إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقة العاشره

#طغيان_قلب
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل العاشر:
فى صباح يوم جديد 
أستيقظت وجد على تلك النكزه بذراعيها ففتحت عينيها بتكاسل ناظرة تجاه ذلك الشخص و الذى لم يكن سوى إسلام الذى يبتسم لها فاعتدلت وجد و جلست على الأريكة مزيحة ذلك الغطاء قائلة بصوت متحشرج
-ايه يا اسلام فى حد يصحى حد كده انا افتكرتك امك والله
اقترب اسلام و جلس بجوارها و هو يهتف بمرح
-طب قولى صباح الخير الاول 
ابتسمت وجد له ابتسامة مصطنعة لم تصل لعينيها متمتمه من بين اسنانها
-تصدق انك بارد اوى
أماء لها إسلام وهو يعدل ياقة قميصه بفخر مصطنع
-طب قولى حاجة جديدة طه
-طه !! قوم يا اسلام عايزة اكمل نوم والنبى انا منمتش غير بعد الفجر
رفع اسلام يده يداعب خصلاته متمتمًا 
-لا مهو الصراحة انتى لازم تقومى ماما على وشك الصحيان و لما بتصحى بتصحى البيت كله و انا مش عايزاها تسمعك كلمتين على الصبح ،و كمان انهاردة اجازة فكلوا هيجمع هنا بقى اصل خميس فى بيت عمى سلامة و النهارده عندنا 
وضعت وجد رأسها بين يديه وهى تغمغم بنعاس
-بتهرج … طب انا امبارح كنت هربانه فى البيت هنا انهاردة اروح فين منكم ها و بعدين جدك ده لو اتكلم معايا كلمتين و الله همسك فى خناقة و اديني بقولك اهو
اتسعت ابتسامته محتضنًا إياها بمرح هاتفًا
-الله عليك يا كبير انا نفسى من زمان حد يمسك فى خناق جدى لاحسن الراجل ده خانقنى من زمان
رفعت وجد حاجبيها بمرح مبتعده عن احضانه ناهضة من مكانها 
-لا ده انت مجنون والله !!
-طب خدي طب رايحة فين
التفتت وجد إليه هاتفة بصوت خافت وهو تشير ناحيه الحمام
-الحمام يا اسلام الحمام
و ما كادت ان تستدير مره اخرى حتى وجد نفسها تلتصق بشى ما و الذي لم يكن سواه .. باسم
فتملكها الغضب و هتفت بخفوت لم يصل سوى لمسامع باسم 
-هو يوم باين من اوله …
اخفض باسم نظراته و هتف بنبرة هادئة تنافى تمامًا تلك النبرة التي تحدث بها معها منذ ساعات قليلة 
-صباح الخير 
و اقترب جالسًا بجوار باسم الذى سعد باستيقاظه باكرًا و كان يرمق وجد بنظرات سريعة متفحصة 
-كويس انك صحيت يا باسم عايز نلعب انهاردة بلاى ستيشن 
ابتسم له باسم 
-نلعب منلعبش ليه
تحركت وجد من مكانها و هناك غضب جحيمى بداخلها و هى ترى ذلك الحب لشخص لا يستحق 
و بعد مرور بضع دقائق 
خرجت وجد من الحمام فوجدت فاتن تتحرك ناحيتها و هى تردف بتذمر
-كل ده فى الحمام ياريت تراعى انه فى ناس معاكى فى البيت 
قلبت وجد عينيها بملل و زهق فهذه المرأه لا تكف عن تعنيفها و الصراخ عليها
و عقب رحيل وجد من امامها صاحت فاتن بعيون متسعه
-شوف البت اللى معندهاش دم بكلمها سابتنى و مشيت ازاى
ما كادت وجد ان تدلف غرفة الصالون حتى وجدت جالسًا و بجواره الأء التى يأخذها بداخل احضانه و الابتسامة على وجوهم فظلت عدة ثوانى تتطلع اليهم تتخيل نفسها بمكان الاء و والداها ياخدها بداخل احضانه تقص عليه همومها و اوجاعها التى مزقت قلبها تمزيقًا فلو كان موجودًا من البداية لما حدث معها كل ذلك 
حركت راسها مستغفرة ربها على أفكارها تلك هى ترضى بقضاء ربها متذكرة تلك الآية التي قرأتها منذ ساعات
قال تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )
و كم جعلتها تلك الآية أن تشعر براحة كبيرة في زفرت براحة و دلفت غرفة الصالون 
-صباح الخير
نظر محمود و آلاء تجاها و اجابها محمود بصوت خافت
-صباح النور
اما الاء فنظرت اليها و الى هيئتها فقطبت جبينها شاعرة بغيرة شديدة تتملكها فحركت رأسها تنظر ناحية زوجها فوجدته يتفادى النظر اليها و هذا ما جعلها تشعر براحة بعض الشئ فهى تعلم زوجها حق المعرفة و لكن تلك الفتاة الفاتنة التى تقف امامها لا تعلم عنها شئ ، تثق بزوجها و لكنها لا تثق بها 
نظرت وجد تجاه إسلام متحدثة مشيرة له بعينيها
-اسلام تعالى ثوانى
اماء لها إسلام مغادرًا غرفة الصالون 
-بقولك ايه ينفع اقعد فى اوضتك لحد ما كل اللى هنا يمشو بصراحة مش عايزة اقعد فى مكان واحد مع جدك و فى نفس الوقت مش عايزة اخرج 
عقد اسلام حاجبيه بانزعاج 
-لا طبعا انتى بتستهبلى دى اوضتى و مبحبش حد يقعد فى اوضتى
صدمت وجد من اجابته و تغيره ذلك و ما كادت تتحدث حتى وجدت صوت ضحكاته تدوى بالمنزل فنظرت له بغيظ فكتم اسلام ضحكاته
-اسف اسف مقدرتش امسك نفسى ، اصل دى عايزة سؤال انتى اعملى اللى انتى عايزاه من غير ما تسألي
ابتسمت له وجد بفرحة
-ماشى يا سيدى متشكرة اوى
-متشكرة ايه مفيش شكر بينا يا قمر انتى تؤمرينى 
دلفت وجد غرفة إسلام مغلقة الباب من خلفها 
أما اسلام و ما كاد يتحرك متجهًا لغرفة الصالون حتى وجد من يمسكه من ملابسه من الخلف سريعًا ما علم هويتها عندما صاحت به بغضب
-اعمل فيك ايه ها ، انت اهبل يالا البت دى لسه متاكدناش اذا كانت اختك و لا بترمى بلاها على ابوك ، او تكون امها زقاها علينا
تأفف اسلام بس ما تفعله والدته معه فحرر نفسه منها و هو لا يزال يتأفف
-هتزقها علينا ايه بلا نيلة هو احنا حيلتنا حاجة ما تعقلو الكلام يا حاجة و لا انتى بتمشى ورا كلام جدو
صرخت به و هى تتحدث من بين اسنانها بغضب من سذاجة ابنها
-جدك معاه حق يا اهبل البت دى مستحيل تبقى
قاطعها اسلام و هو يتأفف بصوت عالي مغادرًا من أمامها
-والله انا حر بقى انا مش عيل انتى مش عايزة تتعاملى معاها انتى حرة فى الاول و الاخر انتى مرات ابوها لكن انا وهى اخوات
-برضو هتقولى اخوات !!
اماء لها قائلًا وهو يلتفت ينظر إليها بتحدى
-ايوة انا قلبى بيقولى انها اختى و انا قلبى ما بيكدبش عليا يارب تكون وصلت
_______________________________

بعد مرور عدة ساعات
و بعدما اجتمعوا و كانوا يجلسون يتسامرون سويًا فنجد بتلك الزاوية كل من داغر و باسم واقفان يتحدثان و الابتسامة على وجوههم وهم يتذكرون ذكرياتهم سويًا و بزاوية أخرى كان محمود و أشقائه ووالده يتحدثون سويًا أما اسلام و حسام فكانا يلعبان سويًا و النساء يقفون بالمطبخ يعدون طعام الغداء لهم و كل من رائف و عدى جالسان يرمقان بعضهم على أحاديث سيد و ابنائه و كم كان يشعر سيد بالراحة لأنه نجح بتوصيل هدفه ل وجد و هو انها ليست لها مكانًا بينهم 
صاح اسلام بانزعاج
-فى ايه يا حسام متركز يا اخى شوية 
انتبه الحميع ل اسلام فابتسم عليهم فصاح حسام به و هو يترك اللعب
-لا ياعم مش لاعب انا اصلا منمتش من امبارح 
هى وجد فين يا اسلام
عند نطق حسام لتلك الكلمات التفت إليه كل من باسم و داغر و كل منهم يتملكه شعور مختلف عن الآخر فباسم سيطر عليه الذعر والتوتر فهو لا يريد ان يجتمع كل من وجد و حسام خوفًا من أن تقص وجد عليه ما فعله معها …
أما داغر فجز على اسنانه بغضب من ابنة عمه الا يكفى مشهد وقوفهم معًا امس فهو حتى الان لا يذهب من ذهنه كلما تذكره يشعر بانه يريد ان يمسك حسام من عنقه و لا يتركه حتى تصعد روحه الى خالقه فباى حق الان يتساءل عنها .. ما الذي يريده منها !! ما ذلك الاهتمام بتلك الفتاة التي لم يروها سوى مرات تعد على الاصابع و هنا انأب نفسه فبدلًا ان يعاتب ابن عمه فالاولى ان يعاتب نفسه فمنذ ان رآها لا تذهب من ذهنه و خاصه بعد ذلك القرب و لمسه ليديها و هذا ما يجعله دائمًا يشعر بالغضب من نفسه
اجابه اسلام بغيظ
-و انت مالك ما تخليك فى حالك يا جدع هى اختك و لا اختى
-و لا اختك و لا اخته سامع يا اسلام
قالها سيد بغضب و صوت غليظ 
و عند قوله لتلك الكلمات خرجت وجد من غرفتها و هى ترتدى ملابسها تنوى الخروج 
فالتفت الجميع عليها و اقترب منها حسام و ابتسامة على وجهه قائلًا بمرح محب
-هو القمر بيطلع بالنهار و انا معرفش و لا ايه
كتمت وجد ابتسامتها فهو مرح للغاية و يجعلها تبتسم دون إرادتها فهتفت وجد 
-قديم اوى على فكرة
رفع داغر راسه للاعلى و هو يعض على شفتيه بغل و غيظ متحدثًا بسره
-يارب صبرنى عشان ما ارتكبش جناية دلوقتى ، استغفر الله العظيم يارب
-قديم !!طب ايه الجديد
رمقت وجد باسم بنظرة سريعة هامسة بخفوت
-اسأل باسم هو ادرى ….
و تحركت من امامه تاركه اياه و الابتسامة ترتسم فحديثه صحيح فهى و باسم على معرفة مسبقة و ما كادت تخرج من المنزل و فتحت الباب حتى وجدت الباب يغلق مرة اخرى فعقدت حاجبيها تنظر بغضب
فوجدته داغر الذى صرخ بها بعدما لم يستطع السيطرة على اعصابه بسبب ما يحدث أمام مرأى عيناه بينها و بين حسام
-انتى رايحة فين !! مش قولتلك مفيش خروج من البيت
خرجت النساء من المطبخ على صوته و هم ينظرون باستفهام فلازل مرة يستمعون لصوته العالى ز كذلك حسام الذى اقترب منهم يريد تهدئة الوضع لا يعلم بأنه يزيد من اشتعاله و ليس تهدئته
رمشت وجد بعينيها مبتلعة ريقها وهي تنظر للجميع من خلفه و الذى تظهر الدهشة على وجوههم فاستجمعت قوتها و هتفت ببرود شديد لا تريد ان تتشابك معه وخاصة أنه سبب ما حدث معها و جعلها تخرج من تلك الظلمة التى كانت بها و لكنها لم تستطع فهو جعلها تثور و كثيرًا
-ايوة قلت بس انا مش هتحبس فى البيت وبعدين انت مالك إذا كان محدش فيهم اتكلم و قالى انتى رايحه فين اشمعنه انت اللى اتسحبت من لسانك ها و لا تكون فاكر نفسك ولى امرى لا فوق يا
قاطعها سيد بغضب و هو يقترب منها 
-اخرسى يا بنت انتى ازاى تكلمى كده مع حفيدى ها
ثم التفت ينظر لداغر صارخًا به هو الاخر و لكنه بصوت منخفض قليلًا
-و انت يا داغر سيبها تغور فى داهية
لمعت الدموع بعينيها وهي تنظر تجاه والدها الذى يجلس صامتًا تاركًا والده يعنفها ف لم ترد ان تذرف دموعها أمامهم فتحدثت بغضب ممزوج بسخرية و هي تفتح باب المنزل
-اسمع كلام جدو يا شاطر…  
اتسعت عين الجميع و ظلوا يتطلعون لبعضهم لتلك الوقاحة و عقب خروجها اسرع حسام اخذًا هاتفه و مفاتيحه مهرولًا خلفها فصاح به سيد
-حساام انت رايح فين يا ولد حسام …
و لكنه لم يجيبه اما داغر فعقب ذهاب حسام خلفها نهض من مكانه تاركًا المنزل هو الآخر دالفا منزله يريد الاختلاء بنفسه لا يضمن نفسه فمن الممكن أن ينفجر بهم، ونظرات الجميع المندهشة تتابعه و خاصة باسم ……
_______________________________
هرول حسام خلف وجد مناديًا باسمها 
-وجد..وجد استنى يا بنتى طب انتى رايحه فين 
و اخيرًا لحقها و قام بجذبها من ذراعيها فالتفتت إليه وهي تنفض ذراعها من قبضته فابتعد عنها و هو يرفع يديه امام وجهها و ينظر حوله فوجد بعض الجيران و سكان الحي يتطلعون إليهم فابتسم لهم باقتضاب و اقترب منها هاتا بابتسامة مشيرًا بعينيه حوله ففهمت وجد عليه فزفرت بوجع رافعة يديها مزيلة تلك الدموع التي تحررت اخيرًا فتأثر حسام كثيرًا فقطب جبينه بضيق
-تعالى نتمشى شوية و ياريت تبطلى عياط مفيش حاجة تستاهل دموعك يا وجد
تطلعت وجد إليه بعيونها الحمراء فاماء لها مغمضًا عينيه لها بابتسامة بسيطة على محياه
و تحركت بجواره 
أمام كورنيش النيل
كان يجلسان سويًا و هى تتطلع امامها بشرود و عين حسام تتابعها بفضول يحاول تخمين ذلك الشيء الذي يجمعها بباسم و لكنه لم يستطع كتم فضوله اكثر من ذلك فقال بنبرة هادئة
-اتكلمى يا وجد عايزك تفضفضى معايا اعتبرى نفسك بتكلمى مع نفسك هسمعك و انا ساكت بس اتكلمى انا حاسس انك شايلة جواكى كتير
تطلعت وجد إليه بعيون مستنجدة تريد التعلق بأي شيء للنجاة
-هتسمعنى !!
-اكيد هسمعك ، لو مكنتش هسمعك مكنتش قولتلك اتكلمى
اغمضت وجد عينيها بألم متمتمه 
-المشكلة مش فى انى اتكلم يا حسام …
عقد حسام حاجبيه بدهشة متمتمة بنبرة متسائلة
-اومال المشكلة فى ايه
فتحت وجد عينيها و نظرت أمامها مرة أخرى متحدثة بيأس
-المشكلة انك مش هتصدق اللى حصل محدش فيكم ممكن يصدق اى حاجة من اللى هقولها كلكم بتحبوه يا حسام محدش هيصدقنى هتصدقوه هو هتثقوا فى كلامه هو ..
ابتلع حسام ريقه عندما علم انها تتحدث عن باسم فهو عندما تحدث معها لم يكن يقصد ان تتحدث عن باسم بل أرادها أن تقص ما يؤلمها …. و لكن من الواضح ان ذلك الموضوع اكبر مما تصور و تخيل فحاول السيطرة على نفسه هاتفًا بنبرة هادئة راغبًا ببث الطمأنينة داخلها
-اتكلمى و انا هصدقك 
-مش هتصدقنى يا حسام مش هتصدقنى الموضوع اكبر مما تتخيل ، كبير وخطير لدرجة انك برغم كرهك لباسم و اللى انا شفته بس ممكن متصدقنيش
قالتها بغضب و هى تنهض من جواره فنهض حسام خلفها مقتربًا منها
-و انا بقولك هصدقك باسم ده انا اتوقع منه اى حاجة اللى يبقى شخصية تانية من ورا اهله اتوقع منه اى حاجة باسم منافق يا وجد و اى كان اللى هتقوليه فانا هصدقه ، كلهم عارفين انى مبحبش باسم بس عُمر ما حد فيهم سألنى انت مبتحبوش ليه و انا كمان محبتش اكلم لانى فكرت زيك .. عارف انه محدش هيصدقنى ، اصلهم هيصدقونى ازاى !! ازاى يصدقوا الصايع بتاع البنات اللى مقضيها بالطول و بالعرض
كانت وجد تستمع اليه و هى تشعر بأمل جديد يشع بداخلها فرمشت بعينيها قالها بتساؤل
-مبتحبوش ليه يا حسام
تنهد حسام و هتف بغضب مكتوم
-فى مرة كنت مسافر شرم مع صحابى و كنت سهرانين فى البار بتاع الفندق و لسوء حظه شوفته يوميها مع بنت اجنبية بس طبعا هو كان مسطول مكنش شايف قدامة و مخدش بالى منى و انا كنت قاعد مصدوم المفروض انه قايلنا مسافر لشغل و المفروض برضو انه بيحب الاء مستوعبتش غير لما شوفته قام مع البنت و طلع معاها اوضتها..
وعقب انتهاء كلماته نظر إليها فتحدثت بهدوء نسبي
-و مقولتش ليه على اللي شفته 
-محدش كان هيصدقنى باسم ملاك بجناحين قدامهم و انا الشيطان فحطى نفسك مكانهم ملاك و شيطان هتصدقى مين فيهم…
قالها و ابتسامة بسبطة تزين وجهه مديرًا وجهه ناحية النيل 
فابتسمت هى الاخرى و لكن ابتسامتها كانت مختلفة عنه فهى ابتسامة ساخرة مديرة وجهها هى الأخرى ناحية النيل مغمغمة بلهجة حادة
-وهيصدقونى انا بقى اذا كان انت اللى اتربيت وسطيهم عارف انهم مش هيصدقوك ما بالك انا بقى ، و انت عارف هما بيحبونى قد ايه 
استدار حسام ينظر إليها قائلًا بنبرة صادقة
-هيصدقوكى انا معاكى و هيصدقوكى ، لكن انا محدش كان معايا لكن انتى انا معاكى يا وجد احكيلى و صدقينى هصدقك
أغمضت وجد عينيها فعقلها الان مشتت تشعر بأنها تائهة لا تعلم اتخبره بكل شئ ام لا … 
و لكنها سريعًا ما وجدت نفسها تحيبه هاتفه
-هحكيلك يا حسام بس مش دلوقتى
قطب جبينه بانزعاج قائلًا
-اومال امتى مدام مش دلوقتى
-بعد ما النتيجة تظهر و يتأكدوا انى بنتهم انا بنفسى هحكيلك كل حاجة من طقطق لسلام عليكم …
بس انا طالبة منك خدمة 
-ايه هى
قالها بفضول فصاحت هى
-عايزة انقل الورق بتاعى من الجامعه و عايزاك تسافر معايا اسكندرية
ابتسم لها بحنان دفين متمتم 
-بس كدة عيونى يا ستى
_______________________________

بالمساء
و داخل غرفة داغر
كان يقف بالشرفة الخاصة به مازال يشعر بغضب شديد فكلما تذكر ما هتفت به أمام عائلته و خروج حسام خلفها و لحاقه بها يجعل عضلات وجهه تتشنج و يرتعش صدغه بقوة اثر جزه على اسنانه بغضب فدلفت سعاد الى غرفته بعدما طرقت الباب ولكن لم تجد استجابة و اقتربت منه لتجده شاردًا فحركت رأسها بيأس و رفعت يدها تربت على كتفيه متحدثة بهدوء و حنان اموى
-داغر
التفت داغر اليها و هو يتمتم بخفوت
-ايوة يا امى 
ابتسمت له سعاد ابتسامة جانبية قائلة
-انا بقالى ساعة بخبط يا داغر كنت سرحان فى ايه
-هكون سرحان فى ايه يعنى !!
ضيقت سعاد عينيها و هتفت بتلقائية
-ممكن مثلًا يكون فى وجد و فى اللى عملته معاك النهاردة
تحرك داغر من أمامها مواليًا ظهره لها متجهًا ناحية الفراش 
-متقلقيش يا امى انا و لا سرحان و لا حاجة و لا فى وجد و لا غيرها
زفرت سعاد بقوة متجهه ناحيته جالسة بجواره و هى تتمتم 
-اسمع يا داغر الكلام اللى هقولهولك ده انا سبق و سمعته له انهاردة و انت كمان لازم تسمعه ، انت لسه فى الاول يا داغر متعرفهاش بقالك يومين و شقلبت حالك يا بنى حطيتك فى وضع مكنتش متخيلة اني ممكن اشوفك فيه ،احنا منعرفش عنها حاجة و لا نعرف تربيتها كانت عاملة ازاى طالعة من دماغك ، انا عارفة انك اتاثرت بيها عشان هى حلوة شوية و انت عمرك ما اختلطت ب واحدة بس مش دى يا داغر مش دى اللى تستاهلك ، انت تستاهل واحدة احسن منها بكتير
نهض داغر من مكانه و هو يرسم على وجه عدم الاكتراث قاىلًا
-متقلقيش يا ماما انا والله بفكر فى وجد و لا غيرها ، و زى ما انتى قولتى هى مش مناسبة نهائى انا لو فكرت اتجوز واحدة لازم اتجوز واحدة تفكيرها نفس تفكيرى مش نبقى شمال و جنوب
_______________________________

فى صباح يوم جديد 
دلف حسام الى الورشة فصاح عدى به لافتًا انتباه داغر و رائف
-لا تتحسد نازل بدرى و لوحدك مش مصدق عينيا
صدحت ضحكات حسان و قال بمرحه المعتاد
-لا صدق يا اخويا 
ثم نظر تجاه داغر و هتف بهدوء
-داغر انا مش هشتغل معاكم انهاردة مسافر اسكندرية لو رجعت بدرى هاجى اشتغل تمام
رفع داغر رأسه ينظر له ببرود و سبقه رائف
-خير يا يبه وراك ايه و اسكندرية ايه اللى هتسافرها و احنا عندنا شغل 
حرك حسام كتفيه بلامبالاة و صاح
-مهو مينفعش اسيب وجد تسافر لوحدها هى طلبت منى اسافر معاها عشان عايزة تنقل الورق بتاعها 
دفع داغر تلك القماشة التي مسح بها يده و هتف من بين اسنانه
-روح يا حسام روح 
و ما كاد يتحرك حسام حتى قطب عدى جبينه و هتف بضيق 
-الله طب و اشمعنا انت اللى تروح معاها يا اخى
حرك حسام كتفيه متمتم 
-انت بتسألني انا اسالها
و تحرك من امامهم فوجدها تخرج من البناية فهتف بابتسامة
-اتأخرتى كده ليه 
-كنت بنقى حاجة مقفلة شوية لبسى كله زفت انا لازم اجيبلى هدوم جديدة
صاح حسام بتساؤل 
-و مالها هدومك 
تنهدت وجد مجيبه اياه دون ان تنتبه لمن يراقبهم يسترق السمع لحديثهم
-ما انا بقولك كلها زفت يا حسام انا محتاجة اجيبلى كام حاجة عدلة 
نظر حسام بساعته مغمغم
-طب يلا عشان منتاخرش
تحركوا من مكانهم و لا تزال نظرات داغر تراقبهم و دقات قلبه تزداد كلما رآها  
_______________________________
بعد مرور اسبوعين
و قد حدث بهم الاتى
فوجد قد نقلت اوراقها بمساعدة حسام و مساعدة دكتور ايهاب الذى سبق لها مساعدته وقد سهل عليها الأمر كثيرًا وتم نقلها لجامعة القاهرة كلية الحقوق ، كما أنها قد بدأت تتعمق أكثر وأكثر عما يقربها من الله وبدات بالتنفيذ خطوة تلو الاخرى و لكن حتى الآن لم تاخذ خطوة الحجاب على الرغم من ان ملابسها أصبحت محتشمة و لكن ذلك القرار لم تتخذه بعد ، و خلال الأسبوعين اصبحت تتفادى الجميع منفردة بغرفتها لا تختلط سوى حسام و شقيقها إسلام وحورية التي أصبحت قريبة إليها و تذهب اليها من حين إلى آخر كلما شعرت بالاختناق من المنزل ، أما باسم و الاء فأصبحوا لا يقيمون بالمنزل يوم الخميس مثلما اعتادوا ف الاء لا زالت تأمل بأن تلك الفتاة ستغادر المنزل قريبًا كما انها لا ترتاح لتلك التى تدعى بانها شقيقتها 
أما داغر فطوال الاسبوعين حاول أن يلهي نفسه عنها و عن التفكير بها و لكنه لم يستطع بل كل يوم تتغلغله أكثر و أكثر ، و كم ازعجه تجاهلها له و اقترابها من ذلك الاحمق حسام التى لا يعلم سبب القرب بينهم بعد
أما حسام فلا تزال تلك الفتاة التي تحدثه على موقع التواصل الاجتماعى فيومه لا يكتمل دون ان يتحدث معها و ذلك ما ادهشه من نفسه فهو لم يتلهف لحديث مع أي فتاة لتلك الدرجة من قبل
كان الجميع ينتظرون بمنزل محمود على احر من الجمر فاليوم الذى طال انتظاره ها قد جاء و اليوم سيعلمون تلك النتيجة اللعينة التى جعلتهم يعيشون على اعصابهم فهناك من يريد ان تكون جزء من العائلة حتى لا تفارقهم و هؤلاء لم يكونوا سوى داغر و حسام و إسلام اما الباقى فكانوا يتلهفون لطردها من وسطهم فهم لم يقتنعوا بعد أنها جزء منهم
اما وجد فكانت بغرفتها تتحرك بعشوائية تتلهف لرؤية وجوههم عندما يعلمون النتيجة و يتاكدون من حديثها و ها قد سمعت رنين المنزل فأسرعت خارج غرفتها لتجد والدها واقفًا امامها برفقة اسلام و فاتن أمامهم تهتف بلهفه و الجميع يتطلعون بفضول ممزوج بلهفه ينتظرون اجابته عليها
-ها يا محمود طمنا قولى ان النتيجة سلبية و ان البنت دى مش بنتك….
          🌸___ يتبع ___🌸
#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات