إبحث عن موضوع

قصة نص حالة (الجزء الاول)

نصف حالة
كنت في أولى إعدادي,, لسه سايب الابتدائية بطفولتها,, وبادئ أحس بنفسي كشاب,, بدأت ملامح جسمي الضخم تظهر,, وبدأ الشنب يخط في وشي وكنت في منتهى السعادة بيه,, من كتر سعادتي بيه مكنتش بسيبه يومين على بعض الا وأحلقه بالموس,, ما أهو أنا نفسي يبقى تقيل بقا,, وكان بدأ يطلعلي تلت أربع شعرات في دقني لكن دول كنت خايف أحلقهم فيحلفوا ما هم طالعين تاني,, احساس أنك بدأت تشتري لبسك من المقاسات الرجالي دا عامل زي إحساس دخولك نادي الرجال السري,, كنت واخد بالي من مظهري ومهتم بنفسي وكنت أنا والشلة بتاعتي ما بنبطلش تريقه على العيال الملساء اللي ما عندهمش ولا شعرايه في وشوشهم أو العيال اللي لسه عايشه دور الطفولة ولسه بتيجي المدرسة بزمزمية وسندوتشات كنا مكرهينهم في المدرسة تقدر تقول مكرهينهم في حياتهم نفسها,, مكنش معكر صفو حياتنا غير أن في شباب أكبر مننا في تانية وتالتة أعدادي في الفسحة أو في اي أماكن للالتقاء بيهم كانوا بيعتبرونا كلنا كأولى أعدادي لسه أطفال,, واللي بنعمله في العيال بيتعمل فينا,, وكنت بحلم بالوقت يعدي بسرعة عشان نوصل تانية اعدادي وفعلا الوقت عدى بسرعة وجات الاجازة,, في الفترة دي كنت بدأت أفرض عليهم نفسي كراجل للبيت في غياب أبويا ومن ضمن اختصاصاتي أني كنت بدأت أغير انبوبه الغاز كل ما تخلص في غيابه وفي مرة بعد ما ربطتها وفتحتها وبجربها بالولاعة حصلت الحريقة,,

بعد شهر كانت بدأت الدراسة,, كنت رايح فصلي بأثر حرق من الدرجة الرابعة, مغطي خدي الشمال وجبهتي وبيزداد عرضه في منطقة الرقبة ولغاية نص صدري,, مع ضياع نور عيني الشمال,,كان بؤبؤها بقا ابيض,, أهلى مقصروش معايا على الرغم من أننا ناس ظروفها عادية,, عملولي كام عملية لكن التحسن كان محدود,, كده كده وشي اتشوه ومنظري لوحده يخوّف,, وعشان كده مكنتش عايز أروح المدرسة كان نفسي أكمل منازل أو متعلمش خالص خاصة لما كنت أبص في المراية واشوف قدامي مسخ, لكن انصاعت لتصميم اهلي,, لما رحت المدرسة مكنتش قادر أنظر في عيون الناس مكنتش عايز أشوف نظرات الشفقة أو التقزز المقرونه بالخوف,, فبدأت من وقتها رحلتي مع الانطواء والظهور بمظهر الطيب المسالم,, متعرفش اللي بيتحول لشخص مختلف ده هل هو اللي بيفضل العزلة ولا اللي حوالية هم اللي بيدفعوه ليها,, لكن تقريبا هي حاصل جمع الاتنين على بعض,, أنا قررت أنطوي عشان مسببش حرج لحد زي اللي كانوا صحابي أو البنت اللي كنا على أعتاب قصة حب سوى,, من أنهم يصاحبو واحد بيتقزز الناس من رؤيته,, وهم محدش فيهم حاول معايا محاولات حقيقية أننا نرجع زي الاول سوى,, كان في محاولات أكيد في البداية,, لكنها كانت محاولات لرفع الحرج مش أكتر,, الحقيقة أن اللي بيمر بحاجة زي كده,, أه بينطوي لكن بيبقى من جواه بيتمنى أن الناس اللي حواليه هي اللي تحسسه احساس حقيقي أنهم متقبلينه على أختلافه,, عشان يحس أنهم فعلا عايزينه لشخصه مش مجرد احساس بالشفقه تجاه حالته,, لأن الأصعب من اللي هو فيه هو احساس الشفقة,, وعدت تانيه أعدادي وتالته أعدادي,, وناس دخلت التجارة وناس دخلت الصنايع وانا دخلت ثانوي عام,, بغض النظر أن مع وجود مدرسين جداد وطلبة من مدارس اعدادي متفرقة في أولى ثانوي ورجوع نظرات الشفقة او التقزز المقرونه بالخوف من منظري من جديد,, الا أني كان بدأ ينمو جوايا إحساس بالتمرد على حالي وكان نفسي أخرج من السجن اللي حبست نفسي فيه خاصة وان المدرسة الثانوي الحكومي كانت عاملة زي المجتمع,, الفئة الارستقراطية بتاعته مكونة من العيال اللي بتذاكر وهيدخلوا طب ولا هندسة ودول مرشحين للهروب من الطبقة المتوسطة اللي عاش فيها أهاليهم لطبقة أعلى,, وفي فئة تانية بتاعت الشباب اللي بيبدأ يلهث ورا التصرفات الاكثر ذكورية ورا احساس التمرد والتحرر ويظهر التدخين والميل العنيف للجنس الآخر ومحاولة اثبات القوة الذكورية بالخناقات والمشاحنات ودول كانوا بيمثلوا التيار اليساري وعلى النقيض من ده ظهر التيار المحافظ اللي غالبا بيتمثل في التزام ديني, وبين كل دول بتلاقي نفس العيال اللي كانت ملساء اللي كانوا بيجيبوا الزمزميات في الاعدادي بيتحولوا للطبقة المتوسطة,, مبتظهرش طبقة الكادحين دلوقتي,, طبقة الكادحين بتظهر بعدين,,

وفي ظل فوراني الداخلي المكبوت وهدوئي الخارجي الظاهر حصلت موضة أو تقليعة جديدة في تيار الشباب المتمرد في الفصل بعد مرور اسبوعين من الدراسة في تانيه ثانوي, فبدل ما كانوا بيحتلوا المقاعد اللي في مقدمة الصف اللي جمب الشبابيك قرروا يرجعوا ورا  ويحتلوا المقاعد الخلفية ومنها المقعد اللي كنت قاعد فيه,, أقدر أقولك أن سلوكي اللي كنت ببالغ في تغليفه بالطيبة مكنش شفيع ليا لما قرروا يرجعوا وبمنتهى قلة الذوق قالولي...أعمل حسابك من بكرة الصبح تيجي تقعد هناك قدام, المقاعد اللي ورا دي لازمانا,,.. قالولي الكلام ده أنا ومجموعة مكونه من 6 أفراد كنا قاعدين في التلت مقاعد الاخيرة,, ساعتها مردتش عليهم,, كنت لسه مغلف نفسي بطبقة من الغموض, أه بظهر أني طيب لكن الكل بيخاف مني لأن محدش أختبر غضبي أو خروجي عن شعوري خاصة مع ضخامة جسمي وقبح مظهري,, وفضلت طول الليل أفكر,, هل أنصاع لكلامهم من سكات,, ولا أتمرد وأرفض,, وأثبت ولو لمرة وحيدة أني على الرغم من طيبتي الا اني أقدر أكون شرس,, وأفضل في مكاني,, ويمكن ساعتها يمشوا الخمسة التانيين وييجوا يقعدوا جمبي ومش بعيد بعد كده أنضم ليهم وأبقى واحد منهم خاصة أني ممكن أنفعهم جدا في خناقاتهم مع تشكيلات تانية من الشباب,, وكنت ناوي أتكلم معاهم على كده,, وفعلا تاني يوم رحت قعدت في مكاني من بدري,, ساعة ما دخلوا الفصل لقوا الخمسة التانيين سابولهم أمكانهم وأنا لوحدي اللي موجود,, قربوا عليا بكل برود,, وزعيمهم بدون مقدمات راح ضاربني بالكف على وشي,, على خدي المحروق قدام الفصل كله,, ساعتها جيت أقف عشان أرد الضربه كانوا هم الخمسه بيضربوا فيا,, مكنوش عايزين يسيبولي فرصة أني أقوم من مقعدي,, لكن أنتفضت وقومت وكنت مأمن ضهري بالجدار اللي ورايا ومسكت زعيمهم من ياقة قميصه وعطيته لكمة في عينه مباشرة,, وحاجبه اتفتح ,, وعلى الرغم من الدم اللي بينزف من حاجبه الا انه والأربعه التانيين زاد هياجهم وفي وسط الشد والجذب بعدت عن الجدار اللي في ضهري فأتسلل اتنين منهم ورايا ومسكوني ودارت العركة عليا,, كانوا خبرة جدا في الضرب كانوا بيضربوا ومبيجرحوش,, ضرب في البطن وفي الراس لغاية ما وصلت لمرحلة اني معدتش قادر اقاوم فوقعوني على الارض وشدوني من أيديا الاتنين وسحلوني في الفصل وحطوني على المقعد قدام وكتبوا على السبورة [المسخ الأعور] وقعدوا يتريقوا ويضحكوا ,, والأنكى أنهم بعدها راحوا المستشفى والولد اللي أنا ضربته أخد غرزتين صغيرين في حاجبه وبدل ما أكون أنا صاحب الحق, بقيت الجاني وعملولنا قعدة في المدرسة حضر فيها أهالي الطلبة الخمسة اللي اعتدوا عليا وولادهم وانا وأبويا,, وطبعا محدش شهد من 40 طالب تانيين في الفصل باللي حصل, خوفا منهم,, وظهرت انا في دور البلطجي اللي ملامحي ساعدت في سبك دوره عليا,, واللي اعتدوا عليا ظهروا في دور الضحايا,, لولا بس أني مليش أي سابقة شغب,, وان الطلبه دول معروف مشاغباتهم السابقة كنت اترفدت واتفصلت نهائي,, والاغرب ان اهاليهم على الرغم من علمهم بانحراف سلوك ولادهم الا انهم مكنوش جايين يقوموهم,, كانوا جايين يفرضوا عضلاتهم عليا انا وابويا المسكين وفي الاخر بيقولو لابويا....لولا ظروف ابنك احنا مش كنا فصلناه احنا كنا حبسناه في سجن الاحداث,,

المهم اني اتعاقبت بالفصل اسبوع من المدرسة,, عارف أنت القشة اللي قضمت ظهر البعير,, عارف لما تكون في مجتمع بيزدريك وانت بتحاول في نفس الوقت أنك تتعايش معاه بتحاول أنك متكرهش المجتمع ده أو تنقم عليه,, حتى مبتحاولش تكون جزء منه وتقبل تعيش في الظل,, لكن بردو نفس الناس دي متسيبكش في حالك وتصمم على اهانتك عشان تبقى اهانة وازدراء,, ساعتها لازم بتتحول لبني أدم بيغلي من جواه ولازم الحمم تطلع للسطح لازم هييجي وقت وتنتقم,, ولأول مرة كان نفسي أرجع المدرسة بسرعة,, كنت عايز أشوفهم واتبع خطواتهم واعرف هنتقم منهم ازاي,, خاصة أني كل ليلة كنت بحلم بانتقامي كنت بحلم أني بنتقم بنصي المحروق وكأن حاجه سكنته وكأنه مش مني,, بس المفاجأة أني لما رجعت للمدرسة أدركت أن نظرات الشفقة المقرونة بالخوف أهون بكتير من نظرات الاستهزاء,,,الموقف اللي حصل معايا نزع شوية الخوف والغموض اللي كانوا موجودين في عيون الطلبة حواليا واستبدلت بنظرة لشخص مشوه وضعيف,, لقب المسخ الأعور أنتشر في المدرسة كلها مع انتشار الحكاية بل أنتشر بره المدرسة كمان,, ودا ضاعف النار اللي جوايا,, كان نفسي ساعتها أغمض عيني وأفتحها ألاقي الناس كلها مشوهه زيي,, لكن أكيد لازم يبقى في ناس في قلبها رحمة, كان منهم واحد أسمه احمد كان بيعيد تانية ثانوي,, كان من المتمردين السنة اللي فاتت بس أبوه قوّمه بعنف,, وبطّل من بعدها كل حاجة,, المهم أن أحمد جاني وقعد جمبي في مقعدي,, قعد ينصحني كتير أني أنسى وأكمل في طريقي وأجتهد وممكن أبقا دكتور ولا مهندس وأبقى أحسن منهم كلهم حتى لو خلقتي صعبه,, لكن في الحقيقة النار اللي جوايا مكنتش راضية تهدى خاصة أن كل يوم بيترمى عليها حطب,, كانوا كل ما يشوفوني في مكان يستهزأوا بيا أو يرموا كلام عليا, كانوا عامليني مسخرة الفصل لفترة طويلة وعبرة لمن تسول له نفسه أنه يعارضهم مهما كان قوي أو حتى مرعب,, ممكن أفكر في النجاح والتفوق لكن بعد ما أشفي غليلي,, في الوقت ده كنت خططت خلاص لخطة الانتقام,, بعد ما عرفت من أحمد أن التشكيل ده بيطلع على طرف المدينة عند الأراضي الزراعية اللي مزروعة نخل,, في هناك عشة [كوخ] معمول بالبوص,, بتاع القفاصين اللي بيشتغلوا في فترة الصيف بيعملوا اقفاص من جريد النخل,, العشه دي موجوده على أول أرض النخل,, وطول الشتا الكوخ ده مهجور,, فبيروحوا هناك يشربوا سجاير وحشيش,, أخترعت لأبويا ميعاد درس بعد العشاء,, وقررت أروح أنتقم كنت محضّر ماية نار في ازازة وواخد سكينه,, مكنتش عارف هعمل ايه بس الغل اللي جوايا ساعتها هو اللي هيتصرف,, كان الجو برد جدا في الليلة دي والهوا شديد,, روحت اتخبيت وسط النخل الكثيف وكنت شايف الكوخ من بعيد,, كان لسه مظلم بما يوحي أنهم لسه موصولوش كان الظلام دامس حواليا والنخل عامل زي أشباح عملاقه بتتمايل منتشية من سُكرها بالريح العاتيه,, وصوت صفير الريح عامل زي صراخهم حواليا,, كنت حاسس أنه نخل حي بينبض بالحياة وممكن في أي لحظة يظهرلوا أيادي وتنزل تفتك بيا,, وفجأة لمحتهم جايين من بعيد,, بضحكهم العالي وهزارهم,, بس مكنوش 5 كانوا 10 أفراد,, بس الأغرب أنهم لما قربوا أكتر لقيتهم خمسه بس,, والخمسة التانيين أختفوا,, اترعبت وحسيت أن جسمي كله نمّل من الخوف,

لكن طمنت نفسي وقلت دي أكيد خيالات وقعدت أفتكر اللي عملوه فيا عشان عزيمتي متلينش,, وقعدت أراقب الكوخ اللي لما نوروا فيه كشاف ظهرت خيالاتهم جواه لانه كوخ بوص فيه فراغات كتير,, فضلت اراقبهم مستني اللحظة اللي هتحرك فيها لكن اللي شتت تركيزي أني حسيت بصوت خطوات في الظلام الحالك بتقرب عليا ببطء وحذر,, صوت دعس الاوراق الجافة بيعمل زي صوت خربشه مع كل خطوة وكل شوية الصوت بيقرب,, لكن بعد كده صوت الخطوات اختفى وبدأت اسمع وشوشه جايه من وسط النخل,, وجهت الفلاش بتاع التليفون ناحية صوت الوشوشه,, ملمحتش غير لمعة عيون بس كانت في مستوى عين الانسان قررت أهرب ومجرد ما وقفت لقيتهم حواليا خمس كلاب سود محاوطيني, عينيهم بتلمع وبيزمجروا والزبد الابيض نازل من أفواههم,, لساني أتشل تقريبا ولغيت فكرة الهروب لأن مجرد تفكيري في الهروب هيتم نهشي بلا رحمة دي لو كانت دي كلاب,, مش حاجة تانية متجسدة في صورة كلاب,, ما دامش الموقف كتير لاني شفت خيال بيقرب ببطء من آخر مرمى نظري اللي مش بعيد وسط النخل,, كانت هالته أطول من الطبيعي وهو بعيد رجول طويله وايادي طويله,, يمكن يوصل التلاته متر لكن كنت بحس أن كل ما يقرب عليا بخطواته البطيئة كل ما طوله دا بيقل,, لغاية ماوصل عند دايرة الكلاب اللي محاوطاني فالتفتولوا كلهم في آن واحد وفجأة سابتنا الكلاب ومشيت كانت قبل ما تخرج من مرمى بصري بتختفي في قلب السواد,, فقرب عليا فوقفتله,, كان لابس عباية سوده وشال أسود وبالكاد وشه بس اللي ظاهر كان راجل عجوز أوي,, تجاعيد وشه عميقه,,وعينيه فيها لمعه غريبه, زي لمعة عيون الكلاب,, وعجَز وشه مش متناسب مع ضخامة وعدم انحناء بنيته,, تحس أنه وش راجل عجوز ومتركب على جسد شاب ضخم فقاللي...الكدبة الأولى هي الأخيرة,, اقتحمت ارضي ليه؟؟....بلعت ريقي اللي مكنش موجود أصلا ورديت..عشان اراقب الكوخ اللي هناك ده؟؟ ...فقاللي...وتراقب كوخي ليه؟؟...قلتله...عشان عايز أنتقم منهم زي ما ذلوني,,, ساعتها ضحك,, حسيت أن صدى ضحكه موصل المدينة لكن محدش من الشباب اللي في الكوخ أنتبه,, فقاللي...يبقى هنتشارك,,...فقلتله..في أيه؟؟...قاللي...في الانتقام
يتبع...
بقلم/ عبدالفتاح عبدالعزيز

هناك تعليقان (2):

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف