إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقة التاسعه

#طغيان_قلب 
#فاطمة_محمد

الفصل التاسع :
-هتفضلى سرحانة كدة كتير
قالتها سعاد بهدوء نسبى فالتفتت إليها وجد متمتمة بكلمات متقطعة
-أنا مش سرحانة 
أماءت لها سعاد برأسها و نظرت تجاه الباب هاتفه
-شوفى يا وجد انا هتكلم معاكى بصراحة انتى لسه جديدة وسطينا و متعرفيش اى حاجة عننا 
صمتت قليلًا و أكملت و هى تنظر بعينيها 
-ياريت تبعدى عن داغر يا وجد ، انا تعبت فى تربيته محبش انى اشوف تربيتى و تعب السنين بتروح هدر
ضيقت وجد عينيها بعدم فهم و قالت بهدوء ممزوج ببعض الدهشة
-ممكن حضرتك توضحي كلامك لانى مش فاهمة…
تنهدت سعاد و هتفت بصوت خافت حتى لا يصل لمسامع فاتن و الاء
-يعنى و انا خارجة من المطبخ شوفتى القرب اللى كان بينك و بين داغر و بصراحة الوضع معجبنيش
ابتلعت وجد لعابها و ما لبثت ان تتحدث فأشارت اليها سعاد حتى لا تتحدث مسترسلة حديثها بنبرتها الخافتة
-داغر مبيرفعش عينه فى واحدة يا وجد بس انتى عينك كانت فى عينه وكمان ماسك ايدك ياريت تبعدى عنه و مش عايزاكى تزعلى من كلامى بس ده ابنى و 
قاطعتها وجد مغمغمة
-بس ده ابنك و من حقك تخافى عليه
لاحت السخرية على وجهها فماذا تظنها تلك المرأة اتظن بانها تريد الايقاع بابنها بشباكها ام ماذا … لا تعلم تلك المرأة انى أقسمت على عدم الوقوع فى الحب مجددًا .. فما الذى جاء من خلفه سوى كسرها وتحطيمها و سلبها أعز ما تملك
اختفت ايضًا تلك الابتسامة الساخرة التي لاحظتها سعاد و ادهشتها كثيرًا و جعلت الكثير من التساؤلات تدور بعقلها حول تلك الفتاة فخلف ابتسامتها و شخصيتها تلك وجع عميق و حزن دفين تحاول اخفاءه 
زفرت وجد و تمتمت و هى تتحرك ناحية المنزل حتى تغادره 
-بعد إذنك 
و صاحب خروجها هبوط هدى درجات الدرج فرآتها وهي تدلف منزل محمود و سعاد تتابعها بعينيها 
-هى دى وجد اللى حسام حكى عنها
اومات لها بتأكيد
-ايوة هى ، تعالى يا هدى ادخلى عشان نلحق نحضر الاكل
_______________________________

فى المساء
و على مائدة الطعام 
حيث كانوا يجتمعون على تلك المائدة و التى تحتوى على ما لذ و طاب و جميع افراد العائلة يلتفون حولها و لم يشرعوا بتناول الطعام بعد وسيد يترأس تلك الطاولة من ناحية و من الناحية الاخرى يترأسها سلامة الابن البكر لتلك العائلة
و يجلس بجانب سيد على يمينه محمود و بجواره فاتن و بجوارها الاء و باسم ، و بالجهة المقابلة لهم يجلس هانى و هدى و رائف و حسام ، و عدى و داغر يجلسون مقابلين لبعضهم بجانب والدهم و والدتهم
و كان لا يزال هناك مقعد واحد فارغًا وهو لأسلام وكان داغر جالسًا معهم بجسده ولكن عقله شاردًا بشيء آخر ، شئ لم يختبره من قبل يعايشه للمرة الأولى لا يعلم هويته بعد و لكنه سيعلمها عاجلًا ام اجلًا وهناك شعور من الغضب يعترمة سواء من نفسه او منها هى وجد فكيف سمح لنفسه أن يقترب منها لتلك الدرجة ، ترى اهي حقًا ابنة عمه لذلك يحن إليها …..
فهتفت هدى مخرجة اياه من شروده و أفكاره
-سعاد عايزين كرسى كمان لوجد مش معقول البنت تفضل لوحدها عيب لازم تيجى تاكل معانا
توتر باسم كثيرًا و ظهر ارتباكه و كالعادة لاحظه حسام الذى ابتسم ابتسامة جانبية و ما كادت ان تنهض سعاد حتى صاح بها سيد بغلاظة
-اقعدى يا سعاد مكانك البنت دى لو جت انا اللى هقوم فاهمين
نظر له محمود بعيون تائهة و لزم الصمت ، اما داغر فمنذ أن ذكرت هدى اسمها حتى جز داغر على اسنانه فهو يشتعل منها فهو لا يزال يؤنب نفسه للمرة التى لا يعلم عددها لما حدث بينهم اليوم .. فلن يسمح لتلك التى وصلت امس ان تجعله تائهًا لتلك الدرجة غاضبًا من نفسه
و هنا جاء دور حسام الذى اراد ان يلعب على أعصابه ل باسم فهتف بابتسامة خبيثة
-الا قولى يا باسم 
نظر باسم اليه بتساؤل ، بل الجميع نظر ناحيته بفضول فاسترسل حسام حديثه قائلًا
-انت ليه لما بتيجى سيرة وجد بتعرق و تتوتر كدة 
ازدادت ضربات قلبه لباسم و لزم الصمت عدة ثوانى ينظر له بغيظ شديد ولم ينقذه سوى والدته التى صاحت بحدة
-قصدك ايه يا حسام !!!
زم حسام شفتيه محركًا كتفيه
-مش عارف حاسس ان باسم يعرفها 
و اخيرًا تحدث باسم بنبرة قوية زائفة
-فى ايه يا حسام تانى مرة تسالنى !! ما قولتلك مشوفتهاش قبل كده 
نظر سيد تجاه حسام مغمغمًا 
-حسام باسم ميعرفش الاشكال دى باسم ده تربيتى و ابن ابنى مستحيل يكون عارف الاشكال دى
-أبتسم حسام بتهكم وهو يقول بهمس 
بكرة نشوف تربيتك دي هتوصلك لفين يا .. يا جدو
ثم نظر سيد ناحية محمود قائلًا
-اسلام فين يا محمود هنفضل مستنين كتير 
اماء له محمود متحدثًا ببرود
-هروح اناديه
-خليك يا عمى انا هروح اناديه
قالها حسام فضم داغر قبضته بغيظ فهو يعلم ابن عمه جيدًا و يعلم كم يعشق النساء و انه يأخذها حجة لرؤيتها و التحدث معها 
تحرك حسام خارج المنزل و عين داغر تتابعه و هناك أعين تتابع داغر والتي لم تكن سوى والدته .. سعاد!!
_______________________________

بمنزل محمود
كان إسلام يجلس بجوار وجد بالصالون يحاول اقناعها حتى تأتى معه و تتناول معهم العشاء كعائلة واحدة و لكنها اصرت على موقفها فلم ييأس إسلام و ظل يحاول معها و اثناء محاولته رن جرس المنزل فتحرك إسلام ناحيته و قام بفتحه فوجد من يقوم بمداعبة شعره بمرح فأغمض عينيه بغضب فكم مرة اخبره بانه ينزعج من تلك الحركة
-كل ده يا إسلام ده انت هتتنفخ جدك مستحلفلك
قالها حسام بمرح وهو يتجه ناحية غرفة الصالون بعدما رأى اضاءتها
فوجد وجد تجلس على الاريكة فاقترب منها و الابتسامة على وجهه 
-و انتى كمان يلا 
نظرت وجد إليه مقلبه عينيها بملل فصاح اسلام
-بقالى ساعة بقنع فيها و برضو مش راضية
-انسوا و بعدين بصراحة انتوا عيلة لا تطاق و انا مش ناقصة
اقترب منها حسام و اضعًا يديه بجيوبه
-بصراحة معاكى حق انا اهو مربينى من زمان بس مش بطايقهم 
ثم نظر تجاه اسلام
-شايف بقالها يومين معاهم و مستحملتهمش ده احنا لينا الجنه 
ثم نظر اليه مره اخرى مقتربًا منها قائلًا بغزل واضح
-طب و لو قولتلك عشان خاطرى يا جميل
عقدت وجد حاجبيها من غزله فاقترب اسلام منه 
-هوب هوب عندك يا عم الحاج دى اختى
تأفف حسام و نظر لوجد قائلًا 
-يعنى اخر كلام مش هتيجي برضو
-يس
نظر حسام لاسلام قائلًا بمرح
-يس دى يعنى ايوة مش كده 
تأففت وجد 
-اووف ما تمشوا بقى 
-يلا يا حسام يلا جدك هينفخنا
تحرك معه حسام و خرج برفقته تجاه منزل سلامة و ما كادت وجد أن تغلق الباب حتى وجدت حسام يقترب منها قائلًا بصوت هامس ناظرًا لعينيها بتحدى
-الصبح لينا كلام مع بعض
قطبت جبينها بنفس اللحظه فتح داغر باب المنزل فراها تقف برفقة حسام مقتربًا منها فسيطر الغضب عليه من وقوفها معه و لم يجد مبرر لغضبه سوى أنها تثير غضبه بملابسها و هيئتها تلك..
-نتكلم فى ايه
أقترب حسام من اذنيها هامسًا 
-نتكلم عن باسم يا بنت عمى
ابتعد حسام عنها و وجد تتطلع اليه بصدمة حاولت اخفائها فصاح داغر بغضب من خلفهم و اسلام برفقته
-حساااام 
التفتت حسام ينظر إليه مشيرًا له بإصبعه هاتفا 
-ثانية واحدة يا داغر
استدار ينظر اليها و هى لا تزال على صدمتها و قال بهمس مماثل لسابقه
-بكرة هتحكيلى كل حاجة و الاهم تعرفوا بعض ازاى اتفقنا
رفعت وجد عينيها تنظر ل حسام و ابتسامتها تتسع على وجهها بعدم تصديق
-اتفقنا
اقترب إسلام من داغرمتسائلًا
-هما بيتوشوشوا فى ايه !؟
نظر له داغر بغضب فاقترب حسام من داغر و اسلام و دلف الى المنزل و اسلام خلفه فظل داغر يتطلع لوجد التى تنظر اليه و بعدها دلفت الى المنزل مغلقة الباب بوجهه مسندة ظهرها خلف الباب قائلة بصوت خافت
-اخيرًا لقيت حد بيفهم فى العيلة دى
_______________________________

بالمساء
و بعد ان انقضت سهرة تلك العائلة بمنزل سلامة دلفوا الى المنزل برفقة الاء و باسم فنزعت الاء الحجاب عن وجهها و هتفت بضيق شديد
-صحيح يا بابا دلوقتى انا و باسم هنام فين
ما كاد محمود أن يجيبهم حتى وجد باب الغرفة يفتح و تطل منه وجد التى نظرت اليهم و هتفت بتهكم
-حضرتك تقدرى تباتى فى الاوضة اللى متعودة تباتى فيها و انا هنام مع إسلام فى الاوضة
اعترضت فاتن متمتمه
-لا طبعا مينفعش تباتى معاه انتوا مش صغيرين
عقدت وجد يديها امام صدرها و هى تقترب منها هاتفه باستنكار
-حضرتك عندك حل تانى 
-اكيد عندي.. حضرتك هتنامى فى الصالون على الكنبة 
نظرت وجد تجاه والداها تنتظر منه اى رد فعل لما يحدث و لكنه لم يتحدث و خاب امالها فضغطت على شفتيها ناظرة تجاه باسم الذي يتفادى النظر إليها متقنًا دوره
-اوكى زى ما تحبى هنام على الكنبة
نظرت الاء تجاه باسم مشيرة له براسها
-يلا يا باسم عشان ننام 
و اقتربت من محمود مقبلة وجنتيه و كذلك فاتن و اسلام متجاهله وجد التى كانت تراقب محمود و عينيه التى تشع حب لابنته …
دلفت إلى الغرفة برفقة باسم مغلقة الباب خلفهم وكذلك فاتن و محمود الذين دلفوا الى غرفتهم فاقترب إسلام منها و ابتسم لها ابتسامة حنونه متحدثًا بهمس
-يلا تصبحى على خير
ابتسمت وجد وتحدثت بهمس مماثل
-و أنت من أهله
_______________________________

بعد منتصف الليل و تحديدًا الثالثة فجرًا
نهض من جوار زوجته بعدما تأكد من نومها العميق متحركًا تجاه الباب و قام بفتحه بهدوء شديد ملتفتًا خلفه يتأكد من عدم استيقظها فوجدها تتململ بنومها فتوقف عما يفعل خوفًا من رؤيتها له ، و بعدما تاكد من سكونها خرج من الغرفة مغلقًا الباب من خلفه بهدوء و سار على اطراف أصابعه بهدوء وهو ينظر حوله متجهًا ناحية غرفة الصالون وما ان دلف حتى كاد قلبه أن يتوقف عندما وجدها تجلس بمنتصف الصالون متمتمة ببرود 
-اتاخرت !! مستنياك من بدري…
ابتلع باسم ريقه و اقترب منها و هو يشعر بخطرها يزداد فشخصيتها اختلفت تمامًا و كأنها تبدلت يلعن نفسه وشهواته التي أوقعته بتلك الفتاة التي لا يستطع تحديد شخصيتها بعد فلأول مرة يقابله ذلك النوع لا يعلم ماذا تريد منه .. اتريد فضحه؟؟ 
لا لا تريد ذلك فلو ارادت لكانت تحدتث منذ البدايه اذا ما الذى تريده …
ظلت تلك التساؤلات تدور بعقله اقترب باسم وجلس بجوارها على الاريكة فنظرت وجد إليه و كم ارادت بتلك اللحظة ان تنهض و تخنقه بيديها و تنتقم منه عما فعله بها فتحدث باسم ببرود و قوة زائفة جاذبًا ذراعيها بعنف متمتم بفحيح الأفاعي
-أسمعى يا بت انتى مش حته بت لا راحت و لا جت زيك هتلاعبنى انا .. انتى هتلمى هدومك و هتغورى من هنا انتى سامعه
نظرت وجد تجاه يديه التى تطوق ذراعها بعنف رافعة احدى حاجبيها متمتمه بتهكم 
-طب ما انت حلو اهو و بتعرف تهدد اومال كنت عامل زى الكتكوت المبلول ليه انهاردة و انت واقف قدامى
غضب باسم من نعتها و وصفها له بذلك الوصف فزاد من ضغط يديه قائلًا من بين أسنانه
-وديني يا وجد لو ما مشيتي من هنا بمزاجك لهخليكى تمشي غصب عنك انتى سامعه يا بت انتى 
جذبت وجد ذراعيها من بين يديه و نهضت من مكانها
-اسمع انت يا شاطر اللى واقفة قدامك دى مش وجد الهبلة اللى انت عرفتها ، لا اللى واقفة قدامك دى ممكن تدوس عليك برجلها انت سامع 
اقتربت منه بجرأة متمتمة بتحدى
-انا لو كنت بفكر ولو واحد فى الميه انى امشى من هنا فدلوقتى و بعد ما عرفت صلة القرابة بينا فأنا مستحيل امشي يا باسم انت سامع مستحيل 
ظهرت شبح ابتسامة على وجه باسم متحدثًا بغرور
-مستحيل ليه يا وجد!! لسه بتحبينى ولا ايه .. و لا تكونى حبيتى اللى حصل بينا 
ثم اقترب منها فجأة مطوقًا خصرها قائلًا بوقاحة
-والله لو تحبى ممكن اكرره تانى ايه رائيك
دفعته وجد بعيدًا عنها بغضب رافعه سبابتها بغضب امام وجهه
-انسى .. انسى يا بن فاتن انك تلمسنى تانى انت سامع لو فكرت تعمل تانى هموتك يا باسم .. و حته انى لسه بحبك فانت بتحلم ، و لو بتسأل ليه هفضل هنا حتى بعد ما عرفت بوجودك فانا هقولك 
اقتربت وجد منه مرة اخرى هامسة بجانب أذنيه ببطء شديد 
-انا غلطت زمان لما سبتك تفلت من اللى عملته فيا بس ملحوقة يا بن السيوفى و بكرة هخليك تترمى فى الحبس و تنول عقابك و بكرة تقول وجد قالت
ابتعدت وجد عنه عقب انها كلماتها فنظر اليها من رأسها لأخمص قدميها قائلًا
-ورينى شطارتك يا حلوة واقولك على حاجة اعلى مافي خيلك اركبيه يا وجد
اخفت وجد غضبها و احتدت عينيها قائلة بنبرة تهديد و وعيد
-الأيام وما بينا يا باسم يا سيوفى
تحرك باسم من امامها بعدما انهت كلماتها و ما كاد يغادر حتى نادت عليه
-باسم
التفت باسم إليها ينظر اليها بتساؤل 
-إيه نسيتى تقولى حاجه تانى ولا ايه
اومات له وجد رافعة يديها ناحية ذقنها متحدثة بسخرية لاذعة أثارت غضبه و كرهه تجاهها
-ياريت تحلق دقنك دى مش لايقة عليك ….
_______________________________

دلف باسم الى الغرفة مرة اخرى و تسطح بجوار الاء التى تغط فى نوم عميق فتسطح على ظهره شاردًا بسقف الغرفة يتوعد لها … 
اما بغرفة الصالون فخرجت ومصطحبة بيديها هاتفها و سماعات الأذن و فتحت الشرفة و جلست تستنشق بعض الهواء النقى عله يتخللها و يشعرها ببعض الهدوء و السكون وضعت تلك السماعات و قامت بتشغيل احد الاغانى بطريقة عشوائية و اغمضت عينيها علها تنسى همومها و ما حدث معها سابقًا و فجاءة وجدت صورته تقتحم مخيلتها بعينيه القاتمة و ملامحه الرجولية و صوته المحب لأذنيها متذكرة تلك اللحظة التي اقتربا بها و لمسه ليديها و تلك الرجفة و ذاك الشعور الذى اقتحمها ..
فتحت عينيها بصدمة نازعة تلك السماعات عن أذنيها بعنف ..
رمشت بعينيها عدة مرات لا تصدق ما تفكر بها و لما يقتحم مخيلتها … فحدثت نفسها بعنف مغمغمة
-غبية يا وجد.غبية ايه اللى بتفكرى فيه ده ، انتى ازاى تفكرى فيه عايزة يتكرر معاكى اللى باسم عمله ، انتى نسيتى اسلام قال ايه عليه ايه هو و باسم 
خبطت على جبينها بيديها هاتفة بعنف
-ده صاحبه يا وجد.. عارفة يعنى ايه صحبه يعنى اكيد زيه..
و عند تلك النقطة توقفت عن الحديث متذكرة صديقتها إنجى فهما ايضًا كانوا اصدقاء و لا يفترقون و لكن الفرق بينهم فرق السماء و الأرض .. فبأى حق تحكم الآن عليه الا يمكن ان يكون بريئًا .. الا يمكن ان باسم يخدعه ايضًا مثلما خدعها و يخدع اهلها ابتلعت ريقها واضعه راسها بين يديها تشعر بصداع يكاد يفتك راسها من كثرة التفكير ..
نهضت من مكانها لا تريد التفكير أكثر من ذلك فعقلها اصبح مشوشًا للغاية و كادت ان تقترب من غرفة الصالون حتى سمعت صوت خارج المنزل فاقتربت من الباب وقامت بفتحه وهي عاقدة حاجبيها
فوجدت من احتل تفكيرها منذ دقائق أمامها يخرج من منزله بذلك الوقت فالتفتت تنظر على الساعة الموجودة على الحائط
-انت رايح فين دلوقتى 
اجابها داغر دون النظر اليها مغمغم بهدوء
-هصلى الفجر فى الجامع اللى فى اخر الشارع
ابتلعت ريقها و اردات اخراج صوتها و لكنها لم تفلح بذلك فشكوكها تسيطر على عقلها مرة اخرى 
فهتف داغر بهدوء شديد راغبًا بتغيرها للافضل لا يعلم لماذا ولكن هذا ما يريده 
-و ياريت انتى كمان تصلى 
قالها و هو هو يتحرك من أمامها مغادرًا البناية فظلت وجد تتابعه بعينيها حتى اختفى تمامًا فدلفت المنزل و كلماته تتردد باذنيها
"وياريت انتى كمان تصلي"
فهى لم يسبق لها أن سمعتها من والدتها لم ينصحها أحدهم من قبل مثلما فعل هو الآن
تحركت تجاه هاتفها تريد التعلم عن كيفية بدء الصلاة فهى لم يسبق لها ان فكرت بذلك و بالفعل بعدما قرأت كيفية الوضوء و الصلاة و عقاب تارك الصلاة 
"عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:" من لم يصلّ فهو كافر "
و قوله تعالى :
"فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون"
صدق الله العظيم
وظلت تتعمق بالقراءة أكثر وهنا علمت كم اثرت تجاه ربها فما الذي فعلته حتى الآن فالصلاة لم تقربها من قبل فابتلعت ريقها مكملة ذلك الموضوع امامها و بعد انتهت و لمع عينيها بالدموع تاثرًا بما قرائته نهضت من مكانها تاركة هاتفها دالفه الى الحمام و كانت تلك المرة الاولى التى تتوضأ بها و اختلطت ماء وضوئها مع دموعها التى ذرفت من عيناها و بعدما انتهت بدأت بالصلاة و قرأت تلك الآية الصغيرة التي حفظتها قبل وضوئها و كم شعرت بالراحة تتغلغلها وهي بين يدي خالقها تناجيها حتى يسامحها على تأثيرها ..
🌸___يتبع___🌸
#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات