إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقة 22 و الأخيرة من الجزء الثاني

#طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل الأخير 
أطلق العنان لقدمه مهرولًا تجاه سيارته، وحسام يلحق به هاتفًا باسمه محاولًا اللحاق به...ولكنه اذنيه قد صمت و عقله قد توقف...فكيف لها أن تخاطر و تذهب لعنده بقدميها...ألا تفكر به و بحياته التى ستتوقف إذا أصابها مكروهًا فكلمات ندى تترد بأذنيه حتى الآن....وقبل أن يستقل السيارة ظل يضرب سطح السيارة بغيظ و قلبه يكاد يتوقف، أما عن دقاته فكانت كالطبول....

جذبه حسام قبل ان يستقل السيارة منتبهًا لغضبه و وجهه الذى تبدل و أصبح شاحبًا كالأموات فغمغم حسام بأنفاس عالية

-فى ايه يا داغر، مين اللى كلمك و طلعت تجرى كدة ليه فهمنى فى ايه!!!

سحب داغر ذراعيه بعنف مغمغم بنبرة متحشرجة 

-اركب العربية و خلينا نتحرك و هفهمك كل حاجة 

قطب جسام جبينه و سرعان ما استجاب له و صعد بجواره، أما داغر فأدار محرك السيارك و الهاتف على أذنيه محاولًا الأتصال بتلك الساذجة التى ستهلك لا محالة بذهابها له......

و سريعًا ما اجابته فلم يعطيها فرصة حتى دوي صوته الصاخب الغاضب و لأول مرة يراه حسام يتحدث بتلك الطريقة

-أنتى فين يا وجددددددد!!!!!انسى اللى عايزة تعمليه مش هسمحلك تروحيلة برجلك، و صاحبتك هترجع بس ارجعى متروحيش له برجلك و تبقى غبية انتى عارفة ممكن يعمل فيكى ايه

قاطعته وجد التى كانت تسير بسيارتها باتجاه العنوان الذى أملاها إياه و غمغمت بثبات زائف

-أنت اللى عارف ممكن يعمل ايه فى وسام لو مرحتش، عايزتى اتنازله عن فلوس خاله هتنازبة بس مش هسمحله يقرب من وسام يا داغر....

ظل داغر على غضبه بل زادات شراسته نتيجه لخوفه عليها و تمتم من بين اسنانه

-وجد انا معنديش استعداد اخسرك أفهمى بقى 

هنا و صدح صوت حسام الذى نفذ صبره لا يفهم ما يحدث سوى بأن حياة وسام بخطر

-انا عايز أفهم فى ايه، ايه اللى بيحصل مالها وجد و وسام!!!!

تجاهلة داغر فاجابته وجد التى استمعت لحديث حسام و سؤاله عنها و عن وسام

-داغر متقلقش عليا انا بميت راجل و كل بفضل حسام انا بعرف ادافع اوى عن نفسى، بس وسام مش كدة يا داغر وانا لو مصطفى آذاها مش هسامح نفسى و لا هسامحك يا داغر انت فاهم، انا هقولك تعمل انا هديك العنوان و هسبقك و انت تعال ورايا بس طبعا و البوليس معاك تمام همليك العنوان و حصلونا على هناك 

أغمض داغر عينيه لا يريد ان يغامر بها و بحياتها فشعرت بما يجول فى خاطرة و قلقه و خوفه عليها فتمتمت

-متقلقش يا داغر كل حاجة هتبقى كويسة و هنخلص من مصطفى 

اماء داغر براسه واغلق معها بعدما املته العنوان، فزاد من سرعه السيارة متجهًا ناحيًا أحد أقسام الشرطة فقال حسام

-ايه اللى حصل يا بنى آدم انت ما تكلم 

كز داغر على اسنانه و غمغم بضيق ممزوج بخوف شديد

-مصطفى خطف وسام بيحاول يضغط بيها على وجد

لانت ملامح حسام الغاضبة و حل محلها الصادمة و غمغم بخفوت مبتلعًا ريقه

-مين مصطفى

زفر داغر قائلًا

-بعدين يا حسام بعدين خلينا نلحقهم

اماء له بخفة و نظر تجاه الشرفة فما يحدث الآن يذكره بما حدث منذ اربع سنوات

《فلاش باك》

يعنى ايه باسم عندها فى البيت وجد كلمى البوليس و روحليلها البيت ارجوكى ده ممكن يأذيها….

-مستحيل اروحلها انت سامع و بعدين متخافش اوى كدة باسم ده واطى و جبان مستحيل يعملها حاجة اخره معاها قلمين 

حرك حسام رأسه و هو يهرول قائلًا بترجى 
-وجد اسمعى الكلام ارجوكى هى قاعدة فى بيتها القديم دلوقتى ارجوكى روحيلها

-مستحيل ….
قالتها وجد و اغلقت الهاتف بوجهه 

صعد حسام باحدى سيارة الأجرة متجاهلًا حديث داغر المتسائل كل ما يهمه الآن ان يصل الى محبوبته التى قد تتأذى على يد ذلك الوغد فأخرج هاتفه فانتشله داغر الذى صعد بجواره 

-انت بتعمل ايه يا حسام

-إنجى يا داغر إنجى باسم عندها فى البيت هيأذيها يا داغر هيأذيها
قالها و دموعه تهبط من عينيه جاذبًا الهاتف من بين يد داغر ليتصل بالبوليس معطيًا إياهم عنوانها 

《باك》

هبطت دموعه الحارة و لفحت بشرته فرفع يديه و ازال دموعه بقوة و الخوف يتملك منه يخاف ان يصيب وسام ما أصاب إنجى

*********

ترجلت من السيارة و رفعت عينيها تنظر على تلك البناية فابتلعت ريقها و تحركت تجاه البناية و التى كانت فى منطقة خالية ساكنة تمامًا فظلت تتلفت حولها تبحث عن حارس او بواب لتلك البناية لكنها لم تجد فصدح هاتفها فاخرجته من حقيبتها فوجدته مصطفى 

-نعم!!

-نورتى العمارة يا قمر

كزت على اسنانها فأكمل هو

-اوعى تكون لعبتى بديلك من ورايا، لو عملتيها هخليكى تترحمى على صاحبتك انا واثق فيكى 

أردفت بثبات زائف و هى تقف امام باب المنزل المنشود 

-متقلقش انا مستحيل اغامر بحياة وسام

فتح لها الباب و ازال الهاتف من على اذنيه و غمغم 

-وانا هثق فيكى لانى عارف انك مبتخافيش، كمان انا مش هعملكم حاجة ده انتى هتمضيلى على الورق و هسيبكم علطول، اتفضلى

ازدرقت ريقها و دلفت المنزل و عينيها تجول بلهفة تبحث عن وسام فأغلق باب المنزل و ابتسامة خبيثة ترتسم على وجهه 

فظلت تجول بالمنزل تبحث عن وسام و أخيرًا وجدتها متكورة على أحد الارائك فاقتربت منها بلهفة دافعه حقيبتها على المقعد مقتربة منها و قامت بفك وثاقها فجلس مصطفى يتابع ما تفعله و عينيه تجول على جسدها بنظرات راغبة متعطشة و ما ان قامت بفك وثاقها حتى غمغمت 

-أنتى كويسة عمل فيكى حاجة

حركت وسام راسها بنفى ترمقة بنظرات جانبية 

فألتفتت تنظر له تغمغم بشراسة 

-فين الورق هاته و خلينا نخلص من ام الليلة دى !!!

رفع حاجبيه و قال

-ده انتى مستعجلة اوى، و مدام انتى بايعة القضية اوى كدة كان لازمته ايه كل ده ها

اقتربت وجد منه و غمغمت 

-مكنتش اعرف انك حيوان و حقير اوى كدة، ومع الأسف مسكتنى من ايدي اللى بتوجعنى

ابتسم بسخرية و غمغم

-دى اقل حاجة عندى يا مدام وجد، مش انتى مدام برضو!؟

كادت ان تجيبه فقاطعها و نهض من مكانه و جلب الأوراق و قلم و قام بوضعهم على الطاولة و غمغم و هو يجلب له مشروب 

-الورق عندك يلا امضى زى الشاطرة عشان افرج عنكم و لا انتوا حابين القعدة معايا، والله لو حبينها انا معنديش مشكلة و عندى استعداد نقضى ليله صباحى ها ايه رائيكم

اتسعت عين وسام و نظرت لوجد التى أقتربت منه و قامت بصفعه على وجهه

صدم من فعلتها و لكن سرعان ما سيطر على صدمته تلك و ابتسم ببرود ظاهرى و بداخله يتوعد لها......

رفع يديه و مسح على وجهه براحة يديه مكان الصفعه و غمغم و هو يجلس مكانه مرة آخرى

-ماشى يا وجد مقبولة منك الورق عندك و يلا امضى 

ظلت وجد تطلع له ببرود و تحدى فرفع مشروبة و تجرع منه و عينيه لا تفارق عينيها المتحدية و قالت بسخرية لاذعة

-أنت ازاى عايش...ازاى قادر تتنفس و أنت قاتل روح، لا و كمام الروح دى يبقى خالك، ازاى قلبك طاوعك يا بنى آدم انت، لا بنى آدم ايه ده انت ملكش وصف انت ايه مبتحسش ازاى بجد قدرت تعمل كدة ها!!!!!!

حرك كتفيه و بسمة ساخرة على جانب فمه و تمتم 

-عادى جدا، عملت زى ما جدك عمل مش هو برضو قتل باسم السيوفى اللى اغتصبك و كان هو اللى مربيه، متشوفى عيلتك يا ست وجد قبل ما تيجى تكلمينى، و لا تشوفى الوالدة الشريفة اللى فتحة بيتها للسهرات المشبوهه، هو انا برضو اللى هقولك ما انتى ست العارفين ده انتى كبرتى فى البيت ده، و لا ابن عمك اللى مراته بتحب جوزك و ابن عمك قعد يبعتلك فى ورود بيحاول يضايق جوزك، و لا اقولك افتكرى كدة من اربع سنين ايه اللى حصل و ازاى داغر استغنى عنك و كل اهلك خذلوكى، ده انتوا عيلة مفضوحة، لا و جاية تعاتبينى انا

استمعت له بكرة شديد لا تكره صدمتها مما اخبرها إياه عن رائف و لكن من الواضح انه يعلم كل شئ عنها و عن عائلتها فنهض من مكانه و انحنى تجاه الورق و انتشلة من على الطاولة و ترك الكأس من يديه و والتقط القلم هو الاخر و قال بأستفزاز

-يلا يا وجد و متخلنيش افتح اكتر من كدة، عشان لو ممضتيش هخليكى تخصلى خالى بس قبليها هعمل فيكى زى باسم ما عمل فيكى بضبط 

اسودت عيناها و انتشلت الورق من يديه و بحركة مفاجأة غير متوقعه قامت بتقطيعة لأشلاء و قامت بدفعه فى وجهه تحت صدمته و غضبه من فعلتها فبرزت عروقة و اسودت عيناه فوقفت وسام من خلفها و غمغمت بخفوت خافت و جسد مرتجف

-احييه انتى عملتى ايه ده بيتحول يا وجد هيأكلنا منك لله كنتى مضيتى و خلصنا من الليلة السودة دى

قبض مصطفى على ذراعيها بعنف مقربًا إياها بقوة من جسدة و غمغم

-ده انتى ليلة أهلك سودة، و مش هتخرجى من البيت انهاردة 

و قام بجذبها بقوة و تحرك بها تجاه احدى العرفة تحت محاولتها فى التخلص منه و لكن كانت قبضته و تحكمة بها و بجسدها اقوى منها بمراحل كثيرة فدفع بها داخل الغرفة بقوة فارتطمت بالارض بقوة و وسام تحاول منعه من أغلاقه الغرفة على وجد فأخذت نصيبها هى الاخرى عندما قام بدفعها بقوة مماثلة لما فعله مع وجد و قال بشراسة

-انا هوريكى ازاى تتحدينى يا بنت ****
وهبدأ بصاحبتك عشان بصراحة عجبانى و خلى عُندك ينفعك والدور هيجى عليكى متخافيش و هخفيكى عن وش الارض يا وجد

اتسعت عين وسام التى كانت ساقطة على الأرضية فنفضت يديها و نهضت من مكانها و هى تتراجع للخلف بظهرها و جسدها يرتعش و قدماها يرتجفان فخرج صوتها متلعثم

-ا انت هتعمل ايه!!

أقترب منها و انتقض عليها كالذئب الذى ينال من فريسته و طوق خصرها ملصقًا جسدها بصدره مغمغم بنبرة دبت الرعب بقلبها

-متخافيش يا حلوة،مالك خايفة كدة ليه

وسريعًا ما جذبها بعنف تجاه غرفة مجاورة للغرفة القاطنه بها وجد و التى لاتكف عن الصراخ حتى لا يقترب من وسام و لكن لا حياة لمن تنادى

فارت الدماء بعروق وسام و هى تصارع للفكاك من قبضته و لكنه لم يستجب لها و لم يفك حصارها و ولج بها داخل الغرفة فظلت تعود للخلف و الدموع تنهمر من مقلتيها قائلة بنبرة مترجية

-ارجوك متقربليش بلاش تعمل كدة انا 

صدم ظهرها بالحائط فوقف امامها واضعًا يديه على شفتيها مغمغم

-هششششش 

وما كاد ان يقترب اكثر و ينول ما يريده حتى استمع لباب المنزل و هو يفتح بقوة فقطب جبينه و خرج من الغرفة يرى ما يحدث و سريعًا ما جحظت عيناه عندما وجد امامه داغر و حسام و رجال الشرطة فأبتلع ريقه و كاد ان يرفع يديه حتى يهندم خصلانه المبعثرة حتى وجد حسام و داغر ينقضون عليه كل منهم مسددًا له لكمة

وسريعًا ما اقترب داغر من الغرفة التى يخرج منها صوت وجد و قام بفتحها فارتمت وجد داخل احضانه فغمغم و هو يمسد على خصلاتها 

-انتى كويسة 

اماءت له و هى تخرج من احضانه تبحث عن وسام 

اما حسام فدلف الغرفة التى ياتى منها صوت بكاء و نحيب و اقترب منها بلهفة قائلًا بخوف بعدما رآى هيئتها و خصلاها المبعثرة

-أنتى كويسة يا وسام

رفعت وسام عينيها الحمراء و ارتمت داخل أحضانه و غمغمت ببكاء و نحيب و جسد يرتجف بين يديه

-الحيوان كان عايز يعتدى عليا يا حسام، كويس انكم جيتم انا كنت هضيع 

ابتلع حسام ريقه و اخرجها من احضانه و غمغم 

-متخافيش انتى كويسة

ولجت وجد الغرفة و اقتربت بلهفة من وسام و غمغمت باسف

-وسام انا اسفة اسفة مكنتش فاكرة انه هيعمل كدة، آسفة عشان حطيتك فى الوضع ده 

بالخارج 

قبضت الشرطة على مصطفى الذى ظل يصيح بغضب عما يفعلوة فخرجت وجد تاركة وسام برفقة حسام الذى يتطلع لها و لا يستطيع ازاحة عينيه من عليها و غمغمت

-متصدقهوش ده كداب و قاتل قتل خاله وتقدروا تتأكدوا من الشغالة اللى خلاها حطت السم فى آكل خاله و بعديها اختفت بس انا هديكم عنوانها 

ظل مصطفى ينظر لها بصدمة فصاحت بشماته

-انت فاكرنى مش هدور وراك، انا عملت زى ما انت عملت بضبط و قدرت اوصل لتحية الشغالة فاكرة يا مصطفى 

كز مصطفى على اسنانه فتلك الحمقاء الساذجة بنظرة ستكون سببًا فى انهائه و زجة فى السجون

*********

فى سيارة داغر 

كانت وجد تجلس بجوار وسام الدالفة باحضانها و يديها تمسد على خصلاتها

-خلاص بقى يا وسام الحمدلله الموضوع عدى على خير، و انتى كويسة و لا انتى لسه زعلانة منى

نفت وسام براسها و غمغمت بخفوت

-اكيد لا يا وجد بس انا نفسيتى تعبت جدا حاسة انى رجلى مش شيلانى خالص 

كان حسام يتابعها بمرآه السيارة الجانبية يلوم نفسه على ذلك الخوف و تلك المشاعر التى اعترته بقربها منه و جسده التى طالب بقربها أكثر و اكثر 

فصاحت وجد وهى تمسد على خصلاتها

-وسام اعملى حسابك مفيش سفر و مفيش بعاد عنى انا مش هبقى مطمنة و انتى بعيدة عنى انا

قاطعها حسام موجههًا حديثه لها لأول مرة متحدثًا عن وسام بقسوة

-بس انا شايف انها لازم تسافر هى مش واخده على العيشة هنا، ده غير ان صاحبتك زهقتنى مش عايزة تفهم انى مبحبهاش و مش هحبها و الأحسن تشيلنى من دماغها

صدم الجميع من حديثه و رمقة داغر بصدمة شديدة فتجاهل نظراتهم و قلبه يلومه على حديثه القاسى و لكنه لا يريد التعلق بها اكثر يريد منها ان تغادر و تتركه يعيش على ذكريات تلك الحبيبة الوهمية 

اما وسام فشعرت و كأن سكين حاد.يغرز بقلبها و خاصة انه قد وجهه حديثها القاسى امام وجد و داغر 

اما وجد فلم تتحمل ان يتحدث بتلك الطريقة عن وسام التى لزمت الصمت و صمتها ذلك يعبر عن حزنها الشديد

-وسام مش قاعدة على قلبك و هتفضل قاعدة هنا و اللى مش عجبه يخبط راسه فى انشفها حيطة 

*********

دلفت وجد المنزل برفقة وسام التى ستقيم معها تلك الليلة و رفضت تمامًا اى اعتراض منها

وكل من حسام و داغر خلفهم و من حين لاخر.يرمق داغر حسام بنظرات عتاب 

وما كادت وجد ان تصعد برفقة سام حتى وجدت إسلام يهتف باسمها باشتياق

-وجد!!!

التفتت تنظر له فاقترب منها و قال بهدوء 

-عايز اكلم معاكى.ينفع نكلم فى اوضة المكتب

ازدادت خفقات وجد محاول كبح اشتياقها لشقيقها الصغير و التى تخلى عنها و خذلها مسبقًا فوجدت نفسها رغمًا عنها تؤما له مغمغمة

-هطلع وسام الاوضة و هنزلك 

ابتسم إسلام لوسام و قال بترحيب 

-اهلا يا وسام انا إسلام اخو وجد

ابتسمت له وسام بتكلف و رفعت عينيها تنظر تجاه حسام فوجدته ينظر لها فاخفضت نظراتها سريعًا و قالت

-قوليلى فين الاوضة يا وجد و انا هسبقك و شوفى إسلام عايز إيه

اماءت لها وجد بموافقة وكادت ان تتحدث فقاطعها حسام و قال و هو يتخطاها 

-انا هوصلها للاوضة تعالى ورايا

انزعجت وجد من اسلوبه و توعدت له فى سرها و تحركت وسام من خلفه حتى وصل أمام الغرفة المنشودة و ذلك دون ان يتحدث معها ...

وكادت ان تدلف الغرفة حتى اوقفها قائلًا بحدة مقصودة

-على فكرة انا مش عايزك تفضلى قاعدة هنا كتير عشان مش عايزك تتعشمى فيا، انا مش ليكى يا إنجى انتى تستاهلى واحد احسن منى بكتير و قبل كل حاجة يكون بيحبك

ابتسمت ابتسامة هادئة على وجهها خطفت قلبه و زادت من دقاته و قالت

-حلوة اوى جمله انتى تستاهلى واحد احسن منى بكتير كنت بسمع انها جملة الشاب المصرى لما يحب يخلع بشياكة، بس عارف انا لو هندم على حاجة هندم على ايه!؟

اقتربت منه بوجهها فتوتر من اقترابها ذاك و صاحت امام وجهه بنبرة يشوبها الندم

-هندم على حبى ليك و على قلبى اللى اتعلق بيك، كنت رسمالك صورة فى خيالى و كنت بحلم باليوم اللى هشوفك فيه بس انت اثبتلى فعلا انك متستاهلش حبى و اسفة جدا لو كنت أزعجتك و صدقنى مش هتعرضلك تانى و مش هتشوف وشى تانى 

انهت حديثها و دلفت الغرفة و اغلقت الباب من خلفها و دموعها تتجمع بعينيها و انهمرت بلا انقطاع و قلبها يتمزق لأشلاء ...

اما هو فلاح الحزن على وجهه بعدما غادرت من امامه و تحرك و قلبة يتالم لألمها

**********

فى غرفة المكتب

جلست امامه و قالت ببرود

-خير يا استاذ إسلام انفضل قول عايز ايه انا سمعاك

اقترب منها إسلام و جثى على ركبتيه امامها و تناول يديها بين يديه و قال بأسف 

-اولا انا اسف على تأخيرى ده بس ماما كانت تعبانه و مكنتش عارف اسيبها، ثانيًا بقى عايز اعتذرلك على اللى حصل زمان و اللى عملته معاكى بس انا معذور يا وجد واكيد انتى عارفة ده، و زى ما سامحتى آلاء هتسامحينى مش كدة 

نظرت له و صمت تام يعم غرفة المكتب فأزدرق ريقه بصعوبة و قال 

-هتسامحينى يا وجد صح انا مليش غيرك انتى و آلاء فارجوكى 

رفعت وجد يديها و مسدت على وجنتيه بحنان و قالت

-متتأسفش يا إسلام انا عارفة كويسة انك كنت لسه صغير و مشاعرك متحكمة فيك و طبعا باسم كان اقربلك منى و مكنش ينفع تصدقنى، و صدقنى انا حاليًا مش زعلانه ولا شايلة من حد انا خلاص رميت كل الماضى ورا ضهرى و مش هفكر فيه تانى 

اتسعت ابتسامة إسلام و اقترب منها و جذبها داخل احضانه متمتم

-حبيتي يا وجد اقسم بالله.يعنى انتى كده مش زعلانه صح

ابتسمت و اماءت له براسها عدة مرات متتالية قائلة

-ايوة مش زعلانه يا إسلام، بس انا كان لازم اعذبكم شوية يعنى اللى عملتوه مش شوية برضو

ابتسم لها و قبل جبهتها فدلف محمود الغرفة دون أستئذان و غمغم 

-طب و انا يا وجد لسة معفتيش عنى 

حركت وجد راسها للناحية الآخرى فأكمل محمود بنبرة حزينة و الدموع تلمع بعينيه

-وجد انا بكبر و الواحد مش عارف باقيلة قد ايه يعنى انا موجود دلوقتى بس محدش عارف اذا كنت هبقى معاكم بعد شوية، و انا مش حابب اقتبل وجه كريم و بنتى زعلانه منى، عايز اموت و انتى مسمحانى يا وجد 

تاثرت وجد بحديثه و بدأ قلبها بدان يلين و ابتلعت ريقها بصعوبة شديدة و نظرت لاسلام الذى اماء لها مشجعًا إياها على مسامحته 

فنظرت وجد لمحمود و غمغمت و هى تنهض من مكانها و واقفة امامه قائلة بعتاب و لوم

-أوعاك يا بابا اوعاك تجيب سيرة الموت تانى قدامى انا لسه مشبعتش منك، لسه فى حاجات كتير عايزة اعملها معاك 

تهللت أسارير محمود و جذبها محتضنًا إياها بعدم تصديق 

-انتى واعية انتى بتقولى ايه صح!!!

اماءت له وجد و تنهدت و قالت بألم و هى لا تزال داخل احضانه

-انتوا ليه مش قادرين تفهموا انى عمرى ما كرهتكم انا كل الحكاية انى كنت مجروحة منكم بس مع الوقت جرحى خف و اشتياقى ليكم زاد و ده من قبل ما انزل هنا...... 

زاد محمود من احتضانها و قام بجذب إسلام و احتضنه هو الآخر فجاء صوت آلاء من الخلف و غمغمت 

-طب و انا مليش مكان و لا ايه

اشارت لها وجد حتى تقترب فأحتضن محمود أبنائه الثلاثة رافعًا راسه يناجر ربه بألا يحرمه من أبنائه

*********

دلف عدى غرفة مكتبه فلحقت به هديل التى ادقنت رسم الحزن على وجهها و غمغمت بعدما اغلقت الباب و أقتربت منه 

-البقاء لله يا عدى ربنا يصبرك

ابتلع عدى تلك الغصة و صاح بعملية بعدما اماء لها متغاطيًا عن النظر إليها

-انهاردة اخر يوم ليكى هنا فى سكرتير هيجى مكانك و انتى هتنتقلى قسم الحسابات

جحظت عيناها و فرغ فاها من تغيره الجذرى و قال بصدمة 

-انت بتقول ايه يا عدى انت هتبعدنى عنك 

انهت حديثها وكادت ان تقترب منه و لكنه رفع يديه و اشار لها بيديه حتى تتوقف عن الحركة و تلزم مكانها فرضخت لمطلبه و وقفت مكانها فصاح بحدة

-متجبرنيش انى امشيكى خالص انا مش عايز اقطع عيشك بس لو فضلتى كدة هتجبرينى اعملها و اعملى حسابك من انهاردة مفيش أى تعامل بينى و بينك انتى فاهمة

اماءت له بحنق فها قد خرب مخططها بالزواج به و التمتع بأمواله 

-سامعة

**********

بعد مرور أسبوع

هبطت من سيارة الأجرة و هى تجر حقيبتها والجة الى المطار تاركة البلاد دون اخبار صديقتها فلو علمت لكانت منعتها و رفضت رحيلها

انهت الإجراءات و جلست منتظرة أقلاع طائرتها و بتلك الاثناء اخرجت هاتفها و هاتفت وجد التى اجابتها سريعًا 

-الو وجد 

-فينك يا وسام مجتيش انهاردة ليه انا عند حورية و

قاطعتها وسام قائلة

-انا مسافرة يا وجد وطيارتى بعد ربع ساعة

جحظت عين وجد و صاحت بغضب

-انتى بتقولى ايه انتى مش هتسافرى يا وسام بطلى جنان ارجعى 

-مش هينفع يا وجد انا خدت قرارى و مش هرجع فيه و باذن الله اول ما اوصل هكلمك خلى بالك من نفسك سلام 

اغلقت بوجهه وجد التى اشتعلت منها و ظلت تحاول الاتصال بها و لكن دون فائدة فقد اغلقت هاتفها 

بعد مرور بعض الوقت

استقلت الطائرة و جلست بمكانها و قلبها دقاته تزداد بعنف عندما اقلعت الطائرة فكم يؤلمها استغنائه و تخليه عنها فبدأت لقاتهم تعاد امامها مرة آخرى و دموعها تذرف من عينيها بلا توقف......

اما وجد فهاتفت حسام و صبت جام غضبها به

-عجبك كدة ارتحت انت كدة لما خليتها سابتنى و مشيت 

غمغم حسام بعدم استيعاب

-مين اللى مشيت

-وسام يا حسام وسام سافرت و سبتلك البلد كلها يارب تكون مرتاح كدة

أغمض عينيه و عض على شفتيه ضاربًا على صدرة موضع قلبه الذى يلومه بقبضته........

__يتبع__

#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات