إبحث عن موضوع

قصة الخائنة 😈الجزء الثاني😈

ظام

(الخائنة)
٢

(عن رواية حقيقية ، و تبقى دائماً العهدة على الراوي)

أتى اليوم التالي و لم يصلني منها أي مكالمة أو أي شيئاً يدل على اهتمامها ، أنتابني القلق و قمت بالأتصال بوالدتها و التي قالت لي أن نورهان نائمة و لم تذهب الى عملها (يبدو أنها سهرت ليلاً لوقت متأخر) ، أغلقت المكالمة و انا بداخلي أحترق و قلت في نفسي ( أنها خائنة ، و يبدو أنها سهرت ليلاً تتحدث إليه ، و حق حبي لها لن أتهاون عن أذيتها للحظة) ، أنهيت ساعات عملي و ذهبت الى منزلي ثم أبدلت ملابسي و ذهبت الى منزل (الشيخ هلالي) و هو متصل بالعالم الروحاني ، أشتهر بقدرته على جعل الأمور أبسط مقابل المال ، فكم من زوجة أرادت أن تنتقم من زوجها و كم من رجل أراد جلب حبيبته و كم من أعمال و سحر نجح بها ذلك (الهلالي) و الذي يبق و أن عرفته منذ نعومة أظافري ، فقد كنا جيران ذات يوم في تلك القرية الفقيرة و ذلك قبل انتقالنا للعيش بالقاهرة ، و منذ أن وعيت على تلك الدنيا و هو في نظري مثالاً جيداً للساحر الناجح .
وصلت الى منزله و استقبلني خير استقبال ....

- أهلاااا يا أدهم يا ابني ، اتفضل اتفضل .
- أهلا بيك يا عم هلالي ، يااااه البلد لسه زي ما هى و انت كمان ما اتغيرتش كتير ، نفس الجلابية و نفس العمة و نفس السلسلة الغريبة ، حتى بيتك زي ما هو .
- يا ابني مفيش حاجة بتفضل على حالها ، احنا بنكبر ، و انا قدامك اهو بقيت عجوز و انت كمان كبرت و بقيت رَجل و خلصت جامعتك و بقيت بتشتغل ف شركة محترمة و هتتجوز قريب اهو ..
- بص يا عم هلالي مش هسألك عرفت ده كله منين ، لأن انا عارف ان مفيش حاجة بتخفى عليك ، بس هبدء كلامي من اخر كلامك .
- أتكلم يا ابني خير ؟

رويت لهلالي ما حدث و كان رده .

- يعني انت عاوز ايه برضه !! ، انا معرفش انت جايلي ليه؟
- بصراحة انا عاوز اعمل عمل ليها هى و اللي بتحبه .
- طب ازاي ؟ ، هو انت تعرفه ؟
- لا ما انا قولتلك معرفش مين ؟ ، بس اكيد انت تقدر تعرف .
- اه طبعا اقدر اعرف ، بس انت عاوزني اعملها عمل ب أيه ؟ ، يعني عاوز يحصلها ايه ؟
- عاوزها تتمنى الموت و متلاقيهوش ، عاوزها تتعذب و محدش يقدر يعملها حاجة ، هى و هو .
- طيب تمام ، معاك صورة ليها ؟
- اه طبعا معايا ، اتفضل اهي .
- تمام ، اعتبره تم و المراد هيحصل بعد ٣ ليالي .
- تسلم يا عم هلالي ، عاوز كام ؟
- عيب يا ابني لما تقول كده ، احنا جيران من زمان و ابوك كان اخ ليا .
- لا يا عم هلالي ده شغل معلش ، و بعدين انت من أمتى بتعمل حاجة لوجه الله !!
- طيب حيث كده ، هحتاج ٤٠٠٠ جنيه ، و انا هجبلك كل حاجة ، من بخور لكفن ل دبيحة ، كل حاجة هتنقضي بأذنه ، بس مش هطلب منك غير حاجة واحدة .
- أطلب يا عم هلالي .
- خد الورقة دي و بعد ٣ ليالي من يوم ما تجيبلي الفلوس تروح عند الترب اللي ف اخر البلد بعد نص الليل و تسأل على (عبد التواب) و هو هيوصلك قدام قبر و هتقف تقرأ اللي فيها و بعد كده تحرقها و ترمي الرماد بتاعها جوه القبر .
- تمام يا عم هلالي ، حاجة تانية ؟
- اه ، أسم امها .
- أسمها بثينة .
- تمام يا ابني ، أي وقت تجيب الفلوس بعدها ب ٣ ليالي تعمل اللي قولتلك عليه .
- لا لا ، أي وقت أيه انا هجبهملك حالا ، هروح اسحبهم من أي ماكينة صرف و اجبهملك ، بس هو في مكن للصرف هنا ؟
- جرى أيه يا ادهم يا ابني هو احنا ف صحرا ، دي البلد اتمدنت و بقت احسن من القاهرة كمان ، و بعدين يعني احنا مش بعيد اوي عن القاهرة .
- تمام يا عم هلالي ، هروح اسحب الفلوس و اجيلك .
- اتفضل يا ابني انا مستنيك .
و بالفعل قمت بسحب النقود من ماكينة الصرف الألي و عدت الى (هلالي) مرة أخرى و اعطيته ما طلب ، و هو اعطاني تلك الورقة المطبقة ، و قال لي (لا تقم بفتحها الا امام القبر) .

أنهيت كل شئ و عدت الى منزلي ، و بعد ساعة او أقل من وصولي للمنزل ، رن هاتفي ، إنها (نورهان) .

- الو ، ازيك يا حبيبي ، وحشتني يا ادهم.
- لا والله !!!! ، ماتشوفيش وحش.
- معلش يا حبيبي عارفة أنك زعلان ، بس انا والله امبارح كنت بكلم (آية) بنت خالتي و لما خلصنا لقيتك رنيت عليا كذا مرة و كنت هتصل بيك بس تعبت فجآه و أخدت علاج لأني كنت مصدعة جدا و نمت ، أسفة يا حبيبي .
- لا ولا يهمك يا نورهان ، المهم انتي كويسة دلوقتي؟
- اه الحمد لله لما نمت و صحيت بقيت أحسن .
- الف سلامة عليكي ، انا راجع من الشغل تعبان و محتاج انام ، عاوزة حاجة ؟
- لا يا حبيبي سلامتك ، نام انت ربنا يقويك .
- ربنا يخليكي ، سلام .

أنتهت مكالمتنا و انا أقول في نفسي ( لقد قالت لي نام أنت ربنا يقويك لكي تتحدث هى إليه ليلاً ، و كأنني ذلك الشخص الذي بسهولة يُطعن من الخلف و يصمت ) ، جلست على سريري سارحاً و شارداً حتى شعرت بالملل ، قمت بفتح ال لاب توب لتصفح بعض المواقع و لتصفح بريدي الالكتروني و إذا بها .....
نعم أنها الرسالة الثالثة من ذلك البريد المجهول و التي كان نصها كالأتي ( أتأكدت أنها بتضحك عليك يا أدهم ولا لسه ؟؟؟ ، أه عموماً لو مش متأكد أستنى لحد بعد نص الليل و أتصل بيها هتلاقيها بتكلمه ، أه نسيت أقولك ، هى بتخونك مع شخص معاها فالشغل ) ثم في نهاية الرسالة نفس الكلمات و الأحرف الغير مفهومة و لكن بنهايتها جملة استطعت قراءة أخر كلمة بها (تقسيم تقسيم طء طء ط ط ط ع ظ ا م ظام ظام تسليم ظ ظ ظ ظ ا ظ ع ظ و ظ ر توكل يا ظام على أدهم ) ، إزداد غضبي و أغلقت ال لاب توب بغضب ، لا يهمني تلك الحروف و لكن كل ما يهمني هو شرفي الذي أهانته تلك الخائنة ، أنتظرت و أنتظرت و الوقت يمر كقطار بطئ على جثماني و لكنه يمر ، و بعد أن تخطت الساعة الثانية عشر ليلاً أمسكت بهاتفي و قمت بالأتصال بنورهان لتظهر لي تلك الرسالة مرة أخرى (المكالمة قيد الأنتظار) ........
أغلقت الهاتف و في نفسي أتمنى أن تمر تلك الأيام الثلاثة في دقائق و أراها تتعذب أمامي و أرى أنتقامي لشرفي و لحبي أمام عيني .

مرت الليالي الثلاثة بفتور واضح في علاقتنا ، و فى الليلة الثالثة ذهبت الى المقابر و فعلت كما طلب مني (هلالي) و وجدت (عبد التواب) و ذهبنا الى قبر ثم قام بفتحه و قال لي .
- القبر اهو ، هسيبك تخلص اللي بتعمله و لمَ تخلص قول يا عبد التواب هجيلك على طول .

ذهب عبد التواب ثم أخرجت الورقة و بدأت بقرأة ما فيها ، و كان كلاماً غريباً ليس له معنى محدد (على الاقل بالنسبة لي) كلاماً لا أتذكر منه سوى بضعة كلمات و هى ( أتموا العمل أتموا العمل ، توكل يا ظام بضرب أدهم ابن روحية و أجعله مغلولاً بين أصفاد الظلام !!!!) ذهلت لوهلة ، ما هذا ؟ ، أنه أسمي ، قطع الصمت ، صوت أقطتع ذهولي ، و كان ذلك الصوت مواء قط أسود بداخل القبر ، نظرت اليه لأجد عيناه و كأنها جمرتان من النار ، شعرت بحرارة بين يدي ، نظرت الى يدي لأرى تلك الورقة تحترق بين يداي و بدون أية مقدمات شعرت بدفعة قوية ألقت بي الى داخل القبر ، نظرت بجواري فوجدت ذلك القط ينظر لي بغضب ثم نظر الى الأعلى ، نظرت أنا ايضاً الى الأعلى رأيت ثلاثة أشخاص ، هم الشيخ هلالي و عبد التواب التربي و ..... يتبع

بقلم
محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات