إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقة12

#طغيان_قلب 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل الثانى عشر :
بعدما دلف الى الغرفة مغلقًا الباب من خلفه مسندًا ظهره عليه مغمضًا عينيه بضعة ثوانى … بضعة ثوانى جعلت الدموع تتجمع بعينيه ما زال لا يستوعب بأن لديه ابنه لم يكن يعلم عنها شئ .. فهو لم يكن ابدًا بشخص ضعيف او عديم المسئولية و لكنه لم يرد ان يتعلق بها !! فهو اكثر شخص من بينهم جميعًا كان ينتظر تلك النتيجة و ذلك البرهان و لكنه كان يظهر العكس تمام كان داىمًا و طوال الأسبوعين يظهر عدم المبالاة والاهتمام بها !! لا يعلمون بانه عندما تتيح له الفرصة يراقبها بحذر شاعرًا بصدق حديثها يريد ادخالها الى احضانه ، يريد تعويض كل تلك اللحظات التى لم يعيشوها سويًا ،فتح عينيه على صوت والده الغاضب الذى لا يزال يصدح صوته بالخارج لم يستوعب بعد حقيقة نسبها لتلك الفتاة التى يراها غير مناسبة !!! جز محمود على اسنانه و رفع اصابعه يزيح تلك الدموع التي انسابت على وجنتيه و استدار مفتحًا باب الغرفة خارجًا إلى الخارج واقفًا أمام والده مغمغمًا بغضب مشيرًا للجميع بتهديد ووعيد
-أسمعوا بقى كلكم وجد تبقى بنتى و من هنا ورايح مش عايز اسمع كلمه فى حقها و اللى هيضايقها و لو بحرف هيلاقينى انا فى وشه سامعين ، و اوعاكم تفتكروا ان سكوتى الاسبوعين اللى فاتوا يخليكم تزيدوا فيها معاها انا بسكت بمزاجى و زى ما كنت بسكت بمزاجى هتكلم دلوقتى …
نهض سيد من مكانه و اقترب من محمود تحت صدمة الجميع من دفاعه عنها بتلك الطريقة لم يتخيلوا أن يتحدث معهم بتلك الطريقة و ذلك الصياح من اجلها .. 
فتمتم سيد بانعقاد حاجبيه 
-انتى بتزعقلنا يا محمود ، بتزعقلنا عشان بنت سحر!!!
ازدادت نبرة محمود قسوة و حدة و صرامة مغمغم
-بنت سحر تبقى بنتى و تبقى حفيدتك … و انت من هنا ورايح هتعاملها زى ما بتعامل الاء و داغر و باسم و رائف و زى ما بتعاملهم كلهم ،بنتى مش اقل من حد انت سامع يا بابا
نهض داغر من ماكنه مقتربًا من عمه 
-اهدى يا عمى و حضرتك الكلام اللى بتقوله ده احنا عارفينه كويس و متقلقش محدش هياذيها و لو بكلمة 
ثم التفت ينظر تجاه جده مغمغم 
-هو جدى بس لسه مش مستوعب اللى حصل اعذره 
احتدت نظرات محمود بتحدي و هتف
-انا قلت اللى عندى يا داغر و اللى مش هيحترم بنتى ميلزمنيش 
عقب انتهاء كلماته اتجه لغرفته مره اخرى مغلقًا الباب من خلفه و لكن تلك المرة بعنف شديد
فالتفت داغر تجاه سيد الغاضب و عينيه اشتعلت بنيران غاضبه 
-جدى اعذره بس بصراحة هو معاه حق و اظن ان كلكم اتأكدوا انها واحدة مننا يبقى لازم معاملتكم معاها تتغير و لو مش عشان خاطرها فعشان خاطر عمي…
لم يجيبه سيد و تخطاه مغادرًا المنزل دون أن ينطق بحرف آخر 
أما فاتن و الاء فتبادلوا النظرات و الغضب يتملك كل منهم و السعادة تعتري كل من داغر و إسلام لما فعله محمود ….
_______________________________

وصلت تلك السيارة التى تحمل أغراضهم فهم من سيقطنون بالبيت المجاور لهانى وزوجته فهم المستأجرون الجداد
ترجلت ياسمين برفقة توأمها ياسين من سيارة الأجرة و والداهم ينزل تلك الحقائب بمساعدة سائق السيارة و ياسين 
(ياسين و ياسمين يبلغان من العمر العشرون عامًا فى الفرقة الثالثة بكلية الحقوق)
ياسمين : فتاه متوسطة الجمال طويلة القامة عينيها سوداء و اهدابها طويلة ترتدى الحجاب و لكن ليس عن اقتناع لا تحب ان يفرض احدهم رائيه عليها تنتنظر فارس أحلامها .. فما الذى سيحدث معها بتلك البناية هل ستجد فارسها و هل سيبادلها مشاعرها ام للقدر رآى آخر؟
ياسين : تؤام ياسمين و لكنهم مختلفين تمامًا فهى متوسطة الجمال أما هو يتميز بوسامة وجاذبية غير عادية فعينيه بلون القهوة انفه مستقيم ذات غمازتين تجعل ابتسامته خلابه 
هتفت ياسمين بتذمر 
-احنا هنقعد فى انهى دور يا بابا
-التالت يا ياسمين اجابها ياسين بضيق من تساؤلاتها 
فصاحت مرة اخرى بتذمر و اعتراض
-طب و بالذمة ملقتش عمارة و منطقة احسن من دى
لكزتها والدتها (عايدة) بضيق و هتفت من بين اسنانها
-ده اللى مناسب ابوكى و قريب من الشغل الجديد هتعترضى بقى 
ثم هتفت من بهمس
-متزوديهاش على ابوكى يا ياسمين
نظرت ياسمين لوالدتها بغضب
-انا لا بزودها و لا زفت هو اللى معرفش يحافظ على اللى عمله و بسببه فلسنا و هنضطر نعيش هنا 
لكزتها عايدة مرة اخرى
-طب اخرسي بقى و صوتك ده ميطلعش احسنلك فاهمة و متخليش صوتى يعلى اكتر من كده فى الشارع يا ياسمين
اقترب حامد من زوجته و ابنته الذين يتهامسون و بيديه احدى الحقائب
-فى ايه يا عايدة 
ابتسمت له عايدة ابتسامة مصطنعة و تمتمت 
-مفيش يا حامد سلامتك..
_______________________________

خرج باسم من المنزل برفقة الاء التى كانت تشتعل من حديث والداها و دفاعه عن وجد و صياحه العالى و تهديده لهم فكانت ملامحها مقتضبه فانتبه لصمتها غير العادى قبل الخروج من البنايه فوقت بجانبها و هتف بانعقاد حاجبيه
-مالك يا الاء فى حاجه مضيقاكى
حركت الاء راسها بنفي متمتمه 
-ما انت ما تعرفش اللى حصل
-ايه اللى حصل
و التفتت ينظر حوله و قام برفع نقابها يتفحص ملامحها وبعدما رمقها عده ثوانى انزل نقابها مرة اخرى هاتفًا بضيق
-لا في إيه ده الموضوع جد بقى ، ايه اللى مضايقك اوى كده ، انتى متعرفيش الزعل غلط على الولد ازاى و لا ايه
قطبت جبينها و هتفت بغيظ
-هو ده اللى همك يا باسم الولد و بس و انا ايه 
جز باسم على أسنانه و اقترب منها راسمًا ابتسامة مصطنعة على وجهه يحبها !! نعم يحبها و لكن ليس مثلما تظن فهو لا يحب احد مثلما يحب نفسه ، و الآن و بهذا الوقت زاد اهتمامه بها اكثر من اجل ذلك الحنين التي تحمله بأحشائها ذلك الطفل الذى سيحمل اسمه و سيكون من صلبه فاذا كان يتحمل الاء حتى الآن وخاصة بعد إفلاس والدها فطفله هو السبب … فهو لا يريد ان يبتعد عن ابنه و يربى فى أحضان آخر مثلما تربى هو…
-لا يا حبيبتى طبعا انا خايف عليكى انتى كمان و بعدين مش عايزك تعصبى نفسك مفيش حاجة تستاهل و كلنا عارفين بابا محمود بيحبك ازاى يبقى لازمته ايه كل ده
أخذت شهيقًا طويلًا مغمغمة بهدوء ينافى نيرانها
-انت شايف كده
اماء لها باسم و تحركوا معا للخارج و ما كاد يخرج من البناية حتى وجد حسام بوجهه فهتفت الاء بسخرية
-انت شرفت يا استاذ يا حسام ، ا لسه بدرى نفسى اعرف البت دى عملت فيكم ايه ها و بعدين هى فين الهانم !!!
كان حسام يرمقها بسخرية فهتف باسم بتحذير 
-الاء انا لسه قايلك ايه
-ماشى يا باسم 
و ما كادت تتحرك معه تحت نظرات حسام حتى صاحت 
-موبايلى فين يا باسم 
-مش فى شنطتك
اماءت بنفي متمتمة
-لا شكلي نسيته ثوانى
اماء لها باسم فطرقت الاء الباب مرة أخرى و فتحت لها فاتن التى رمقت حسام وباسم بنظراتها موجهه حديثها ل الاء
-انتى لسه هنا
-نسيت موبايلي
قالتها وهي تدلف الى المنزل
فاقترب حسام من باسم و السخرية على وجهه
-قولي صحيح يا باسم ايه شعورك و أنت بتبص فى عين عمى محمود و انت عامل كده فى بنته
جز باسم على أسنانه و تمتم بصوت خافت خوفًا من ان تستمع الاء اليهم
-اسمع يا حسام انا مش فاهم انت بتتكلم عن ايه 
اقترب حسام منه بسرعة الفهد 
-انت هتستعبط ياض مش عليا ده انا اكتر واحد عارفك ده انا شايفك بعينى دول و انت فى شرم و معاكى بت اجنبيه و طلعت معاها اوضتها
رفع اسم حاجبيه بصدمة و لكنه سريعًا ما سيطر على صدمته و تحدث بنبرة سمعها حسام للمرة الاولى تخرج من فوه
-طب اسمع بقى يا حيلتها انت و الحلوة اللى معاك مش هتعرفوا تعملوا حاجه معايا و اعلى ما فى خيلك اركبه انت و هى و ابقى ورينى هيصدقوا مين فينا ، و لو فاكر انكم تقدروا تلعبوا باعصابى مش هتقدروا مش باسم اللى يتلعب معاه
ثم اقترب من اذنيه وهمس بفحيح الأفاعي
-و خلى بالك من بنت عمك كويس اوى عشان هى لسه فى دماغى مخرجتش منها و هنولها قريب اوى
ابتعد باسم و ما لبث أن يلكمه حسام حتى خرجت الاء و هى تضع هاتفها فى حقيبتها متمتمه
-يلا يا باسم لقيته
_______________________________

هبطت وجد من منزل حورية بعدما قضت معها بعض الوقت فهى تشعر بارتياح شديد مع تلك الفتاة .. ذلك الارتياح التى لا تشعر به مع اهلها .. الذى لم تجده معهم فبحثت عنه بالخارج و اخيرًا وجدته ، وجدت من تقص عليها مخاوفها وشكوكها و اوجاعها !! على الرغم من شكوكها التي تساورها احيانًا و التى تجعلها تشعر بالرهبه من حورية فما فعلته انجى بها ترك بها اثارًا سلبية و لكن تلك الحورية بها شئ جعلها ترتاح لها رغم انفها…
دلفت البناية وهناك زوج من الاعين يتابعها و يتوعد لها و الذى لم يكن سوى امير ذلك الشاب التى جعلته حديث المنطقة بسبب ما فعلته معه ، فهو حتى الان لم ينسى تطاولها عليه و لكنه ينتظر الوقت المناسب فهو سيعلمها درسًا لن تنساه و بعدها سيتسلى على حوريته ، التي يتوق حتى ينولها كثيرًا 
و ما كادت وجد ان تفتح باب المنزل حتى وجدت من ينادي باسمها فأزدادت ضربات قلبها بقوة فهي لأول مرة تنبته لاسمها الذي يخرج من فمه بطريقه جعلت جسدها يرتجف فالتفتت تنظر اليه راسمة قناع البرود متمتمة
-نعم!! فى حاجة
اقترب داغر منها و بيديه عدة حقائب فمدد يده إليها و هو يهتف
-اتفضلى دول عشانك..
انخفضت نظراتها ليديه التى تمددت بالحقائب و سريعًا ما رفعت عينيها هاتفه بتساؤل
-ايه دول ؟؟
رفع داغر يديه يمسح على لحيته الطويلة و تمتم دون النظر اليها 
-دول هدية منى ليكى 
ظهرت شبح ابتسامة على وجهها و شعرت بان قلبها يقفز بمحلة يريد مغادرة مكانه من شدة السعادة و لكنها هتفت بنبرة محتده مصطنعة
-و بمناسبة ايه جايبلى هدية 
واخيرًا رفع داغر عينيه و نظر اليها فارتبكت وجد عندما تقابلت نظراتهم و ابتلع داغر لعابه مغمغمًا
-انا حابب اعتذرلك بالنيابة عن كل اللى هنا ، هما كانوا قاسين معاكى و انا كمان كنت قاسى زيهم بس انا عايز نبدء من جديد يا وجد و تقبلى الهدية البسيطة دى منى
-لا … فى حاجة تانية عايز تقولها
قالتها بحدة وصرامة شديدة أثارت غضبه و ما كاد يتحرك من امامها حتى صدحت صوت ضحكاتها على غضبه ذلك و الذى كان واضحًا وضوح الشمس
فاستدار ينظر اليها بسبب ضحكاتها الغير المبررة بوجهه نظره و التفتت ينظر حوله بان لا أحد يسمع صوت ضحكاتها فوجد نفسه ينهرها بغيره 
-وطى صوتك مينفعش تضحكى كده 
وضعت وجد يديها على فمها مانعة ضحكاتها و هتفت بآسف
-اسفة اسفة بس انت شكلك يضحك اوى 
اقترب منها داغر و هتف بتساؤل
-يضحك ازاى يعنى
ابتسمت له وجد ابتسامة هادئة و هى تهتف بهدوء
-اصل انا كنت بهزر معاك و انت ما صدقت وقومت بتعصب كده و صدرك اتنفخ و قومت متحرك من قدامى 
قطب جبينه و هتف بعدم فهم
-بتهزرى
-اكيد يا بن عمى
لاحت ابتسامة جذابة على وجهه جعلت ضربات قلبها تزداد و ابتلعت ريقها و هتفت و هي تنظر على تلك الحقائب بيده
-ممكن بقى اخد هديتى 
مدد داغر يديه بالحقائب و السعادة لا تسعه فمددت وجد يديها حتى تأخذ الحقائب من يديه و بدون قصد منها تلامست أطراف أصابعهم وبلهفه فتحت الحقائب و سريعًا ما اتسعت ابتسامتها بسعاده و نظرت اليه بعدم تصديق و عضت على شفتيها حتى تكبح دموعها فهتف داغر بترقب بعدما سيطر على تلك الارتجافة التى حدثت له
-عجبوكى يا وجد
-عجبونى بس !!! انا مش عارفة اقولك ايه 
اتسعت ابتسامته و هتف بسعادة متجهًا للخارج 
-متقوليش حاجة كفاية انهم عجبوكى
و ما كاد يخرج من البناية متجهًا ناحية ورشته حتى هتفت بسعادة 
-متشكرة اوى يا داغر
وقف داغر بمكانه بضعة ثوانى فاسمه يخرج من فوها بطريقة اخرى محبة لقلبه تجعله يعشق اسمه
_______________________________

دلفت وجد إلى المنزل وهي تحمل تلك الحقائب و الابتسامة على وجهها و لكن سريعًا ما اختفت تدريجيًا عندما وجدت محمود أمامها يقترب منها يتلقاها داخل احضانه ممسدا على شعرها بحنان أبوي لم تحظٍ به من قبل تجمد جسدها بين يديه لم تعرف اتبادله عناقة أم تظل صامتة بين يديه و لكن مع ذلك الحنان و ذلك البكاء وتلك النبرة المتحشرجة لم تستطع وجد كبح نفسها وترك الحقائب من يديها فارتطمت بالأرض و رفعت ذراعيها تبادلة احتضانه و جسدها ينتفض و الدموع تنساب من عينيها دون توقف تاثرًا بحديثه 
-سامحينى يا وجد.. سامحينى يا بنتى عارف ان اللى بعمله اتاخر بس انا مكنتش عايز اعلق نفسى بحبال دايبة مكنتش عايز اتعلق بيكى وبعدين تطلعى مش بنتى مكنتش عايز اغامر انتى متعرفيش انا كنت بحبك امك ازاى و بعدها عنى قتلنى ازاى رغم اللى عملته معايا و خيانتها ليا بس انا لسه بحبها يا بنتى معرفش ازاى بس لسه بحبها قلبى مش قادر ينساها
اخرجها من احضانها يزيح تلك الدموع التى تنهمر من عينيها بحنان دفين فرفعت وجد يدها ممسكة بيديه وكأنه حبل نجاة لها مقبلة يديه بانهيار
فأخذها محمود بداخل احضانه مرة اخرى و دموعه تنهمر هو الآخر تأثرًا بها فهتف محمود بتوسل و رجاء
-سامحينى يا وجد ، سامحينى على كل لحظة سبتك فيها تسمعى كلمة من حد من هنا و رايح مش هسمح لحد يكلمك نص كلمة انتى بنتى حبيبتى 
هتفت وجد وهى بداخل احضانه
-انا استنيتك انهاردة ، استنيك تاخدنى فى حضنك يا بابا بس انت معملتهاش انت مش عارف انا محتجالك ازاى
اغمض محمود عينيه بوجع و تمتم
-انا اسف يا وجد اسف يا حبيبتى
خرجت وجد من احضانه و نظرت بعينيه و تمتم ببكاء
-توعدنى انك تفضلى جمبى و سندى 
-اوعدك يا وجد … أوعدك
و كان كل من فاتن و اسلام يتابعان ما يحدث و انهمرت الدموع من عين اسلام اما فاتن فكانت تشعر بشعور مختلف تمامًا عن ابنها خاصة بعد اعتراف زوجها بأنه لا يزال يحب سحر غير منتبه لتلك التى استمعت لحديثه...
فهل سيستطع محمود الوفاء بوعده لها أم أنه سيخيب آمالها هو الآخر….
_______________________________

دلف وجد الى غرفتها تشعر بأن الحياة تبتسم لها اخيرًا فتنهدت براحة و وضعت تلك الحقائب على الفراش وتحركت تقف أمام المرآة تبتسم لصورتها بالمرآه رافعة يديها تزيح دموعها و هى تحدث نفسها متمتمه
-متعيطيش يا وجد من النهاردة مش هيبقى فى عياط تانى …
غادرت من امام المرآه متجهه ناحية الفراش مخرجة تلك الهدايا التي جلبها لها داغر و التى لم تكن سوى ملابس للمحجبات و ذلك الحجاب الذى جلبه لها مع كل طقم فقد جلب لها طقمين بحجابهم
فامسكت ذلك الفستان الطويل المحتشم و وضعته على جسدها تنظر إلى نفسها بالمرآة و كم اعجبت بهيئتها تلك و لفت نظرها تلك الجيب القماشى التى جلبه لها فهو لم ينسى شئ و جلب معها تلك الكنزة عضت على شفتيها بسعادة طاغية 
و فجاءة صدح رنين هاتفها بالغرفة فأخرجته من حقيبتها و وجدته حسام فأجابته بابتسامة
-الو
فأجابها حسام بسرعة قائلًا
-وجد جهزى نفسك بكرة هاخدك لواحد صاحبى هيعلمك الفنون القتالية عشان تعرفى تدافعى عن نفسك
_______________________________

ترجلت من منزلها حتى تستطع اللحاق بمحاضرتها بعدما تركها توأمها و ذهب دونها بعد أن مل منها و من كسلها و أثناء هبوطها الدرج و ما كادت تكمل درجات السلم حتى وقفت مكانها تتطلع لذلك الوسيم الذى يدلف الى البناية و تلك الملامح الحادة وتلك اللحية يزينان وجهه فعضت على شفتيها تتطلع به من راسه لاخمص قدمية بتفحص شديد و لم تستطع كبح فضولها فهبطت الدرج و اقتربت منه و هو يخرج مفتاح منزله 
-حضرتك ساكن هنا
تفادى داغر النظر إليها و أماء برأسه متمتم بهدوء 
-ايوة
اتسعت ابتسامتها و هتفت باعجاب واضح
-حلو اوى و انا كمان ساكنه هنا انا ياسمين…
عقبت كلامها بمد يديها تريد مصافحته و ما كاد داغر ان يجيبها حتى سمع باب منزل عمه يفتح على مصراعيه فالتفت ينظر إليه فوجد وجد تقف امامه بذلك الفستان الذى جلبه لها امس و ذلك الحجاب يزين وجهها فشعر بسعادة لم يسبق له الشعور بها و لكن ما هذا الانزعاج الذى يراه على وجهها….
___يتبع___
#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات