إبحث عن موضوع

شنطة الحلاق

الفرق بين الأنسان زمان قبل الظهور الحضارات و الأنسان دلوقتي هو إنه كان ممكن زمان يشوف الجن بسهولة و يتعامل معاهم إنما دلوقتي فالموضوع بقى صعب ويمكن كمان أشبه بالكابوس، أما الفرق التاني ف هو إن الأنسان زمان كان شكله غير دلوقتي؛ يعني شكله و هيئته و شعره الطويل كانوا مخلينه مختلف عن دلوقتي، و مع مرور الزمن ابتدى الأنسان أو الرجل تحديدًا يحلق الشعر زيادة في راسه، و مع تقدم الزمن و تطور الحضارات ظهرت مهنة الحلاق أو (المزين) اللي بيشيل الشعر الزائد في راس الشخص عشان شكله يبقى أجمل، و من عند مهنة المزين اللي هي مهنتي بتبتدي الحكاية....
أنا سعيد عبد الكريم
أو زي ما الناس بيقولوا لي (عم سعيد المزين) و الأسم ده اتشهرت بيه نظرًا لكبر سني و كمان عشان شغلانتي كحلاق اللي ورثتها أبًا عن جد...
ابتدت حكايتي من اليوم اللي جالي فيه لمحل الحلاقة بتاعي شاب من شباب المنطقة أسمه (حسين) عشان اطلع معاه البيت أحلق لوالده القعيد، والد حسين اللي هو الحاج أنور بقى قعيد من حوالي شهر كده، الرجل من فترة وبين يوم ليلة أحواله اتبدلت و بقى يتشنج كتير لحد ما ف مرة ابنه دخل عليه الحمام لقاه واقع عالأرض وهو فاقد الوعي، جري بيه حسين عالمستشفى اللي خرج منها بعد فترة ومن يوم ما خرج و هو بقى قعيد و مابينطقش؛ فسر الدكاترة حالة عم أنور بإنها جلطة أدت لشلل تام بس في الحقيقة أهالي المنطقة كانوا بيقولوا عنه إنه ملبوس، بصراحة انا بقى مابصدقش في الكلام ده و عشان كده ماهمنيش و طلعت مع حسين البيت عشان احلق لوالده القعيد، طلعت معاه في الحقيقة لسببين.. السبب الأول هو إن انا عمري ما قولت للرزق لأ، و السبب التاني هو إن انا قولت بيني و بين نفسي اطلع احلق لرجل عجوز هده المرض و قلة الحيلة و بكده ابقى بكسب فيه ثواب..
طلعت مع حسين البيت و حلقت لوالده اللي كان طول ما انا بحلقله وهو قاعد عالسرير عمال يبصلي بصات غريبة انا ماكنتش فاهمها لدرجة إن انا غصب عني اتوترت و عورته تعويرة خفيفة كده في دقنه، وقتها سيبت الموس من إيدي لأني حسيت برعب و فزع مش مبررين، ساعتها ابنه طمنني و قال لي انه بيبص البصات الغريبة دي للناس كلها من يوم اللي حصل له لأن مافيش أي طرف بيتحرك من أطرف جسمه ولا حتى بيتكلم.. هو كأنه بيتكلم و يتحرك بحركات عينيه و بصاته، اتطمنت شوية بسبب كلام حسين و خلصت الحلاقة للرجل بسرعة و بعد ما خلصت لميت حاجتي في الشنطة اللي كانت معايا و حاسبت حسين على حق الحلاقة و خدت بعضي و رجعت عالمحل، لما وصلت المحل كنت حاسس إن انا متوتر و مش قادر اشتغل ف قولت بيني و بين نفسي إن انا هطلع البيت اريح النهاردة و تاني يوم الصبح هبقى انزل افتح المحل، خدت الشنطة اللي فيها العدة معايا لأني ماكنتش قادر اطهر الامواس و المقصات اللي فيها بسبب توتري و ارهاقي ف قولت اخد الشنطة معايا و اطلع انام و الصبح أول ما اصحى ابقى اطهر العدة و اشيلها في دولاب البيت كالعادة لأن العدة اللي بطلع بيها شغل برة كنت متعود دايمًا اشيل جزء منها في البيت عشان تبقى احتياطي و احافظ عليها أكتر، طلعت البيت و سلمت على بنتي الوحيدة (سلمى) اللي عندها ٢٠ سنة؛ سلمى ماليش غيرها من بعد موت امها و انا اللي ربتها و كنت لها أم و أب من ساعة ما امها ماتت من خمس سنين، المهم طلعت البيت و انا مش قادر اتكلم ولا احط لقمة في بوقي لأني كنت مرهق أرهاق مش طبيعي، حاولت سلمى تكلمني او تهزر معايا كعادتها لكني و على غير العادة صديتها و خدت بعضي و دخلت انام في أوضتي، حطيت راسي عالمخدة و أول ما فردت جسمي عالسرير روحت في نوم عميق ماصحيتش منه إلا على ريحة وحشة اوي، كانت ريحة أشبه بريحة الورق اللي بيتحرق!
فتحت عيني بالراحة وقعدت عالسرير و انا بنادي على سلمى بصوت عالي عشان اسألها عن سبب الريحة اللي كنت شاممها، أول ما قعدت عالسرير و ناديت على سلمى لفت نظري حاجة غريبة كانت ظاهرة قصاد سريري بسبب نور الصالة اللي كان واصل للأوضة عن طريق الباب المفتوح، سكتت فجأة لما شوفت الحاجة دي بوضوح.. الحاجة دي كانت شخص طويل اوي مش باين منه أي حاجة غير عينيه اللي كانوا بينوروا نور أحمر أشبه بجمرتين نار.. حسيت للحظة كده إن انا مش مصدق اللي قصادي ف غمضت عيني و فتحتهم تاني عشان لو بتخيل ولا حاجة يعني بسبب إن انا لسه صاحي من النوم الخيال ده يروح، بس لما فتحت عيني الشخص اللي كان واقف قصادي ده كان لسه واقف زي ماهو و الريحة اللي كنت شاممها بقت ظاهرة أكتر و اكتر لدرجة إن انا غصب عني سعلت بقوة، بصيت للشخص اللي قدامي ده و انا بسعل و قولتله بقلق...
- ان ان ان انت مين؟!
أول ما قولتله كده حسيت انه بيقرب من السرير لحد ما بقى واقف تحت رجلي بالظبط، أول ما بقى قريب اوي كده فجأة لقيت نور الأوضة اتفتح و ساعتها شوفته بهيئته الكاملة؛ كان شخص طويل و عاري تمامًا بس ماعندوش أي عضو تناسلي يدل إذا كان ذكر أو أنثى، و جسمه كله ماكنش فيه شعراية واحدة لدرجة إن جلده اللي لونه أزرق كان ظاهر قصادي بوضوح، أما بالنسبة لملامح وشه ف فمه كان كبير جدًا لدرجة ان الفتحة بتاعته مالية وشه بالكامل و مالوش دقن، و سنانه السودة المدببة كانت واضحة وضوح الشمس بسبب إنه كان من غير شفايف و كمان من غير أنف و عيونه كان لونهم أحمر تمامًا بس اللون الاحمر بتاعهم كان بيلمع زي النار، تفحصته كده لثواني و انا مابنطقش لحد ما لقيت نفسي لا إراديًا بقول له...
- أنت مين... أنت جن؟!
أول ما قولتله كده رفع دراعه اليمين و شاور بكف إيده اللي كان فيه خمس صوابع طالع منهم ضوافر طويلة اوي و لونها أسود.. شاور بصوابعه ناحية حاجة وراه و قال كلام انا ماسمعتوش خارج منه لأ.. هو قال كلام انا سمعته جوة ودني بصوت رفيع اوي...
(أنا هنا لتنفيذ مهمة... سأنتقم ثم أرحل)
بصيت مكان ما كان بيشاور لقيت بنتي سلمى واقفة وراه بتبصلي و بتعيط، أول ما شوفتها حاولت اقوم من مكاني بس ماقدرتش لأني حسيت إن انا متكتف أو مشلول و مش قادر اتحرك، كنت عاوز اقوم الحقها لأنها كانت ماسكة موس الحلاقة اللي كان في الشنطة و بتقربه من رقبتها، حاولت اصرخ او اتكلم او اتحرك لكن مافيش... انا كنت مجرد مشاهد بيتفرج وهو بيعيط على بنته الوحيدة اللي قربت الموس من رقبتها و فضلت تحركه بالراحة و تمشيه عليها شمال و يمين لحد ما الدم غرق الدنيا و فجأة وقعت جثة على الأرض بعد ما دبحت نفسها...
أول ما ده حصل قرب مني الجن ولا الشخص ده و مد أيده ناحيتي و ضربني بكل قوة على راسي عشان اغيب عن الوعي من قوة الضربة...
قومت بعد فترة ماعرفش قد ايه لقيت نفسي في أوضتي و نايم على سريري، قومت ابص في أرض الأوضة زي المجنون على جثة بنتي اللي دبحت نفسها بس الحمد لله مالقتهاش ولا لقيت أثر لأي دم ولا أي حاجة تدل انها عملت في نفسها اللي عملته في الحلم الغريب اللي شوفته و انا نايم ده في الحقيقة، خرجت من أوضتي لأوضة سلمى و انا بنادي عليها بس أول ما دخلت أوضتها و فتحت النور اتصدمت من اللي شوفته، انا لقيت بنتي نايمة على سريرها وهو غرقان دم لإنها كانت مدبوحة و إيدها اليمين مفرودة جنبها و عالأرض جنب سريرها كان واقع الموس اللي كان في الشنطة وهو غرقان دم هو كمان.... بنتي بجد دبحت نفسها!!!!
يتبع

#محمد_شعبان
#شنطة_الحلاق
شنطة الحلاق
(٢)

قومت بعد فترة ماعرفش قد ايه لقيت نفسي في أوضتي و نايم على سريري، قومت ابص في أرض الأوضة زي المجنون على جثة بنتي اللي دبحت نفسها بس الحمد لله مالقتهاش ولا لقيت أثر لأي دم ولا أي حاجة تدل انها عملت في نفسها اللي عملته في الحلم الغريب اللي شوفته و انا نايم ده، خرجت من أوضتي لأوضة سلمى و انا بنادي عليها بس أول ما دخلت أوضتها و فتحت النور اتصدمت من اللي شوفته، انا لقيت بنتي نايمة على سريرها وهو غرقان دم لإنها كانت مدبوحة و إيدها اليمين مفرودة جنبها و عالأرض جنب سريرها كان واقع الموس اللي كان في الشنطة بتاعتي وغرقان دم هو كمان.... بنتي بجد دبحت نفسها!!!!
وقفت لمدة ثانيتين كده و انا مش مصدق اللي انا شايفه، معقول كل اللي ليا في الدنيا انتحرت!!
ماحستش بنفسي الا و انا شايلها و نازل بيها جري على اقرب مستشفي، دخلت أوضة الطواريء في المستشفى و طبعًا الدكاترة خرجوني برة، كنت واقف ببص على باب الأوضة و ببص على الدم اللي في أيدي و انا مش مستوعب الكابوس الواقعي اللي انا فيه، كنت حاسس وقتها ان انا فضلت أبني عمارة لمدة ٢٠ سنة و فجأة العمارة دي وقعت فوق راسي، ده كان أحساسي وقتها و ماقدرش اوصف أي أحساس تاني لأني ماكنتش واعي بالدرجة الكافية، قطع سرحاني و ذهولي الدكتور لما خرج من الأوضة اللي كانت فيها وهو بيقول...
-انت ابوها؟!
رديت عليه..
- ايوه يا دكتور انا ابوها و ماليش غيرها في الدنيا من بعد موت امها... بنتي عايشة يا دكتور؟!
رد عليا بعدم اهتمام و هو بيسيبني و يمشي..
- استناني.. خمس دقايق و راجع.
جريت وراه و حاولت اسأله بنتي عايشة ولا لأ لكنه ماردش عليا و فضل ماشي لحد ما خرج من المبنى اللي كنت واقف فيه، رجعت جري للأوضة اللي فيها بنتي عشان ادخل اشوف هي فيها أيه لكن الممرض منعني و قال لي دي أوامر الدكتور، فضلت واقف مسهم قصاد الباب لحد ما فجاة لقيت الدكتور قصادي و معاه اتنين عساكر و ظابط خدوني من أيدي و ودوني عالقسم، حاولت اسألهم في أيه لكنهم ماكنوش بيقولوا لي غير جملة واحدة...
(أسكت يا قاتل بنتك!!)
روحت معاهم عالقسم و منه للحجز اللي قعدت فيه ساعات، بعد كده خرجوني و ودوني لمكتب الظابط اللي قال لي...
- احكيلي يا عم سعيد بقى قتلتها ليه؟!
رديت عليه و انا مذهول..
- قتلت مين؟!... انا اقتل بنتي؟!
رد عليا بتهكم...
- أه، اومال مين اللي دبحها؟!
أول ما قال لي كده حكيتله كل اللي حصل و بعد ما خلصت كلامي فضل يضحك بهيستريا و بعد كده قال لي...
- أه جن ازرق و عفريت و بنتك انتحرت، سعيد انت عاوز ترسم الجنان عشان تتحول لمستشفى المجانين و ماتتعدمش؟!
رديت عليه...
- يا فندم اقسملك بالله انا لا مجنون ولا بخرف و كل اللي حكيتهولك ده حصل بالفعل.
رد عليا الظابط وهو متعصب..
- يا عم ماتستعبطنيش، الكلام المبدئي للطب الشرعي بيقول ان حد دبحها مش هي اللي انتحرت، و كلام المعمل الجنائي اللي راح عندك مع القوة اللي اقتحمت الشقة بعد ما قبضنا عليك بيقول إن الموس اللي تم بيه الذبح اليد بتاعته مافيش عليها أي بصمات غير بصماتك، ده حتى يا رجل بصمات بنتك مش عليه... ده على افتراض انها انتحرت بيه يعني زي ما انت بتقول.
كنت بسمع كلام الظابط و انا سرحان و مش مصدق لحد ما قطع سرحاني و قال...
- انت هتفضل في الحجز لحد ما يطلع التقرير النهائي للمعمل الجنائي و بعده الطب الشرعي، و بعد كده بقى هحولك للنيابة و هم يتصرفوا معاك... تعمل عليهم مجنون بقى ولا ملبوس ده شيء هم يفصلوا فيه بمعرفتهم.
رديت عليه و انا ببكي...
- والله العظيم انا لا مجنون ولا...
قاطعني...
- هششش... تعالى يا عسكري خده عالحجز.
دخل العسكري و خدني عالحجز اللي فضلت فيه أيام ماحدش جه زارني فيهم غير واحد صحبي فاتح محل بقالة جنب المحل بتاعي، كان بيجيب لي أكل و سجاير كل يوم تقريبًا بحكم اننا جيران من زمان، عدت أيام و انا مش فاهم ولا عارف حاجة لحد ما ف يوم لقيت عسكري واقف على باب الحجز و بيقولي إن الظابط عاوزني في مكتبه، روحت معاه لمكتب الظابط اللي أول ما شافني أذن لي إني أقعد و بعد كده اتكلم وهو بيقلب في ورق قصاده عالمكتب..
- تقرير المعمل الجنائي و تقرير الطب الشرعي وصلوا لي.
بصيتله بنظرة فاضية و انا مش عارف أقول أيه لكن هو اللي قال لما ساب الورق اللي ف أيده و مسك ورقة و قلم و اداهملي وهو بيقول...
- امضي على الورقة دي كده.
مسكت القلم و مضيت عالورقة اللي كانت بيضا تمامًا و بعد ما مضيت مسك الظابط الورقة و بص فيها و بعد كده حطها قصاده و بص لي...
- سعيد.. مش انت اللي قتلت بنتك.
أول ما قال لي كده رديت عليه بحزن..
- ما انا عارف ان انا ماقتلتهاش.. بس ازاي..
قاطعني..
- تقرير الطب الشرعي بيقول إن اللي دبحها شخص أشول (يعني بيستخدم أيده الشمال كويس جدًا و كمان ايده مابتترعشش زي ايدك كده) أما بقى تقرير المعمل الجنائي ف بيقول إن الشفرة اللي تم بيها الذبح ماكنش على اليد بتاعتها أي بصمات زي ما قولتلك بس المسح الحراري أظهر أن في بعض من بصماتك ممسوحة، يعني وارد جدًا يكون حد دخل الشقة بالليل و انتوا نايمين و قتلها، و الحد ده وارد انه يكون كان لابس جوانتي و عمل اللي عمله ده و خرج من غير ما حد يحس بيه.
وقتها رديت على الظابط و قولتله...
- بس انا بنتي كانت شولة، كانت دايمًا بتستخدم إيدها الشمال!
رد عليا الظابط وقتها و قال لي..
- و ده بقى يقودنا ل النقطة التانية، سلمى يا حاج سعيد ماكانتش أنسة، سلمى كانت مدام.
أول ما الظابط قال لي كده قولتله و الدموع في عينيا...
- از از ازاي؟!!!
رد عليا بحزن..
- زي ما بقولك كده، تقرير الطب الشرعي هو اللي بيقول؛ و بيقول كمان إن عملية الذبح تمت بواسطة شخص تاني، يعني هي مانتحرتش و انت ماقتلتهاش، أو بمعنى أصح كده في قاتل مجهول و احنا هنحاول نوصل له.
وقتها قولت للظابط...
- بن بن بنتي مدام... طب ازاي؟!
قام الظابط من مكانه و جه قعد قصادي بعد ما طلع موبايل من الدرج عنده، الموبايل ده كان موبايل سلمى بنتي اللي اداهولي وهو بيقول...
- سجل المكالمات ممسوح بالكامل، بس انا تواصلت مع حد من مباحث الاتصالات وهو المفروض هيبعت لي أخر الارقام اللي اتصلت بالرقم بتاعها أو الرقم اتصل بيها... المفروض ان التقر...
قطع كلام الظابط العسكري لما خبط عالباب، سمح له الظابط انه يدخل و لما دخل اداله ورقة مسكها الظابط و بص فيها كويس و قال لي..
- أخر ارقام اتصلت بيها بنتك قبل ما تحذف سجل المكالمات كان رقم بنت اسمها داليا أحمد و رقم رجل أسمه عدوي حسين!... تعرف حد منهم؟!
رديت على الظابط...
- أه اعرف داليا، داليا هي اقرب صاحبة لسلمى، أما عدوي ده ف انا ماعرفوش.
رد عليا الظابط و هو بيقوم عشان يقعد على كرسي المكتب...
- احنا نجيبهم هم الاتنين و نستجوبهم.
رفع الظابط سماعة التليفون و عمل شوية اتصالات قدر بيهم يعرف عنوان داليا و عنوان عدوي اللي بعد ما عرف عناوينهم بعت لهم رجالة من القسم عشان يجيبهم ويحقق معاهم، فضلت قاعد مع الظابط في المكتب و انا ساكت و بحاول اترجم كل اللي بيحصل لكن مخي كان واقف، كنت حاسس ان انا هتجنن من اللي سمعته لحد ما بعد حوالي ساعة تقريبًا العسكري بلغ الظابط إن عدوي و داليا واقفين برة.. رد عليه الظابط و قال له يدخل عدوي الأول، دخل رجل لابس جلابية لونها رمادي و لابس على صدره سبح كتير و على راسه كان لابس طاقية شكلها عجيب كده، بص الظابط لعدوي و قال له...
- تعرف أيه يا عدوي عن القتيلة سلمى سعيد؟!
أول ما الظابط قال كده عدوي بدأ يترعش و قال بخوف..
- قت قت قتيلة؟!... قتيلة ايه يا بيه لأ انا ماليش في القتل، انا رجل بتاع سحر و أعمال و دجل و نصب أه.. إنما قتل يا نهار اسود، قتل ايه لأ... و بعدين مين سلمى سعيد دي؟!
طلع الظابط صورة لبنتي و وراها لعدوي اللي أول ما شافها قال بارتباك...
- هي البت دي اتقتلت؟!
رد عليه الظابط...
- يعني كنت تعرفها؟!
رد عدوي...
- أه يا فندم اعرفها.. البت دي جت لي من مدة كبيرة و خلتني اعمل عمل لواحد عشان تأذيه، بصراحة دفعتلي كتير هي و صاحبتها اللي كانت معاها ف عملتلها عمل بالأذى في أزازة فيها دم و قولتلها ترش الدم ده على عتبة اللي هي عاوزاه يتأذي لأنها ماعرفتش تجيبلي حاجة من قطره عشان أذيه هو بطريقة مباشرة... و من يومها بقى و هي كل شوية تتصل بيا و تقولي ان الواد ماجرالوش حاجة و و و لحد ما زهقت منها و مابقتش ارد على تليفونتها، بس الشهادة لله يا بيه العمل اللي انا عملته لها ده يودي اجدعها رجل في داهية و...
قاطع عدوي الظابط لما قال...
- و اخر ما زهقت من زنها روحت رايح لها البيت عشان تقتلها صح كده؟!
رد عليه عدوي بخوف..
- و ربنا يا باشا ما قتلتها، و بعدين انا هقتلها ليه يعني.. هي كده كده كانت بتزن و ترن كتير بس هي ماكانتش تقدر تأذيني ولا حتى حاولت عشان أذيها أو أقتلها.
رد عليا الظابط..
- طب انت بقى هتنورني في الحجز شوية لحد ما نشوف حكاية الأذية دي.
قال الظابط كده و نده على العسكري عشان ياخد عدوي و يرميه في الحجز، خرج العسكري و عدوي و بعدهم دخلت داليا اللي أول ما شافتني سلمت عليا و عزتني و هي منهارة بس قطع كلامنا الظابط اللي قال لها...
- تعرفي أيه عن سلمى سعيد يا داليا؟!
ردت داليا...
- كانت أقرب صاحبة ليا.
رد عليها الظابط...
- يعني تعرفي عنها كل حاجة؟!
ردت داليا...
- أه يا فندم.. كل اسرارها انا عارفاها.
رد عليها الظابط..
- طب احكيلي بالتفصيل و ماتخبيش عني حاجة.
ردت داليا...
- مش هينفع احكي عشان عمو سعيد قاعد و كلامي ده ممكن يضايقه.
وقتها قولتلها و انا متعصب...
- مافيش حاجة تضايق اكتر من إن انا متهم في قتل بنتي اللي بعد ما ماتت عرفت انها كانت مدام و كانت بتروح لدجالين عشان تعمل أعمال.
بصت لي باستغراب و قالت...
- و حضرتك عرفت ده كله منين؟!
رد الظابط و قال لها...
- احكي يا داليا بالتفصيل انا مش ناقص وجع دماغ.
بدأت داليا تحكي و تقول...
- من زمان و سلمى أقرب صاحبة ليا في الدنيا، كانت حياتنا ماشية تمام لحد ما من فترة اتعرفت سلمى على شاب و حصلت بينهم علاقة و ده ببساطة لأن والدها بسبب كبر سنه و شغله مابقاش يهتم بيها زي الأول و كان بيسيبها لوحدها كتير، سلمى لقت في الشاب ده الأب الشاب اللي هي مفتقداه و حنان الأم اللي غاب عنها من سنين، المهم حصلت بينهم علاقة بعدها سلمى فقدت عذريتها وهو من بعدها بقى يتهرب منها، حاولت تتواصل معاه بكل الطرق لكنه كان بيتهرب منها و قال لها انه مش عاوزها و لو تعرف تعمل حاجة تبقى تعملها، وقتها جت سلمى حكت لي و هي خايفة تتكلم أو تقول عن اللي حصل لحد لا تتفضح، و لما حكت لي فضلنا نفكر نعمل في الشاب ده أيه لحد ما الله يرحمها قالتلي انها تعرف واحد دجال بيعمل أعمال في منطقة جنب منطقتنا و هي ناوية تعمل عنده عمل للشاب ده عشان تنتقم منه، بس للأسف مش عارفة تروح له لأن الرجل الدجال ده بياخد فلوس كتير، وقتها انا شجعتها و قولتلها اني هديها الفلوس اللي عايزاها عشان تنتقم لشرفها و فعلًا روحنا للرجل، عمل لنا الرجل الدجال ده العمل بعد ما خد مننا فلوس كتير و في مقابل الفلوس دي ادانا العمل اللي كان عبارة عن دم جوة ازازة المفروض سلمى هترشها على عتبة شقة الشاب ده، خدنا الأزازة و روحنا و بعدها بيومين اتصلت بيا سلمى و قالت لي انها رشت العمل عند عتبة شقة الشاب اللي غلطت معاه، بس بعدها بأسبوع كلمتني سلمى و قالت لي إن الشاب ماحصلوش حاجة و اللي اتأذى هو والده اللي عايش معاه في نفس الشقة... وقتها مابقتش عارفة اعمل ايه انا وهي بس كل اللي جه ف بالنا اننا نكلم الدجال اللي لما كلمناه قال لنا انه مالوش دعوة باللي حصل لأنها غلطتنا و قفل في وشنا السكة، ساعتها انا قولت لسلمى كفاية لحد كده و كفاية اللي حصل لوالد الشاب و بالنسبة لموضوع العذرية ف انا قولتلها نبقى نتصرف فيها لما يجيلها عريس و نركب غشاء صناعي عند أي دكتور شاطر، عدت أيام و الدنيا كانت ماشية عادي جدًا لحد ما من كام يوم بالليل لقيت سلمى بتتصل بيا و بتقولي إنها حاسة بحركة غريبة في أوضتها، بصراحة الشبكة كانت بتقطع ف ماعرفتش اسمعها بس قولتلها تشغل قرأن و تحاول تنام و انا تاني يوم الصبح هبقى اعدي عليها، قولتلها كده و قفلت معاها بس تاني يوم عرفت انها اتقتلت و إن عم سعيد متهم في قتلها ف توقعت إن...
قاطعها الظابط...
- مش مهم توقعتي ايه، المهم الواد اللي عمل معاها العلاقة ده اسمه أيه؟!
بصت لي داليا و بعد كده بصت للظابط و قالت بارتباك...
- حسين أنور.
أول ما قالت كده قومت اتنفضت من مكاني و قولت للظابط..
- حسين ده اللي انا كنت بحلق لابوه في اليوم اللي بنتي ماتت فيه... الواد ده هو السبب وهو اللي قتلها.
رد عليا الظابط و هو بيحاول يهديني...
- اقعد يا عم سعيد و اهدى كده، انا هجيبه و هنحقق معاه و هنشوف بقى هو اللي قتلها ولا سلط عليها حد.
خد الظابط عنوان حسين مني و بعت ناس من القسم يجيبوه بس المصيبة انهم لما راحوا البيت لقوه منتحر!
لقوه شانق نفسه في أوضته و سايب على السرير بتاعه جواب.. الجواب جه عالقسم ف الظابط مسكه و بدأ يقراه بصوت عالي قصادي...
(ده اخر كلام هكتبه قبل ما اموت..
انا غلطت غلطات كتير بس ماعرفش الأذى جالي منين، من فترة ابويا تعب و بدأ يتشنج و ماكنش في أي مبرر لتعبه ده، تعبه اللي بسببه بقى مابيتكلمش ولا بيتحرك بس أخر حاجة قالهالي قبل ما يحصل له اللي حصل هي انه بقى يشوف حاجات غريبة من وقت ما لقى نقط دم قصاد باب الشقة و نضفها بنفسه، والدي فضل تعبان و مشلول لحد ما ف يوم قررت اخرجه من اللي هو فيه و اجيب عم سعيد الحلاق يحلقله و بعد ما حلقتله قعدت اكلمه و اهزر معاه بس للأسف ابويا مات قصادي فجأة، دفنته و خدت عزاه بس من يوم ما مات و انا مابقتش اعرف انام ولا اعيش، كل يوم بقى يطلعلي كائن شكله غريب و لون جلده أزرق... كتير كان بيحاول يأذيني لكنه ماكنش بيعمل ده و كان بس بيكتفي بأنه مابيخلنيش انام و كأنه بيتلذذ بعذابي، حاولت كتير اروح لشيوخ بعد كده بس ماحدش منهم جاب معايا نتيجة، كلهم أجمعوا على إن اللي بشوفه ده حاجة اكبر من طاقتهم ومالهاش أي تفسير، و لذلك ف انا قررت انهي مآساتي بإيدي و انتحر... ياريت اللي يقرأ الرسالة دي يعرف اني كنت مجبر عالانتحار لأني حرفيا في عذاب ماحدش يستحمله...
حسين أنور)
خلص الظابط قراية الجواب و بص لي و قال...
- انا مش فاهم حاجة...
قال لي كده و نده على العسكري و قال له يجيب الزفت اللي اسمه عدوي من الحجز، جه عدوي من الحجز و وقف قصادي و قصاد الظابط اللي قال له...
- دلوقتي حسين انتحر و سايب جواب بيقول فيه انه بيشوف كائن ازرق شكله غريب و نفس الكائن ده بيقول سعيد انه شافه في اليوم اللي اتقتلت فيه سلمى بنته...!
رد عدوي..
- طاليل..
بص له الظابط باستغراب و قال...
- مين طاليل؟!
رد عدوي..
- طاليل ده هو الجن اللي انا وكلته بالعمل اللي خدته سلمى مني، طاليل هو جن متمرد و مابيحبش يعمل حاجة غصب عنه و لما بيوكل بعمل بيأذي كل اللي بيلبسه و بيهبدله لحد ما بيموت او بيتجنن.
رد الظابط..
- طب و ده وصل لبيت سعيد ازاي؟!
رد عدوي و قال وهو بيبص لي...
- ممكن تحكيلي عن اللي حصلك بالظبط؟!
بص لي الظابط و قال لي احكيله على كل حاجة ف حكيتله بالتفصيل و بعد ما حكيت رد عدوي و قال...
- طاليل جن زيه زي أي جن بيرتبط بدم الملبوس، ولأن سعيد دخل البيت وهو معاه دم أنور ابو حسين اللي اتعمله العمل و اللي بالمناسبة يعني هو اتلبس مكان ابنه لأنه داس عالدم و مسحه، الدم بتاعه كان على نصل السلاح اللي ماتت بيه البنت و الدم ده هو اللي قدر طاليل عن طريقه يدخل البيت و يتعرف على سلمى اللي خلتني اوكله بالعمل و يموتها، والله أعلم بقى موتها ازاي.. ممكن يكون خلاها تنتحر بطريقة من طرقه، أو ممكن يكون سلط عليها قرينها، أو ممكن حتى يكون لبس ابوها و خلاه يموتها، المهم ان طاليل بعد ما قضى على سلمى و أنور فضل متعلق بالبيت اللي فيه حسين و عشان كده كان بيظهرله و يبهدله لحد ما مات.
وقتها كنت هقوم امسك فيه و اموته بس الظابط مسكني و منعني عنه، قعدت و انا ببصله و بغلي لكن الظابط قال له بغضب...
- يعني كلهم ماتوا بسببك و انت الوحيد اللي عايش... طب انا بقى هوديك في الداهية و هلبسك جرايم نصب و بلاوي تخليك تقضي اللي فاضل من عمرك في السجن.
رد عليه عدوي...
- انا كده كده متعود عالسجن، ياما اتحبست في قضايا نصب و دجل و خرجت منها، بس الحبس أهون لي من الأعدام في قضية ماعملتهاش، و بعدين انا مأذتش حد غصب عنه ولا أذيت حد بريء، حسين شاب تلفان ابوه ماعرفش يربيه ضحك على بت ابوها سايب لها السايب في السايب و اهي جت لي و كل واحد خد نصيبه إلا المجرم الأساسي اللي قاعد قدامك ده.
ساعتها رديت عليه بغضب..
- انا مجرم يا نصاب يا ابن ال...
رد عليا...
- اه مجرم... لو كنت فضلت جنب بنتك و حافظت عليها و اهتميت بيها زي ما بتهتم بالشنطة اللي فيها عدتك كان زمانها دلوقتي عايشة معاك و ماكنش كل ده حصل.

خلص عدوي كلامه و رجع تاني عالزنزانة و الظابط قفل القضية و بعتها زي ما هي كده لأنه ماقدرش يوصل لأي حاجة تاني عالنيابة... النيابة اللي بدورها قيدت القضية ضد مجهول لأنها برضه ماعرفتش مين القاتل، بس في الحقيقة القاتل معروف و واضح... انا القاتل يا سادة، انا اللي كنت السبب في موت أنور و موت بنتي و كمان انتحار حسين، انا اللي اهتميت بشغلي و بدكانتي و بشنطة عدتي على أمل ان انا احوش شوية فلوس اعرف اجهز بيهم سلمى... سلمى اللي أهملتها و نسيت اهتم بيها قبل ما اهتم بجهازها لحد ما ضاعت مني و حتى ماعرفتش اجيب لها حقها...
سلمى غلطت و حسين غلط و أنور كمان غلط لأنه ماعرفش يربي ابنه بس انا اللي عندي الغلط الاكبر، انا اللي ماكنتش عارف بنتي بتعمل ايه و انا طول النهار في المحل يأما بالليل عالقهوة... انا الغلطان و هفضل عايش بالذنب اللي كفيل انه يخليني ماعرفش انام و انا عايش لوحدي في شقة كل حيطانها بتفكرني بسلمى و اللي حصل لها...
ادعوا لي اموت أو اتشجع و اقدر في يوم اخد قرار الانتحار و انفذه.
تمت
#محمد_شعبان

ليست هناك تعليقات