إبحث عن موضوع

ساكنة المدرسه

الصدفة في بعض الأحيان ممكن تكون مميتة!!!

أنا (م.د)
عايش في محافظة من محافظات الدلتا بمصر المحروسة.
و انا شاب في ثانوي كنت دايمًا بحب انا و اصحابي بالليل نتجمع و نروح نلعب كورة عند الملعب اللي في أخر منطقتنا، بس فجأة الملعب ده صاحبه باعه و مابقاش يتأجر كملعب للكورة تاني لأنه ببساطة كده اتقلب لمنطقة اتبنى فيها محلات؛ المهم انا و اصحابي ماكنش قدامنا غير اننا نلاقي مكان تاني نلعب فيه كورة و أنسب مكان ل اللعب كان أرض المدرسة الثانوية بتاعت البنات اللي في نص منطقتنا، عرفنا من واحد صاحبنا ان الفراش اللي بيحرس المدرسة دي بيأجر الملعب أو الأرض بتاعت حوش المدرسة للشباب عشان يلعبوا فيها كورة من الساعة ٨ لحد الساعة ١٢ بالليل،
وقتها خدنا بعضنا في يوم و روحنا سألنا الفراش اللي أكد كلام صاحبنا ده ف اتفقنا معاه اننا هنبقى نيجي نأجر منه ساعة يوم الخميس، تحديدًا الساعة الأخيرة اللي بتبدأ ١١ بالليل و بتنتهي في منتصف الليل بالظبط، فعلًا اتجمعنا يوم الخميس و خدنا الكورة بتاعتنا وروحنا المدرسة الساعة ١١ الا ربع، دفعنا الفلوس للرجل و استنينا لحد ما الشباب اللي كانوا بيلعبوا في الساعة اللي قبلنا ما خلصوا لعب و استلمنا منهم الأرض، كنا ١٢ شاب بالظبط، ١٠ مننا ابتدوا يلعبوا على فرقتين لأن الملعب كان صغير ف كنا بنلعب خماسي و الناس اللي بتلعب كورة باستمرار هتفهم معنى كلامي، المهم ١٠ كانوا بيلعبوا و الاتنين الباقيين كانوا قاعدين على مصطبة مبنية كده عند سور من أسوار المدرسة و المفروض ان الاتنين دول هيبدلوا مع اتنين تانيين لما يتعبوا و الاتنين اللي هيتعبوا هيريحوا شوية و بعد كده هينزلوا تاني و هيرتاح غيرهم اتنين تانيين و هكذا لحد ما الساعة تخلص.
ابتدى الماتش و انا فضلت العب لحد ما حسيت بالتعب و طلبت ان حد من الاتنين اللي كانوا قاعدين ينزل مكاني، نزل واحد منهم مكاني و انا قعدت ارتاح شوية و انا بتفرج على الشباب و هم بيلعبوا لحد ما فجأة واحد منهم شاط الكورة جوة مبنى من مباني المدرسة؛ تحديدًا الدور الأول في المبنى اللي ع الشمال، وقتها فضلوا الشباب يتخانقوا مع بعض على مين اللي هيطلع يجيب الكورة لحد ما انا اتدخلت و عملت فيها عم الغضنفر و قولتلهم...
(خلاص يا شباب، انا اللي هطلع اجيب الكورة)
و بالفعل دخلت من باب المبنى اللي كان مفتوح و طلعت عالسلالم لحد ما وصلت لطرقة الدور الأول؛ الدور كان مليان فصول كلهم أضاءتهم منورة، اتمشيت في الطرقة اللي كانت ضلمة على عكس الفصول بس بالرغم من إنها كانت مضلمة لأن مافيهاش لمبات إلا إن النور الخارج من شبابيك الفصول مع نور الكشافات بتاعت الحوش كان مخلي الرؤية واضحة بالنسبة لي، اتمشيت في الطرقة و انا بدور على الكورة يمين وشمال بس ماكنش ليها أي أثر لدرجة ان انا روحت و جيت في الطرقة تلات مرات و برضه مالقتهاش، وقتها قولت لنفسي إن ممكن تكون الكورة دخلت جوة أي فصل من الفصول ف بدأت اروح ناحية الفصول اللي أبوابهم كانت مقفولة لحد ما أخيرًا لقيت باب فصل مفتوح؛ تحديدًا كان الفصل اللي قبل الأخير في الطرقة، زقيت باب الفصل ف اتفتح بسهولة، دخلت و فضلت ادور على الكورة وسط المقاعد لكن فجأة و بدون أي مقدمات لقيت نور الفصل انطفى!
مع طفي النور سمعت صوت باب الفصل وهو بيتفتح و بيتقفل بشكل هيستري و بسرعة جنونية لدرجة ان صوت خبطاته كانت مسببة لي ازعاج، روحت ناحية الباب عشان اخرج لكني فجأة و بعد ما خطيت خطوتين ناحية الباب حسيت ان جسمي كله مشلول!
حسيت كأني اتثبتت في مكاني و مافيش أي طرف من أطرافي راضي يستجيب لأوامر مخي عشان يتحرك، و لما جيت انادي على أي حد من الشباب ماعرفتش لأن لساني هو كمان ماكنش مطاوعني ولا قادر يتكلم، ثواني من الشلل و الخوف عدوا عليا سنين لحد ما فجأة باب الفصل اتفتح و ثبت على كده.. و هنا بقى ظهرت هي؛ كانت بنت شكلها مش واضح اوي لكن عينيها اللي كانت بتنور في الضلمة زي عيون القطط كان مخلياني واقف بترعش من الخوف كأني عيل صغير، قربت مني و مع قربها النور اللي جاي من الحوش للفصل خلاني شوفت بعض من ملامحها كويس، كانت بنت جميلة اه لكن المصيبة انها كانت مدبوحة و رقبتها كانت بتنزف بغزارة، وقتها حرفيًا و اقسم بالله العلي العظيم الزمن وقف بيا، حسيت ان الوقت مابيمشيش و كأني بقالي سنين واقف في الموقف ده، فجأة و ف وسط احساسي بالرعب قربت مني أكتر و قالتلي بصوت رجل مش بنت أبدًا....
(ماتجيش هنا تاني، لو جيت مش هسيبك)
لسه ههزلها راسي بالموافقة بس فجأة لقيت باب الفصل رجع يخبط تاني، بحركة لا أرادية مني بصيت ناحيتة ف لقيته بيفتح و بيقفل بسرعة، رجعت بعيني تاني و بصيت ناحية البنت اللي كانت قصادي بس مالقتهاش و كأنها اتبخرت أو الأرض اتشقت و بلعتها زي ما بنقول، في الوقت ده حسيت ان جسمي اتفك ف خرجت جري من الفصل و خدت الصالة بالسلم جرري في ثواني لحد ما نزلت للحوش لاصحابي اللي أول ما شافوا شكلي بصوا لي باستغراب و واحد منهم قال لي...
- انت نزلت ليه يا ابني تاني، ما تطلع تجيب الكورة زي ما قولت.
ماكنتش قادر اتكلم ولا قادر اصلب طولي فقعدت عالأرض و قولتله و انا بنهج...
- مالقتهاش.. فو فوفوق في عفريتة.
اصحابي اتلموا عليا و شربوني ماية عشان اهدى، و بعد ما هديت حكيتلهم اللي شوفته بالتفصيل بس المصيبة انهم قالوا لي ان انا ماكملتش في الدور ٣ دقايق، يادوب انا طلعت و بعد كده نزلت تاني على طول!
بصراحة مالقتش تفسير للي حصل ولا بقيت عارف اقول لهم أيه، بس هم كانوا مصدقين كلامي لأننا متربين مع بعض و بعدين كان باين على وشي وقتها ان انا مش بكدب ولا بعمل فيهم مقلب يعني، المهم اصحابي لما خافوا من اللي حصل لي خرجوا للرجل الفراش اللي كان قاعد قصاد المدرسة و قالوا له ان الكورة راحت منهم في مبنى من المباني و بعد كده حكوا له على كل حاجة، طبعًا الفراش كدبهم و جه معاهم و طلع هو وهم و انا للدور اللي أول ما طلعناه لقينا في الطرقة بتاعته الكورة!
وقتها الفراش زعق و قال اننا بنكدب و قال كمان ان كل أبواب الفصول مقفولة و أكد كلامه لما زق كل باب من الأبواب بتاعت الفصول و ماتفتحش، حتى الفصل اللي انا دخلته كان برضه بابه مقفول بقفل زي بقية الفصول اللي في دور!
بصراحة انا شكيت في نفسي و حتى اصحابي كذبوني لأنهم شافوا بعينهم بس انا بقى اعصابي كانت بايظة و قولتلهم ان انا مش هكمل لعب ولا هقعد ثانية واحدة كمان في المدرسة دي، وقتها واحد من الشلة قال انه هو كمان اتقفل و عاوز يروح، بعد كده بدأوا الشباب كلهم يقولوا نفس الكلام و كأنها عدوى من الرعب صابت كل اللي واقفين و خليتهم عاوزين يسيبوا المدرسة دي حالًا و ف أسرع وقت، المهم خدنا الكورة و روحنا بعد ما فات تقريبًا ٢٠ دقيقة من الساعة اللي كنا مأجرينها، و بما إننا احنا اللي هنسيب الأرض ف سيبنا الفلوس للفراش و خدنا بعضنا و روحنا؛ ليلتها لما روحت ماعرفتش انام من الكوابيس اللي كنت بشوف فيها البنت دي واقفة قصادي و بتقولي نفس الكلام، مش بس في الليلة دي.. انا الكوابيس فضلت ملزماني لمدة ٤ أيام لحد ما بدأت انسى اللي حصل و ارجع طبيعي زي الأول، بس اللي حصل بعد كده ان انا من ساعة اللي حصل قولت للشباب انِ مش هروح المدرسة دي تاني ولا حتى هعدي من قدامها، بصراحة كل الشلة كانت موافقة على كلامي بالرغم من أنهم كدبوا اللي حكيته وقتها بسبب الفراش و اللي شافوه بس برضه هم كانوا حاسين بقلق وخوف من بعد اللي حصل ف من ساعتها مابقيناش نروح نلعب في المدرسة دي تاني أبدًا....

فاتت سنين و انا خلصت دراستي الثانوية و بعد كده دخلت الجامعة و خلصت دراستي و اشتغلت، اشتغلت ايه بقى!!!!
أيوه.. انا اشتغلت مدرس و حظي الاسود ان انا اتعينت في مدرسة البنات دي، بصراحة لما اتعينت ماكنتش خايف اوي لأني كنت شبه نسيت اللي حصل و بعدين انا أصلًا أيه اللي كان هيخوفني و انا هدخل المدرسة و اخرج منها بالنهار؟!
بصراحة ماكنش في حاجة تخوف ف بدأت اشتغل و ادي حصص هنا و حصص هناك لحد ما ف يوم دخلت ادي حصة في الفصل اياه، يومها دخلت سلمت عالبنات اللي قاعدين في الفصل و رحبت بيهم و هم كمان رحبوا بيا و بدأت اتكلم بطريقة مبسطة كده عن بداية منهج المادة اللي انا هدرسهالهم لحد ما فجأة و أثناء ما كنت بتكلم لقيت بنت من اللي قاعدين ملامح وشها بتتغير و بتتقلب لملامح البنت اللي شوفتها في الليلة المنيلة بتاعت الماتش.... يتبع
(دي قصة حقيقية حكاهالي بطلها زي ما بحكيها كده، القصة هتنزل على جزئين لإنها طويلة جدًا، ده الجزء الأول و الجزء التاني بكرة في نفس المعاد)

#محمد_شعبان
#ساكنة_المدرسة
ساكنة المدرسة
٢

يومها دخلت سلمت عالبنات اللي قاعدين في الفصل و رحبت بيهم و هم كمان رحبوا بيا و بدأت اتكلم بطريقة مبسطة كده عن بداية منهج المادة اللي انا هدرسهالهم لحد ما فجأة و أثناء ما كنت بتكلم لقيت بنت من اللي قاعدين ملامح وشها بتتغير و بتتقلب لملامح البنت اللي شوفتها في الليلة المنيلة بتاعت الماتش، وقتها فتحت عيني و قفلتها و قولت يمكن بيتهيألي ولا حاجة بس فجأة لقيت ملامح كل البنات اللي قاعدين بتتحول لملامح نفس البنت المدبوحة اللي شوفتها من سنين و دلوقتي اهو بشوفها تاني، كلهم كانوا هي و كانوا بيقولوا بصوت واحد باستمرارية و بسرعة تخض...
(مش هسيبك... مش هسيبك.. مش هسيبك... مش هسيبك)
غصب عني خرجت برة الفصل و سيبت الحصة و روحت على مكتب المديرة استأذنت منها ان انا هروح لأني تعبان و مرهق جدًا و محتاج انام، المديرة اللي بعد صعوبة وافقت ف اخدت بعضي و روحت عالبيت و انا تقريبًا منهار و مش قادر اصلب طولي من الخوف و الرعب، دخلت الحمام خدت دش و بعد ما خرجت دخلت أوضتي اتغطيت و نمت من غير ما اتكلم مع أي حد بس أول ما غمضت عيني حلمت بيها و كان المشهد في الحلم نفس المشهد اللي شوفته زمان، كنت واقف في الفصل و الدنيا ضلمة وهي واقفة قصادي، بس المرة دي لما قربت مني قالت...
(انت اللي جيت برجليك لحد عندي تاني، انا مش هسيبك، مش هسيبك)
و فضلت تكرر في الكلمة و تقول مش هسيبك مش هسيبك لحد ما صحيت من النوم و انا مفزوع، فضلت الكوابيس تطاردني كل ما انام لحد ما تاني يوم الصبح روحت المدرسة و انا مقرر ان انا خلاص هقدم بقى قرار نقل و خلاص مش هدخل المدرسة دي تاني، بصراحة المديرة انزعجت لكنها خدت مني الطلب و قالت لي انها هتحاول تنقلني لأي مدرسة تانية لأني قولتلها ان انا مش هشرح كلمة في أي فصل من فصول المدرسة دي لو فضلت فيها، و قولتلها كمان انها لو ماوافقتش على طلبي هروح وزارة التربية و التعليم و اللي يحصل يحصل بقى، المهم سيبت الورقة للمديرة و روحت البيت و بعد كام يوم عرفت انها وافقت على طلب نقلي و عرفت ان الوزارة نقلتني لمدرسة تانية غير المدرسة دي، تاني يوم الصبح من معرفتي بالخبر روحت اخلص متعلقاتي من المدرسة و اسلم على زمايلي و كده لكن اللي استوقفني حاجة مهمة، عم عبد الوهاب الفراش، عم عبد الوهاب اللي كان هو هو نفس الفراش من وقت ما كنا بنأجر الملعب لحد النهاردة، يومها قبل ما امشي من المدرسة قعدت معاه في أوضته و سألته بعد ما عمل لي كوباية شاي و رحب بيا...
- عم عبد الوهاب، فاكر اليوم اللي الكورة اتحدفت مننا فيه عند المبني و...
قاطعني...
- يا ولدي مبنى أيه و كورة ايه، انت من أمتى بتلعب كورة في المدرسة!
رديت عليه...
- يا عم زمان يا عم، زمان جيت انا وزمايلي أجرنا منك الملعب لمدة ساعة و يومها الكورة راحت عند الدور الأول في المبنى اللي عنده الكشافات وانا طلعت اجيب الكورة، بس لما طلعت للدور مالقتهاش، انا لقيت عفريتة!
ضحك عبد الوهاب بشكل هيستيري و قال لي...
- هو انت الشاب ده، ياه يا مستر، ده انت كنت خواف اوي و انت صغير.
رديت عليه بعصبية...
- يا عم عبد الوهاب مابهزرش، انا البنت دي شوفتها من كام يوم في المدرسة تاني، و ف نفس الفصل، و المرة دي بقى كنا الصبح مش بالليل، من يومها و هي مابتسبنيش في الكوابيس و كل شوية تقولي مش هسيبك مش هسيبك، عبد الوهاب بالله عليك قولي حكاية البنت دي أيه و فهمني لأني كده هتجنن!
رد عليا عبد الوهاب و هو واضح عليه الارتباك...
- يا مستر انا انا انا ماعرفش حاجة، انت أكيد كان بيتهيألك، و بعدين ما انت يومها شوفت بعينك ان باب الفصل كان مقفول و انت بتقول انك دخلته و شوفتها جواه، يبقى اكيد بيتهيألك اهو.
قومت وقفت و روحت ناحية باب المدرسة اللي جنب أوضته و انا بقول له...
- انا همشي يا عبد الوهاب و مش هاجي المدرسة دي تاني، بس اقسملك بالله لو ظهرتلي البنت دي تاني هرجعلك و هخليك تقول الحاجة اللي انت خبيتها عليا بالعافية.
رد عليا عبد الوهاب بنفس الارتباك...
- حاجة ايه؟!
قولتله و انا بخرج من الباب...
- الحاجة اللي خلتك ترتبك بالشكل ده، ابقى بص في المراية و شوف ملامح وشك و انت هتعرف انك اتفزعت اول ما جيبتلك سيرتها، سلام يا عبد الوهاب و يارب مارجعلكش تاني لأني مش عاوز اشوفها.
خرجت من باب المدرسة على أمل ان انا مارجعلهاش تاني بس للأسف، الحظ السيء و الكوابيس فضلوا ورايا حتى بعد ما سيبت المدرسة و اشتغلت في مدرسة تانية، بصراحة كنت بستحمل الكوابيس و اعديها لحد ما ف يوم قومت مفزوع من النوم بسبب كابوس منهم كنت هموت بسببه، قومت من النوم و انا حاسس بخنقة رهيبة لدرجة ان روحي كانت بتخرج مني، فضلت كده لدقايق في أوضتي لحد ما قرأت قرأن وهديت شوية، ليلتها كانت الساعة ١٠ بالليل تقريبًا، قومت لبست هدومي و نزلت جري على عبد الوهاب اللي كان قاعد قصاد باب المدرسة كعادته من سنين، اول ما شافني اتنفض من مكانه و قال...
- أيه يا استاذ... خير أيه اللي جابك دلوقتي؟!
رديت عليه و قولتله بعصبية و انا خلاص تقريبًا هضربه...
- بلا استاذ بلا مستر بلا زفت عليك و على دماغك، انت أقدم واحد هنا و شكلك عارف حاجة عن حوار العفريتة ده و مخبيه عليا، و بعدين تقدر تقولي ليه بطلت تأجر أرض المدرسة بالليل زي ما كنت بتعمل زمان؟!
زقني عبد الوهاب و هو بيقول...
- يا عم مش هيفيدك، والله ما هيفيدك ولا هيغير حاجة، انت لو عرفت في ناس ممكن تتأذي و انت مافيش حاجة فيك هتتغير، احسن لك تروح تشوفلك شيخ ولا حد يعالجك و يقرالك قرأن بدل ما تسأل على حكاية لا هتفيدك ولا هتضرك.
وقتها قولت له بعصبية...
- أقسم بالله العلي العظيم يا عبد الوهاب لو ماقولتليش لاهكون...
قاطعني لما قال بهدوء...
- ولا تعرف تعمل حاجة، اعلى ما ف خيلك اركبه و روح للي انت عاوز تروح له، و يلا بقى من هنا بدل ما اطلبلك البوليس.
وقتها عنيا ابتدت تدمع و قولتله...
- يا عم حرام عليك انا مش عارف انام، احكيلي حكايتها أيه و انا اقسملك بالله ما هفتح بوقي، احكيلي بس عشان ابقى عارف انا بيحصل لي كده ليه.
حسيت وقتها ان انا صعبت على عبد الوهاب لأنه جاب لي كرسي و قعدني قصاده، حاول يهديني لأني فعلًا كنت بدأت انهار و اعيط زي العيال الصغيرة، طبطب عليا عبد الوهاب و قال...
- انا هحكيلك يا ابني بس احلف بالله و برحمة والديك اذا كانوا عايشين او ميتين انك مش هتقول كلمة لحد.
رديت عليه...
- مش هحكي لحد صدقني، من غير ما احلف مش هحكي لحد لأني بس عاوز اعرف ايه سبب اللي انا فيه ده و بعد كده أوعدك مش هوريلك وشي تاني.
ابتدى عبد الوهاب يحكي و يقول....
- من سنين كتير يا ابني كنت انا مابقاليش سنتين بشتغل فراش في المدرسة دي، في الوقت ده كنت بقعد نفس قعدتي دي بالليل قصاد باب المدرسة، كنت بجيب الترابيزة دي و السبراتية و اقعد اعمل قهوة و شاي و اسمع اغاني الست ام كلثوم عالراديو لحد الساعة ١٢ او ساعات لواحدة بالليل، كانت الايام شبه بعض و الحياة ماشية عادي جدًا لحد ما ف يوم و انا قاعد بالليل لقيت عربية سودة جت وقفت قصاد باب المدرسة و نزل منها ٣ شباب و رجل كبير، قربوا مني هم الاربعة و لما قربوا اكتشفت إن ف أيدهم سكاكين و مسدسات، بصراحة انا خوفت و خوفت أكتر لما لقيت واحد منهم قال لي...
(اطلع قدامي ع الفصول يا رجل يا...)
بصراحة يا ابني قال لي كلمة أبيحة معناها ان انا رجل "قواد"، خوفت منهم و خوفت اسألهم في أيه لا يقتلوني لأنهم كانوا بيهددوني بالأسلحة اللي معاهم ف سمعت كلامهم و طلعت معاهم عالفصول و انا بتشاهد لأني كنت خلاص متأكد انهم هيدخلوني في أي فصل و يقتلوني، بس هم لو كانوا عاوزين يقتلوني ماكانوا قتلوني في أي حتة و خلاص!
المهم يا ابني طلعت معاهم و فضلنا ندور في الفصول ماعرفش على أيه لحد ما فجأة زقينا باب فصل لقينا جواه واد و بت في وضع مخل!
انا أول ما شوفتهم خرجت عن شعوري و فضلت اضرب فيهم غصب عني لحد ما الرجل و الشباب اللي معاه اتدخلوا و بعدوني عنهم، وقتها اتهور شاب منهم كان ماسك سكينة و فضل يطعن في الواد اللي كان مع البنت لحد ما وقع جثة على الأرض، بعد كدة لحق البنت اللي طلعت تجري في الفصل و جري وراها لحد ما جابها و دبحها قصادنا!
الموقف كله كان زي الصدمة اللي مرت في ثواني لحد ما فوقت منها لقيت قصادي جثتين؛ واحدة لشاب و واحدة لبنت، و ورايا ٣ شباب و رجل ماعرفهمش، لفيت و بصيت لهم و لسه هسألهم في أيه لقيت الرجل الكبير اللي كان معاهم قال لي...
(كانت بتستغفلني و بتستغفل امها و اخواتها و بتقول انها رايحة عند صاحبتها، ولما خروجها من البيت زاد عن حده قررت ابعت حد لبيت صاحبتها و عرفت انها مابتروحش عندها مش شهور، وقتها قررت اراقبها... عرفت انها بتقابل الواد ده و بياخدها و ينطوا جوة المدرسة من عند السور القصير اللي ورا المبنى اللي احنا فيه ده، أول ما شوفتهم لفيت بالعربية انا و اخواتها و دخلنا عشان نشوف المنظر ده... منها لله، ربنا يجحمها مطرح ما راحت هي وهو)
وقتها رديت عليه و قولتله بارتباك...
(طب و الشاب ده ذنبه أيه... اخوها اللي قتلها ده ذنبه أيه يتسجن ولا يتعدم، و انا ذنبي أيه لما الحكومة تعرف ان انتوا قتلتوا اتنين في فصل و انا قاعد بحرس المدرسة)
وقتها رد عليا الرجل...
(ابني مش هيحصل له حاجة، و انت لأنك ماكنتش تعرف ف انا هسامحك و مش هموتك زيهم، و ماتقلقش انا هديك قرشين عشان ماتفتحش بوقك، ماتخافش... احنا هننضف كل حاجة و هنشيل الجثث من هنا و هندفنهم بمعرفتنا)
وقتها سكتت و مابقتش عارف ارد، بس فعلًا واحد من الشباب دول راح جاب شوالين من العربية و حط فيهم الجثث و الاتنين التانيين ابتدوا ينضفوا المكان و بعد كده شالوا الجثث في الاشولة و نزلوهم للعربية بعد ما طبعًا نضفوا أثار كل حاجة، عملوا اللي عملوه ده و مشيوا، مشيوا هم و انا فضلت قاعد الطم في أوضتي زي الحريم لحد الساعة ٣ الفجر، وقتها لقيت باب المدرسة بيخبط، قومت اشوف مين اللي بيخبط لقيته شاب من التلاتة جايب لي شنطة سودة اداهالي و هو بيقول...
(الحاج بيقولك خد دول و انسى الليلة دي باللي شوفته فيها، و بيقولك كمان انهم اندفنوا و لو حد سألك عن البنت ولا عن الواد قول ماعرفش و ماشوفتهمش)
بصراحة يا ابني خدت الشنطة و دخلت أوضتي و فضلت قاعد فيها و انا مسهم لحد الصبح، عدت أيام و الدنيا مشيت طبيعي جدًا لحد ما سمعت ان في طالبة من طالبات المدرسة اختفت و أهلها مش لاقيينها، الشرطة جت و سألت لكن في الأخر ماوصلوش لحاجة، لأن بعد التحريات و البحث الشرطة رجحت انها ممكن تكون هربت مع شاب كان في بينه و بينها علاقة و الشاب ده هو كمان اختفى من وقت اختفاءها و اهله بيدوروا عليه هو كمان، اتقفلت القضية و الموضوع اتقفل نهائيًا و انا يا ابني سكتت لأني رجل غلبان و أهل البنت دول كانوا تجار مخدرات و عرفت بعد كده انهم سابوا المحافظة بحالها من وقت ما ابو البنت دي مات هو كمان بعد اللي حصل ليلتها بكام شهر، فاتت شهور و انا كل ليلة بسمع بلاوي من جوة المدرسة بس الشهادة لله ماكنتش بدخل و كنت بفضل اشغل قرأن لحد ما الفجر يأذن و من بعدها كل حاجة كانت بتسكت، وقتها يا ابني كنت قولت للمديرة اللي كانت ماسكة المدرسة ساعتها انها تعلي السور القصير اللي ورا المبنى عشان ماحدش ينط منه و فعلًا زودوا ارتفاع السور و ركبوا كشافات بناءًا على طلبي، ومن وقتها بقى و انا بقيت بأجر الأرض بتاعت الحوش بالليل كملعب كورة للشباب، لحد ما حصلت كذا حاجة زي اللي حصلتلك كده و ابتدت شباب كتير تتأذي بسبب الموضوع ده ف مابقاش حد يجي يأجر الحوش و من الوقت ده و الحال زي ما انت شايف كده... سكوت.
خلص عم عبد الوهاب كلامه و انا قاعد متنح له، كنت مبرق و فاتح بوقي و كأني بتفرج على فيلم رعب مش بسمع حكاية حصلت بجد، خلص عبد الوهاب كلامه و انا قولتله بذهول...
- يعني المدرسة دي اتسكنت بروح طالبة اتقتلت هي و عشيقها من أهلها و انت اتسترت عالجريمة؟!
رد عبد الوهاب و قال لي...
- طالبة ايه... دي تستاهل حش رقبتها، انا لو مكان ابوها ماكنتش هعمل اقل من اللي عمله، و بعدين جريمة ايه، مافيش جريمة أصلًا لأن مافيش جثة وحتى اهل البت مشيوا من المحافظة زي ما قولتلك، ف حتى لو سيادتك كده زي الشاطر روحت بلغت ماحدش هيصدقك و هيقولوا عليك مجنون لإنك ببساطة ماتعرفش هم اندفنوا فين و انا نفسي لحد النهاردة ماعرفش.
بصراحة عبد الوهاب كان معاه حق، ما انا هروح اقول للشرطة ايه، هروح اقولهم انا شوفت عفريته بنت قتلوها اهلها في المدرسة و بعد كده خفوا جثتها هي و عشيقها و سابوا المحافظة خالص!
و بعدين اصلا القضية اتقفلت من زمان على حسب كلام عبد الوهاب!!!

روحت البيت و انا تايه و مش مركز لكني عرفت عالأقل حل، انا بقيت بشغل قرأن جنبي و انا نايم دايمًا لكني برضه كنت بحلم بكوابيس بس مش ببشاعة اللي كنت بشوفها قبل كده، عدت ايام و شهور و سنين و الوضع الحالي إن انا بقيت مدرس أول... و لحد النهاردة ماتجوزتش ولا هتجوز بسببها، انا خلاص اتعودت عليها و بقيت متعود على زياراتها كل ليلة زي ما اتعودت على عيشتي كعازب بسبب إن انا كل ما اجي اتقدم لواحدة تقوم هي معفراتاها و جاية لها في الأحلام لحد ما تجننها او تكرهها فيا ف تسيبني، بصراحة جربت كذا مرة لكن ماكنش في جوازة بتكمل ف عرفت انها بتحبني و هتفضل ملازماني لحد ما اموت لأني برضه روحت عند شيوخ كتير لكن من غير أي فايدة، هي مابتمشيش ولا هتسيبني لأنها بقت قدري، و بالنسبة لعبد الوهاب الفراش ف بعد ما حكى لي الحكاية دي بكام أسبوع اختفى بعد ما ساب المدرسة و مشي، والله اعلم بقى هو مات ولا لسه عايش، بس انا لسه لحد النهاردة بشوفها كل ليلة لدرجة ان انا اتعودت عليها و مابقتش اعرف انام اللي و هي نايمة جنبي.. اه ما انا بقيت اشوفها في الحقيقة كمان بس بشكلها العادي مش وهي مدبوحة، بقت بتجيلي كل ليلة بالليل و تفضل قاعدة معايا لحد الفجر او لحد ما انام.... اقولك المصيبة بقى.. "انا حبيتها"
حبيت عفريته مدرسة الثانوية بنات....
دي كانت حكايتي يا استاذ محمد اللي بتمنى ان حضرتك تحكيها من غير ذكر أسمي لأني حاليًا مدرس كبير و له أسمه، أو ممكن تذكر الحرف الأول من أسمي و الحرف الأول من أسم ابويا؛ و ياريت ماتذكرش اسم المدرسة ولا المحافظة ولا المنطقة، ولا اقولك انت أصلًا مش هتعرف كل ده لأن انا بعتلك القصة من حساب وهمي هقفله بعد ما اتأكد انك قريت حكايتي و هتكتبها للناس، اكتبها للناس و انا هشوفها و هقراها و هعلقلك بس من أكونت مزيف برضه و صدقني مش هتعرفني ولا أي حد من اللي بيتابعوك هيعرفني لأن عمري ما هدخل صفحتك من أكونتي الأساسي، و قولوا عليا بقى زي ما تقولوا... قولوا مجنون قولوا ملبوس قولوا اللي يريحكوا، بس اللي يريحني انا ان حكايتي كلكوا تعرفوها... 
تمت

(الحكاية دي حد بعتهالي من فترة و قال لي انها حقيقية، الغريبة بقى إنه عمل لي بلوك بعدها و مش عارف اوصل لأي معلومات عنه، حابب اقوله ان انا اهو كتبتها زي ما انت حكيتها و ماغيرتش فيها، انا بس أعادت صياغتها و ظبطت حباكاتها عشان تبقى قصة تنفع انها تتحكي لأنك بصراحة كنت باعتها بشكل مهلهل لا يصلح انه يبقى قصة، و بالنسبة لرأيي كمحمد شعبان ف انا مش مصدق الحكاية بصراحة و شايف انها قصة جميلة لكنها مش حقيقية، و لكن انا بس بنقل الحكايات الحقيقية ليكوا و انتوا تحكموا لأن دي مهمة العارف، العارف بيعرف القصة من اللي حصلتله و بيجمعها من أبطالها و بيحكيها للقراء و بيعرفهم بيها، هي دي مهمة العارف و العارف كمان مهمته انه يعرف هل انتوا مصدقين الحكاية دي ولا لأ؟؟؟)

#محمد_شعبان

ليست هناك تعليقات