصوص العربية وأن في سحر صابه من وراها,, فأخدت رقمك من أخويا بعد الحاح,, بحجة أني هبلغك بحد كانوا بيقولوا عنه أنه بيعمل أعمال في القرية اللي كنا عايشين فيها وأنه ممكن يكون كان ساحرلنا على العربية بس السحر وقع فيك أنت واهو كله بثوابه,,
حتى ايهاب حاول يقول لي... طب قولي لي أنا التفاصيل وانا ابلغه,,,
فانا رفضت وقلت له... لا حرام الفضايح والتشهير,, أنا هقول للراجل ده بس,, عشان هو واقع عليه الضرر ,, ايهاب بطبيعته مش فاضيلي يعني,, بس هو كان بيحاول يعمل اللي عليه,,
والحقيقة ان أنا صممت أقابل حضرتك لأن الكلام ده محدش يعرفه ولا حتى أخويا,, ومينفعش أقولهولك في التليفون,, لأن دي حاجة متعلقة بسيرة والدتي الله يرحمها,, واللي دفعني لكده خوفي من أن والدتي تكون بتتعذب في قبرها بسببك,,الحكاية أن احنا كنا ساكنين في قرية على طريق طنطا كفرالشيخ في بيت عيلة,,, أنا وماما بعد وفاة بابا الله يرحمه كنا ساكنين في الدور الارضي وأخويا ايهاب صاحب العربية اللي أنت أشتريتها كان ساكن في الدور التاني وأخويا محمد كان ساكن في التالت, والدتي كانت ست طيبه لكن كان عندها نزعة صوفيه شوية,, وكانت مؤمنه بالروحاني,, اللي هو الجن الطيب او الجن المسلم,, وكان بيجيلها واحدة كانت بتقول عليها ست مبروكة,, كانت بتتردد عليها كل فترة,,
ايهاب أشترى العربية دي في أول الفين وحداشر وبعدها على طول قامت الثورة,, هو كان شغال مهندس كان بيسافر الموقع بتاعه هو وواحد صاحبه من السبت للخميس فكانوا اسبوع يخدوا عربية أخويا وأسبوع يروحوا في عربية صاحبه,, في الوقت ده الاسبوع اللي كانت بتفضل فيه العربية قدام البيت كانت ماما الله يرحمها بتبقى قلقانه عليها جدا,, خاصة مع القلق اللي كان موجود طول سنة الفين وحداشر,, فكانت تنام مثلا الساعه تسعه,, وتقوم من النوم كل تلت ساعات تبص عليها,, وكل ما تسمع خبط أو صوت كانت تقوم تبص عليها,, كنت بحس بيها أحيان كتير وتصعب عليا ونصحتها كتير بس ولا كأني بقول حاجة,, عربية أبنها الكبير بقا,, المهم في الوقت ده,, جاتلها الست اللي مش مبروكة دي,, كانوا قاعدين سوا في الصالة بيتكلموا وفاكريني نايمه في اوضتي بس كنت سامعاهم,, فقالتلها الست دي أنها هتعملها حجاب حماية يخلي اللي يحاول يسرق العربية دي يقع صريع جمبها وتنام أمي وترتاح من بعدها,, وطلبت منها المفتاح بتاع العربية عشان بعد ما يعملوا الحجاب لازم يرشوا فيها حاجه أو يكتبوا حاجة,, ايهاب بطبيعة الحال كان دايما بيسيب نسخة من مفتاح بيته والمفتاح الاحتياطي بتاع العربية مع ماما,, فأنا ساعة ما سمعت الكلام ده قومت طلعت لهم الصالة
قلت لماما...في ايه يا ماما وايه اللي أنتي ناوية تعمليه ده,, الحاجات دي شرك بالله,,
ساعتها الست دي بصت لي بصه صعبه أوي لكن منطقتش
وأمي قالت لي...عيب يا حبيبتي تتصنتي علينا وبعدين أحنا مش هنعمل حاجة من الكلام ده,, دي الحجة صفية كانت عايزة تخدمني بس أنا قلتلها أن ملوش لزوم,, وأنتهى علمي بالموضوع على كده,, معرفتش بقا هل عملوا حاجة ولا لا,, وفضلت العربية مع أخويا لغاية ما ماما الله يرحمها ماتت وبعدها بسنه تقريبا باعها,, لكن حل اللغز ده عند الحجة صفية دي,,
كنت بسمعلها بتركيز مشوش,, لكن لما وصلت للجزئية الاخيرة قلتلها...ومتعرفيش رقم ليها او هي ساكنه فين الحجة صفية
قالت لي وهي باصه لأحمد بردو...لو اعرف كنت قلت لك على طول لكن الست دي مكنتش ساكنة في قريتنا أصلا وبعدين أنا أتجوزت وسبت القرية من زمان واخويا ايهاب بردو سابها مفضلش هناك غير محمد أخويا,, لكن الاكيد أنها لسه عايشه لأن اسمع أن السحر بيتحل بموت الساحر
خلصنا كلامنا وشكرتها ومن وقتها بدأت أبحث في دفاتري القديمة عن عملاء أو حد أعرفه في المنطقة دي,, وفعلا وصلت لكذا حد وبدأوا يسألوا عن الست صفية,, وأحمد أخو مراتي نزل سأل عليها في كل القرى المجاورة لقرية ايهاب صاحب العربية,,
لكن موصلناش لحاجة محدش يعرفها خالص او محدش عايز يقول أي تفاصيل,, فص ملح وداب,,
في الوقت ده متصدمتش لأني بقيت فاقد الأمل في أي محاولات بل تقدر تقول أكتمل يقين ضياعي لكن بعد أيام جالي تليفون تاني بس المرة دي من ابراهيم كان بيطمن عليا وقال لي أنه جاي لي البيت,, قابلته وقعدت معاه وكان واضح زعله على شكلي والحالة اللي وصلتلها,, فسألني هل في جديد أو وصلت لحاجة فحكيت له على التفاصيل الجديدة وأني ملقيتش صفية دي
فقال لي...واضح أن اللي أنت فيه ماثر على تفكيرك,, دا انت راجل طول عمرك في السوق
فقلت له باستسلام...أنا كل حاجة فيا متأثره
فقال لي...لا تسأل عن نصاب ولا حرامي ولا نسوانجي,, أنت تغوية لغاية ما يجيلك
قلت له...مش فاهم
قال لي..التلاته دول لما حد فيهم بيوصله أن حد غريب بيسأل عليه بيزوغ ويهرب,, لأن أول تفكير بيروح ليه دماغه لما حد غريب يسأل عليه أن مصيبه من مصايبه بتطارده
فقلت له...وايه علاقتنا بالكلام ده
فقال...ما الساحر ما هو الا نوع من انواع النصابين
فقلت له...طب والعمل
قال لي...أنا كان عندي صفقة تصدير هي اللي شغلتني عنك الايام اللي فاتت بس خلصتها الحمد لله وفضيتلك,, أحنا هنروح البلد دي وننزل على حد من معارفنا أسبوع ولا اتنين ولا أكتر وهننشر في البلد أن في واحد ملبوس,, ولا مسحور واللي هيحل رباطه ليه عشرين الف جنيه,, ولا هنجيب سيرة عربية ولا نيلة,, وهييجوا واحد ورا التاني لغاية ما توصل الحاجه صفية دي,, مش هي حكيت ليك على مواصفاتها؟؟
قلتله...لا,, بس ليلى دي تليفونها معايا ومش هتتأخر علينا
وبدأنا تنفيذ الخطة بعد ما إبراهيم اتواصل مع ناس حبايبه هناك في القرية وأتواصل مع ليلى وعرف منها مواصفات صفية لان هو اللي هيكون مركز أكتر وبدأنا خطتنا
الخبر أنتشر وبالفعل في البداية جالنا رقاة شرعيين من القرية دي ومن القرى والمدن اللي حواليها وكانوا بيعرضوا خدماتهم دون أي مقابل وكان كل واحد فيهم يرقيني يقول أني محتاج مشوار طويل معاه وأن ياما حالات كانت زيي وأتعالجت,, لكن أنا كنت عارف نفسي,, من شب على شيء شاب عليه,, انا متعودتش على الطاعة والتقوى وعمري ما هقدر في ظل اللي بعانيه حاليا أني أواصل,, الطاعة تقيله على السليم مع غي الشيطان,, لكن كونك تنتظر أنك تتصاب وبعدها تبدأ تقاوم مش مستحيل لكن صعب أوي
المهم أن بعد ما أنتشر الخبر أني ممسوس بجد وأني ثري وعارض فلوس بجد بدأ الدجالين والمشعوذين والسحرة حريم ورجاله ييجوا في نص الاسبوع التاني من كل حدب وصوب,, مكنوش بيقولوا على نفسهم سحره طبعا لا كلهم بيقولوا أنهم شيوخ وبيتكلموا بالقرآن لكن في الحقيقة شتان بينهم وبين الشيوخ كان بيبقى باين على وشوشهم ومكناش قايلين طبعا على سر اصابتي بالسحر وكان شرطنا الاول قبل ما يبدأ يعالج أنه يعرف أنا أتصابت ازاي ,, مكنتش بخلي حد منهم يلمسني,, لغاية ما في آخر الاسبوع التاني جات الحاجه هدايه وقدمت نفسها,, ومجرد ما جات وشافتني لقيت ابراهيم راح قفل باب البيت بالمفتاح وقفل الشبابيك,, وقال....يا مرحب بالحجة صفية,, دوخنا عليكي يا شيخه حرام عليكي,, وراح راميلها عشر الف جنية في حجرها,, متظنيش أن أحنا عايزين نأذيكي,, أحنا عايزين نحل الغلبان ده بس,,
في البداية حاولت تنكر مع اسلوب الترغيب,, لكن فجأه ابراهيم أتحول وقال لها...قسما بالله العظيم لو ما قلتي اللي عندك ما هتخرجي من هنا الا على الحبس,,وما هتشوفي النور تاني ,, دا احنا ناس واصلين أوي,, وابقي خلي أعمالك تنفعك,, وتفتح لك باب الزنزانة,, لو كل الناس فاكرة أنك مبروكة أنا بقا مبخافش منكم ومابنقضش وضوئي الا وقبل ما اطلع من الحمام بكون متوضى تاني ولا بعمل حاجه غلط ولا بسرق حد,, وراح باصصلي وقايل لا مؤاخذه يا منير
فشاورتله بايدي فيما معناه خد راحتك هتيجي على كلمتك يعني
ساعتها ظهر على ملامحها الخوف...وقالت الطيب احسن يا استاذ ابراهيم,, مادام نيتكم خير أعطيني بقيت حسابي وأنا أقولك العمل فين
فقال لها....أنتي مشرفانا لغاية ما العمل يطلع ونرمية في ميه بملح ومقري عليها سورة البقرة كاملة
فقالت....أنت اللي ليك عندي أن العمل يوصلك,, تحرقه بقا تحطه في مياة بملح,, في مياه عليها قرآن دي بتاعتك أنت,, العمل موجود في صندوق أم ايهاب الخشب اللي كان جمب سريرها في دارهم اللي لسه ساكن فيها محمد أبنها,, الصندوق فيه من تحت لوح خشب هتضغط عليه من طرفه هيطلع معاك هتلاقي الحجاب تحته,,
ساعتها خدت ابراهيم على جنب وقلت له...أنت عرفت أنها هي أزاي
فقال لي...من نظرتها ليك أول ما شافتك,, ومن ملامحها,,هي أتغيرت أه بس بردو تقول أنها هي
ساعتها كلمنا أخت المهندس ايهاب,, القرية مش بعيدة عن طنطا وساعة بالظبط كانت عندنا وفعلا راحت فتحت شقة أمها اللي كانت مقفولة من ساعة ما هي اتجوزت وجابت العمل,,
رجعنا بيه للراقي الشرعي اللي كان ابراهيم خدني ليه أول مره وفعلا حاطه في مية بملح مقروء عليها الرقية الشرعية وسورة البقرة ومجرد ما حطه حسيت أني ارتحت بس مش عارف ليه حاسس اني راحتي ناقصه رجعت البيت وابراهيم رجع بيته بعد ما وصلني ومجرد ما فتحت باب الشقة لقيت العجوزه في وشي ولسه رايحه تقول المعقود مع .... ارتجفت وأغمى عليا
مراتي صحتني بعدها بشوية معرفش أد أيه,, لقيت أبراهيم عندي والراقي ومحاوطني على سريري,,
فقال لي الراقي... العربية فين
قلت له...عند معرض[....]
قال لي...انت بيعتها
فقلت له...هي على اسمي هناك
قال لي... السحر كان معقود عليها ودلوقتي اغلب الظن أن سحرك مش هيتحل الا بافساد العمل اللي خلاص خلصنا منه وهلاك السيارة دي,, اللي عاقد السحر عمره ما كان هيهتم باللي هيقع في رباطه,, يموت يولع المهم بالنسبه له هو الحاجة اللي عاقد لها
قلت له...مش عايزها والله ما عايزها
خدنا العربية على كساحه وغمرناها كلها من جوه ومن بره بمياة وملح مقروء عليها بعد كده حرقناها وبعد ما حرقناها خدناها لمكان تكهين سيارات اللي بيعصر السيارات وبعد ما عصرناها حطيناها في آلة تقطيع معادن حولتها لفتافيت وبعدها خدنا الفتافيت صهرناها لغاية ما بقت قطعه واحده صغيرة وبعدها خدنا القطعة رميناها في البحر وقد أيه كنت سعيد وأنا بحرق العربية اللي خدتها من صاحبها ظلم
وفي الاخر الراقي قاللي...الظلم ظلمات واياك ودعوة المظلوم وأخد الحق يكن بالحق ولا تتجاوز في أخذ حقك فقد قال رسول الله.. إنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ
ابراهيم بقى صديق حياتي وبدأت حياة نضيفه وأدركت أن مهما الحياة أنتشر فيها عادات وأعراف فهيفضل في دايما ناس قابضة على الحق وهيفضل في ناس كويسه

تمت

بقلم/عبدالفتاح عبدالعزيز

ليست هناك تعليقات