إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقه الأخيرة من الجزء الثاني

طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل الأخير (الجزء الأول)
-عدى، أنت بتعمل ايه هنا!!
أزدرق ريقه و قال :

-زى ماقولتلك عايز أشوف ابنى، و حابب أتكلم مع حورية

التفتت وجد و رمقت حورية الشاردة بنظرة سريعة و دفعته برفق بعيدًا عن الباب و خرجت من المنزل مغلقة الباب من خلفها مغمغمة بضيق :

-عدى مينفعش تشوفها و لا تزريها وشك أحنا ما صدقنا هديت شوية، ومعندناش استعداد نخلى نفسيتها تتدمر لما تشوفك

أغمض عينيه بألم و همس برجاء :

-أرجوكى يا وجد، أنا مش هينفع امشى من غير ما اشوف زياد و لا اتكلم مع حورية م

قاطعته وجد بحدة دون مراعاه لحالته و هيئته المزرية : 

-يا بنى آدم افهم و اعمل حاجة عدلة فى حياتك و لو لمرة 

فتح باب المنزل المجاور و خرج عمر من المنزل بعدما وصل لمسامعه بعض الهمهمات الغير المفهومة فأمتعضت ملامحه ما أن رأى عدى أمامه و كز على أسنانه و أقترب منهم :

-خير فى حاجة!؟

رمقته وجد بعينيها و سريعًا ما ألتفتت عدى ينظر له فانتبه عمر لحالته و رآى بعينيه نظرة أنكسار و حزن دفين فلانت ملامحه و غمغم بهدوء

-البقاء لله 

أماء له عدى و ألتفتت ل وجد مرة أخرى و نظرة الترجى لا تزال بعينيه فزفرت وجد بضيق و وجهت حديثها لعمر و تمتمت ببعض الأنفعال

-أستاذ عمر ممكن تفهم عدى بيه أنه مينفعش يقابل حورية 

رفع عمر حاجبيه بأستنكار و قال بنبرة جعلها هادئة قدر المستطاع رغم تلك الغيرة القاتلة التى نهشت قلبه :

-ما هو فعلا ما ينفعش، احنا عذرين اللى انت فيه بس انت كمان المفروض تعذر مدام حورية

بالداخل

جلست ندى بجوار حورية و رفعت يديها و ربت على كتفيها و قالت بهدوء

-حورية زياد نام هاتيه انيمة فى الأوضة جوه 

أجابتها حورية بسرعة و بتلقائية و هى تزيد من أحتضان ابنها :

-لا زياد هيفضل فى حضنى يا ندى 

فصاحت ندى بثبات رغم الحزن الذى لاح بعينيها :

-يا حورية هو مش هيبعد بس هينام جوه فى الأوضة، انتى كدة دراعك هيوجعك و

قاطعتها حورية بقوة و شراسة

-قولتلك لا ابنى هيفضل نايم فى حضنى

أغمضت ندي عينيها تحاول كبح دموعها و تمتمت

-يا حبيبتى لو مش عشانك يبقى عشانه هو اكيد.مش مرتاح فى النومة اقولك ادخلى معاه نيميه فى السرير و نامى جمبه طيب و حتى تكونى ريحتى شويه

ظهر عليها الأقتناع بحديثها فأكملت ندى حديثها مشجعة إياها على تلك الفكرة :

-يلا يا حورية قومى

تحاملت حورية على قدميها و نهضت بهدوء شديد تحرص على عدم استيقاظه و تحركت ساقيها بأتجاه الغرفة و أثناء ذلك وصل لمسامعها ذلك الصوت التى باتت تبغضه و الذى منعها من أستكمال طريقها....

توترت ندى التى استمعت لنفس الصوت و تلك المشاحنه الكلامية بالخارج وكادت أن تتحدث ولكن منعتها حورية عندما وضعت زياد على ذراعيها مغمغمة بهدوء ما قبل العاصفة : 

-خدى زياد و ادخلى الاوضة ومتخرجيش منها و لو حصل ايه متسبيهوش و تخرجى أنتى سامعه

أماءت لها براسها عدة مرات قائلة بخشوع : 

-سامعة

دلفت ندى الى الغرفة و اغلقت الباب من خلفها و ما ان تأكدت حورية من اغلاقها الباب حتى تقدمت صوب الباب و أستجمعت جأشها و فتحته قائلة بغضب نارى و هى تحدق به بعينيها

-أنت بتعمل ايه هنا!!!! أنت ليك عين تورينى وشك بعد اللى حصل

رمقها الجميع و سيطر التوتر على الأجواء فتجاهل عدى وجود كل من عمر و وجد و اقترب من حورية بسرعة البرق مغمغم بترجى و الدموع تتجمع بعينيه من جديد ويديه تكاد تلمسها :

-حورية عايز اتكلم معاكى، انا

قاطعته صارخة به :

-قولتلك قبل كدة متلمسنيش، انت لسه ليك عين تيجى لحد هنا، ليك عين تبص فى وشى و انت السبب فى انى اتحرم من ابنى

هبطت دموعه الحارة و قال 

-اوعك تفكرى انى موته مش فارق معايا او انى مبسوط باللى حصل و انا عارف انى السبب فيه، زين كان ابنى انا كمان و اكيد بحبه و فكرة انه مبقاش موجود معذبانى 

ظلت دموعه تنهمر بلا توقف اثناء حديقة فتبادل عمر و وجد النظرات و للحظات شعرت وجد بالشفقة تجاه، أما عمر فكان يتابع ما يحدث بترقب و أزدادت خفقاته بخوف و دب الرعب به عندما اقتحم تفكيرة بأنها من الممكن أن تعود له ....

تعود له و تتركه وحيدًا بعدما تعلق بها....بعدما أصبحت نفسه و اصبح يتنفس من أجلها هى فقط..... فأحتدت عيناه عند تلك الفكرة فكيف سيكمل حياته إذا غادرتها......فمنذ ان رآها لا يتخيل حياته من دونها...دون ابتسامتها....عفويتها....حنانها...حنانها لأطفالها الذى عشقه قبل كل شئ

أخرجة من أفكاره صوت حورية التى هتفت بعتاب سرعان ما تحول لعصبية مفرط صاحبها لكمات سددتها لعدى بصدره

-دلوقتى بتعيط!!!دلوقتى ندمان...دلوقتى عرفت قيمتنا، بس بعد ايه، بعدما ابنى ما راح منى، ما فوقتش من زمان ليه، جاوبنى مفوقتش من زمان ليه

اقترب عمر و وجد منهم فحاوطت وجد حورية محاولة تهدئتها بعدما اجتمع بعض الجيران على اصواتهم و بدأت همساتهم و همهامتهم، اما عمر فابعد عدى قائلًا ببرود 

-كفاية اوى لحد كدة، امشى لو سمحت

رفع عدى يديه و مسح عبراته و هو يؤما له و تحرك من مكانه و هبط درج البناية و الندم يتأكله

فصاح عمر بالجيران مغمغم بهدوء

-يلا يا جماعة كل واحد على بيته، بتتفرجوا علي ايه انا مش فاهم 

غادر الجيران و قامت وجد بادخال حورية داخل المنزل و هى تسندها مجلسة إياها على الاريكة فوقف عمر على باب المنزل يراقبهم فاقتربت زجد حتى تغلق الباب فهمس لها عمر بحزن 

-انا موجود لو حصل اى حاجة و احتاجتونى، و ارجوكى متسبيهاش لوحدها و اعمليها اى حاجة دافيه تشربها

أماءت له وجد و أغلقت الباب فعاد هو لمنزله المجاور لهم و اغلق الباب 

**********

صاحت حورية بعدما جلست على الاريكة و الدموع تذرف من عينيها تشعر بغضب جحيمى تملكها بعد مجيئه إليها و وقوفه أمامها فقالت بنبرة متقطعة مبحوحة

-شوفتى..شوفتى جه لحد هنا ازاى هو أزاى تفكيره وصله انه يجى لهنا، انا مشفتش فى بجاحته

وقفت وجد بمواجهتها و مسحت دموعها بأصابعها و قالت 

-خلاص يا حورية و بعدين انتى اديلة اللى فيه النصيب و قسيتى عليه

رفعت عينيها تنظر لها و أشارت تجاه نفسها قائلة بصدمة 

-انا اللى قسيت عليه! اومال هو ايه بقى

حركت الآخرى راسها بنفى و قالت

-فهمتينى غلط والله انا قصدى انك ادتيلة كلمتين فى الجون 

ازاحت حورية يديها و نهضت تجاه الغرفة التى يقطن بها ابنها برفقة شقيقتها

فتابعتها وجد بعينها و تحركت صوب المطبخ حتى تحضر لها بعض الاعشاب التى قد تساهم فى تهدئتها فصدح رنين هاتفه فاخرجته من جيبها و أجابت عليه بعدما وجدته داغر الذى صاح بلهفة

-وجد عدى مجاش عندكم

زفرت بضيق و أجابته على مضض قائلة

-لا جه يا داغر و مكنتش هخليه يشوف حورية بس هو حظة وحش و حورية سمعت صوته و حصل اللى حصل بقى و اخوك لسه نازل من شوية 

-نزل راح فين!!

حركت كتفيها و قالت

-معرفش هعرف منين يعنى بس اكيد هيرجع على البيت عندكم 

-طيب طيب اقفلى 

قالها بسرعه و اغلق الهاتف بوجهها فنظرت بالهاتف بصدمة و غمغمت بضيق

-انت كمان بتقفل السكة فى وشى، ماشى يا داغر

تنهدت و اخرجت رقم رسام و حادثتها للاطمئنان عليها بعد رحيلها منذ ساعات قليلة و بذات الوقت بدات بتحضير المشروب الساخن

*********

ظل يدور حول نفسه و من الوقت للآخر ينظر بساعة معصمة فالخوف و القلق على شقيقه قد تمكن منه، يخاف أن يحدث له مكروهًا، أو يفعل بنفسه شئ يفقده حياته و يفقده هو، يلوم نفسه على تركه بمفرده....

أما رائف و حسام فكانا يتابعان داغر بأعين قلقة فصاح داغر و هو ينظر من الشرفة

-عشر دقايق كمان لو مجاش هنزل أدور عليه

أؤما له حسام موافقًا على حديثه، أما رائف فزفر و هو يضع راسه بين يديه يتنهد بتعب و إرهاق و قال بصوت مكتوم   يغلبه الندم مخرجًا رأسه من بين يديه مقتربًا من صديقه و أعين حسام تتابعهم بصمت

-داغر فى حاجة عايزة اقولهالك، عارف انها مش وقتها خالص، بس أنت لازم تعرفها

ألتفت داغر ينظر له بأعين متربصة كالصقر و حرك راسه بأستفهمام و هتف 

-حاجة ايه يا رائف!!!

أخذ شهيقًا طويلًا و زفره بهدوء شديد و غمغم 

-أنا بعد ما عرفت بحقيقة مشاعر ياسمين ناحيتك و حبها ليك و أنا الشياطين مش سيبانى و كنت عايز أعمل اى حاجة تخليك تضايقك فملقتش غير طريقة واحدة

ضيق داغر عينيه و نهض حسام من مكانه مقتربًا من رائف شقيقه و قال بدهشة

-عملت إيه يا رائف!!!

كاد رائف أن يجيبه و لكن قاطعه صوت داغر الذى خرج غاضبًا مكتومًا 

-أنت المجهول مش كدة، انت اللى كنت بتبعت الورد ل وجد صح يا رائف 

كز رائف على اسنانه ندمًا و أغمض عينيه لوهلة و قال مؤكدًا حديثه

-أيوة يا داغر انا

تشنجت عضلات وجهه داغر و كاد ان يطيح به و لكن استطاع كبح غضبه و التحكم به فضم قبضته و تحرك خطوتين من امام رائف و ضرب الحائط مرتين متتالين بعنف مخرجًا غضبه بتلك الضربات

أما حسام فظل يراقب شقيقه بعدم تصديق و قال بضيق موجهه حديثه لداغر فى محاولة منه للهروب من ذاك الموقف المخجل فما فعله شقيقه لا يغتفر بالمرة فبتلك الفعله كاد ان يهدم زواجهم و يدلف الشكوك و التساؤلات بقلب داغر 

-انا خارج بره لبابا و أعمامى عشان اقف معاهم الناس بدأت تيجي تعزى

عقب خروج حسام من غرفة المكتب أقترب رائف من داغر و هتف بندم

-داغر صدقنى وجد بالنسبالى أخت و استحاله ابصلها بصه مش كويسة و خصوصًا انها مراتك، بس انا كراكتى اتجرحت و كنت مضايق منك لدرجة متتخيلهاش و

كاد يكمل و لكن منعه تلك القبضه الفولاذية التى قبضت على قميصه بعنف جاذبة إياه بعنف و قال بأعين قاتمة و نبرة حادة 

-مضايق منى يبقى بينى و بينك مدخلش وجد بينا، تيجى تكلم معايا اضربنى لو حابب، لكن تقرب من البنى آدمة اللى بحبها ده اللى مسحمش بيه يا رائف أنت سامع، وبعدين انا عمرى ما اتعرضت لياسمين و لا حتى فكرت انى ابصلها....انت خيبت ظنى فيك يابن عمى كنت فكرك صاحبى بحق و حقيقى و لو ايه اللى حصل مفيش حاجة هتفرق بينا و هنفضل ضهر و عزوة لبعض

-وانا ندمان يا داغر و عشان اعترفتلك و لو حابب ممكن اعتذرلك قدام العيلة كلها و اكفر عن غلطى.....

ترك داغر قميصه و داخله بركان من الغضب فظل رائف يطالعه بتوجس 

-قلت ايه يا داغر

اجابه داغر ببرود

-مش وقته الكلام ده 

وسريعًا ما خرج من الغرفة يريد البحث عم شقيقه، فوجده أمامه و يتجه صوب درجات السلم و حالته تحزن القلب قبل العين..

اقترب منه بلهفة 

-عدى كنت فين قلقتنى عليك

نظر له عدى بتشتت و عينيه حمراء أثر بكاءه و انهياره التام الذى حدث له بسيارته عقب ترجله من البناية القاطنة بها حورية

-انا كويس هطلع اوضة زياد و زين و مش عايز حد يدخلى 

-بس يا عدى مينفعش اللى بتع

-داغر لو سمحت انا مش ناس ضغط و عايزة اقعد مع نفسى أرجوك

-عدى صلى و ارجع لربنا يا عدى هو الوحيد اللى هيخرجك من اللى انت فيه

**********

ولج غرفة اطفاله لا يشعر بقدماه، فحاله انقلب رأسًا على عقب فى ليلة واحدة، أسند رأسه للخلف، متذكرًا كلمات شقيقة و ظلت تتردد بأذنيه

-صلى و ارجع لربنا يا عدى هو الوحيد اللى هيخرجك من اللى انت فيه

تحامل على قدمه و نهض من مكانه وخرج من الغرفة مرة آخرى و اتجهه بأتجاه غرفته و دلف الغرفة قاصدًا المرحاض وبدأ بالوضوء و أختلطت دموعه مع ماء الوضوء 

انهى وضوئه و خرج من الغرفة ينظر لكل زواية بها لا يطيق المكوث بها فأبتلع تلك المرارة و خرج من الغرفة مرة آخرى ليعود لغرفة اطفاله التى اصبحت محببه و مفضلة بالنسبة له 

دلف الغرفة و ظل يدور حول نفسه لا يعرف مكان القبلة فضعت على اسنانه بقوة و خرج من الغرفة مرة آخرى و نزل درجات السلم و عينيه تبحث عن شقيقه فقادته قدمه صوب مكتبه يبعد نفسه عن ذلك الحشد الرجالى فأنتبهت إليه والدته التى تجلس فى عزاء النساء فظلت ترمقة بحسرة و قلبها يتمزق من اجله فهى تكره ان تراه بتلك الحالة....

فتح باب غرفة المكتب و أطل براسه و قال بعدما وجده يقف امام الشرفة موليًا ظهره له 

-داغر 

التفت داغر ينظر له بلهفه و قال بقلق

-ايوة يا عدى!!

ازدرق ريقه و قال

-عايز اعرف مكان القبلة و كمان عايز مصلية

أتسعت ابتسامة داغر و رفع يديه محاوطًا وجهه و قال 

-بس كدة ثانية واحدة

ابتعد عنه و جلب احدى المصليات و أعطاها له و وضح له مكان القبله

اماء له عدى براسه بهدوء و تحرك من امامه مغادرًا فتنهد داغر براحة يشعر بشعاع من الامل ينبعث مرة آخرى 

بعد مرور عدة دقائق

كان جاثيًا على ركبتيه راكعًا لله عز وجل و دموعه تنهمر كالأنهار يناجر ربه أن يغفر له و يسامحه و يصبر قلبه على فراق ابنه و يغفر له خطاياه

**********

تحاول الأتصال بها مرارًا و تكرارًا بعدما خرجت من غرفة حورية تاركة إياها نائمة ذاهبة بسبات عميق و ندى بجوارها، فحاولت مرة آخرة ولكن دون فائدة، تقلق من ان يكون قد اصابها شئ

حركت قدميها بعنف و الغضب يعتريها

-مبتردش ليه بس دى، ماشى يا وسام والله لما اشوفك بس!!!

حاولت ندى تهدئتها متحدثة بنبرة هادئة 

-أهدى يا وجد و متقلقيش تلاقيها بس مش سامعة الموبايل و لا حاجة و اول ما تشوف المكالمات هتكلمك

حركت وجد راسها بنفى و غمغمت 

-لا يا ندى انا قلبى متوغوش حاسة فيه حاجة 

نهضت ندى و اقتربت منها و جذبتها من ذراعيها و اجلستها بجوارها و قالت

-انتى بس عشان بتحبيها اوى بتخافى عليها اوى بس صدقينى مش هيطلع فيه حاجة و ممكن موبايلها يكون صوته واطى 

زمت وجد شفتيها بعدم اقتناع و بدأت الشكوك تتغلل قلبها بذات الوقت التى صدح به رنين هاتفها فنظرت به وسريعًا ما اجابت عندما وجدتها وسام

-انتى فين يا كلب البحر قلقتيني عليكي حرام عليكى يا وسام والله لما اشوفك بس

صدح صوت ضحكات رجوليه مالوفة بالنسبة لها فأبتلعت لعابها بخوف عندما خرج صوته الرجولى الغليظ الساخر قائلًا

-يا حرام لو كنت اعرف انك هتتخضى عليها اوى كده كنت كلمتك من بدرى، يلا خيرها فى غيرها بس ايه رائيك فى المفاجأة دى حلوة مش كدة!!!؟

تمتمت وجد بخوف على صديقتها

-مصطفى وسام ملهاش اى دخل فى اللى بينى و بينك خليك راجل و واجهنى اعمل ما بدالك فيا انا لكن وسام لا انا ممكن اموتك فيها

للمرة الثانية تصدح ضحكاته الرجولية و وهو يتطلع بتلك المقيدة امامه بأعين راغبة شهوانية رافعًا يديه محاوطًا وجهها بيديه التى بدأت بالانزلاق تدريجيًا فحركت جسدها محاولة ابعاد يديه التى تتجرء عليها و تتلمس جسدها بطريقة بذيئة و همهمات بسيطة تخرج من فمها بسبب ذلك اللاصق على فمها.....

-اهدا يا وحش عشان انا مبخافش، وبعدين مش عايزانى اذيها يبقى تيجى لحد هنا و تمضيلى على التنازل و تخرج انتى و هى سالمين غانمين ها قولتى ايه!!

مسحت وجد على وجهها زافرة بضيق و سريعًا ما غمغمت دون تفكير 

-ادينى العنوان و جيالك و همضيلك على اللى انت عايزة 

اتسعت ابتسامته على سذاجتها اللامتناهية و غمغم 

-حلو اوى مستنيكى يا قطة 

**********

بحديقة منزل الهلالى

كان يسير بلا هوادة يفكر بكل ما يحدث من حوله، وفاة ابن شقيقه و انهيار شقيقه التام، و ختمت بأعتراف رائف له بما فعله، فكلما تذكر فعلته يشعر بنيران تنهش ما بين أضلاعه....

اخرجة من تفكيره صوت حسام و جذبة إياه من ذراعيه فنظر له داغر بتسأل

-عمال انادى عليك، مبتردش سرحان فى ايه

تنهد داغر و تمتم

-يعنى هيكون فى ايه، فى كل اللى بيحصل يا حسام، وموضوع أخوك زودها عليا..يعنى بصراحة مكنتش متخيل انه يعمل معايا كدة 

مط حسام شفتيه وقال

-رائف اقرب واحد ليك يا داغر و انت عارف هو بيحبك قد ايه و موضوع ياسمين وجعه اوى و انت المفروض تعذره هو اتصرف بغباء بس انا عندى عشم فيك انك تسامحه ده ربنا بيسامح يا شيخنا انت مش عايز تسامح

ارتسمت بسمه ساخرة على وجه داغر و غمغم باستنكار

-انت اللى بتقول كدة يا حسام 

قطب حسام جبينه بدهشة وقال

-ايوة انا اللى بقول كده وبعدين مقولش ليه يعنى

-يعنى المفروض لما تنصح بحاجة تكون بتعمل بيها و انت ماشاء الله مزودها اوى و لا منك سامحت وجد ولا منك نسيت اللى حصل زمان معأننا بنى آدمين و النسيان ده شئ طبيعى بس انت سبحان الله مش عايز تنسى و مش عايز تدى فرصة للغلبانه اللى بتحبك 

احتدت ملامحه و هتف بحدة 

-داغر لو سمحت ده شئ و ده شئ مفيش مقارنه اصلا 

رفع داغر حاجبيه بسخرية و غمغم 

-انا خايف تندم بعدين يا حسام

وسريعًا ما اكمل بخبث و هو يرمقة بترقب

-على العموم ريح نفسك البنت مسافرة و مش هتشوف وشها تانى 

سيطرت الدهشة على وجهه فهى قد ظهرت له بانها تلك الفتاة التى لاتستلم و لن تتركه قبل ان يقع فى غرامها فاين حديثها ذلك الآن و لماذا استسلمت و رضخت لرفضة لها

ظل داغر يتابعه بعيون كالصقر، و رن هاتفه الموضوع بجيبه فاخرجه مجيبًا عليه دون أن يراه فوصل إليه صوت ندى و هى تغمغم بخوف

-داغر وجد نزلت من عندنا و رايحة لواحد اسمه مصطفى و اللى فهمته انه خاطف وسام صاحبتها

__يتبع__

#بقلمى_فاطمة_محمد

#طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل الأخير (الجزء الأول)
-عدى، أنت بتعمل ايه هنا!!
أزدرق ريقه و قال :

-زى ماقولتلك عايز أشوف ابنى، و حابب أتكلم مع حورية

التفتت وجد و رمقت حورية الشاردة بنظرة سريعة و دفعته برفق بعيدًا عن الباب و خرجت من المنزل مغلقة الباب من خلفها مغمغمة بضيق :

-عدى مينفعش تشوفها و لا تزريها وشك أحنا ما صدقنا هديت شوية، ومعندناش استعداد نخلى نفسيتها تتدمر لما تشوفك

أغمض عينيه بألم و همس برجاء :

-أرجوكى يا وجد، أنا مش هينفع امشى من غير ما اشوف زياد و لا اتكلم مع حورية م

قاطعته وجد بحدة دون مراعاه لحالته و هيئته المزرية : 

-يا بنى آدم افهم و اعمل حاجة عدلة فى حياتك و لو لمرة 

فتح باب المنزل المجاور و خرج عمر من المنزل بعدما وصل لمسامعه بعض الهمهمات الغير المفهومة فأمتعضت ملامحه ما أن رأى عدى أمامه و كز على أسنانه و أقترب منهم :

-خير فى حاجة!؟

رمقته وجد بعينيها و سريعًا ما ألتفتت عدى ينظر له فانتبه عمر لحالته و رآى بعينيه نظرة أنكسار و حزن دفين فلانت ملامحه و غمغم بهدوء

-البقاء لله 

أماء له عدى و ألتفتت ل وجد مرة أخرى و نظرة الترجى لا تزال بعينيه فزفرت وجد بضيق و وجهت حديثها لعمر و تمتمت ببعض الأنفعال

-أستاذ عمر ممكن تفهم عدى بيه أنه مينفعش يقابل حورية 

رفع عمر حاجبيه بأستنكار و قال بنبرة جعلها هادئة قدر المستطاع رغم تلك الغيرة القاتلة التى نهشت قلبه :

-ما هو فعلا ما ينفعش، احنا عذرين اللى انت فيه بس انت كمان المفروض تعذر مدام حورية

بالداخل

جلست ندى بجوار حورية و رفعت يديها و ربت على كتفيها و قالت بهدوء

-حورية زياد نام هاتيه انيمة فى الأوضة جوه 

أجابتها حورية بسرعة و بتلقائية و هى تزيد من أحتضان ابنها :

-لا زياد هيفضل فى حضنى يا ندى 

فصاحت ندى بثبات رغم الحزن الذى لاح بعينيها :

-يا حورية هو مش هيبعد بس هينام جوه فى الأوضة، انتى كدة دراعك هيوجعك و

قاطعتها حورية بقوة و شراسة

-قولتلك لا ابنى هيفضل نايم فى حضنى

أغمضت ندي عينيها تحاول كبح دموعها و تمتمت

-يا حبيبتى لو مش عشانك يبقى عشانه هو اكيد.مش مرتاح فى النومة اقولك ادخلى معاه نيميه فى السرير و نامى جمبه طيب و حتى تكونى ريحتى شويه

ظهر عليها الأقتناع بحديثها فأكملت ندى حديثها مشجعة إياها على تلك الفكرة :

-يلا يا حورية قومى

تحاملت حورية على قدميها و نهضت بهدوء شديد تحرص على عدم استيقاظه و تحركت ساقيها بأتجاه الغرفة و أثناء ذلك وصل لمسامعها ذلك الصوت التى باتت تبغضه و الذى منعها من أستكمال طريقها....

توترت ندى التى استمعت لنفس الصوت و تلك المشاحنه الكلامية بالخارج وكادت أن تتحدث ولكن منعتها حورية عندما وضعت زياد على ذراعيها مغمغمة بهدوء ما قبل العاصفة : 

-خدى زياد و ادخلى الاوضة ومتخرجيش منها و لو حصل ايه متسبيهوش و تخرجى أنتى سامعه

أماءت لها براسها عدة مرات قائلة بخشوع : 

-سامعة

دلفت ندى الى الغرفة و اغلقت الباب من خلفها و ما ان تأكدت حورية من اغلاقها الباب حتى تقدمت صوب الباب و أستجمعت جأشها و فتحته قائلة بغضب نارى و هى تحدق به بعينيها

-أنت بتعمل ايه هنا!!!! أنت ليك عين تورينى وشك بعد اللى حصل

رمقها الجميع و سيطر التوتر على الأجواء فتجاهل عدى وجود كل من عمر و وجد و اقترب من حورية بسرعة البرق مغمغم بترجى و الدموع تتجمع بعينيه من جديد ويديه تكاد تلمسها :

-حورية عايز اتكلم معاكى، انا

قاطعته صارخة به :

-قولتلك قبل كدة متلمسنيش، انت لسه ليك عين تيجى لحد هنا، ليك عين تبص فى وشى و انت السبب فى انى اتحرم من ابنى

هبطت دموعه الحارة و قال 

-اوعك تفكرى انى موته مش فارق معايا او انى مبسوط باللى حصل و انا عارف انى السبب فيه، زين كان ابنى انا كمان و اكيد بحبه و فكرة انه مبقاش موجود معذبانى 

ظلت دموعه تنهمر بلا توقف اثناء حديقة فتبادل عمر و وجد النظرات و للحظات شعرت وجد بالشفقة تجاه، أما عمر فكان يتابع ما يحدث بترقب و أزدادت خفقاته بخوف و دب الرعب به عندما اقتحم تفكيرة بأنها من الممكن أن تعود له ....

تعود له و تتركه وحيدًا بعدما تعلق بها....بعدما أصبحت نفسه و اصبح يتنفس من أجلها هى فقط..... فأحتدت عيناه عند تلك الفكرة فكيف سيكمل حياته إذا غادرتها......فمنذ ان رآها لا يتخيل حياته من دونها...دون ابتسامتها....عفويتها....حنانها...حنانها لأطفالها الذى عشقه قبل كل شئ

أخرجة من أفكاره صوت حورية التى هتفت بعتاب سرعان ما تحول لعصبية مفرط صاحبها لكمات سددتها لعدى بصدره

-دلوقتى بتعيط!!!دلوقتى ندمان...دلوقتى عرفت قيمتنا، بس بعد ايه، بعدما ابنى ما راح منى، ما فوقتش من زمان ليه، جاوبنى مفوقتش من زمان ليه

اقترب عمر و وجد منهم فحاوطت وجد حورية محاولة تهدئتها بعدما اجتمع بعض الجيران على اصواتهم و بدأت همساتهم و همهامتهم، اما عمر فابعد عدى قائلًا ببرود 

-كفاية اوى لحد كدة، امشى لو سمحت

رفع عدى يديه و مسح عبراته و هو يؤما له و تحرك من مكانه و هبط درج البناية و الندم يتأكله

فصاح عمر بالجيران مغمغم بهدوء

-يلا يا جماعة كل واحد على بيته، بتتفرجوا علي ايه انا مش فاهم 

غادر الجيران و قامت وجد بادخال حورية داخل المنزل و هى تسندها مجلسة إياها على الاريكة فوقف عمر على باب المنزل يراقبهم فاقتربت زجد حتى تغلق الباب فهمس لها عمر بحزن 

-انا موجود لو حصل اى حاجة و احتاجتونى، و ارجوكى متسبيهاش لوحدها و اعمليها اى حاجة دافيه تشربها

أماءت له وجد و أغلقت الباب فعاد هو لمنزله المجاور لهم و اغلق الباب 

**********

صاحت حورية بعدما جلست على الاريكة و الدموع تذرف من عينيها تشعر بغضب جحيمى تملكها بعد مجيئه إليها و وقوفه أمامها فقالت بنبرة متقطعة مبحوحة

-شوفتى..شوفتى جه لحد هنا ازاى هو أزاى تفكيره وصله انه يجى لهنا، انا مشفتش فى بجاحته

وقفت وجد بمواجهتها و مسحت دموعها بأصابعها و قالت 

-خلاص يا حورية و بعدين انتى اديلة اللى فيه النصيب و قسيتى عليه

رفعت عينيها تنظر لها و أشارت تجاه نفسها قائلة بصدمة 

-انا اللى قسيت عليه! اومال هو ايه بقى

حركت الآخرى راسها بنفى و قالت

-فهمتينى غلط والله انا قصدى انك ادتيلة كلمتين فى الجون 

ازاحت حورية يديها و نهضت تجاه الغرفة التى يقطن بها ابنها برفقة شقيقتها

فتابعتها وجد بعينها و تحركت صوب المطبخ حتى تحضر لها بعض الاعشاب التى قد تساهم فى تهدئتها فصدح رنين هاتفه فاخرجته من جيبها و أجابت عليه بعدما وجدته داغر الذى صاح بلهفة

-وجد عدى مجاش عندكم

زفرت بضيق و أجابته على مضض قائلة

-لا جه يا داغر و مكنتش هخليه يشوف حورية بس هو حظة وحش و حورية سمعت صوته و حصل اللى حصل بقى و اخوك لسه نازل من شوية 

-نزل راح فين!!

حركت كتفيها و قالت

-معرفش هعرف منين يعنى بس اكيد هيرجع على البيت عندكم 

-طيب طيب اقفلى 

قالها بسرعه و اغلق الهاتف بوجهها فنظرت بالهاتف بصدمة و غمغمت بضيق

-انت كمان بتقفل السكة فى وشى، ماشى يا داغر

تنهدت و اخرجت رقم رسام و حادثتها للاطمئنان عليها بعد رحيلها منذ ساعات قليلة و بذات الوقت بدات بتحضير المشروب الساخن

*********

ظل يدور حول نفسه و من الوقت للآخر ينظر بساعة معصمة فالخوف و القلق على شقيقه قد تمكن منه، يخاف أن يحدث له مكروهًا، أو يفعل بنفسه شئ يفقده حياته و يفقده هو، يلوم نفسه على تركه بمفرده....

أما رائف و حسام فكانا يتابعان داغر بأعين قلقة فصاح داغر و هو ينظر من الشرفة

-عشر دقايق كمان لو مجاش هنزل أدور عليه

أؤما له حسام موافقًا على حديثه، أما رائف فزفر و هو يضع راسه بين يديه يتنهد بتعب و إرهاق و قال بصوت مكتوم   يغلبه الندم مخرجًا رأسه من بين يديه مقتربًا من صديقه و أعين حسام تتابعهم بصمت

-داغر فى حاجة عايزة اقولهالك، عارف انها مش وقتها خالص، بس أنت لازم تعرفها

ألتفت داغر ينظر له بأعين متربصة كالصقر و حرك راسه بأستفهمام و هتف 

-حاجة ايه يا رائف!!!

أخذ شهيقًا طويلًا و زفره بهدوء شديد و غمغم 

-أنا بعد ما عرفت بحقيقة مشاعر ياسمين ناحيتك و حبها ليك و أنا الشياطين مش سيبانى و كنت عايز أعمل اى حاجة تخليك تضايقك فملقتش غير طريقة واحدة

ضيق داغر عينيه و نهض حسام من مكانه مقتربًا من رائف شقيقه و قال بدهشة

-عملت إيه يا رائف!!!

كاد رائف أن يجيبه و لكن قاطعه صوت داغر الذى خرج غاضبًا مكتومًا 

-أنت المجهول مش كدة، انت اللى كنت بتبعت الورد ل وجد صح يا رائف 

كز رائف على اسنانه ندمًا و أغمض عينيه لوهلة و قال مؤكدًا حديثه

-أيوة يا داغر انا

تشنجت عضلات وجهه داغر و كاد ان يطيح به و لكن استطاع كبح غضبه و التحكم به فضم قبضته و تحرك خطوتين من امام رائف و ضرب الحائط مرتين متتالين بعنف مخرجًا غضبه بتلك الضربات

أما حسام فظل يراقب شقيقه بعدم تصديق و قال بضيق موجهه حديثه لداغر فى محاولة منه للهروب من ذاك الموقف المخجل فما فعله شقيقه لا يغتفر بالمرة فبتلك الفعله كاد ان يهدم زواجهم و يدلف الشكوك و التساؤلات بقلب داغر 

-انا خارج بره لبابا و أعمامى عشان اقف معاهم الناس بدأت تيجي تعزى

عقب خروج حسام من غرفة المكتب أقترب رائف من داغر و هتف بندم

-داغر صدقنى وجد بالنسبالى أخت و استحاله ابصلها بصه مش كويسة و خصوصًا انها مراتك، بس انا كراكتى اتجرحت و كنت مضايق منك لدرجة متتخيلهاش و

كاد يكمل و لكن منعه تلك القبضه الفولاذية التى قبضت على قميصه بعنف جاذبة إياه بعنف و قال بأعين قاتمة و نبرة حادة 

-مضايق منى يبقى بينى و بينك مدخلش وجد بينا، تيجى تكلم معايا اضربنى لو حابب، لكن تقرب من البنى آدمة اللى بحبها ده اللى مسحمش بيه يا رائف أنت سامع، وبعدين انا عمرى ما اتعرضت لياسمين و لا حتى فكرت انى ابصلها....انت خيبت ظنى فيك يابن عمى كنت فكرك صاحبى بحق و حقيقى و لو ايه اللى حصل مفيش حاجة هتفرق بينا و هنفضل ضهر و عزوة لبعض

-وانا ندمان يا داغر و عشان اعترفتلك و لو حابب ممكن اعتذرلك قدام العيلة كلها و اكفر عن غلطى.....

ترك داغر قميصه و داخله بركان من الغضب فظل رائف يطالعه بتوجس 

-قلت ايه يا داغر

اجابه داغر ببرود

-مش وقته الكلام ده 

وسريعًا ما خرج من الغرفة يريد البحث عم شقيقه، فوجده أمامه و يتجه صوب درجات السلم و حالته تحزن القلب قبل العين..

اقترب منه بلهفة 

-عدى كنت فين قلقتنى عليك

نظر له عدى بتشتت و عينيه حمراء أثر بكاءه و انهياره التام الذى حدث له بسيارته عقب ترجله من البناية القاطنة بها حورية

-انا كويس هطلع اوضة زياد و زين و مش عايز حد يدخلى 

-بس يا عدى مينفعش اللى بتع

-داغر لو سمحت انا مش ناس ضغط و عايزة اقعد مع نفسى أرجوك

-عدى صلى و ارجع لربنا يا عدى هو الوحيد اللى هيخرجك من اللى انت فيه

**********

ولج غرفة اطفاله لا يشعر بقدماه، فحاله انقلب رأسًا على عقب فى ليلة واحدة، أسند رأسه للخلف، متذكرًا كلمات شقيقة و ظلت تتردد بأذنيه

-صلى و ارجع لربنا يا عدى هو الوحيد اللى هيخرجك من اللى انت فيه

تحامل على قدمه و نهض من مكانه وخرج من الغرفة مرة آخرى و اتجهه بأتجاه غرفته و دلف الغرفة قاصدًا المرحاض وبدأ بالوضوء و أختلطت دموعه مع ماء الوضوء 

انهى وضوئه و خرج من الغرفة ينظر لكل زواية بها لا يطيق المكوث بها فأبتلع تلك المرارة و خرج من الغرفة مرة آخرى ليعود لغرفة اطفاله التى اصبحت محببه و مفضلة بالنسبة له 

دلف الغرفة و ظل يدور حول نفسه لا يعرف مكان القبلة فضعت على اسنانه بقوة و خرج من الغرفة مرة آخرى و نزل درجات السلم و عينيه تبحث عن شقيقه فقادته قدمه صوب مكتبه يبعد نفسه عن ذلك الحشد الرجالى فأنتبهت إليه والدته التى تجلس فى عزاء النساء فظلت ترمقة بحسرة و قلبها يتمزق من اجله فهى تكره ان تراه بتلك الحالة....

فتح باب غرفة المكتب و أطل براسه و قال بعدما وجده يقف امام الشرفة موليًا ظهره له 

-داغر 

التفت داغر ينظر له بلهفه و قال بقلق

-ايوة يا عدى!!

ازدرق ريقه و قال

-عايز اعرف مكان القبلة و كمان عايز مصلية

أتسعت ابتسامة داغر و رفع يديه محاوطًا وجهه و قال 

-بس كدة ثانية واحدة

ابتعد عنه و جلب احدى المصليات و أعطاها له و وضح له مكان القبله

اماء له عدى براسه بهدوء و تحرك من امامه مغادرًا فتنهد داغر براحة يشعر بشعاع من الامل ينبعث مرة آخرى 

بعد مرور عدة دقائق

كان جاثيًا على ركبتيه راكعًا لله عز وجل و دموعه تنهمر كالأنهار يناجر ربه أن يغفر له و يسامحه و يصبر قلبه على فراق ابنه و يغفر له خطاياه

**********

تحاول الأتصال بها مرارًا و تكرارًا بعدما خرجت من غرفة حورية تاركة إياها نائمة ذاهبة بسبات عميق و ندى بجوارها، فحاولت مرة آخرة ولكن دون فائدة، تقلق من ان يكون قد اصابها شئ

حركت قدميها بعنف و الغضب يعتريها

-مبتردش ليه بس دى، ماشى يا وسام والله لما اشوفك بس!!!

حاولت ندى تهدئتها متحدثة بنبرة هادئة 

-أهدى يا وجد و متقلقيش تلاقيها بس مش سامعة الموبايل و لا حاجة و اول ما تشوف المكالمات هتكلمك

حركت وجد راسها بنفى و غمغمت 

-لا يا ندى انا قلبى متوغوش حاسة فيه حاجة 

نهضت ندى و اقتربت منها و جذبتها من ذراعيها و اجلستها بجوارها و قالت

-انتى بس عشان بتحبيها اوى بتخافى عليها اوى بس صدقينى مش هيطلع فيه حاجة و ممكن موبايلها يكون صوته واطى 

زمت وجد شفتيها بعدم اقتناع و بدأت الشكوك تتغلل قلبها بذات الوقت التى صدح به رنين هاتفها فنظرت به وسريعًا ما اجابت عندما وجدتها وسام

-انتى فين يا كلب البحر قلقتيني عليكي حرام عليكى يا وسام والله لما اشوفك بس

صدح صوت ضحكات رجوليه مالوفة بالنسبة لها فأبتلعت لعابها بخوف عندما خرج صوته الرجولى الغليظ الساخر قائلًا

-يا حرام لو كنت اعرف انك هتتخضى عليها اوى كده كنت كلمتك من بدرى، يلا خيرها فى غيرها بس ايه رائيك فى المفاجأة دى حلوة مش كدة!!!؟

تمتمت وجد بخوف على صديقتها

-مصطفى وسام ملهاش اى دخل فى اللى بينى و بينك خليك راجل و واجهنى اعمل ما بدالك فيا انا لكن وسام لا انا ممكن اموتك فيها

للمرة الثانية تصدح ضحكاته الرجولية و وهو يتطلع بتلك المقيدة امامه بأعين راغبة شهوانية رافعًا يديه محاوطًا وجهها بيديه التى بدأت بالانزلاق تدريجيًا فحركت جسدها محاولة ابعاد يديه التى تتجرء عليها و تتلمس جسدها بطريقة بذيئة و همهمات بسيطة تخرج من فمها بسبب ذلك اللاصق على فمها.....

-اهدا يا وحش عشان انا مبخافش، وبعدين مش عايزانى اذيها يبقى تيجى لحد هنا و تمضيلى على التنازل و تخرج انتى و هى سالمين غانمين ها قولتى ايه!!

مسحت وجد على وجهها زافرة بضيق و سريعًا ما غمغمت دون تفكير 

-ادينى العنوان و جيالك و همضيلك على اللى انت عايزة 

اتسعت ابتسامته على سذاجتها اللامتناهية و غمغم 

-حلو اوى مستنيكى يا قطة 

**********

بحديقة منزل الهلالى

كان يسير بلا هوادة يفكر بكل ما يحدث من حوله، وفاة ابن شقيقه و انهيار شقيقه التام، و ختمت بأعتراف رائف له بما فعله، فكلما تذكر فعلته يشعر بنيران تنهش ما بين أضلاعه....

اخرجة من تفكيره صوت حسام و جذبة إياه من ذراعيه فنظر له داغر بتسأل

-عمال انادى عليك، مبتردش سرحان فى ايه

تنهد داغر و تمتم

-يعنى هيكون فى ايه، فى كل اللى بيحصل يا حسام، وموضوع أخوك زودها عليا..يعنى بصراحة مكنتش متخيل انه يعمل معايا كدة 

مط حسام شفتيه وقال

-رائف اقرب واحد ليك يا داغر و انت عارف هو بيحبك قد ايه و موضوع ياسمين وجعه اوى و انت المفروض تعذره هو اتصرف بغباء بس انا عندى عشم فيك انك تسامحه ده ربنا بيسامح يا شيخنا انت مش عايز تسامح

ارتسمت بسمه ساخرة على وجه داغر و غمغم باستنكار

-انت اللى بتقول كدة يا حسام 

قطب حسام جبينه بدهشة وقال

-ايوة انا اللى بقول كده وبعدين مقولش ليه يعنى

-يعنى المفروض لما تنصح بحاجة تكون بتعمل بيها و انت ماشاء الله مزودها اوى و لا منك سامحت وجد ولا منك نسيت اللى حصل زمان معأننا بنى آدمين و النسيان ده شئ طبيعى بس انت سبحان الله مش عايز تنسى و مش عايز تدى فرصة للغلبانه اللى بتحبك 

احتدت ملامحه و هتف بحدة 

-داغر لو سمحت ده شئ و ده شئ مفيش مقارنه اصلا 

رفع داغر حاجبيه بسخرية و غمغم 

-انا خايف تندم بعدين يا حسام

وسريعًا ما اكمل بخبث و هو يرمقة بترقب

-على العموم ريح نفسك البنت مسافرة و مش هتشوف وشها تانى 

سيطرت الدهشة على وجهه فهى قد ظهرت له بانها تلك الفتاة التى لاتستلم و لن تتركه قبل ان يقع فى غرامها فاين حديثها ذلك الآن و لماذا استسلمت و رضخت لرفضة لها

ظل داغر يتابعه بعيون كالصقر، و رن هاتفه الموضوع بجيبه فاخرجه مجيبًا عليه دون أن يراه فوصل إليه صوت ندى و هى تغمغم بخوف

-داغر وجد نزلت من عندنا و رايحة لواحد اسمه مصطفى و اللى فهمته انه خاطف وسام صاحبتها

__يتبع__

#بقلمى_فاطمة_محمد

ليست هناك تعليقات