إبحث عن موضوع

قصة الثأر

(الثأر)

ابعث لكم تلك الرسالة من داخل ثلاجة المشرحة ....

ادعى : احمد سامي
من احدى قرى صعيد مصر
كان عمري : ١٨ عاماً
اما الأن ف انا بلا عمر فبالتأكيد قد كُتبت وثيقة وفاتي صباحاً ......
تبدأ قصتي من داخل غرفتي ،،،، فقد غلبني النعاس بعد يوم طويل من المعارك مع عائلة (اولاد سامر) بسبب ثأر قُتل على أثره اربعة افراد منهم و ثلاثة افراد من عائلتنا (اولاد الفرغلي) ...
ذهبت الي نوم عميق ، نعم فأنا متعب حقاً و رائحة الدم الممزوجة برائحة التراب تجتاح انفاسي منذ الصباح ...... ارحت جسدي تماما و تركت مخاوفي من الغد و من رصاصة طائشة تأتي غدراً و تنهي حياتي من خلفي و غصت ببحر من الظلام اجتاح عيناي و بدأت برؤية اغرب حلم رأيته بحياتي ......

انا اقف امام منزل العائلة و بيدي ذلك السلاح المدعو (بالفرد الخرطوش) و بجواري (عزيز) ابن عمي الاكبر و بيده هو الاخر تلك (البندقية) و التي أعتاد على حملها منذ حدوث تلك المشاحنة بين احد افراد عائلتنا و أحد افراد عائلة (اولاد سامر) و التي اودت بحياة الثاني ، و من ثمَ قاموا ليلاً بقتل احد أفراد عائلتنا هو و أخييه و بالطبع اجتمعت عائلتنا بعد تلك الحادثة و كانت نهاية الاجتماع هو قرار بقتل ثلاثة افراد مقابل الأثنان الذين سبق و ان تم قتلهم من عائلتنا و بالفعل أتجهنا انا و معي (عزيز) و (طارق) و (عبد الملك) و (صديق) اولاد عمي الى منزل على اطراف القرية و هو لأحدى ابناء عائلة (اولاد سامر) و هو (الشيخ عمران) و المعروف بين اهالي القرية بأنه معالج روحاني و شيخاً مبروكاً و لكن بالحقيقة شباب القرية ينعتونه هو و ابنه (عبد الجليل عمران) بالدجالين .

ذهبنا الى ذلك المنزل ف الثانية صباحاً و اسلحتنا تستعد لأطلاق ما بها من ذخيرة على افراد تلك العائلة و نحن ايضاً نستعد لتنفيذ مقولة كبير العائلة (عمي زهران فرغلي) ..... ( احنا لازم نتغدى بيهم قبل ما يتعشوا بينا و يقتلوا لنا اتنين كمان .... نسبقهم احنا و نقتل تلاتة) و بالتأكيد لم يكن هناك انسب من ذلك الدجال و ابنه الاكبر و ابن زوجته المتوفية و الذي يقيم معهم بالمنزل .

و بالفعل وصلنا الى المنزل و قمنا باقتحامه و الدخول الى غرف نومهم و قتلهم جميعهم بلا رحمة او شفقة ، نعم انهم يستحقون ذلك حتى و ان كانوا ليس لهم اي علاقة بما حدث و لكن يكفي انهم من نسل (اولاد سامر) .

و كان الأمر العجيب و هو بعد ان قتلناهم جميعا وجدت تلك الورقة بجوار جثة (محمد) ابن زوجة (الشيخ عمران) و كان محتواها كالأتي .

(اعلم انكم قادمون لقتلنا فقد رأيتكم بمنامي أمس ، و اعرف ايضاً انكم ستقتلوني بدم بارد بالرغم من كوني لا أمت بصلة للأحداث او حتى للعائلة التي بينكم و بينهم ذلك الثأر و لذلك ( ادعيوش بهمش يشهيص برجاء برجاء ديمطروخ شهبال ازغب ازغب ) ،،، مبارك عليك يا قاتلي حضور قريني و تلبسه جسدك و الأخذ بثأري بعد وفاتي )

بمجرد ان انهيت قرأة تلك الرسالة شعرت برعشة تجتاح جسدي و كأن صاعقة كهرباء اصتدمت بي و لم اشعر بأي شئ بعدها لأنني فقدت الوعي ، و استفقت لأجد نفسي بمنزلي و قد قالوا لي انها نوبة صرع لم يتم تفسيرها و لكنني لم التفت اليها ايضاً نظراً لخوفي من رد (اولاد سامر) على مقتل ثلاثة افراد منهم .....
ثم بعد ذلك توالت الاحداث و المكائد و لكن لم يتم قتل احد من العائلتين ،،، نعم حاولوا قتل افراداً منا و لكن تأميننا كان اقوى من مكائدهم ، و ها انا بذلك الحلم اقف و بجواري (عزيز) و من حولنا تأتي الصرخات و الاصوات القائلة .... ( اجرواااا ولاد سامر هيقتحموا بيت ولاد فرغلي الكبير اجروااا ) ..... لم نهتم انا ولا (عزيز) بتلك الكلمات و لكن ننتظر قدومهم لقتلهم او الموت في سبيل الدفاع عن عائلتنا و لكن عن دون عمد وجدت يدي تتحرك و توجه فوهة (الفرد الخرطوش) الى رأس (عزيز) و عند دون عمد ايضاً قمت بالضغط علي الزناد لتنفجر رأس (عزيز) امامي و أرى الدماء علي جلبابي و حينها قمت مفزوعاً من ذلك الحلم لأجد امي جالسة بجواري .

- تاني يا ولدي ،، تشنجات تاااني !!
- ماعرفش يا حاجة ايه اخرتها عاد !
- امتى بجى نخلص من السهراية دي ؟ و نفوج لروحنا و نجدر نوديك لشيخ او لحكيم .
- هانت يا حاجة هانت .
- لع يا ولدي مهانتش واصل ،،، و الخلج دايرين يتهامسوا ف كل البلد ان ولاد سامر ناوين على شر كبير جوووي .
- متجلجيش يا حاجة انتي مخلفة رجل .
- يا بني و احنا كان مالنا و مال الجتل و التار .
- شرفنا يا ام احمد .
- الشرف عمره ما كان بالدم يا ولدي .

قطع حديثنا صوت (بثينة) ابنة عمي صارخة ..

- الحجوا ... الحجوا ..... الناس بيجولوا ان (ولاد سامر) جامعين رجالتهم و جايين على الدار .

انتفضت من مكاني و اخرجت (الفرد الخرطوش) ، ثم خرجت الى باب (الدار الكبير) و الذي نعيش به نحن (اولاد فرغلي) و لكن الغريب بالأمر انني وجدت (عزيز) ابن عمي يقف بجواري و بيده تلك (البندقية) و نفس المشهد يتكرر كما بالحلم و عن دون عمد وجهت يدي (الفرد الخرطوش) الى رأس (عزيز) و اطلقت العنان للذخيرة لتخرج من الفوهة متجهة مباشرة الى مخ (عزيز) الذي خرج من رأسه امام عيني و عن دون عمد او ارادة مني ايضاً و جدت نفسي ممسكاً (بالندقية) التي كان يحملها (عزيز) و وجدت نفسي ادخل الى (الدار) و اضغط علي الزناد و اقتل كل من اراه امامي من اهلي و عندما فرغت الزخيرة اتجهت الى غرفة (عزيز) و احضرت سلاحه الأخر و الذي كان معلقاً فوق سريره و أمسكته ثم ذهبت الى باقي العائلة و قمت بقتلهم جميعاً حتى امي لم تسلم من رصاصتي ، و كل ذلك و انا مشاهد فقد لا غير لا استطيع التحكم بجسدي ، و عندما انتهيت من قتل الجميع سمعت صوتاً يحدثني برأسي ( لقد أتممت المهمة و قتلت عائلتك كما أمرني صاحب الجسد الذي كنت قرينه و الذي حضرني و طلب مني ان اجعلك تقتل اهلك جميعا و قال لي ايضاً انه سيجعلني اتلبسك عندما تقرأ العزيمة التي تركها لك بعد وفتاه .... والأن سأذهب لأصبح قريناً هائما على وجهه دون صاحب ) ....
ثم بعد ذلك وجدت ابناء عائلة (اولاد سامر) بساحة (الدار) ، واقفون امامي مصدومون بعد ان رأوا تلك المذبحة التي صنعتها بنفسي منذ قليل و أقف الأن بين جثث ضحاياها و بدون سابق انذار شعرت بدقات قلبي ترتفع و ترتفع ثم امسكت بذلك السلاح الذي بيدي و وجهته الى صدري ثم ضغطت على الزناد ........ هذه قصتي ....... توقيع : احمد سامي

وجدت تلك الرسالة على مكتب يكتب عليه الملاحظات من قبل اطباء (الطب الشرعي) بغرفة الثلاجة بمشرحة بأحدى مستشفيات الصعيد و وجد بجوارها جثة الشاب الذي أتى أمس الى المشرحة بعد ان قتل افراد عائلته ثم اطلق الرصاص علي نفسه و انا الدكتور (رأفت عياد) الطبيب المسؤل عن تشريح تلك الجثة .... اطلب منكم تفسير لتلك الرسالة و تفسير ايضاً لكيفية خروج جثة من احدى ( ادراج الثلاجة ) و كتابة تلك الرسالة ............. تمت

بقلم

محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات