إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب (الخاتمه)

#طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الأخيرة+ الخاتمة
بعد مرور عام......

أشرقت شمس يوم جديد مليء بأحداث متجددة 
تندفع سيل الأشعة باستقامة لونها الذهبى يعم المكان لتعطى مشهدا بديعا دون تدخل أى يد عابثة
تدلف الغرفة دون استئذان فيحق لها ذلك إثر الدفء الذى تهبه للجميع دون مقابل 

وعلى ذلك الفراش الواسع الوثير كان متمددان يحتضن كل منهما الآخر 
يضعها كاملة داخل أحضانه يتمسك بها بقوة ساحقا أى فرصة بالابتعاد عنه أما هى فكانت تدفن رأسها بعضلات صدره العريض و تذهب بسبات عميق سببه ذلك الأرق التى تشعر فطفلتها لم تنام إلا فى تمام الخامسة فجرًا و ظل داغر بجوارهم لا يريد ان ينام و يتركهم بمفردهم،.يريد ان يقضى جميع اوقاته 

أستيقظت الصغيرة و التى كانت النسخة الثانية من سحر عدا لون خصلاتها التى تمردت عليه و ورثت لون خصلات والدها، صدح صوت بكائها و كأنها تعترض على تركهم لها فكانت وجد اول من استيقظت على بكائها فخرجت من احضانه و دفعت الغطاء متحركة باتجاه فراش ابنتها الصغير المتواجد معهم بغرفتهم و قامت بحملها فلم تتوقف الصغيرة عن وصلة بكائها فجلست وجد على الأريكة و بدأت بترضيعها فكان لها ما ظنت فصغيرتها جائعة حقا فأتسعت ابتسامتها و ظلت تتأملها و هى بين احضانها لا تريد إخراجها 

أستيقظ داغر و تململ بالفراش شاعرًا بفراغ الفراش فمدد يديه يتأكد من شكوكه فوجده خالى فأعتدل بجسده قليلًا فأنتبه إليها و هى تجلس على الأريكة و قد انتهت من أرضاع صغيرتها للتو فقال و ابتسامة مشاغبة على محياه

-صحيت امتى الزقردة دى!!

قطب وجد جبينها بأنزعاج و قالت وهى تتحرك بالصغيرة لتجلس بجواره واضعة الصغيرة على الفراش

-زقردة فى عينك 

مط داغر شفتيه و انحنى لمستزى صغيرته و قبلها بهدوء و حنان مفرط متمتم بصوت هامس

-صباح الخير يا حياة، ايه اللى صاحى يا بت أنتى مش كفاية منيمتيناش طول الليل كمان بتصحى بدرى انتى حد مسلطك علينا يا بت يا زقردة أنتى

لكزته وجد فى ذراعيه بغضب و الشرار يتطاير من عينيها 

-بطل زقردة دى بقى بتعصبنى يا داغر متقولهاش ل حياة تانى

أماء لها داغر و قال بمرح و هو ينهض عن الفراش

-طيب مدام فينا من انى مقولهاش تانى لحياة يبقى اقولهالك انتى 

أستدارت وجد برأسها و قالت من بين اسنانها بشراسة قد اعتاد عليها منذ زمن

-لا انا و لا هى انا وجد و هى حياة مفيش زقردة هنا ادينى بقولك اهو و والله يا داغر لو قولتها تانى مهكلمك و هخاصمك 

قلب داغر عينيه و تنهد بمرح و قال 

-ماشى يا ستى مدام بضايقك مش هنقولها تانى

تنهدت وجد براحة و التفتت تجاه صغيراتها مرة آخرى فدلف داغر الحمام و لم تمر ثانية حتى اخرج راسه من الحمام و غمغم بتفكير و طريقة مسرحية واضعًا أصبعة على وجنتيه و كأنه يفكر بشئ ما

-طب افكرلك فى اسم تانى بقى مدام زقردة مش عجبك ايه رائيك فى 

التقطت وجد المنبة بحركة سريعة و ألتفتت و هى تمسكها بيديها فاغلق داغر الباب سريعًا قائلًا من خلفة

-جرا يا وجد خلى قلبك بيض اومال و بعدين انا بهزر انت مبتهزرش يا رمضان و لا ايه

حركت وجد راسها بقلة حيلة و الابتسامة المشرقة تتسع على وجهها من أفعاله المسرحية التى اصبح لا يكف عن فعلها مغمغمة بهمس لطفلتها الصغيرة

-بابا دة مجنون والله العظيم مجنون و هيجننى معاه

*********

ولجت إلى المنزل بعدما عادت من عيادة الطبيبة التى أجرت لها الفحوصات و أخبرتها بذلك الخبر الذى جعلها تشعر بمزيج من المشاعر ...لا تعلم أتسعد أم تحزن....تتذكر اللحظة التى أخبرتها بها الطبيبة بحملها و التى جعلتها الآلآم تتغللها مرة آخرى على ابنها الراحل 

أقتربت منها ندى التى كانت تجلس بجوار زياد يشاهدان أحدى الافلام الكرتونية فظلت تنادى عليها و هى تقف أمامها و لكن لا حياة لمن تنادى و كأنها بعالم، رفعت يديها تحركها أمام وجهها مرددة اسمها بنبرة أعلى جذبت انتباه شقيقتها

-حورية!!!!

رمقتها حورية بنظرة زائغة مشتته فقالت ندى و هى تضع يديها على ذراعيها و حالة من الذعر قد تملكتها

-مالك يا حورية، ايه اللى حصل عملتى ايه عند الدكتورة، اتكلمى متقلقنيش!!!

أزدردت حورية ريقها و قالت ز بسمة بسيطة ترتسم على وجهها مغمغمة 

-أنا حامل يا ندى

أتسعت عين ندى بسعادة وضمت حورية بسعادة مغمغمة

-حبيبتى ألف مبروك عمر هيفرح أوى

اخرجتها من احضانها و قالت و عينيها تجول على ملامحها التى لم تعرف اذا كانت سعيدة أم حزينه 

-أنتى مش فرحانة و لا ايه يا حورية!!

تنهدت حورية و تحركت بخطوات هادئة تجاه ابنها الذى يجلس على الأرضية بجوار الاريكة فجلست بجوارة مقبلة اعلى جبهته و يديها تتلمس خصلاته بحنان و قالت بهدوء دون النظر بعيناها

-أكيد فرحانة يا ندى، بس لما الدكتورة بلغتنى بالحمل افتكرت اليوم اللى عرفت فيه انى حامل فى زين و زياد قلبى وجعنى أوى على زين

رفعت حدقتيها و رمقت ندى قائلة

-هو انا وحشة يا ندى، يعنى غلطت بجوازى من عمر!!

-ليه بتقولى كدة يا حورية هو انتى مش مبسوطة مع عمر

نفت برأسها سريعًا قائلة

-لا طبعا عمر حنين حدت و بيحبنى اوى و انا كمان، بس انا بتكلم فى حته انى طاوعتك انتى و وجد و وافقت على عرض عمر و اتجوزنا بعد عشر شهور بس من وفاة زين....

أماءت لها ندى بتفهم و أقتربت منها و جلست على الاريكة و قالت بهدوء و صدق

-حورية انتى معملتيش حاجة غلط و مش مغنى انك اتجوزتى عمر يبقى نسيتى ابنك...الحزن فى القلب..زين مدام لسه فى بالك و بتفكرى فيه يبقى اوعى تحسى بالذنب...وعمر مكنش يستاهل انك ترفضى عرضة عمر بيحبك و كان عايز يحتويكى و اديكى شوفتى وقف جمبنا ازاى و كان كل يوم بيدخل يطمن عليكى و يكلم معاكى و يخرجك شوية من الحزن اللى كان مالى قلبك، عارفة الغلط كان هيبقى فين فعلا

حركت حورية راسها بتساؤل تنصت لحديث اختها بتركيز فأكملت ندى

-لو كنتى رفضتى واحد بيحبك زى عمر 

ثم رفعت يديها و وضعتها موضوع قلبها مغمغمة ببسمة بسيطة على محياها

-الحزن بجد بيبقى فى القلب مش فى انك تعتزلى الحياة....

أبتسمت لها حورية بهدوء مقتنعة بحديثها أقتناع تام فصاحت ندى

-يلا بقى يا ستى عايزاكى تقومى تحضرى نفسك عشان عمر لما يجى تشوفى هتقوليله الخبر الحلو ده أزاى أنا متاكدة أنه هيموت من الفرحة 

وسريعًا ما نهضت من مكانها تجذب حقيبتها فصاحت حورية و هى تنهض خلفها

-رايحة فين!!

ألتفتت ندى تنظر إليها بكامل جسدها و هى تعلق الحقيبة على ظهرها و غمغمت بمرح

-جرا يا حاجة هو أنا موريش غيرك و لا ايه أنا عندى جامعة و محضرات و مسؤليات وبلاوى سودة ده كان يوم اخبر يوم ما دخلت تجارة بلس انك لازم تفتخرى بيا ده انا شايلة مادة من سنة اولى 

ابتسمت حورية و قالت بسخرية 

-وفرحانة يا فالحة 

-هعمل ايه يعنى نصيبى كدة يعنى كل صحابى عدو صافى إلا انا جت عند قرمط و شلت يلا بقى و كفاية رغى انتى رغاية كدة ليه يباى 

ابتسمت حورية على طريقة ندى العفوية المرحة و اغلقت الباب من خلفها و سرعان ما ذهبت بجوار ابنها و قامت بحمله مقبلة إياه بجبهته للمرة الثانية على التوالى مغمعمة بحب 

-تعرف ان انت وحشتنى انهاردة 

رفع الصغير عيناه ينظر لها و قال بنبرة طفولية بحتة

-وانتى كمان يا ماما وحشتى زياد اوى

قبلته بوجنتيه اليسرى و يدها تداعب وجنتيه اليسرى مغمغمة 

-يا روحى انت، استنى بقى نكلم عمر نشوف هيرجع امتى من الشغل 

**********

على مائدة الأفطار....

كانت نظراته لا تفارقها يتطلع لها و الشرار يكاد يطلق من عينيه و الغيظ يتربع بداخله، أما هى فكانت تشعر بنظراته المصوبة تجاها فرفعت عيناها تنظر له و سريعًا ما اخفضت نظراتها بتوتر فالنظر بعيناه يجعلها ترتبك و يشوش عقلها....

فصاحت سعاد التى انتبهت لنظرات رائف المصوبة تجاه آلاء حتى سعدت بداخلها فحمحمت مخرجة إياه من بركان غضبه

-هو انهاردة أجازتك يا رائف !؟

اجابها رائف و هو ينظر بالصحن أمامه مغمغم 

-ايوة يا مرات عمى

فضربت على جبينها و قالت بكذب

-والله الواحد ما بقى عارف الأيام من بعضها، طيب انا هقوم ادخل المطبخ بقى اشوف هنعمل أكل ايه انهاردة بما ان العيلة كلها موجودة، صحيح هو أخوك حسام مش باين من امبارح ليه!!

ابتلع رائف الطعام المتواجد بفمه و قال بهدوء تام

-حسام سافر بليل

فغمغم داغر التى هبط برفقة زوجته و ابنته لتناول وجبه الفطور و قال بدهشة

-سافر!!!سافر كدة من غير ما يقول 

جلست وجد بجوار شقيقتها و ابنتها على معها ترفض تركها فابتسمت ل آلاء التى بادلتها ابتسامتها بحب فاكمل داغر و هو يجلس بجوار وجد فقالت سعاد التى نهضت متحركة تجاه حفيدتها و اخذتها من وجد التى تركتها لها على مضض

-طب قول صباح الخير الأول يا ماما

ابتسم لها داغر و هتف بمرح

-صباح الخير الاول يا ماما

-خلصى فطارك و تعالى خدى بنتك هقعد معاها عقبال ما تخلصوا فطور

اماءت لها وجد و ظلت عيناها تتابعاها حتى اختفت هى و ابنتها عن الأنظار فاكمل داغر أستفسارة

-سافر فين يا رائف و ليه

حرك رائف كتفية و قال بلا مبالاة

-سافر ألمانيا

شرقت وجد و ظلت تسعل بشدة فناولها داغر كوب من الماء فتجرعته مرة واحدة   فبت داغر على ظهرها و قال بقلق

-انتى كويسة يا وجد

أماءت له براسها ناهضة من مكانها قائلة و هى تهرول مغادرة المكان 

-هعمل تليفون و جاية تانى

دلف غرفتها مغلقة الباب من خلفها و التقطت هاتفة الموضوع على الفراش و أسرعت بالاتصال على صديقتها عن طريق (مسنجر)

ولكنها لم تجيبها فحاولت بكل الطرق الوصول إليها و لكنها لم تفلح ......

فكزت على اسنانها و قالت بضيق

-أكيد نايمة يخربيتك يا وسام ده وقت نوم

دلف داغر الغرفة بعدما لحق بها فالتفتت تنظر له فقال و هو يعقد ذراعيه امام صدره

-فى ايه يا وجد! انتى مش عايزة حسام يلاقى وسام ليه! ما تسبية يصلح اللى حصل ما انتى شوفتيه كان عامل أزاى بعد ما سافرت و كام مرة سالك على مكانها و انتى عمرك ما قلبك حن عليه

اقتربت منه وجد و هى تصرخ بحدة و غضب

-وهى وسام كانت صعبت عليه عُمره قلبه حن عليها، البت اتخلت عن كرامتها عشان بس يحس بيها و بحبها و هو لا الهوى فعايزة اول ما يندم يلاقيها و يصالحها بسهوله، كان لازم ده اللى يحصل عشان يعرف قيمتها و يعرف قد ايه هى غاليه و يبطل هبل شوية، كان عايشلى فى وهم طول سنين و حملنى ذنب انا مليش علاقة بيه و ربنا يشهد على كلامى حسام عُمره ما حب إنجى لو كان قلبه حبها مكنش دق لوسام هو عايش بس فى عذاب الضمير 

مسح داغر على وجهه براحة يديه و غمغم 

-وخلاص بقى اظن سنه كافية اوى ليه، كفاية عذاب حسام  اتعذب و انجرح كفاية

**********

على طاولة الافطار

نهض رائف من مكانه عقب رحيل الجميع تاركين إياهم يكملون تناول طعامهم فجلس بجوارها وهتفت و هو يضرب على الطاولة بقبضته

-أسمعى يا آلاء العريس اللى جيلك ده يترفض و إلا والله العظيم مش هيحصل طيب

نظرت له و قالت بهدوء تام

-قصدك إيهاب

ضرب على الطاولة مرة آخرى و قال

-ايوة اقصد زفت

رفعت حاجبيها و ألتفتت له تنظر بعيناه قائلة

-طب لمؤاخذه فى السؤال لمؤاخذه فى ايه فى السؤال 
انت مالك؟؟

جحظت عيناه بصدمة لم يتوقع أجابتها تلك فضم قبضته بغضب و صاح بجراءة غير معتادة منه 

-فى انك مش هتجوزى غيرى و إيهاب الزفت ده هترفضيه، عشان انا انهارده هكلم عمى و هتجوزك و هتبقى فى حضنى

نهضت عن الطاولة بعنف و قالت بغضب

-انت قليل الأدب، و إيهاب هوافق عليه و اعلى ما فخيلك اركبه

كادت ان تتحرك من امامه فجذبها من يديها بقوة معتصرًا يداها بقبضته فتالمت من قوه القبضة و لكنها تحملت عن نفسها 

فاقترب منها و هتف امام شفتيها بتحدى و إصرار 

-هتجوزك يا آلاء وبرضو هتبقى فى حضمى و هتشوفى

وسريعًا ما تركها مغادرًا من امامها وسرعان ما تبدلت ملامحها لابتسامة واسعة سعيده بتمسكه بها و مشاعره المتبادلة

**********

كانت نائمة بفراشها عندما ظلت تلك الطرقات الصاخبة تزعجها بنومها مسببة لها صداع حاد فنهضت من الفراش و خصلاتها مبعثرة غير مهندمة مرتدية منامة قطنية طويلة و اتجهت تجاه الباب و قامت بفتحه بغضب تنوى الصراخ بوجهه الطارق دون معرفة هويته و لكن سريعًا ما توقف الحديث بجوفها و جحظت عيناها عندما وجدته أمامها يتطلع لها باشتياق و حالمية  فنطق لسانة بصوت مبحوح و عينيه ترمقها بنظرات عاشق قد تألم لغياب معشوقته

-وحشتينى يا وسام....

ظلت تطلع له بعدم تصديق و أستيعاب فسيطرت على مشاعرها الجامحة و إن كان لسانها يكذب فعينيها لا تكذب تلك العينان التى تنظر له باشتياق و لهفة و تدور على وجهه و كأنها تشبع عينيها من رؤيته أمامها

-أنت ايه اللى جابك انا مش عايز اشوفك 

كادت ان تغلق الباب و لكن منعها بيديه دالفًا الى المنزل مغلقًا الباب من خلفه يتقدم نحوها بخطوات بطيئة قابلتها هى بخطوات آخرى تعود للخلف قائلة بتوتر و دقاتها لا تكف عن الخفقان بسرعة شديدة و كأنها تريد مغادرة جسدها و الذهاب لمعشوقها القاطن امامها يبثها أشتياقه

-حسام بقولك مش عايزة اشوفك، امشى أطلع برة 

أجابها و دقاته هو الآخر تدق بعنف فأنزلقت عيناه تنظر على صدرها الذى يعلو و يعبط بشدة فقال 

-ومدام مش عايزة تشوفينى تقدرى تقوليلى ده بيدق بسرعة كدة اول ما شافنى و عينك بتبصلى كدة 

ابتلعت ريقها و بدأت دموعها تتجمع بمقلتيها و غمغمت بصوت يكاد يسمع

-امشى يا حسام

انهت حديثها و ظهرها يلتصق بالحائط فوقف بمواجهتها و تمتم بنبرات و نظرات مُتيمة

-هيحصل بس و انتى معايا، احنا هنخرج دلوقتى و نطلع على السفارة و نتجوز هناك و لو سمعت اى اعتراض مش عارف انا هعمل فيكى ايه

دفعته بقبضتها الصغيرة مبعدة إياه عنها و كأنها تحرر نفسها من سحره الذى طغى عليها و صاحت بصوت عالى غاضب

-انت فاكر نفسك ايه ها، اول ما تيجى تقولى عايز اتجوزك هقولك شوبيك لوبيك، لا يا حسام تبقى بتحلم وسام اللى اققلت من نفسها عشانك و عشان حبيتك خلاص مبقتش موجودة، وبعدين هو الموضوع بمزاجك ما انا ياما فضلت وراك، خليك بقى عايش على ذكريات حبيبة القلب

انهت حديثها و هى تدفعه مرة آخرى بصدره تتلوى من داخلها 

فألتقط احد يداها و وضعها على قلبه متمتم بحزن

-مفيش دلوقتى فى القلب غيرك يا وسام أنا بحبك انا من ساعة ما عرفت انك سافرتى و انا بحاول اوصلك و حاولت مع وجد كتير بس هى كانت مصممه متقوليش حاجة و اول ما عرفت اوصلك جيتلك من غير ما افكر، انا غبى بعترف اهو انا فعلا غبى عشان ضيعت سنه من عمرنا و سبتك تبعدى عن عينى 

هبطت الدموع من عيناها و هى تستمع لحديثة و حالة من السعادة قد سيطرت عليها فلم تكن تتخيل بانها ستسمع ذلك الحديث، ظنته حلمًا و ها هو حلمها يتحقق و معشوقها يقف أمامها يعتذر لها و يعترف بمشاعره لها 

رفع يديه و مسح دموعها التى انهمرت فحاوطت يديه التى مسدت على وجنتيها و قامت بتقبيلها فقام بتقريبها منه و قبل وجنتيها مغمعم بانفاس لاهثة

-وحشتينى اوى يا وسام متتخيليش كنت مفتقدك أزاى

رفعت عينيها و قالت

-وانت كمان يا حسام وحشتنى اوى

اتسعت ابتسامته و ابتعد عنها على مضض متمتم و هو يمسح على جبينه

-يلا بينا بقى عشان اكتر من كدة ممكن اتهور 

اتسعت ابتسامتها مدركة ما يقصده فحرك راسه قائلًا

-يلا غيرى عشان نطلع على السفارة

**********

فى جامعة القاهرة

وصلت ندى و اخرجت هاتفة محاولة الأتصال على إسلام الذى خلال السنه الماضية علمت بوجوده معها بنفس الجامعة و توطدت علاقتهم كثيرًا و اصبحا اصدقاء مقربين و سرعان ما تحولت صداقتهم لعشق كبير لا يليق بعُمرهم الصغير 

-فينك يا نودى بقالى ساعة مستنيكى

-انا هو فى الجامعه انت فين

-عند المدرج بتاعك تعالى و هتلاقينى قدامك علطول 

-تمام انا جاية

اغلقت معه و اتجهت باتجاه المدرج و التقطته عيناها فاقتربت منه بابتسامة محبه 

-واقف بقالك كتير

نظر بساعة يديه 

-من ربع ساعة بس، انتى ايه اللى اخرك كدة

اماءت له وصاحت قائلة بسعادة

-مش هتصدق حورية حامل يا إسلام انا مبسوطة اوي عشانها 

اتسعت ابتسامته و قال 

-بتكلمى جد 

-اها جد الجد كمان انت مش متخيل بجد انا عاملة ازاى من ساعة ما عرفت الخبر

-الف مبروك انهاردة هكلمها و اباركلها هى و عمر، و عقبالى انا و انتى يارب

لكزته قائلة بخجل

-مش لما نخلص الاول يا فالح

صاح بتهكم و استنكار

-ن ايه يا عنيا اسمها اخلص انا هخلص سنه رابعه دي و نتجوز و كملى السنتين اللى فاضلين و انتى مراتى 

توردت وجنتيها بخجل أثار اعجابه فتمتمت بتوتر متفادية النظر بعيناه

-طيب هشوفك بعد المحاضرة بقى سلام

-اهربى اهربى بس هتروحى مني فين يعنى

***********

ولجت سعاد غرفة زين و زياد و التى اتخذها عدى غرفة له من بعد استقرار ابنه مع حورية فوجدته يلملم سجادة الصلاة فاتسعت ابتسامته المشرقة مغمغم

-حرمًا يا بنى

اجابها عدى الذى ظهرت عليه سبابه الصلاة و تلك اللحية الخفيفة التى تزين وجهه و اجاب على والدته بهدوء وبسمة على محياه

-جمعًا إن شاء الله

مش هتنزل تقعد معانا 

اماء لها و غمغم 

-لا طبعا هنزل اقرا بس الورد اليومى و هحصلك علطول

اقتربت منه سعاد و ربت بخفة على ذراعيه قائلة بعيون لامعة 

-انت مش متخيل فرحتى بيك يا عدى التغيير اللى حصلك ده مفرح قلبى اوى يا بنى 

تنهد عدى و مسك يديها مقبلًا إياهم 

-ربنا يفرح قلبك دايمًا يا امى

تهللت أساريرها و قالت 

-وانا مش هيريح قلبى غير لما اشوفك متجوز يا عدى دى الحاجة الوحيدة اللى مضيقانى نفسك تلاقى بنت الحلال اللى تكمل حياتك

تنهد طويلًا متذكرًا حورية التى تزوجته منذ ما يقارب من شهران و عن علمه بذاك الشئ لم يحاول الوقوف امام سعادتها بل كان مرحبًا جدًا متمنيًا ان يفعل عمر ما لم يستطع هو فعله 

فصاحت سعاد مرة آخرى

-ها يا عدى هتشوف عروسة يا بنى

مط شفتيه باسف و قال

-انا اسف يا امى بس انا مبفكرش فى الجوار حاليًا بس اوعدك اول ما الأقى نفسى مستعد للخطوة دى مرة تانية هنفذها 

*********

ولج عمر المنزل و عينيه تبحث عن حورية فوجد صغيرها يجلس بالصالون فارتسمت ابتسامة على وجهه و اقترب من زياد قائلًا 

-الجميل عامل ايه انهاردة

رفع الصغير وجهه ينظر لها مغمغم

-كويس تعالى يا عمر اتفرج معايا على الكرتون

-كرتون...كرتون ايه ده

ردد الصغير بطفولية

-توم يا عمر انت متعرفهوش 

ابتسم عمر بمرح و غمغم 

-وهو فى حد ميعرفش توم، هى حورية فين سيباك لوحدك ليه 

-ماما فى المطبخ بتعمل عصير لزياد عشان زياد بيحبه

اماء له و زم شفتيه بطفوليه و نهض من جواره متجهًا ناحية المطبخ و ما ان دلف حتى وجدها تتحرك برشاقة مثل الفراشة تُعد لابنها كوبًا من العصير فجتء من خلفها و احتضنها هامسًا بجوار اذنيها

-حوريتى وحشتينى 

شهقت بخفوت واضعة يديها على فمها قائلة و عى تلتفت له ليصبح وجهها بمقابلة وجهه

-وبعدين يا عمر بطل تدخل المطبخ من غير صوت قلبى بيقع فى رجلى حرام عليك

أقترب عمر بوجهه منها مداعبًا انفه بأنفها قائلًا

-انا آسف يا قلب عمر بس حقيقى مش قصدى اخضك المهم بتعملى ايه

اجابته و هى تعود لما كانت تفعله

-بحضر عصير لزياد 

اماء لها قائلًا 

-طب وعمر حبيبك ملهوش عصير هو كمان

تنهدت و نظرت له قائلة

-ازاى طبعا ليك ثم انى عايزة اكلم معاك 

قطب جبينه و قال 

-خير يا حورية

تركت ما بيدها و أبتلعت ريقها و تناولت يديه و وضعتها على بطنها و هتفت 

-انا حامل يا عمر

اتسعت عيناه و ظل ينظر على بطنها تارة و على وجهها تارة آخرى و سريعًا ما اضمها داخل احضانه مغمغم

-ياااااه انا مش مصدق نفسى انا حاسس انى هطير من الفرحة هيبقى عندى ولد منك حته منك معايا انا مبسوط اوى يا حورية 

ضمته هى الآخرى و قالت 

-انت بجد مبسوط يا عمر

اخرجها من احضانها و غمغم 

-مبسوط و بس انتى مش عارفة انا كنت بتمنى اللحظة دى ازاى يا حورية و خلى بالك لو ولد هنسمية زين أنتى سامعة

لمعت عينيها و شعرت بانها قلبها يكاد يقفز و غمغمت بصدمة احتلت كيانها 

-ده حقيقى يعنى انت معندكش اعتراض انا كنت خايفة اقولك تضايق

حاوط وجهها و غمغم

-اضايق انتى هبلة يا حورية انا متعرفيش انا بحبك ازاى و بعدين انا واعد نفسى من اول ما اتحوزنا ان لو جالنا ولد مش هيتسمى غير زين

تحررت دموعها و احتضنته بقوه هاتفة

-انا بحبك اوى يا عمر بحبك اوووى

-وانا كمان يا روح عمر

**********

دلفت الى المنزل و هى تعض على شفتيها و هو خلفها يغلق الباب و ما ان التفتت له حتى وجدته يشع هجومه على شفتيها مقبلًا إياهم بنهم مفرغًا أشتياقة طول تلك السنه 

أبتعد عنها و انفاسه الحارة تصفح بشرتها مسندًغ جبينه على جبينها مغمغم 

-أخيرًا بقيتى مراتى

اصتبغت وجنتيها بلون احمر قانى اثر هجومه على شفتيها منذ قليل و اجابته بصوت خافت 

-واخيرًا 

فأنخفض مرة أخرى ناحية شفتيها المكتزة التى لم يشبع منها بعد فظل يقبلها قبلات متتالية متقطعه فقام بحملها بين ذراعيه متجهًا بها ناحية الغرفة لا يتوقف عن تقبيلها و يديها تحاوط عنقه مستسلمه له أستسلام تام فدلف الغرفة و اغلق الباب من خلفه 

************

فى المساء

دلف محمود غرفة آلاء التى كانت تقرأ احدى الروايات وما ان رآته حتى تركت الكتاب من يديها مبتسمه له فجلس بجوارها و غمغم براحة

-مقولتليش ليه يا آلاء 

-مقولتلكش ايه يا بابا بضبط

-انك انتى و رائف بتحبوا بعض 

اتسعت عيناها و صاحت بصدمة

-نعم!! انا و رائف

-أيوة رائف حكالى كل حاجة و قالى انكم بتحبوا بعض و انك بلغتى إيهاب برفضك و انكم حابين تتجوزوا بأسرع وقت

جعلتها الصدمة تبتلع لسانها و لا تقدر على الحديث فأكمل محمود بابتسامة

-انا بصراحة طاير من الفرحة يعنى انا مش عايزة حاجة أكتر من انى اطمن عليكى انتى و إسلام وجد انا مطمن طول ما داغر معاها و رائف ميتخيرش عن داغر الاتنين زى بعض و حقيقى انا مبسوطلك جدا يا آلاء و انا و رائف اتفقنا ان كتب كتابكم هيبقى آخر الاسبوع

فصاحت بصدمة بعدما خرج صوتها

-بالسرعة دي يا بابا

-خير البر عاجلة يا بنتى و بعدين مش انتوا بتحبوا بعض لازمته ايه التاخير بقى

ابتلعت ريقها و أؤمات له بموافقة قائلة بخفوت

-معاك حق يا بابا التأخير ممنوش اى لازمة

************

خرجت من المرحاض و عى ترتدي منامة قطنية و تجفف خصلاتها بالمنشفة واقتربت من داغر الذى يداعب ابنتها حياة و ابتسامة على وجهها فهتف داغر

-على فكرة حسام كلمنى و هو و وسام اتجوزوا 

-ايه بالسرعة دى!!! طب مستنوش ليه لما يرجعوا

حرك كتفية قائلًا 

-هما حريين بقى يا وجد 

انحنت وجد تجاه ابنتها قائلة بمداعبه

-انتى لسه منمتيش انتى مستنية مامى يا روحى تعالى يا قلبى انا هنيمك بابا طلع فاشل و معرفش ينيمك 

-يا بنتى انتى لسانك ده متبرى منك امك كانت بترضعك ايه و انتى صغيرة

اتسعت عيناها و قالت و هى تضم ابنتها لاحضانها

-احيييه يا داغر سحر بقالها كتير مكلمتنيش

-وهتكلمك ليه هى فضيالك دى فى هانى مون مع عريسها

-عريس!! ده عريس الندامه انا ماما در كل ما تكبر بتخرف اكتر و اكتر و اخرها راحة تجوز عيل اصغر منها ب ١٥ سنه

-هشششش حياة نامت اسكت

تحركت بصغيرتها تجاه الفراش و وضعتها به ثم تحركت تجاه الفىاش فجذبها داغر من ذراعيها و دفعها على الفراش قائلًا بمكر و هو يقترب منها

-هو انا قولتلك انك وحشتينى انهاردة و لا مقولتش

ضحكت بخفة و قالت و هى تحاول النهوض

-ايوة قولت سبنى بقى

منعها من الحركة بجسده و قال بمرح و صوت خافت

-بس انا مش فاكر انى قولت فمش هيحصل حاجة لو قلت تانى يعنى

و سريعًا ما انهال على شفتيها مقبلًا إياها بقبلة شغوفة سرعان ما تحولت لهادىة جعلتها تستكين بين يديه

**********

بنهاية الأسبوع

هتف الماذون قائلًا

-بارك الله لكما و عليكم و جمع بينكم فى خير

تنهد رائف براحة و الجميع من حولة يباركون له يهنئونه على تلك الزيجة من ابنه عمه التى خطفت قلبه وآسرته بفترة قصيره

و أقترب من آلاء هامسًا باذنيها بعدما انشغل الجميع عنهم

-مبروك يا عروسة 

عضت على شفتيها بخجل و غمغمت 

-الله يبارك فيك

فصاح هو 

-بقولك ايه انا بقول انا شوية كدة و نكلع الاوضة محدش هياخد باله يعنى 

هتفت بأنفعال

-لا طبعا مينفعش يقولوا عننا ايه

-يقولوا ايه!!! ما يقولوا اللى يقوله اقولك هى نونوت فى دماغى و هنطلع دلوقتى

و سريعًا ما جذبها من ذراعيه فوقف داغر و غمغم بمكر و براءة مزيفة

-ايه ده يا راىف رايح فين

امتعضت ملامح رائف و هتف من بين اسنانه

-ياعم و انت مالك وسع 

-اوسع ايه بس رايح فين بجد

-هكون رايح فين يعنى يا ابو المفهمومية انت طالع اوصتى مع مراتى عندك مانع

اخفضت آلاء راسها بخجل و لم تستطع النظر بعين داغر فصدحت ضحكات داغر و كاد رائف ان يتحرك فغمغم داغر بجانب اذنيه

-يعم احترمتى ده انا حتى هغطى عليك 

حرك رائف راسه بضيق و صعد للغرفة 

وما ان دلف حتى صرخت به آلاء

-عجبك كدة اورى وشى لداغر بعد كدة ازاى كسفتنى الله يكسفك حتى يعمل كدة يا مجنو

قاطعتها تلك القبلة العاصفة فظلت تحاوب ابعادة عنها ومقاومته و لكن تلك المقاومة لم تدم طويلًا ابتعد عنها قليلًا و غمغم بلهاث

-بعشقك يا آلاء بعشقك......

وسريعًا ما عاد ليلتهم شفتيها مرة آخرى

أما بالاسفل

فكانت وجد برفقة وسام و حورية و وسام لا تكف عن مداعبة حياة الصغيرة فصاحت حورية بعدما رمقت شقيقتها التى تتركها بنفردة واقفة مع إسلام  يتسامرون و الابتسامة تعلو ثغرهم

-بنات صحيح نسيت اقولكم 

صاحت وجد

-خير يا حورية

-انا حامل 

شهقت كل من وجد و سام بفرحة و احتضنوها فصاحت

-هشش يخربيتكم هتفضحونى 

-انتى بتكلمى جد انا مبسوطة اوى ربنا يكملك على خير يارب

رفعت حورية يدها تمسد على بطنها مرددة من خلفها

-يارب يا وجد يارب عمر عرف

اماءت لها قائلة

-ايوة عرف و كان هيطير من الفرحة

فصاحت وسام

-طب.محاش معاكى ليه

زمت شفتيها بأسف و قالت

-قولتله و مرديش و بعدين الموقف محرج متنسوش ان ايهاب كان عايز يتجوز آلاء

وباحدى الزوايا البعيدة نسبيًا

كان عدى يضم ابنه لاحضانه يتسامر معه  فهو لا يراه سوى يوم فى الاسبوع قد حدده مع حورية

-اخبارك اي يا بطل

ابتسم الصغير بطفولية قائلًا 

-كويس يا بابا

-الا قولى يا زياد هو انا مبوحشكش

حرك الصغير راسة بنفى متمتم

-لا بتوحشنى و لما بقول لماما او اونكل عمر بيخلونى اكلمك 

قبل اعلى جبهته و غمغم بحنان

-عمر كويس معاك 

اماء الصغير له براسه عدة مرات متتالية و قال

-اها و بيجبلى لعب و حاجات حلوة كتير و بليل بيحكيلى حدوته

لاح الحزن بعينيه و نظر تجاه حورية و الندم يعتريه لتركه إياها و إنجرافه هلف شهواته فما كانت النتيجة سوى حرمانه من عائلته وابنه الذى يتربى بكنف رجل آخر غيره....آخر علم قيمتهم و عاملهم بما يستحقون 

قطع الصغير افكاره قائلًا بتساؤل

-صحيح يا بابا مش انا هيبقى عندى زين تانى 

قطب جبينه و دق قلبه بعنف و غمغم 

-ازاى يا زياد

-ماما بتقول انها حامل و اونكل قالى انهم هيسموه زين

ابتلع تلك الغصة المريرة و قاوم دموعه التى أرادت التحرر يتمنى لو يعود به الزمن ما كان يتخلى عنها فلولا افعاله لكان الآن يعيش بسعادة معها و مع ابنائه الذى رحل أحدهم ضحية لافعالة.....

تمت بحمدالله❤
هنستني رائيكم

ليست هناك تعليقات