إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقه 20 من الجزء الثاني

#طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل العشرون:
أرتجف جسده و أنفاسه يلتقطها بصعوبة بالغة بعدما خطت قدمية داخل غرفة اطفاله، دمعت عيناه و أنكمش وجهه باكيًا و سالت الدموع الحارة من عيناه، يتذكر ما حدث أمس بدءًا من أختطاف مى لابنه و محادثتها معه حتى استماعه لصوت الارتطام و الانفجار الشديد، يتذكر كيف خرج مهرولًا من مكتبه و كأنه يتسابق مع الزمن متجاهلًا نداء هديل و التى ظلت تهتف باسمه و لكن دون فائدة، فكان لا يرى أمامه من خوفه و قلقه على زين ابنه، يعلم بأنه لم يكن ذلك الاب الحنون الذى يحتوى أبنائه....لم يضمهم داخل احضانه الا مرات معدودة...ولكن بالنهاية هو والدهم يحبهم و يخاف عليهم و يخاف ان يُصيبهم مكروهًا.......

ظلت ليلة امس تعاد أمامه و هو يخطو بخطوات هادئة و جسد مرتجف تجاه خزانة ملابسهم....تلك اللحظة التى صعد بها سيارته و سار بها بأتجاه المنزل و يديه لا تتوقف عن العبث بهاتفه محاولًا الاتصال بالمنزل و الوصول لاى منهم ليطمئن على ابنائه و اثناء ذلك لفت أنتباه ذلك الحادث المرورى أمامه فجحظت عيناه و ابتلع ريقه بصعوبة شديدة لجفاف حلقه و اوقف السيارة و ترجل منها و قدميه لا تسعفاه لحمله و لكنه أستجمع قوته و أقترب من مكان الحادث و سريعًا ما شعر بأن قلبه يكاد يخرج من مكانه بعدما رآي سيارة مى و سيارة آخرى مصطدمين ببعضهم البعض و سيارة مى الجزء الامامى منها قد تفحم و احترق جسدها و لكن صغيره فقد فارق الحياة من ذلك الارتطام الذى حدث بيت السيارتين.......

استمع لحديث ذلك التجمع مما زاده حسره و ألم

-ربنا يرحمهم و يغفرلهم

فتسائل احدهم 

-هما اللى فى العربية التانيه هما كمان ماتوا

اماء الرجل له و غمغم باسف

-ايوة اللى فى العربيتن ماتوا انت مش شايف العربية اللى متفحمه دى

خار جسده و سقط على ركبتيه بعنف و عينيه تأبى التوقف عن ذرف الدموع،لا يتخيل بأنه لن يرى ابنه مرة آخرى....لا يصدق بأنه حرم منه....والأسوء انه السبب وراء موته .....

فتح الخزانه و جذب قطعة ملابس لابنه المتوفى و قربها من انفه يستنشق رائحتها ضاممًا إياها بأتجاه صدره محتضنًا إياها بقوة...يتمنى لو كان امامه الآن... او يعود به الزمن وما كان فعل الكثير و الكثير.....

جلس على الأرضية الصلبة مسندًا ظهره على الخزانة و رفع عينيه الحمراء بلون الدم ينظر على فراش ابنه مغمضًا عينيه بألم و الدموع تفيض كالشلالات فها قد خسر ابنه و الآخر أخذته حورية رافضة المكوث معهم بمكان واحد.....

رفع يديه جاذبًا خصلاته بقوة مغمغم بندم و نبرة باكية 

-انا آسف يا زين، انا آسف عارف ان آسفى مش هيفيد بس انا ندمان....ندمان اوى....نفسى تبقى قدامى و اخدك فى حضنى...عايز الزمن يرجع بيا مكنتش اتصرفت بغباء و أنانية....موتك وجعنى يا زين حاسس انى مش عارف اتنفس انا بحبك يا بنى و هفضل احبك، سامحنى يا زين....

ولج داغر الغرفة ورمق أخيه بأعين دامعة،اغلق الباب من خلفه بهدوء و سار بأتجاه اخيه الجالس على الارضية يضم ملابس ابنه لاحضانه فربت على كتفيه قائلًا بنبرة متحشرجة

-ربنا يرحمه يا عدى، زين دلوقتى فى مكان أحسن و بعدين كلنا هنموت 

رفع عدى عيناه الباكية و غمغم بصوت مبحوح و بكاء مرير

-ابنى مات بسببى يا داغر، ربنا بيعاقبنى، موت ابنى و هو لسه فى بطن مى، عشان كدة ربنا عاقبنى بموته انا مش قادر اتخيل انى مش هشوفه تانى يا داغر

دهش داغر من حديثه و غمغم بتساؤل

-هى مى كانت حامل يا عدى!!

حرك راسة عدة مرات متتالية و أنكمش وجهه أكثر متمتم بندم و هو يرفع راسه مسندًا إياه 

-كانت حامل و انا بأيدى موته يا داغر كنت فاكر انى بعاقبها و بنتقم منها، مكنتش اعرف انى هدفع تمن اللى عملته فيها و فى ابنى غالى اوى 

ظل داغر يستمع اليه بعدم تصديق و لكنه لزم الصمت فليس هناك ما يقوله فالآوان قد فات و لن ينفع الحديث او الندم بشئ....

اما عدى فلم تتوقف دموعه وجالت عينيه بالغرفة متمتم بعدم تصديق

-انا ايه اللى عملته فى نفسى ده، أنا بوظت و ضيعت كل حاجة يا داغر، كان هيحصل ايه لو كنت اتقيت ربنا فى حورية و مجرحتهاش و لا بصيت برة و اتجوزت مى 

ظل داغر يرمقه بصمت و الدموع تلتمع بعينيه تأثرًا بحديث شقيقه الذى يفطر القلوب و يجعلها تتألم .....

-عارف كان هيحصل ايه مكنتش حورية ضاعت منى، مكنتش موت ابنى بأيدي، مكنتش مى خطفت ابنى و مات معاها و هى بتهرب بيه، أنا غبى يا داغر غبى كان لازم انا اللى اموت مش هو انا اللى استحق الموت، قولى هبص ازاى فى وش حورية و وش زياد لما يعرف ان اخوه مات بسببى و بسبب نزواتى و عيني الزايغة، لما يجى يسألنى زين مات ازاى اقوله مات بسبب ان ابوك عينه زايغة و متقاش ربنا فيكم 

تنهد داغر طويلًا و رفع يديه يمسح دموعه التى تحررت من مقلتيه و تمتم و هو يضمه داخل أحضانه

-اللى حصل حصل يا عدى، وعسى ان تكرهوا شيئًا و هو خيرًا لكم

حاوط عدى شقيقه و كأنه حبل النجاه وتمتم بشفتاه ترتجف متذكر نظرات حورية و انهيارها بين يديه

-يارتنى سمعت كلامك يا داغر يارتنى انا امبارح مكنتش عارف ابص فى وش حورية كان بتمنى الارض تنشق و تبلعنى كنت مكسوف ارفع عينى فى عينها....

**********

جالسة على الأريكة بملابسها السوداء حدادًا على ابنها فلذة كبدها الذى فارق الحياة و هو لايزال صغيرًا، تنظر أمامها بأعين خالية من الحياة، تشعر بأنها قد فقدت روحها مثلما فقدت ابنها....

مازال خبر وفاته يتردد بأذنيها حيث جاء داغر برفقة وجد و اخبروها بذلك الخبر المفجع عقب دفنهم له يعلمون جيدًا بأنه سيكون من الصعب عليها رؤيته جسدًا هامدًا فارقته الروح و غادر الحياة

《فلاش باك》

دلفت الى المنزل و قدماها لا تحملانها و بجوارها كل من ندى و وجد و داغر يصل لاذنيها صوت بكاء كل من سعاد و هدى و صوت القرآن الكريم فأبتلعت ريقها فحتى الآن لا تستوعب ما اخبراها به لا تستوعب أن ابنها قد فارق الحياة تاركًا إياها، تشعر بانه لا يزال حي تشعر بأنها تستمع لصوت ضحكاته و هى تداعبه، تتذكر تلك المرة الأولى التى نطق بها مناديًا إياها بما تحب "ماما"بطريقة طفولية جعلتها تبتسم رغمًا عنها....

كل زواية بالمنزل تذكرها به سالت دموعها و هى ترى عدى جالس برفقة والديه و عائلته فأقتربت منه و وقفت بمواجهته و أبتلعت ريقها و هى تحدق بكل من سعاد و هدى الباكيتان فتمتمت و شفتاها ترتجف

-ابنى فين يا عدى!؟اخوك و وجد بيقولوا انه مات...ابنى ممتش يا عدى..ابنى عايش صح..هما بيضحكوا عليا...بيختبروا حبى ليه مش كدة، ابنى فين يا عدى انطق، هو فى اوضته صح، ايوة هو أكيد فى اوضته

كادت ان تهرول من امامه و لكنه لحق بها ممسكًا إياها من ذراعيها و عينيه لا تجرؤ على النظر بعينيها، و كيف ينظر لها و هو وراء كل ما حدث 

-انا آسف يا حورية، انا السبب فى موته، انا

وضعت يديها على فمه تمنعه من استكمال حديثة و غمغمت بصدمه و اعين متسعه

-هششش متقولش كدة زين عايش ابنى ميسبنيش و يمشى انا لسه مشبعتش منه يا عدى لسه مشبعتش منه

انهت كلاماتها و هى تسقط على الأرض بأنهيار تام فلحقها عدى بذراعيه و الألم يزداد و ينهش قلبه أكثر و أكثر..

أقتربت وجد منها و انحنت لمستواها فى محاولة منها للتخفيف عنها 

-أهدى يا حورية عشان خاطرى 

صرخت بها حورية و دفعت يد عدى التى تلمسانها وعقلها يستوعب ما حدث 

-اهدى بتقوليلى اهدى..اهدى ازاى و انا حته منى راحت بسببه، بسبب غلطة اختيارى، اهدى ازاى يا وجد و حته منى راحت و مبقتش موجودة قوليلى اهدى ازاى انتوا محدش فيكم حاسس بالنار اللى جوايا انا حاسة انى روحى انسحبت منى حاسة انى فى كابوس انا مش قادرة اصدق انه مات

اقترب عدى منها خطوة واحدة و كادت يديه ان تتلمسها فصرخت به بهستيريا و دموعها تأبى ان تتوقف و تفيض من عينيها كالشلال

-متلمسنيش انا بكرهك يا عدى بكرهك و عمرى ما هسامحك، كنت سبهوملى انا كنت هعرف احافظ عليهم كنت هعرف احميهم، مكنتش هسمح لحد يقرب منهم...

رفعت يديها تزيل دموعها و شفتاها لا تزال ترتجف و تحركت باتجاه الدرج و صعدت درجاته و وجد و داغر يلاحقان بها ....

وصلت أمام غرفة أبنائها و فتحت الباب و دلفت الغرفة فوجدت صغيرها يجلس برفقة آلاء التى نظرت لها بشفقة فصاح الصغير بنبرة طفولية و هو ينهض من مكانه يقترب منها محتضنًا إياها من قدميها

-ماما...

ازدادت شهقاتها و انخفضت لمستواه و قامت بحمله و ضمه داخل احضانها مقبله جبهته و كل انش بوجهه قائلة بمرارة

-حبيب ماما، انا جيت يا حبيبى و هأخدك معايا مش هسيبك هنا مش هستحمل يحصلك حاجة انت كمان ...

وسريعًا ما هرولت خارج الغرفة و هى تحمله والجميع يلحق بها

هبطت به و هى لا تزال تحمله و اتجهت به خارج المنزل فخرجت آلاء و وجد و داغر من خلفها ليقومون بايصالها و يكونون معها 

اما عدى فجلس مكانه مرة آخرى فانتبة لنظرات والده فأبتلع تلك الغصة و نهض من مكانه باتجاه غرفته لا يتحمل تلك النظرات المؤنبة......

《باك》

أقتربت وجد التى بادلت نظراتها مع وسام و تنهدت متمتمة بحنان

-وبعدين يا حورية هتفضلى ساكتة كدة كتير...كدة غلط عليكى انتى كدة بتآذي نفسك يا حورية، ولو مش عشانك يبقى عشان زياد مينفعش يشوفك بالحالة دى الولد لسه صغير 

نظرت لها حورية بجمود و لزمت الصمت فصاحت وسام بعدما اقتربت منها

-ما انتى لازم تعيطى مينفعش تفضلى كاتمة جواكى عيطى يا حورية عيطى 

خرجت آلاء برفقة ندى من احدى الغرف و الصغير برفقتهم و لا يكف عن البكاء و اقتربوا من حورية التى التقطته عيناها بلهفة و نهضت من مكانها جاذبة إياه لاحضانها مغمضة عينيها تستمع بتلك اللحظة فغمغمت ندى بحزن

-صحى و قعد يعيط و مفيش فى لسانه غير ماما ماما

قبلته فى جبهته و غمغمت و هى تجلس على الاريكة مجلسه إياه على قدميها

-انا اهو يا حبيبى انا اهو معاك و هسيبك 

*********

وصل امام باب منزلها فأخذ نفس طويلًا و زفره على مهلٍ،ونظر لشقيقة الذى يقف بجواره راغبة برؤية من خطفت قلب شقيقة ،اما عمر فكان يشتاق لرؤيتها فهو لم يراها منذ آخر حديث بينهم تاركًا لها بعض الوقت، و الآن سينهى ذلك الأمر يريدها ان تعلم بانه لن يتركها و سيتزوجها عقب إنتهاء عدتها من زوجها السابق، يعلم بأنها ستعترض و كثيرًا و لكنه لن يتراجع و سيظل خلفها و سيسعى للحصول على موافقتها فرمق اخيه بنظرة سريعه فاماء له برأسه يشجعه على تلك الخطوة

طرق الباب بخفة شديدة و انتظر ان تفتح له و يمتع عينيه من وجهها 

فتحت له آلاء و تمتمت بهدوء و هى ترمقة بنظرة متفحصة له و لشقيقه 

-أيوة!!

قطب جبينه و تمتم بهدوء و هى ينظر لملابسها السوداء و صوت القرآن الذى وصل لمسامعه عندما فتحت الباب فأزدرق ريقه و تمتم

-عايز أشوف حورية،هو فى حد توفى عندكم!!

أماءت له بهدوء و تمتمت بصوت خافت

-مع الأسف حورية مش هينفع تشوفها

دق قلبه بعنف و قال بقلق نهش قلبه و روحه، وخرج صوته منفعل بعض الشئ

-ليه مالها، ومين اللى مات لو سمحتى اتكلمى انتى كدة بتقلقينى 

امتعضت ملامحها من انفعاله و تمتمت 

-حورية ابنها مات فى حادثة و هى دلوقتى منهارة و مش هينفع تشوفها

جحظت عيناه و تألم قلبه عندما علم ما تعانيه معشوقته فلمعت عينيه بالدموع و غمغم بهدوء منافى لانفعاله منذ قليل

-لو سمحتى انا عايز اشوفها

أغمضت آلاء عينيها بأسف و قالت

-صدقنى مش هينفع دلوقتى ه

كادت ان تكمل ولكنها وجدته يدلف متخطيًا إياها متجاهلًا أعتراضها فنادى إيهاب عليه 

-عمر استنى عمر

لحقت به آلاء التى لاتزال تحت تأثير الصدمة من فعلته الوقحة 

-يا كابتن مينفعش اللى بتعمله ده

أقترب عمر من حورية و التى كانت تحتضن ابنها ضاممه إياه بقوة رافضة ان تتركه فتجمعت الدموع بعينيه و نزف قلبه و هو يراها بتلك الحالة

رمقته وجد و وسام بنظرات متسائلة، فنهضت وجد من جوار حورية و اقتربت من آلاء التى يقف خلفها إيهاب و تمتم بأعتذار 

-انا أسف جدا على اللى عمله بس هو قلقان عليها اعذريه

تنهدت آلاء و اقتربت من وجد التى كانت ترمق إيهاب بدهشة و غمغمت بهدوء و عدم تصديق

-دكتور إيهاب ازى حضرتك عامل ايه

دهش إيهاب من رؤيتها و اماء لها براسه و بسمة جانبية بسيطة ترتسم على جانب وجهه و تمتم بخفوت

-اخبارك ايه وجد، مشفتكيش من زمان 

تنهدت و اماءت له و قالت

-الحمدلله يا دكتور مبسوطة انى شفت حضرتك، هو حضرتك تعرفه

-ايوة عمر يبقى أخويا

اماءت له منهية حديثها و جذبت آلاء من ذراعيها و وقفت بجوارها باحدى الزوايا فظل إيهاب يتابعهم بعيناه 

-انتى تعرفيه!!

-ايوة كان الدكتور بتاعى فى الجامعة و خدمته خدمة زمان

حركت راسها بتفهم و ظلوا يرمقون عمر الذى جلس بجوار حورية و وسام تجلس بجواره وسريعًا ما نهضت من مكانها و اقتربت من إيهاب و قالت

-اتفضل اقعد 

حك إيهاب جبهته بأحراج وقال

-انا هستنى برة و ياريت تسيبوا عمر يكلم معاها هو اكيد هيخفف عنها

غادر عقب انهاء حديثة مستأذنهم منهم معزيًا إياهم و فى ذلك الوقت خرجت ندى من غرفة والدتهم فأنتبهت لعمر الذى يجلس برفقة شقيقتها فتنهدت براحة قليلًا فهى تعلم جيدًا بأنه سيستطيع التخفيف عن شقيقتها......

فنادت عليها وسام 

-ندى مين اللى قاعد مع اختك ده

-ده عمر الزغبى 

-ايوة يعنى مين عمر ده وحورية تعرفه منين

رمقتها وجد بضيق و غمغمت

-و ده وقته يا وسام 

ثم التفتت تجاه ندى

-طنط عاملة ايه دلوقتى كلت و لا لا

-مرضيتش تاكل بس اكلتها بالعافية عشان تأخد الدوا و الحمدلله اينعم ماكلتش اوى بس احسن من مفيش

بالطرف الآخر

رفع عمر يديه و مسد على خصلات الصغير و تمتم

-ابنك زى القمر يا حورية طالعلك

زادت من أحتضانها له و ظلت ملامحها جامدة 

فقال عمر بنبرة يشوبها الحزن 

-حورية انتى اقوى من كدة، انا مش قادر استحمل و انا شايفك بالحالة دى، فكرى بابنك اللى على ايدك يا حورية، ربنا حرمك من واحد بس سبلك التانى يا حورية،و لازم تقبلى باللى حصل ده قضاء و قدر و ده عُمره و البنى آدم مبيعش اكتر من اللى مكتوبله

حركت راسها بأتجاه و هتفت بنفى

-عدى السبب يا عمر هو السبب حرمنى من ابنى انا كنت هموت و هما بعاد عنى ما بالك دلوقتى و انا عارفة انه بقى تحت التراب و مش هشوفه تانى انا فى سكاكين فى قلبى يا عمر سكاكين بتنهش فيه، انا مبقدتش ابنى انا فقدت حته من روحى و قلبى ده ابنى عارفة يعنى ايه ابنى، لا و الافظع انه ابوه سبب فى موته 

كز على اسنانه فى محاولة منه لكبح عبراته،و اخفض عينيه عن عينيها التى زفرت الدموع أخيرًا فقال بصوت مبحوح

-كفاية يا حورية و متفكريش ان عدى حالته احسن منك هو اكيد منهار ده مهما كان ابوه و زى ما اتحرمتى منه هو اتحرم منه

حركت راسها بنفى و ابتسمت بسمة وجع ساخرة

-عارف ابنى مات ازاى يا عمر، مات فى حادثة عربية هو و الهانم مرات ابوة خطفته يا عمر و عملت حادثة و هو معاها، يعنى لولا عدى دخلها حياتنا مكنش ابنى جراله حاجة

أغمض عينيه بالم و تردد كثيرًا بتلك الخطوة و لكنه استطاع تنفيذها أخيرًا و رفع يديه وأخذ يديها تاركًا الآخرى تحاصر جسد ابنها ربت على يديها قائلًا

-اسوء أحساس على الواحد أنه يعيش بعذاب الضمير و انه يبقى حاسس انه ارتكب جريمة فى حق أقرب ناس ليه، واللى فهمته من كلامك انه ربنا عاقبه، و اظن العقاب ده مبعدهوش قومة تانى، و صدقينى كفاية عليه اوى اللى حصل 

جذبت يدها من يديه و قالت بقسوة احتلت قلبها

-عُمرى ما هسامحه يا عمر عُمرى

**********

بغرفة الصالون

تنهد رائف و قال و هو يسير تجاه داغر

-ما تطلع يا داغر تشوف اخوك العزا هيبدا و الناس هيحبو يعزوه هنقولهم ايه

أجابه حسام بحنق

-سيبة يا رائف سيبة عدى فيه اللى مكفية ربنا يكون فى عونه

-انا مش قصدى يا ابنى بس عشان نبقى عارفين راسنا من رجيلنا 

تنهد داغر و غمغم بحزن دفين

-مش هينزل يا رائف مش هيرضى عدى خلاص ظهره اتكسر و مش هيرضى ينزل لما سألته قبل ما اسيبه قالى انت و بابا و عمامى و رائف و حسام موجودين و هتحلو مكانى 

أماء له رائف و ظل يرمق داغر بضعة ثوانى يشعر بضيق كلما نظر إليه خاصة بعد فعلته الحمقاء و ارسالة الورود لزوجته، نفض راسه من تلك الأفكار مقررًا أنهاء ذلك الأمر

أما حسام فكان يعترية الضيق متذكرًا يوم وفاه إنجى و كيف تألم قلبه لفارقها فارتسمت ابتسامة بسيطة على محياه عندما أتت بمخيلته أفعال تلك الفتاة الجريئة التى لا تكف عن أعترافها بعشقها له 

انتبه لنفسه و سريعًا ما اخفى ابتسامته تدريجيًا فحمحم قائلًا بصوت خافت متوتر

-داغر انا كنت عايزة اسالك على حاجة كدة عارف انها مش وقتها بس خطرت فى دماغى

حرك الآخر راسه بأستفتسار فغمغم حسام

-هو مين مع حورية فى البيت دلوقتى

أجابة داغر بهدوء

-وجد و آلاء و وسام صاحبه وجد و ندى طبعًا 

ازدرق ريقه بعدما علم ما أراده و نهض من مكانه بعدما استاذن بالصعود لغرفته، اما داغر فنهض من مكانه متجهًا لغرفة الصغار يريد الاطمئنان على شقيقة 

فتح باب الغرفة وسريعًا ما قطب جبينه عندما وجد الغرفة خالية تمامًا فخرج من الغرفة و اتجه لغرفته و لكنه لم يجده أيضًا فهبط لأسفل فهتف رائف بتساؤل

-فى ايه بدور علي ايه!!!

-عدى يا رائف مش فى اوضة زين و زياد و كمان مش فى اوضته 

قطب جبينه و تحرك مغمغم بدهشة

-ازاى يعنى اومال هيكون راح فين

-معرفش...

*********

فتحت وجد باب المنزل فوجدت امامها عدى فأعتلتها الصدمة لرؤيته بتلك الحالة فهتف عدى بأنكسار يكسوه حزن شديد

-ينفع ادخل عايز اشوف زياد و عايز اتكلم مع حورية يا وجد.....

__يتبع__

ليست هناك تعليقات