إبحث عن موضوع

حارس المدينه 💀

حارس_المدينة
     كنت عاوز أحكيلكم موقف حصل معايا يخصوص الجن و كدا، حصل معايا في شغلي..
     أنا اسمي محمد عندي 26 سنة، خريج كلية تجارة أسوان، كنت بدور على شغل الفترة اللي فاتت و والدي له معارف و كلم ناس و وسايط و بتاع لحد ما لقيت وظيفة مؤقته كدا، كحارس أمن في مبنى المدينة الجامعية للطلبة في أسيوط، اه في أسيوط، أنت متخيل!
كان المرتب ألف و نص، و الشغل هو عبارة عن إني أقعد على الكرسي ورا الباب بالليل صاحي، 3 أيام في الأسبوع، و 3 تانيين بالنهار.
كنت قاعد في ورديتي التانية باليل حوالي الساعة 1:30، من شهرين، يعني في فبراير و الجو سقعة و هموت بعد شوية المفروض.
مين اللي ممكن يجي علشان يهجم على طلبة جامعيين! و كمان مغتربين!
دول شكلهم بيخوف في فترة قبل الامتحانات، ولا هم علشان أنا أسود حاطيني هنا تعذيب! أظن إن زمن العبيد و تعذيبهم خلص يعني.
كنت في العادة بقوم من مكاني الساعة 2 علشان أروح أنام ساعتين أو أقل لحد الفجر، و فعلا قمت من مكاني و كفاية لحد كدا، لكن هلف لفة حوالين المبنى الأول.
     عمدان النور معظمهم مطفي، في اتنين كل 100 متر مولعين بلونهم الأصفر الباهت دا، اللون دا لوحده في وسط ضلمة الليل دي و الجو دا كفيل إنه يكون مخيف أصلا، كمان في كام شباك من شبابيك المدينة طالع منهم نور، حد صاحي بيذاكر دلوقتي مثلا!
     حسيت في صوت رجلين من بعيد ناحية باب المبنى! بدأت أنده: مين هناك! مين!
محدش بيرد! لا مش معقول حد جاي يسرق يعني! هيسرق ورق و كتب؟!
اتحركت بالراحة ناحية الشمال، و الناحية دي من المبنى الأنوار كلها مطفية.
صوت الرجلين بقى جوا المبنى!
و فجأة نور أوضة في الدور التالت اتفتح!
كنت مرعوب أنا، لكن بدأت أجري على السلم لحد الدور التالت، اتخبطت في حد كان معدّي و أنا طالع على السلم كان ضخم، الدنيا ضلمة و مشوفتش وشه، كنت هقع كمان مرتين و أنا بجري علشان أوصل لباب الأوضة اللي نورها اتفتح بعد الكركبة، و فعلا لقيته مفتوح!
راحت الحماسة اللي كنت بجري بيها على السلم، و بدأ جسمي كله يترعش و بدأت أعرق في هدومي في عز البرد دا، مش معايا أي حاجة ممكن أقاوم بيها اللي جوا أو أمنعه م اللي هيعمله أيا كان، كنت فاكر لما أزعق إن باقي الأوض اللي في الطُرقة هتتفتح و هيخرجوا منها الطلبة و نشوف في ايه!
لكن بالعكس، مفيش باب أي أوضة اتفتح، ولا حتى نور من أي أوضة تانية غير دي ظهر، دا اداني إحساس بإني واقف في بيت مهجور، دا في حد ذاته أرعبني أكتر..
لكن مكنتش أنا بس اللي يدأت أزعق، أو أصرخ بمعنى أصحّ!
بدأ صوت صراخ مرعوب من الأوضة المفتوحة، و معاه صوت صراخي أنا من بعيد بدون ما أقرب أو أشوف في ايه و أنا بس بصرخ و أقول مين هناك، في ايه!
اخرج من عندك.
     صوت الصراخ كان عبارة عن: والله ما كنت أقصد، أنا آسف، والله مكانش بايدي، كان دا بتوسل كدا! و بعدين بدأ يعلى و يتحول لـ: أنت بتعمل ايه! أنت مجنون!
و دا كان في اللحظة اللي قربت فيها من باب الأوضة المفتوح.
و كان كل اللي شفته فيها هو عبارة عن مراتب السراير الأربعة واقعين في الأرض، و ورق و كتب مرميين في كل ناحية من الأوضة، و فيها شخص واحد بس!
هو اللي كان بيصرخ بالكلام دا و مرعوب! مفيش حد تاني في الأوضة!
يُتبع...
ــــــــــ



حارس_المدينة
الجزء_الثاني

     قربت من باب الأوضة المفتوح.
و كان كل اللي شفته فيها هو عبارة عن مراتب السراير الأربعة واقعين في الأرض، و ورق و كتب مرميين في كل ناحية من الأوضة، و فيها شخص واحد بس!
هو اللي كان بيصرخ بالكلام دا و مرعوب! مفيش حد تاني في الأوضة!
اللحظتين دول اتعرضوا قدام عيني ببطء شديد و أنا مرعوب و متعجب بشدة في نفس الوقت.
     كان بيتحرك و يرجع بضهرة ناحية البلكونة و باصص لحد قدامه، مكانش مش أنا، و أنا مش شايف حد!
باب البلكونة كان مفتوح، و فجأة و بسرعة جدًا اتقلب الطالب اللي كان بيصرخ دا علشان يقع من البلكونة!
جريت لحد البلكونة في لحظة علشان أبص عليه، كان واقع تحتي على طول! في الأرض بدون حركة..
طلعت تليفوني علشان أتصل بالإسعاف و أنا بجري على السلالم، لكن مفيش إشارة!
بدـت أفكر بسرعة و أنا بجري لتحت، أنا معرفش حاجة عن الإسعافات الأولية! و معرفش أنا خبطت في مين و أنا طالع السلم، و معرفش هو ايه اللي وقع الطالب دا من أوضته!
بس دا وقع من الدور التالت، يعني أنا مش هحتاج الإسعافات الأولية.
لما وصلت الأرض قدام الباب لمحت خيال قاعد مكان الطالب اللي وقع، الدنيا ضلمة إلى حد كبير و مش عارف أميّز من بُعد.
جريت ناحية مكان الوقعة و كانت الصدمة إني لقيته هو اللي قاعد، مكانش فيه أي خدش، مجرد تراب بس وسّخ هدومه..
هدومه اه اللي لاحظت إنها كانت صيفي!!
في جو زي دا! أنا خلعت التيشيرت بتاعي لأني وقتها كنت بعرق، و اديتهوله و أنا بسأله هو أنت سليم!
بص في عينيا و ساب التيشيرت مرضيش ياخده، و قالي: "هرجعلك".
و قام من مكانه و كأنه موقش من لحظة بس، من ارتفاع حوالي 18 متر!
و دخل باب المبنى و في اللحظة دي أنا لمحت نور الأوضة اللي وقع منها بينطفي!
سيبت المدينة كلها و جريت قعدت قدام باب المسجد لحد الفجر، و نمت فيه بعد الفجر لحد الضهر بس منمتش تقريبًا، و أنا راسي بتغلي، و أفكاري بتتخبط و مش عارف ولا فاهم ايه اللي حصل!
في الضهر، روحت مكتب أمن الكلية، اللي لقيتهم هيدوني خصم من مرتبي بسبب إني مكنتش في المدينة الليلة اللي فاتت لما جه زميلي يستلم مني ورديته بالنهار، قولتلهم إني لا أنا مش عاوز مرتبي خالص، أنا هسيبلكم الوظيفة كلها أصلا.
لكن قبل ما أمشي من المكتب ندهلي زميل لينا عجوز و قالي أنا عاوزك.
خرجت أنا و هو، و سألني بدون أي مقدمات: أنت شوفته؟
- شوفت مين!
= الطالب اللي وقع من الدور التالت، شوفته؟
- أنت ازاي تعرف بالموضوع دا، اه شوفته و كنت هموت، أنت مقولتليش من الاول ليه؟ هو ايه حكايته! هو عفريت؟
= ما عفريت إلا بني آدم، هو زي ما تقول الدور دا مسكون، من سنة في شهر 6 كان في اتنين طلبة اتخانقوا، و هم زمايل سكن في الأوضة دي، فيهم واحد زق التاني من البلكونة، وقع و مات في نفس اللحظة،
و بعدها ظهر عفريته و اتقتل بنفس الطريقة أكتر من طالب تاني في نفس الشهر، و من يومها و الدور التالت مقفول و محدش ساكنه، لكن أحيانا اللي بيكون هنا بالليل بيشوف الحادثة دي، أنا شوفتها في وقتها، و شوفتها بعد شهر كمان مرة، و من يومها مش باخد وردية الليل.
و غالبا اللي بيشوفها بنلاقيه أحيانا واقع من الدور التالت، و مكانش ينفع احكيلك علشان متفصلش، انا محتاج المعاش.
     في اللحظة دي أنا شوفت الطالب اللي وقع بالليل واقف قصادي من بعيد و بيشاورلي: أنت!
ــــــــــ
✍️ محمد_حماده

ليست هناك تعليقات