إبحث عن موضوع

قصة الخائنة 😈الجزء الثالث و الاخير😈

ظام

(الخائنة)
٣

أقطتع تفكيري مواء قط أسود بداخل القبر ، نظرت اليه لأجد عيناه و كأنها جمرتان من النار ، شعرت بحرارة بين يدي ، نظرت الى يدي لأرى تلك الورقة تحترق بين يداي و بدون أية مقدمات شعرت بدفعة قوية ألقت بي الى داخل القبر ، نظرت بجواري فوجدت ذلك القط ينظر لي بغضب ثم نظر الى الأعلى ، نظرت أنا ايضاً الى الأعلى لأرى ثلاثة أشخاص ، عم هلالي و عبد التواب التربي و بثينة .

نعم أنها بثينة والدة نورهان التي تقف بجوار هلالي و عبد الدايم و التي كانت ملامحها مخيفة بسبب ضوء القمر الذي أرى عبر انعكاسه على وجهها نظرات كراهية و غل ، نظرت لي نظرة ممزوجة بسعادة و انتقام و قالت .

- مالك مستغرب كده ليه ؟ ، هو انت كنت فاكر اني هسيبك تاخد بنتي و فلوس بنتي و كمان تخونها و اقف اتفرج عليك ؟؟
- انتي بتقولي ايه؟
- بقول اللي انت فاكرني مكنتش عارفاه ، تنكر انك عرفت بنتي و رسمت عليها دور الحب علشان ورث ابوها و شكلها ؟
- ااااا .... انا منكرش ..... منكرش اني حبتها والله العظيم .
- ااااه ااااه حبتهاااااا ، بس برضه ده ميمنعش انك تحبها و ف نفس الوقت تفضل مع الهانم اللي بتكلمها و كمان تتجوز بنتي و تاخد فلوسها ، والله اعلم بقى كنت هتعمل فيها ايه بعد ما تتجوزوا ، ما هو مش بعيد تقتلها و تقتلني بعدها و تورث كل فلوسنا وتتجوز البنت اللي انت بتكلمها .
- ب ب ب ، ببببس انااااااا .
- انت ايه يا حرامي يا نصاب يا قتال القتلة ؟ ، انت ايه ؟ ، هو انت فاكر اني عشان ست وحدانية و مليش غير بنتي اللي للأسف حبتك هسيبك تسرقنا و تضحك علينا !! ، لا فووووق ، انا ست اه أنما بعرف احافظ على نفسي و على بنتي كويس ، و احب اقولك اني عارفه كل حاجة من بنت اختي اللي عرفت كل حاجة عن طريق خطيبها اللي شغال مع الهانم اللي اسمها (فاطمة) اللي انت بتكلمها و بتحب فيها ، و لما عرفت حاولت أذيك بكل الطرق ، حطلتك عمل ف الاكل و حطتلك عمل ف العصير و المايه و الشاي لكن انت دمك زفر ، ده اللي قالهولي الشيخ هلالي لما سألت على أصلك و فصلك و وصلتله و حكالي انك زمان قتلت شاب من عندكوا ف البلد و عشان كده مفيش سحر بيأثر فيك ، بعد كده بصراحة انا مكنتش عارفة اعمل ايه ؟ ، لحد ما الشيخ هلالي الله يباركله دلني على موضوع اني اوهمك ان نورهان بتخونك و خليت بنت اختي تبعتلك الإميلات اللي قريتها و اللي كان ف أخرها طلاسم بتعيشك ف الوهم اكتر و اللي برضه مأثرتش فيك الا بسيط جداا ، و طبعا لأنك مينفعش تقتل نورهان لأنك هتخسر كتير ف اول حاجة هتيجي ف دماغك أنك تأذيها عن طريق السحر و بما أنك من بلد الشيخ هلالي هتروح له و هو طبعا عارف كل حاجة و بصراحة الله يباركله قام بالواجب و ذيادة و احب اقولك قبل ما اجي هنا انا حكيت ل نورهان على كل حاجة و فهمتها انك من اول يوم عرفتها فيه فالجامعة و انت داخل على طمع و انك بتخونها و هى خلاص هتتجوز ابن خالتها و هيسافروا ، أما انت بقى ف الشيخ هلالي عرف يجيبك بالسحر و بدماغك القذرة لحد القبر اللي انت جواه دلوقتي ، و صدقني انا مش عارفة اعمل معاك ايه ؟ ، بس كل اللي هقوله ليك انك مش هتخرج من القبر ده تاني .
اقتطع كلام بثينة صوت الشيخ هلالي قائلاً .
- سامحني يا ابني انت عارف ان انا خدام لقمة عيشي و بصراحة كمان انا شايف ان الست دي ليها حق و بصراحة هى دفعت كتير ، و انت عارف اني بحب شغلي ف احب اقولك اني سلطت عليك جن أسمه ظام و ده جن مش بيفارق الانسان الا بموته حتى لو دمه زفر و هو بيظهر على شكل القط الاسود اللي جنبك ده ، و عشان يقدر الجن ده يلازمك لازم انت تناديه و تنزله القبر ، و ده حصل فعلا بس الست بقى مش عاوزاك تخرج من القبر ، و بعدين حتى لو خرجت يعني انت مش هتعرف تنام ولا هتعرف تعيش زي بقية الخلق ، ف أحسنلك و أحسن لنا أنك تندفن مكانك جوه القبر ده ، يا عبد التواب ، أردم القبر عليه .

بدأ عبد التواب بألقاء التراب على القبر و انا بداخله ، و لكنني لم أستسلم ، قاومت و قاومت و استطعت الخروج وسط ذلك الغبار و ساعدني على ذلك ظلام الليل ، و عندما خرجت وجدت هلالي امامي الذي بدون وعي مني طرحته أرضاً و أمسكت بحجر كبير و ظللت اضربه به على رأسه مراراً و تكراراً حتى لفظ أنفاسه الاخيرة بين يدي ، و بينما يلفظ هلالي انفاسه الأخيرة سمعت صوت بثينة تصرخ ،أتجهت نحو مصدر الصوت ، كانت جالسة على الأرض تبكي و تبكي و لكن لم تأخذني بها أي شفقة و رحمة و قمت بحملها ثم القيت بها بداخل القبر و بعد أن القيتها وجدت عبد التواب يفر هارباً ، و بجواري كان يقف ذلك القط الأسود الذي خرج منه صوت كصوت الكلاب ممزوج بصوت صرخات ، لم اتمالك نفسي و ركضت خلف عبد التواب ، ركضت لكي لا يفر و يقوم بأبلاغ الشرطة عن ما حدث و في نفس الوقت أركض هروباً من ذلك القط الذي يركض من خلفي مثل النمر الجائع ، و بدون وعي مني وجدت نفسي بمنتصف الطريق الخارجي للمقابر و سيارة تأتي نحوي مسرعة لترتطم بي و من بعد ذلك أفقد الوعي ، ثم أستفيق و أجد نفسي بأحدى مستشفيات الجيزة و قدماي مبتورتان ....

نعم فأنا أصبحت عاجزاً بعد ما حدث ، فقد خسرت حبيبتي و عملي و صحتي و خطيبتي أيضاً ، و من بعد ما حدث لا أعلم أي شئ عن نورهان او والدتها أو حتى عن (فاطمة) تلك الفتاه التي كنت معجب بها و أخون نورهان معها و لا حتى عن هلالي او عن عبد التواب ، و لكن كل ما أعلمه أنني اصبحت قعيد على ذلك الكرسي المتحرك اللعين ، لا أعلم هل هذا أنتقام على طمعي و جشعي ام أنه ابتلاء ، فأنا لا أنكر أنني طمعت بنقود نورهان و بجمالها و لكنني أيضاً أحببتها ، أقسم بأنني أحببتها و بأن (فاطمة) كانت مجرد فتاة اعجبت بمظهرها ، و لكن كل شئ أصبح مجرد ذكريات ، عدا ذلك القط الأسود الذي أراه كل ليلة بأحلامي هو و تلك السلسلة التي كان يرتديها هلالي و ذلك الكابوس الذي يراودني منذ شهور طويلة ، بأن ذلك القط يطاردني و انا اركض و اركض حتى ترتطم بي بتلك السيارة ، و الأن بعد ان حدث ما حدث بسبب خيانتي انا ليست خيانة نورهان لأنها لم تكن خائنة من الأساس قد تأكدت أن ليس بهذه الحياه شخص مظلوم و شخص ظالم فالمظلوم في قصة هو ظالم بقصة أخرى ، و تأكدت أيضاً من استمرارية وجوده ف أنا أرى كل ليلة ذلك القط (ظام) .... تمت

(تلك القصة مبنية على رواية حقيقية)

بقلم
محمد_شعبان
العارف

ليست هناك تعليقات