إبحث عن موضوع

رواية طغيان قلب الحلقه 19 من الجزء الثاني

#طغيان_قلب 
#وبقى_العشق 
#الجزء_الثانى 
#بقلمى_فاطمة_محمد 
الفصل التاسع عشر :
اوقف السيارة بعدما رمق حورية بنظرة جانبية فتحركت بلهفة تجاه السيارة راغبة بأن تضم صغارها داخل أحضانها
ترجل من السيارة بذات الوقت التى فتحت به باب السيارة حاملة احدهم حاضنة إياه بأشتياق شديد 

وسريعًا ما أخرجت ابنها الآخر و ضمته داخل أحضانها مستنشقة رائحته و عينيها تذرف الدموع و عينيها تجول على جسدهم تتأكد من سلامتهم

-حبايبى انتوا كويسين فيكو حاجة

أجابها عدى مغمغم

-متقلقيش كويسين 

أقتربت سعاد و سلامة من أحفادهم و كذلك وجد 

اما داغر فربت على كتف شقيقه مغمغم

-حمدالله على سلامتهم

أماء له عدى متمتما و عينيه تبحث عن مى 

-الله يسلمك، هى مى فين!!!

-معرفش 

غادر عدى من امامه و دلف المنزل و اخذ يصعد السلالم الرخامية بسرعة و كأنه يتسابق مع درجاتها 

وصل امام باب الغرفة فقام بفتحة و خطى بقدمية داخل الغرفة فوجدها تأتى ذهابًا و إيابًا تفرك يديها ببعضهم البعض، وجهها شاحب كالأموات فأزدرت ريقها عندما استمعت لصوت الباب والتفتت تحدق به راسمة بسمة مصطنعة لم تصل لعيناها مغمغمة بتوتر ملحوظ

-عدى عملت ايه طمنى الولاد رجعوا !؟

أغلق عدى الباب بهدوء شديد و ظل يقترب منه ببطء شديد جعل ضربات قلبها تتسارع و هى ترى تلك النظرة الغير مألوفة بعيناه فظلت تتراجع للخلف بخوف و ساقاها تتخبط ببعضهم فخرج صوتها مبحوح قائلة

-فى ايه يا عدى بتبصلى كدة ليه!!

وقعت على الفراش من خلفها وفجأة وجدته ينقض عليها ممسكًا إياها من خصلاتها و اليد الأخرى قبضت على فكها متمتم امام وجهها بنبرة مخيفة دبت الرعب بقلبها جاعلة جسدها ينتفض فقد تأكدت شكوكها فمن المؤكد بأنه علم بكل شئ، لعنت غبائها فكان عليها الهروب والاختفاء عن الانظار فهو لن يرحمها و لن يتهاون معها

-بقى انا تعملى معايا كدة!!ده انتى أمك داعية عليكى ده انا هوريكى ايام سودة هخليكى تكرهى حياتك و تكرهى اللحظة اللى فكرتى فيها تلعبى معايا يا بنت****

ارتجفت شفتاها و قالت بكلمات متقطعة

-ا انت بتقول ايه يا عدى انا مش فهمة حاجة 

جذب خصلاتها لاسفل فتأوهت بوجع فهتف بوعيد

-متقلقيش انا هخليكى تفهمى و كويس اوى كمان قومى معايا،قومى

جذبها من خصلاتها منهضًا إياها عن الفراش بعنف فأرتعدت من داخلها و هى تراه يخرج بها من الغرفة 

-عدى عدى انت بتعمل ايه، اه، عدى انا بكلمك سيب شعرى انا مش فهمة حاجة انا عملتلك ايه 

تجاهلها تمامًا و هبط بها للاسفل فوصل صوتها لعائلته التى كانت تجتمع حول الصغار و الابتسامة لا تفارقهم 

اقترب داغر منه فأستنجدت به قائلة

-داغر خلى اخوك يسبنى ده شكلة اتجنن!!!

صرخ عدى بجانب أذنيها

-جنان هو انتى لسه شوفتى جنان انا هوريكى الجنان على اصوله يا بنت****

نهض والده من جانب زوجته و صاح بابنه بغضب

-ايه يا زفت اللى انت بتعملة ده، ده بدل ما تقعد ما ولادك اللى لسه راجعين

تجاهله عدى و رمق حورية الذى ترمقه بأستغراب فهتف 

-حورية الكلام اللى قولتيه مضبوط بنت** دى متسلطة عليا

ابتلعت حورية ريقها و قالت رامقة إياه بجمود

-و انا هكدب ليه !؟

اماء لها عدى بتفهم و رمق مى بوعيد و استكمل طريقه مغادرًا المنزل و خصلاتها لاتزال بين قبضته فلحق به داغر ومحمود و سلامة

-عدى سيب البنت مينفعش كدة

دفعها عدى بسيارته و اغلق عليها و التفتت يصرخ بوجههم

-محدش يدخل دى مراتى و انا حررررر

انهى كلماته و هو يصعد بجوارها مغمغم بفحيح كالأفاعى

-ليلتك سودة يا بنت*** مهو مش عدى الهلالي اللى حته بت زيك تطلع بتضحك عليا ومقرطساه

بعد مرور بعض الوقت 

دفعها داخل منزلها لترتطم بالأرضية متأوهة بقوة فرفعت رأسها تنظر له رافعه بيديها خلالها التى تناثرت حول وجهها متمتمة بقوة منافية لخوفها منذ قليل

-أنت شكلك أتجننت خلاص انا حامل فى ابنك يا مجنون، أنت ايه مفيش فى قلبك رحمة

أنخفض لمستواها قابضًا على فكها و عينيه تطلق شرار 

-جنان انتى لسه شوفتى جنان، اتكلمى يا بت عايز اعرف كل حاجة، سلطتى عبده يخطف ولادى ليه ها و امير زقك عليا ليه

دفعت يديه بقوة و نهضت من مكانها مزمجة فيه بشراسة 

-أيوة أنا اللى خليت عبده خطف الولاد، وايوة أمير اللى زقنى عليك بس عارف ليه عشان انت راجل عينك زايغة ميملهاش غير التراب و الدليل على كلامى انك اول ما شوفتنى ريلت عليا و كأنك اول مرة تشوف واحدة حلوة رغم انى لما شوفت مراتك مشفتهاش بالبشاعة اللى تخليك تخونها و تجرحها بالطريقة دى، عارف انا عمرى ما حبيتك انا بكره الرجاله اللى زيك ابويا مكنش يختلف عنك ابويا اللى كرهته طول عمرى عشان سبنا و راح اتجوز واحدة تانية على امى ارحم منك يا عدى، انت زبالة اوى يا عدى

نزلت صفعة قوية على وجهها جعلت الدماء يخرج من شفتاها، فوضعت يدها على وجهها مغمغمة بتحدى و نظرة أشمئزاز ترتسم على وجهها

-اهو ده اللى انت فالح فيه 

أقترب منها ببطء، و سريعًا ما دنا لمستواها ببطء أشد هامسًا أمام وجهها

-ولما انتى بتكرهينى اوى كده متمسكة بالولد اوى كدة ليه ها، فاكرة انك ممكن تأخدى قرشين من وراه مش كدة 

حدقت به و بحركة سريعة قبضت على قميصة بقبضتها الصغيرة متمتمة بغضب

-لا مش كدة انا عايزة عشان عايزة يكونلى سند، مش عايزة اعيش لوحدى، مش عايزة اكبر وحيدة، ابنى ده هيكمل حياتى الناقصة، مش حبًا فيك يا عدى،و ولادك انا مكنتش هأذيهم بس كنت هعطلك عشان متجبرنيش انزل ابنى 

ابتسمت شفتاه دون عيناه و همس بجانب اذنيها بعدما ابعد يداها عنه

-وابنك ده هخليكى تتحسرى عليه، مش هسمح يكونلى ولد من واحدة زيك يا زبالة، و مدام مرضتيش تنزليه بمزاجك هنزله غصب عنك، وده هيكون عقابى ليكى 

ابتعد عنها قليلًا و خلع حزامه فجحظت عيناها و هى تراقبه يخلع حزامة و ابتسامة خبيثة ترتسم على وجهه

فأزدرت ريقها و تحركت سريعًا من أمامه مهرولة بأتجاه أحد الغرف تريد ان تغلق عليها و تحمي جنينها مما يريد فعله بها و ما كادت ان تغلق الباب من خلفها حتى وجدت يديه التى تدفع الباب تعيق أغلاقه فظلت تحاول دفعه و الاغلاق على نفسها و لكنها لم تفلح بذلك ....

ولج الى الغرفة و ظل يقترب منها رويدًا رويدًا فسالت الدموع الحارة من عيناها كما لم تسل من قبل 

-عدى عدى انا مش عايزة منك حاجة انا عايزة ابنى و بس صدقنى هبعد عنك و هخرج من حياتك و مش هتشوفنى تانى بس سبنى انا مش عايزة اخسره ارجوك

لم يكترث لبكائها فكل ما كان يراه خداعها....عشقها المزيف....حورية....وأستغنائة عنها بتلك السهولة...أطفالة التى كاد ان يفقدهم 

فؤمقها بنظرات خالية من الحياة و رفع يديه التى تتمسك بحزامة و نزل به على جسدها صفعة تلو الآخرى لم يتوقف عما يفعله....صراخاتها....بكائها ...نحيبها...و ترجيها له بان يتركها لم يشفع لها 
..
دفع الحزام من يديه و بدأ بتسديد الضربات بقدميه 

أما هى فقد خارت قواها بعد كل تلك الصرخات المستنجدة و لكن لم ينجدها احدهم من يديه أستسلمت لذلك الدوران الذى هاجمها عندما شعرت بسائل يسيل بين قدميها فأغمضت عينيها بحسرة على فقدانها طفلها التى تيقنت من فقدانه

*********

صدح رنين هاتفها فنهضت من جوارهم و صعدت بأتجاه غرفتها لتجيب على صديقتها التى اجابتها بنبرة باكية

-ألو وجد 

قطبت وجد جبينها و هتفت بقلق

-مالك يا وسام بتعيطى ليه!؟

أجابتها وسام من بين شهقاتها

-مبيحبنيش يا وجد و مش عايز يدينى فرصة، بتكلم قدامه بقوة و ببجح معاه بس كل ده من ورا قلبى يا وجد انا اول مرة احس الاحساس ده انا بموت يا وجد، شايفنى من غير كرامة، بس انا بحبه و

قاطعتها وجد متمتة

-مش فاهمة يعنى ايه شايفك من غير كرامة انتى عملتى ايه بضبط 

-قولتله انى بحبه و انى مش هستسلم و عايزاه يدينى فرصة حتى لو لسه بيحب إنجى فقالى انتى ايه معندكيش كرامة عارفة انى مكنش ينفع اقول كده بس انا بحبه يا وجد بحبه اوى و قلبى بيتقطع حسه انى مش قادرة اخد نفسى، اعمل ايه يا وجد

صاحت بها وجد و هتفت بأستنكار

-أنتى مجنونه يا وسام حد يعمل عملتك دى، الرجالة مبيحبوش الست اللى من غير كرامة و عايزة رأي بقى انسية يا وسام و كفاية اوى لحد كدة، حسام مش ليكى يا وسام 

قاطعتها وسام ببكاء مرير 

-مش هقدر يا وجد انا بحبه و

قاطعتها وجد بحدة

-فى ستين داهيه ده حب يخليكى تتذلى بالشكل ده، مش عايز يحبك براحته انتى مليون واحد يتمناكى يا وسام

مسحت وسام دموعها التى لا تتوقف و قالت

-انتى شايفة كدة!!

تنهدت وجد و قالت

-ايوة

أماءت وسام براسها و قالت

-ماشى يا وجد بس انا لازم اسافر انا مش هعرف هنا أكتر من كدة

ابتلعت وجد ريقها متمتمة

-هتسبينى يا وسام

-انا آسفة يا وجد بس انا مش هقدر اقعد هنا انا خلاص تعبت يارتنى ما كنت حبيته 

*********

-ها يا عمى قلت ايه ينفع أخدهم يقعدوا معايا 

قالتها حورية بترجى و لهفة للاستماع الى اجابته بعدما صعد الجميع الى غرفهم تاركين إياها برفقة سلامة التى تريد ان تتحدث معه، فجاء صوت عدى من خلفها متمتم بحدة

-لا يا حورية ولادى هيفضلوا هنا فى بيت أبوهم عايزاهم يبقى انتى تيجى وترجعى تقعدى معاهم

التفتت حورية تنظر إليه بعدما ظهرت معالم خيبة الأمل على وجهها ف سلامة كان على وشك الاقتناع بحديثها

-ارجع أزاى يعنى أنت ناسى أننا أطلقنا، انا مينفعش أعيش هنا

حرك كتفية بلامبالاه ظاهرية 
و هو يقترب منها و أعماقة تموج بالغضب 

-مش صعبة ممكن ارجعك من تانى و ترجعى تعيشى مع ولادك

نهضت بعنف من مكانها قائلة بتحدى 

-بتحلم يا عدى أنا مستحيل ارجعلك انت سامع مستحيل و بعدين انا ما بطلبش حاجة مستحيلة او صعبة انا كل اللى عايزاه ولادى يعيشو فى حضنى و مش عايزة لا اكتر و لا اقل يا عدى بيه

كاد يجيبها ولكن منعه سلامه عندما تحرك من مكانه 

-طيب انا هسبكم تتكلموا و تتفاهموا يمكن الامور تتصلح ما بينكم و شملكم يتلم من تانى

أماء له عدى برأسه و اقترب أكثر من حورية و عينيه معلقة بها، رفع يديه ممسدًا على وجنتيها مغمغم

-طلع معاكى حق يا حورية أمير هو اللى زقها عليا

ابتسمت بتهكم و هى تبعد يديه عنها 

-متلمسنيش، وبركة انك عرفت لحسن انت كنت صعبان عليا اوى يا حرام 

أمتعضت ملامحه و زفر بنفاذ صبر من سخريتها الواضحة وضوح الشمس

-طب كفاية بقى تريقة و زى الشاطرة ترجعى البيت هنا و تهتمى بالولاد و انا هردك من تانى

رمقته بذهول و صرخت به 

-انت ايه مبتفهمش، انا مش هرجعلك انت خلاص يا عدى كنت صفحة و قطعتها 

رفع يديه و دلك مؤخرة عنقة بأرهاق متمتم بتهكم و سخرية لاذعة

-طيب انا صفحة و قطعتيها و بالنسبة ل عمر الزغبى ايه ظروفه معاكى ها، انتى فاكرة انى ممكن اسمحلك تجوزى غيرى و غيرى يلمسك انتى بتحلمى...أنتى بتاعتى و محدش هياخدك منى، و لو فكرتى مجرد تفكير انك تجوزى راجل غيرى ولادك مش هتشوفيهم تانى ابدًا هحرمك منهم يا حورية

ظلت تحدق به بصدمة و سريعًا ما غمغمت بغضب

-انت ازاى بقيت كدة!! انا ازاى كنت بحبك، انت انانى اوى يا عدى، انا بجد ندمانه انى حبيت واحد زيك، واطمن انا مستحيل اعمل حاجة تخلينى اخسر ولادى 

انهت كلماتها الحادة و غادرت من امامه و دموعها تنهمر من وجنتيها نادمة على حبها له و سنواتها التى أهدرتها معه

اما هو فظهرت بسمة جانبية على وجهه وغمغم بوعيد 

-هترجعيلى يا حورية هترجعيلى ورجلك فوق رقبتك

*********

بسيارة رائف

كانا عائدان الى المنزل بعدما قضوا ليلتهم بمنزل فاتن، فصاح رائف الذى كان يجلس خلف المقود 

-لسه بتحبى باسم!!!

رسمت إبتسامة ضعيفة تغطى ألم مبرح منبثق من أعماقها و التفتت تنظر له 

-مظنش انى لسه بحبه، بس برضو منكرش انه بيجي كتير اوى فى بالى بس تعرف باشم صعبان عليا

ردد كلماتها بدهشة و شعور غريب يعتريه

-صعبان عليكى! غريبة 

حركت رأسها بنفى و تنهدت قائلة

-ولا غريبة و لا حاجة باسم معملش حاجة عدله فى حياته يا رائف ورغم انه خد نصيبه إلا انه مات موته بشعة اوى

وسريعًا ما رفعت عينيها تحدق به محاولة تغيير ذلك الحديث الذى يذكرها بما حاولت نسيانه مرارًا و تكرارًا

-وانت لسه بتحب ياسمين

كز على اسنانه و اشتعلت عيناه قابضًا بقوة على المقود امامه

-متجبليش سيرة البنى آدمة دى قدامى انا مبحبش اسمع اسمها

اماءت له بموافقة و غمغمت بأعتذار

-انا آسفة لو ضايقتك، بس انا عايزة اطلب منك طلب يا رائف 

رمقها بنظرة سريعه يحثها على استكمال حديثها فأكملت بشراسة منافية لهدوئها منذ لحظات

-داغر و وجد تبعد عنهم و الا والله يا رائف لهيكون ليا تصرف مش هيعجبك

اتسعت ابتسامته رغمًا عنه و تمتم

-انتى بتتحولى يا بت ما كنتى لسه كيوت و بتكلمى برقة مرة واحدة قلبتى على الواد برعى

قطبت جبيتها و صاحت بغيظ

-مين برعى ده

صدحت ضحكاته و غمغم و هى تتأمل ابتسامته الرجولية

-ده واحد صاحبى معرفهوش

زادت خفقاتها فابتلعت ريقها و اخفضت نظراتها عنه ملتفته تجاه النافذة و ما ان فعلت حتى ظل يرمقها بنظرات مختطفة لم تنتبه عليها متناسية سؤالها الذى لم يجاوب عليه

*********

أقترب منها محاوطًا وجهها بين يديه فرفعت عينيها الشاردة 

-ها بتقول حاجة يا داغر

-سرحانه فى ايه يا وجد!؟

رفعت يديه ممسكة إياها بيديها مقبلة إياها بحب و نهضت من مكانها دالفة داخل احضانه مغمغة بنبرة يشوبها الحزن

-وسام يا داغر وسام

-مالها وسام!؟

اغمضت عينيها قائلة بضيق 

-وسام بتحب حسام، و قالتله بس هو رافض حبها يا داغر لسه متعلق ب إنجى مش عايز يدى فرصة ل و سام 

فتحت عينيها و خرجت من حضنه متمتمة بحنق

-كلمتنى من شوية و كانت منهارة ابن عمك بارد و معندوش دم و جرح البنت

زم شفتيه و قال باسف

-هو ده اللى مزعلك!؟

اماءت له مغمغمة

-ايوة و كمان وسام هتسافر تانى يا داغر انا مش هعرف ابقى فى مكان و هى ف مكان هبقى قلقانه عليها وسام هبلة و مبتعرفش تعمل حاجة لوحدها 

-هى ملهاش حد

-ليها عمتها بس مبتسألش عليها بقالها كام سنه واهلها متوفين وسام ملهاش غيرى

إلتوى فمه بأبتسامة وتنهد قائلًا و يديه تتغلل بخصلاتها الحمراء

-هو ده بقى اللى مضايقك، يا ستى اعتبرى الموضوع عندى و فكى بقى كده مبحبش اشوفك زعلانه

اتسعت ابتسامتها تدريجيًا و تعلقت برقبته مغمغمة بسعادة تلوح بعيناها

-بجد يا داغر 

ضمها داغر داخل احضانه و هتف 

-بجد يا قلب و عيون داغر

طبعت قبلة على وجنتيه متمتمة بتساؤل

-طب هتعمل ايه، يعنى هتتصرف ازاى 

داعب انفها بانفه مغمغم بمشاكسة

-ما قولتلك الموضوع عندى خلاص بقى 

تنهدت براحة و نظرت له و سريعًا ما شعرا بالحرارة تتسلل لجسدها من نظراته و لمسة يديه على ظهرها فأبتلعت ريقها بصعوبة وكادت ان تخرج من احضانه فتمسك بها اكثر مقربًا إياها هامسًا أمام شفتيها و حرارة أنفاسة تلفح بشرتها الناعمة 

-انا هسيبك تهربى بس بمزاجى يا وجد 

و سريعًا ما ابتعد عنها محررًا إياها مغمغم بانفاس لاهثة أثر اقترابهم 

-انا نازل الشغل كام ساعة و راجع فى عربية هتتسلم و لازم اتتم عليها

أماءت له فاقترب منها مقبلًا شفتيها بقبلة سريعة مغادرًا الغرفة و عقب خروجة رفعت يديها على شفتيها تتحسس مكان قبلته و ابتسامة واسعة ترتسم على وجهها

**********

فتحت عينيها بتثاقل شاعرة بآلالام تكتسح جسدها، انكمشت ملامحها و هى تتطلع بتلك الغرفة و سريعًا ما تذكرت ما حدث معها فرفعت يديها تلقائيًا و قامت بوضعها على بطنها و دموعها تنهمر بلا توقف تناجى ربها بأن لا يكون قد اصاب ابنها شئ، لا تتذكر سوى ضربة و أهانته اللامتناهية لها لا تعلم كيف آتت الى هنا

ولج الطبيب الى الغرفة و تمتم

-حمدلله على السلامة

ظلت دموعها تنهمر فهتفت من بين دموعها

-ابنى يا دكتور انا حامل 

حرك الطبيب راسه باسف و غمغم

-انا آسف بس انتى جيتى متأخر و مقدرناش نعمله حاجة

أزدادت شهقاتها و ظلت تبكى بصوت عالى و قلبها يتمزق لموت جنينها الذى لم يرى الشمس 

فدلف بواب البناية التى تقطن بها و الذى فتح باب المنزل بذلك المفتاح الاحتياطى التى تركته له عقب مغادرة عدى و الذى كانت ملامحه لا تبشر بالخير قلق البواب عليها و صعد باتجاه منزلها فوجد جارتها بالمنزل المجاور لها تدق الباب ففتح الباب و ما ان دلف المنزل و بحث عنها بعينيه فوجدها تتسطح على الارضية و الدماء على وجهها و على الارضية فاقترب منها و قام بحملها و نقلها على أقرب مشتشفى لينقذ ما يمكن أنقاذه

-مالها يا دكتور بتصوت كدة ليه !!

اجابه الطبيب و هو يعطيها حقنه مهدئة بمساعدة الممرضة التى تحاول تثبيتها فاقترب البواب و ساعدهم بذلك و بالفعل تم حقنها بالمهدء

فهتف الطبيب

-جالها انهيار عصبى لما عرفت انها فقدت ابنها

**********

بعد مرور يومين

بمكتب عدى 

كانت هديل تحاوط عنقه مغمغمة بحب مزيف 

-هتيجى بليل نسهر سوا 

اجابها و هو يقربها من جسده اكثر و أكثر

-أكيد ده احنا هنسهر وهنرقص و هنعمل كل اللى يجى فى بالك

صدحت صوت ضحكاتها فأقترب منها مقبلًا شفتيها بنهم و يديه تتغلل بخصلاتها 

قاطعه صوت رنين هاتفه فأبتعد عنها على مضض متأففًا فرفعت يديها تهندم خصلاتها و ملابسها مغمغمة

-رد على تليفونك وهستناك بليل

انهت كلماتها بغمزة من عينيها فتنهد عدى بحرارة و اقترب من هاتفه و اجاب عليه و هو يجلس خلف مكتبه

-الو

-عدى 

اسودت عيناه و هو يستمع لصوتها فغمغم  بغيظ

-مى

ابتسمت مى متمتمة و هى تنظى بمرآة سيارتها

-اها، مى اللى انت موت ابنها يا عدى بس وحياة ابنى اللى حرمتنى منه لهحرق قلبك و هخليك تتحسر 

كز على اسنانه و أشتعلت عيناه بنيران جحيمية متمتم

-انتى بتهددينى أنا!!! فكرك انك هتعرفى تعملى حاجة

ابتسمت بصخب فقطب جبينه من ابتسامتها الصاخبة فقالت من بين ضحكتها

-انا مش بهدد انا نفذت يا عدى ابنك معايا دلوقتى و انا و هو هنسافر و هيفضل معايا و هعتبره تعويض عن ابنى  بس مش عايزاك تقلق ابنك هيبقى فى الحفظ و الصون

نهض عن مكتبه بعنف و قال بعد تصديق و هو يمسح على وجهه

-انتى بتقولى ايه، ابنى معاكى بيعمل ايه

تنهدت و اجابته الشامته

-واحدة من الخدم اللى عندكم دفعتلها مبلغ خلاها استغنت عن خدماتكم و جبتلى واحد من عيالك معاها، شوفت بقى آخرة عمايلك ايه، كان هيجرا ايه لو سبتلى ابنى ادينى خت زين ابن حورية مبسوط انت كدة

ظل يأتى ذهابًا و إيابًا و القلق ينهش قلبه فمن الواضح ان مى ليس بطبيعتها
فتمتم 

-مى مى ابنى لو مرجعش ه

قاطعته بتهكم و الدموع تفيض من عيناها

-هتعمل ايه انت فاكر انى ممكن آذيه انا مستحيل اعمل كدة انا عايزاه معايا انا بس هحرمك منه يا عدى و

انقطع صوتها، فنظر عدى بالهاتف و ظل يهتف باسمها فأستمع لصوت صرخاتها و أرتطام قوى عقبه صوت أنفجار شديد.......

جحظت عيناه وصرخ باسم ابنه و خرج مهرولًا من مكتبه و دموعه تنهمر من عينيه لا يصدق ما حدث للتو........

__يتبع__

ليست هناك تعليقات